عشبة مُرّة… لكن فوائدها "لا تُقدّر بثمن"!

دراسة علمية متخصصة لجامعة الزاوية في ليبيا، تتناول نبات الشيح وهو أحد النباتات الطبية المعروفة في الطبين التقليدي، تمهيداً لاستراتيجية المركز لتعزيز البحث العلمي التطبيقي في مجال الطب التكميلي.

  • عشبة مُرّة… لكن فوائدها “لا تُقدّر بثمن”!
    استخدمت عشبة الشيح لمئات السنين في الممارسات الطبية التقليدية

أعلن المركز المتقدّم لأبحاث النبات والطب التكميلي التابع  لجامعة الزاوية في ليبيا عن بدء دراسة علمية متخصصة على نبات الشيح، أحد النباتات الطبية المعروفة في الطبين التقليدي والحديث، وذلك في إطار جهوده المستمرة لتطوير أبحاث علمية تخدم الصحة العامّة وتعزّز الاستخدام الآمن للنباتات الطبية.

وأوضح المركز، أنّ الفريق العلمي باشر إجراء تحاليل مخبرية أولية دقيقة على عيّنات مختارة من نبات الشيح، تمهيداً لإطلاق دراسة شاملة تهدف إلى تحليل تركيبته الكيميائية النشطة، واستكشاف خصائصه البيولوجية، بما في ذلك إمكاناته العلاجية المحتملة.

وأكد أنّ هذه الخطوة تمثّل انطلاقة لمسار بحثي منهجي يهدف إلى الكشف عن الخصائص الدوائية للنبات، وتقييم إمكانية توظيفها في تطوير علاجات طبيعية فعّالة، بما يتماشى مع المعايير العلمية الدولية.

وأشار القائمون على المشروع إلى أنّ هذه المبادرة تندرج ضمن استراتيجية المركز لتعزيز البحث العلمي التطبيقي في مجال الطب التكميلي، مؤكّدين التزامهم بالمنهجية العلمية الدقيقة، وأخلاقيات البحث، والضوابط البيئية.

وأعرب المركز عن أمله في أن تسهم نتائج هذه الدراسة في إثراء المعرفة العلمية، محلياً ودولياً، حول نبات الشيح، وفتح المجال أمام تطبيقات طبية مبتكرة تسهم في تحسين جودة الحياة والصحة المجتمعية.

  • عشبة الشيح تمتاز بزهورها الصفراء
    عشبة الشيح تمتاز بزهورها الصفراء

سيقان مخملية و زهور  صفراء!

وينمو الشيح في مناخات مختلفة في آسيا وأفريقيا وأميركا الجنوبية، لكنّ موطنه الأصلي في أوروبا. تتميز هذه العشبة بألوانها: سيقانها مخملية، أوراقها خضراء وزهورها صفراء. 

استخدمت عشبة الشيح لمئات السنين في الممارسات الطبية التقليدية، واللافت استخدام أجزائها كافة لما تحتويه من فوائد عظيمة.

لكنّ، فوائده العظيمة لم تحمِه من السمعة السيئة. فقد تمّ استخدام الشيح في "الأفسنتين" وهو مشروب كحولي فرنسي كان مفضّلاً للعديد من فنّاني القرن الـ19، بمن فيهم الرسّام الهولندي فنسنت فان جوخ، وقيل أنه يسبّب العديد من الآثار الضارة.

اقرأ أيضاً: بين السمعة السيئة والخصائص العظيمة.. ماهي فوائد الشيح؟

كما واعتبر الشيح مادّة مهلوسة وسمّاً محتملاً، وقد تمّ حظره من الولايات المتحدة لمدة قرن تقريباً، لكنه متاح قانونياً الآن فيها.

فوائد نبتة الشيح

الشيح من الأعشاب التي تستخدم للقضاء على الديدان المعوية وخاصة الديدان المدورة والديدان الدبوسية. ويعدّ السبب الرئيسي لاستخدامه كمطهّر حيث يقضي على الكثير من الطفيليات. وهو المصدر الرئيسي لعقاقير الأرتيميسينين العشبية. وهو من أقوى أدوية الملاريا الموجودة في السوق. كما أظهرت بعض الأبحاث والدراسات قدرة الشيح على قتل الخلايا السرطانية.

اقرأ أيضاً: العدوى الأكثر انتشاراً في العالم.. ما أعراض جرثومة المعدة؟

يتمّ استخدام الشيح أيضاً لعلاج فقدان الشهية والأرق وفقر الدم ونقص الشهية وانتفاخ البطن وآلام المعدة واليرقان وعسر الهضم. 

