العراق: ارتفاع غير مسبوق في إصابات حمى القرم -الكونغو النزفية
إصابات حمى القرم -الكونغو النزفية في العراق ترتفع بشكل غير مسبوق في مناطق تربية المواشي، وخبراء الصحة يرجعون الأسباب إلى غياب تعقيم حظائر الحيوانات بسبب الإغلاقات التي رافقت وباء كورونا.
-
إصابات بحمى القرم -الكونغو النزفية في مناطق تربية المواشي
ارتفعت الإصابات بحمى القرم -الكونغو النزفية في العراق بشكل غير مسبوق، وسجلت البلاد 111 إصابةً بين البشر بالمرض، بينها 19 وفاةً، وفق منظمة الصحة العالمية.
يأتي ذلك بعد أن كانت الحالات التي تسجل لا تتجاوز أصابع اليد الواحدة سنوياً، بحسب مدير شعبة السيطرة على الأمراض داخل دائرة الصحة في محافظة ذي قار الجنوبية حيدر حنتوش.
وسجّلت هذه المحافظة الفقيرة والريفية وحدها نصف الإصابات الإجمالية بالحمى النزفية في العراق، وتنتشر في هذه المنطقة تربية المواشي من جواميس وبقر وماعز وغنم، وهي الحيوانات الوسيطة في نقل حمى القرم-الكونغو إلى الإنسان.
وبحسب الصحة العالمية، يحدث انتقال حمى القرم- الكونغو إلى الإنسان "إما عن طريق لدغات القراد أو بملامسة دم أو أنسجة الحيوانات المصابة خلال الذبح أو بعده مباشرة".
لذا، تقوم فرق الصحة في العراق بتعقيم المنازل التي يصاب سكانها بالحمى، ويقومون برش الأبقار والمواشي وصغارها لقتل الحشرات الناقلة للفيروس، ثم تعقيم الأحواض الحديدية الموجودة في الحظيرة، بالإضافة إلى تعقيم التراب والحصى.
وبعد انتهاء عملية التعقيم، يحمل الفريق الطبي حاوية بلاستيكية في داخلها حشرات بنيّة صغيرة جداً أزيلت من الحيوانات.
ارتفاع الإصابات مؤخراً.. ما الأسباب؟
يعزو ممثل منظمة الصحة العالمية أحمد زويتن هذا الارتفاع في أعداد الإصابات إلى "فرضيات" عدة، أبرزها غياب حملات التعقيم التي تجريها السلطات للحيوانات خلال عامي 2020 و2021، بسبب الإغلاق المرتبط بفيروس كورونا. وبالنتيجة، "نمت أعداد الحشرات".
ويشرح الخبير أن "تكاثر الحشرات" بدأ هذا العام بشكل مبكر، "قبل نحو أسبوعين أو ثلاثة" من العادة، ويرجع الارتفاع "بحذر شديد بجزء منه إلى الاحترار المناخي الذي تسبّب بتمديد لفترة التكاثر عند الحشرات".
يقول من جهته، الطبيب المختص بأمراض الدم السريرية في دائرة صحة ذي قار أزهر الأسدي إنّ الإصابات ازدادت بسبب "قلة توعية الناس حول طرق انتقال هذا المرض وعدم أخذ الأمر بجدية، لا سيما بشأن الارشادات التي يقدّمها الأطباء".
وأشار إلى أن "انتشار الحيوانات" المشرّدة أيضاً "موضوع خطير"، موصياً خصوصاً القصابين "بذبح الحيوانات في أماكنها الخاصة وتنظيفها".
ويقول الطبيب إنّ غالبية المرضى هم في "مرحلة الشباب، معدّل الأعمار حوالى 33 عاماً"، على الرغم من أنّ إصابات سُجّلت عند طفل يبلغ من العمر 12 عاماً، ورجل يبلغ 75 عاماً.
في الحالات الأكثر تقدماً للمرض، يعاني المريض من النزف من الفم والأنف وتحت الجلد وفي الجهاز الهضمي والجهاز البولي، كما يوضح الطبيب، مشيراً إلى مخاوف من "ارتفاع أعداد الإصابات خلال فترة عيد الأضحى بسبب ارتفاع معدّل ذبح الحيوانات والقرب من اللحوم".
العراق ودول أخرى
لا يقتصر هذا الفيروس على العراق، فهو يسجّل إصابات أيضاً منذ سنوات في البلقان كما في السودان وناميبيا وإيران وتركيا، وشهد ارتفاعاً ملحوظاً في أفغانستان في العام 2018 مع 483 إصابة، وفي العام 2019 مع 583 إصابة، وفي العام 2020، سجّل 184 إصابة بينها 15 وفاة.
ويكثّف العراق، إلى جانب الأمم المتحدة، في الآونة الأخيرة حملات التعقيم والتوعية في أوساط السكان، وأدخلت المستشفيات علاجاً جديداً بمضادات فيروسية "بدأ بإعطاء نتائج جيدة"، وفق زويتن الذي يضيف: "يبدو أنّ معدّل الوفيات قد انخفض".