سبب شائع وراء ارتفاع ضغط الدم.. ما هو؟

ارتفاع ضغط الدم حالة شائعة تؤثر على شرايين الجسم، حيث تكون قوة دفع الدم باتجاه جدران الشرايين عالية للغاية باستمرار ويجعل القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم ويتسبب أحياناً بالسكتة القلبية أو الدماغية.

  • يمكن مراقبة ارتفاع ضغط الدم يومياً في المنزل
    يمكن مراقبة ارتفاع ضغط الدم يومياً في المنزل

كشفت دراسة حديثة عن خلل هرموني صامت يصيب ملايين مرضى الضغط من دون أن يلحظه الأطباء، رغم عواقبه الصحية الوخيمة.

وحذّرت الدراسة التي نشرت في مجلة "الغدد الصماء السريرية والتمثيل الغذائي"، من أنّ "العديد من الأطباء لا يجرون فحوصاً لهرمون الدوستيرون، رغم أنّ 30% من مرضى ارتفاع ضغط الدم لدى أطباء القلب و14% لدى أطباء الرعاية الأولية يعانون من فرط الألدوستيرونية الأولية".

وتنتج هذه الحالة عن إفراز الغدتين الكظريتين كميات زائدة من الـ"الدوستيرون"، ما يؤدي لاحتباس الصوديوم وفقدان البوتاسيوم وارتفاع ضغط الدم، من دون تشخيص مبكر في كثير من الحالات، وفقاً لموقع "يو بي آي".

كما أظهرت الدراسة أنّ المرضى المصابين بهذه الحالة أكثر عرضة للإصابة بالسكتة الدماغية بنسبة (2.6 مرة)، وفشل القلب (مرتان)، واضطراب ضربات القلب (3.5 مرات)، وأمراض القلب عموماً بنسبة 77%.

وشددت الدكتورة غايل أدلر، على أهمية إجراء فحص دم بسيط ومنخفض التكلفة لتشخيص الحالة مبكراً، وتقديم العلاج المناسب، مشيرةً إلى إمكانية اللجوء للجراحة في حال كانت إحدى الغدتين مسؤولة فقط عن الإفراز الزائد.

كما أوصت الدراسة بتعديل نمط الحياة، عبر تقليل الصوديوم وخفض الوزن، إلى جانب العلاج الدوائي أو الجراحي حسب الحالة.

ارتفاع (فرط) ضغط الدم

  • ارتفاع (فرط) ضغط الدم
    ارتفاع (فرط) ضغط الدم

ارتفاع ضغط الدم حالة شائعة تؤثر على شرايين الجسم، ويُطلَق عليها أيضاً فرط ضغط الدم. في حال الإصابة بارتفاع ضغط الدم، تكون قوة دفع الدم باتجاه جدران الشرايين عالية للغاية باستمرار. ويجعل هذا القلب يعمل بجهد أكبر لضخ الدم.

يُقاس ضغط الدم بوحدة الملليمتر الزئبقي (ملم زئبقي). وتُوصَف الحالة عموماً بأنها ارتفاع في ضغط الدم عندما تكون قراءة ضغط الدم 80/130 ملم زئبقي أو أعلى.

تقسم الكلية الأميركية لأمراض القلب وجمعية القلب الأميركية ضغط الدم إلى أربع فئات عامة. ويصنّف ضغط الدم المثالي بأنه ضغط الدم الطبيعي.

ضغط الدم الطبيعي: إذا كانت قراءة ضغط الدم أقل من 120/80 ملم زئبقي

- ارتفاع ضغط الدم الطفيف. يتراوح الرقم العلوي بين 120 و129 ملم زئبقي والرقم السفلي أقل من 80 ملم زئبقي، وليس أعلى منه.
- فرط ضغط الدم من المرحلة الأولى. يتراوح الرقم العلوي بين 130 و139 ملم زئبقي أو يكون الرقم السفلي بين 80 و89 ملم زئبقي.
- فرط ضغط الدم من المرحلة الثانية. يكون الرقم العلوي 140 ملم زئبقي أو أعلى أو يكون الرقم السفلي 90 ملم زئبقي أو أعلى.
- يُوصَف ضغط الدم الذي يتجاوز 120/180 ملم زئبقي بأنه نوبة أو أزمة فرط ضغط دم طارئة. وفي هذه الحالة، ينبغي طلب الرعاية الطبية الطارئة لأي شخص تصل قراءات ضغط دمه إلى هذا الحد.

في حال لم يُعالَج ارتفاع ضغط الدم، فإنه يزيد من احتمال التعرّض للإصابة بنوبة قلبية وسكتة دماغية ومشكلات صحية خطيرة أخرى. لذلك من الضروري قياس ضغط الدم مرة على الأقل كل عامين بدءاً من عمر 18 عاماً. وقد يتطلّب بعض الأشخاص قياس ضغط دمهم بوتيرة أكبر.