  • دراسة ليبية: عشبة مُرّة… لكن فوائدها “لا تُقدّر بثمن”!
    يعتبر الشيح فعّالاً بدرجة فعّالية المضادات الحيوية الثلاثية نفسها (الطبي)

علاج فرط نمو البكتيريا المعوية:

يتمّ استخدام العلاجات الطبيعية والعلاجات البديلة في حال المرور بمشكلات في الجهاز الهضمي. وتظهر الدراسات بأنّ استخدام الشيح مفيد جداً لعلاج فرط نمو البكتيريا المعوية التي يمكن أن يتمّ علاجها باستخدام المضادات الحيوية. وباستخدام الأعشاب الطبيعية مثل الشيح. ويعتبر الشيح فعّالاً بدرجة فعّالية المضادات الحيوية الثلاثية نفسها في الدراسات والأبحاث.


القضاء على الملاريا:

تعتبر الملاريا من الأمراض الخطيرة التي تحدث بسبب طفيليات تنتقل عن طريق لدغة البعوضة المصابة، وتغزو الملاريا خلايا الدم الحمراء البشرية. يتمّ استخدام عقار الأرتيميسينين الذي يتمّ استخلاصه من الشيح، ويعدّ هذا العقار العشبي الأقوى لمحاربة الملاريا والقضاء عليها. وتعرف عشبة الشيح بقدرتها على تقليل عدد الطفيليات في دم المريض المصاب بالملاريا، ويتمّ استخدام الأرتيميسينين كعلاج أولي للملاريا غير المعقّدة، حيث تعمل مادة الأرتيميسينين على قتل الملاريا عن طريق تفاعلها مع الحديد في الطفيليات وبالتالي تنتج الجذور الحرة التي تقوم بتدمير جدران الخلية لطفيل الملاريا.

اقرأ أيضاً: سلاح جديد ضد الملاريا؟

التخلّص من الطفيليات:

يتمّ استخدام الشيح للقضاء على الديدان المعوية، وخاصة الديدان الدبوسية أو الديدان المستديرة. وتعدّ الديدان المستديرة أو الديدان الخيطية من الطفيليات التي تصيب الأمعاء كما يمكن أن تسبّب الديدان الدبوسية الحكة الشديدة في منطقة الشرج، بينما تسبّب الديدان المستديرة السعال وضيق التنفّس وألماً في البطن والغثيان والإسهال ودماً في البراز وفقدان الوزن. يمكن علاج الطفيليات بالطرق الطبيعية من خلال استخدام الشيح والجوز الأسود والقرنفل للقضاء على العدوى الطفيلية.


القضاء على الخلايا السرطانية:

في الدراسات الحديثة وجدوا أن مادة الأرتيميسينين تعمل على قتل الخلايا السرطانية في الثدي وبالتالي يمكن اعتبار الشيح خياراً طبيعياً لعلاج سرطان الثدي. حيث تعمل هذه المادة على تسهيل الانقسام وذلك لأنها غنية بالحديد. ويعتقد بأنّ الخلايا السرطانية تحتوي على 5 إلى 15 مستقبلاً أكثر من الطبيعي، وبالتالي يكون امتصاص الحديد بشكل أسهل وبالتالي تكون أكثر عرضة لهجوم الأرتيميسينين.

المساهمة في علاج مرض كرون:

يعمل الشيح على تحسين حالة المرضى المصابين بمرض كرون  (التهاب مزمن وغير مُعدٍ، يسبّب التهاب وتهيّج بطانة الجهاز الهضمي) بحسب الدراسات.

وتشير النتائج إلى أنّ الشيح يمكن أن يقلّل الحاجة إلى المنشطات لدى المرضى الذين يعانون من هذا المرض. ويعمل على تحسين الحالة المزاجية ونوعية حياة المريض. وكانت هذه النتائج رائعة مقارنة بالأدوية المستخدمة لعلاج مرض كرون.

مضاد للميكروبات وللفطريات:

يحتوي الشيح على خصائص مضادة للميكروبات وخصائص مضادة للفطريات. ويساهم في القضاء على السالمونيلا والأي كولاي، حيث يمكن أن تسبّب الأي كولاي الإسهال والتهابات المسالك البولية والالتهاب الرئوي والأمراض الأخرى. ويعمل الشيح على قتل الفطريات وقتل عدوى الخميرة في الفم والأمعاء والمهبل. وقد يؤثّر الشيح على الجلد والأغشية المخاطية الأخرى.