دعوهم يلعبون بالتراب!

ينصح خبراء الصحة بإتاحة الفرصة للطفل باللعب في الطبيعة والتراب شريطة أن يكون المكان الذي يلعب فيه الطفل خالياً من المواد السامّة والضارة، كما يحذّر الأطباء من تناول التراب أو استنشاقه.

  • دعوهم يلعبون بالتراب!
     التعرّض للبكتيريا الموجودة في التراب يمكن أن يساعد الجهاز المناعي 

أظهرت دراسة علمية أجريت في فنلندا أنّ لعب الأطفال بالتراب يعزّز جهاز المناعة لديهم ويحميهم من بعض الأمراض.

وتبعاً لموقع Live Science  فإنّ الدراسة الجديدة كان هدفها معرفة إمكانية تعزيز جهاز المناعة لدى الأطفال من خلال اللعب بالعشب والتراب في الطبيعة، واكتشف الباحثون أنه وفي غضون شهر، كان لدى الأطفال الذين لعبوا في التراب مجموعة أكثر تنوّعاً من البكتيريا غير الضارة على جلدهم وخلايا تنظيم المناعة في دمائهم أكثر من أولئك الذين لعبوا في ملاعب الحصى والرمل الاصطناعية الموجودة في المدن.

وبيّنت نتائج الدراسة أنّ التعرّض للبكتيريا الموجودة في التراب يمكن أن يساعد الجهاز المناعي لدى الطفل بالنضوج، الأمر الذي يعزّز المناعة في جسمه ويحميه من الأمراض المناعية ومخاطر الإصابة ببعض أنواع الحساسية.

ومن جهة أخرى، أظهرت نتائح دراسة سويدية، نشرت عام 2024، أنّ الأطفال الذين نشأوا في مزارع أو لديهم حيوانات لديهم معدلات أقلّ من الحساسية مقارنة بباقي الأطفال، كما يوجد في أمعائهم عدد أكبر من البكتيريا النافعة التي تعتبر مهمة لدعم جهاز المناعة في الجسم.

وتؤكّد هذه الدراسات النظرية التي طرحها البروفيسور غراهام روك عام 2003، والتي تسمّى نظرية "الأصدقاء القدامى"، إذ ترجّح النظرية أنّ التعرّض لمجموعة متنوّعة من البكتيريا في سنّ مبكرة يعزّز تكوّن البكتيريا النافعة في الأمعاء، والتي تؤدّي دوراً مهماً في تعزيز جهاز المناعة، كما أنّ التعرّض لمجموعة متنوّعة من البكتيريا ومسبّبات الأمراض يساعد في تكوين الأجسام المناعيّة في الدم.

وينصح خبراء الصحة بإتاحة الفرصة للطفل باللعب في الطبيعة والتراب شريطة أن يكون المكان الذي يلعب فيه الطفل خالياً من الموادّ السامّة والضارّة، كما يحذّر الأطباء من أن تناول التراب أو استنشاقه قد يعرّض الطفل أحياناً لخطر بعض الطفيليات والموادّ الخطرة على الصحة.