أعراض ارتفاع ضغط الدم

  • أعراض ارتفاع ضغط الدم
    أعراض ارتفاع ضغط الدم

لا تظهر أي أعراض على أغلب المصابين بارتفاع ضغط الدم، رغم أنه قد يصل لمستويات عالية الخطورة. وربما يكون ضغط دمك مرتفعاً منذ سنوات من دون أن تظهر عليك أي أعراض.

وقد يشعر قليل من مرضى ارتفاع ضغط الدم بما يلي: الصداع، ضيق النفس، نزف الأنف. ومع ذلك فإنّ هذه الأعراض لا تشتير إليه تحديداً. وهي لا تحدث عادة إلا عندما يصل ارتفاع ضغط الدم إلى مرحلة خطيرة أو مهدِّدة لحياة المريض.

يمكن أن يساعد اتباع عادات نمط الحياة الصحية مثل الامتناع عن التدخين وممارسة الرياضة وتناول طعام صحي في الوقاية من ارتفاع ضغط الدم وعلاجه. ولكن بعض الأشخاص يحتاجون إلى استخدام أدوية لعلاج ارتفاع ضغط الدم.

بالنسبة إلى معظم البالغين، لا يوجد سبب محدد للإصابة بارتفاع ضغط الدم. ويُطلق على هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم اسم ارتفاع ضغط الدم الأوّلي أو فرط ضغط الدم الأساسي. وعادةً ما تظهر هذه الحالة المَرضية تدريجياً على مدى عدة سنوات. كما يؤدي تراكم اللويحات في الشرايين، والذي يسمى بتصلب الشرايين، إلى زيادة خطر الإصابة بارتفاع ضغط الدم.

ارتفاع ضغط الدم الثانوي

ينتج هذا النوع من ارتفاع ضغط الدم بسبب حالة مرَضية كامنة. ويظهر غالباً فجأة ويُسبب ارتفاع ضغط الدم بمعدل أعلى من فرط ضغط الدم الأساسي.

تشمل الأمراض والأدوية التي يمكن أن تؤدي إلى فرط ضغط الدم الثانوي:

أورام الغدة الكظرية: وجود مشكلات في أوعية القلب منذ الولادة، التي تسمى أيضاً عيوب القلب الخلقية، أدوية السعال والبرد، وبعض المسكّنات، وحبوب تنظيم النسل، وغيرها من الأدوية التي تُصرف بوصفة طبية، العقاقير غير المشروعة، مثل الكوكايين والأمفيتامينات، أمراض الكلى، انقطاع النفس الانسدادي النومي، مشكلات الغدة الدرقية،
في بعض الأحيان، يؤدي مجرد إجراء فحص طبي إلى زيادة ضغط الدم. تُعرَف هذه الحالة باسم ارتفاع ضغط الدم بسبب متلازمة المعطف الأبيض.

عوامل خطورة ارتفاع ضغط الدم

هناك عدة عوامل خطر للإصابة بارتفاع ضغط الدم، منها:

العُمر: يزداد احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم مع التقدُّم في العمر. فارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعاً لدى الرجال قبل عمر 64 عاماً تقريباً. لكن النساء أكثر عرضة لارتفاع ضغط الدم بعد عمر 65 عاماً.

الأصل العِرقي: يشيع ارتفاع ضغط الدم بشكل خاص بين أصحاب البشرة السمراء، إذ يُصابون به في سن مبكرة مقارنةً بأقرانهم من ذوي البشرة البيضاء.

التاريخ المَرَضي العائلي: يكون الفرد أكثر عرضةً للإصابة بارتفاع ضغط الدم إذا كان أحد والديه أو أشقائه مصاباً به.

السمنة أو الوزن الزائد: يسبب الوزن الزائد تغيّرات في الأوعية الدموية والكلى وغيرها من أجزاء الجسم، وغالباً ما تؤدي هذه التغيرات إلى ارتفاع ضغط الدم. 

قلة ممارسة الرياضة: من الممكن أن يؤدي عدم ممارسة الرياضة إلى زيادة الوزن، ما يزيد من احتمال الإصابة بارتفاع ضغط الدم. وأيضاً تزداد سرعة القلب عادةً لدى الأشخاص الذين لا يمارسون أنشطة بدنية.

تعاطي التبغ أو تدخين السجائر الإلكترونية: يؤدي التدخين أو مضغ التبغ أو تدخين السجائر الإلكترونية إلى ارتفاع ضغط الدم على الفور لفترة وجيزة. 

الإفراط في تناول الملح: يمكن أن تُسبب كثرة الملح، أو ما يُعرف بالصوديوم، في الجسم احتباس السوائل داخله، ما يؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم.

انخفاض مستويات البوتاسيوم: يساعد البوتاسيوم على توازن نسبة الأملاح في خلايا الجسم. ومن ثم فتحقيق التوازن السليم للبوتاسيوم أمر مهم لصحة القلب. قد تنخفض مستويات البوتاسيوم نتيجة لنقص البوتاسيوم في النظام الغذائي أو وجود مشكلات صحية معيّنة، ومنها الجفاف.

الإفراط في تناول الكحوليات: يرتبط تعاطي الكحوليات بارتفاع ضغط الدم، خاصةً لدى الرجال.

التوتر: يمكن أن تؤدي مستويات التوتر المرتفعة إلى ارتفاع ضغط الدم على نحو مؤقت. كما قد تؤدي العادات المرتبطة بالتوتر، مثل تناول الكثير من الطعام أو تعاطي التبغ أو شرب الكحول، إلى زيادة ارتفاع ضغط الدم.

أمراض مزمنة مُعينة: من الأمراض التي يمكن أن تؤدي إلى ارتفاع ضغط الدم أمراض الكلى والسكري وانقطاع النفس النومي.

الحمل: يُسبب الحمل أحياناً ارتفاع ضغط الدم.

وفي حين أنّ ارتفاع ضغط الدم أكثر شيوعاً لدى البالغين، إلا أنه يمكن أن يُصيب الأطفال أيضاً. وقد يكون ارتفاع ضغط الدم لدى الأطفال ناتجاً عن مشكلات في الكلى أو القلب، ولكن بالنسبة إلى عدد متزايد من الأطفال، يرجع ارتفاع ضغط الدم إلى بعض عادات نمط الحياة، مثل اتباع نظام غذائي غير صحي، وقلة ممارسة التمارين الرياضية.

المضاعفات الصحية

يمكن أن يؤدي الضغط الزائد على جدران الشرايين نتيجة لارتفاع ضغط الدم إلى تضرر الأوعية الدموية وأعضاء الجسم. وكلما ارتفع ضغط الدم وطالت مدة عدم السيطرة عليه، زاد الضرر.

يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم غير المسيطَر عليه إلى مضاعفات منها:

النوبة القلبية أو السكتة الدماغية: قد يؤدي تصلّب الشرايين وزيادة سُمكها الناتجين عن ارتفاع ضغط الدم وعدد من العوامل الأخرى إلى حدوث نوبة قلبية أو سكتة دماغية أو مضاعفات أخرى.

تمدد الأوعية الدموية: يمكن أن يُسبب ارتفاعُ ضغط الدم ضعف الأوعية الدموية وانتفاخها، ما يؤدي إلى تمدد الأوعية الدموية. وإذا حدث تمزّق للأوعية الدموية المتمددة، فقد يصبح الأمر مهدداً للحياة.

فشل القلب: عندما يكون ضغط الدم مرتفعاً، يُدفع القلب إلى العمل بجهد أكبر لضخ الدم. وهذا يؤدي إلى زيادة سُمك جدران حجرة ضخ الدم في القلب. وتُسمى هذه الحالة المَرَضية بتضخم البطين الأيسر. في النهاية، يعجز القلب عن ضخ ما يكفي من الدم لتلبية حاجة الجسم، ما يؤدي إلى فشل القلب.

مشكلات مَرَضية بالكلى: يمكن أن يؤدي ارتفاع ضغط الدم إلى تضيق الأوعية الدموية الموجودة في الكليتين أو ضعفها، مما يلحق ضرراً بالكُلى.

مشكلات بالعين: يمكن أن يُسبب ارتفاع ضغط الدم زيادة سُمك الأوعية الدموية في العينين أو تضيقها أو تمزقها، ما يؤدي إلى فقدان البصر.

متلازمة التمثيل الغذائي: هذه المتلازمة عبارة عن مجموعة الاضطرابات المرتبطة بالأيض داخل الجسم. في هذه الحالة المَرَضية، يتحلل السكر، ويُشار إليه بالغلوكوز، بشكل غير منتظم. تشمل هذه المتلازمة زيادة حجم الخصر وارتفاع مستوى الدهون الثلاثية، وانخفاض نسبة كوليسترول البروتين الدهني مرتفع الكثافة (أو الكوليسترول النافع) وارتفاع ضغط الدم ومستويات السكر بالدم. وتجعلك هذه الأعراض أكثر عرضة للإصابة بداء السكري وأمراض القلب والسكتة الدماغية.

تغيّرات في الذاكرة أو الاستيعاب: قد يؤثر ارتفاع ضغط الدم غير المُعالَج على قدرتك على التفكير والتذكر والتعلم.

الخَرَف: يمكن أن تقيد الشرايين الضيقة أو المسدودة من تدفق الدم إلى الدماغ، ويمكن أن يُسبب ذلك نوعاً من الخَرَف، يُسمى بالخَرَف الوعائي. وقد تؤدي السكتة الدماغية التي تمنع تدفق الدم إلى الدماغ إلى الإصابة بالخَرَف الوعائي.

اقرأ أيضاً: نصائح في حالات ارتفاع مستوى ضغط الدم