الساعة البيولوجية: ما علاقة الوقت بوظائف الجسم؟

"الساعة البيولوجية"هي ساعة داخلية فطرية تسير ذاتياً، تتحكّم بدورات النوم والاستيقاظ، فضلاً عن دورها الكبير في كلّ ما يخص الإنسان، بداية من إفراز الهرمونات حتى درجة حرارة الجسم، وتُضبط بمؤثرات خارجية، ويؤثر خللها على العديد من العمليات الحيوية والصحية لديه.

  • الساعة البيولوجية: ما علاقة الوقت بوظائف الجسم؟
    الساعة البيولوجية تنقسم إلى 24 جزءاً بعدد ساعات اليوم (الصورة: يشودا)

مرّ ترسيم الساعة البيولوجية لجسم الإنسان بالعديد من المراحل، وانكبّ العلماء على ترسيمها، فتطوّرت خطوة خطوة، إلى أن بلغت ذروة تطوّرها باعتمادها الـ 24 ساعة، وتوزيع وظائف الجسم الإنساني على أوقاتها وفق دراسات وأبحاث ومتابعات طويلة. 

والساعة البيولوجية (Circadian rhythm) تتأثّر بالنور والظلام اللذين يؤدّيان دوراً رئيساً في خلق الشعور بالنعاس أو اليقظة، وعادةً ما تتحكّم بوظائف الجسم الآتية:

-النوم واليقظة.
-درجة حرارة الجسم.
-التوازن في مستويات ونسب السوائل في الجسم.
-وظائف جسمانية أخرى، مثل: الشعور بالجوع.

وقدّم الخبير اللبناني بالتغذية والطب البديل الدكتور رالف عيراني تفاصيل حول الساعة البيولوجية الإرشادية التي توضح ترابط وظائف الجسم، وأهمّ محطاته، بالتوقيت اليومي.

أبرز النقاط التي توضحها

عيراني يشرح لـ "الميادين نت" أبرز النقاط التي توضحها الساعة البيولوجية،ويفيد أنها ليست وليدة فترة زمنية معيّنة، بل استغرق وضعها عقوداً طويلة، ومرّت بمراحل تطوّر متنوّعة. 

ويذكر أن الساعة البيولوجية تنقسم إلى 24 جزءاً بعدد ساعات اليوم، وتبدأ بالساعة الأولى بعد منتصف الليل، وفيها أن الشغل التلقائي للجسم يبدأ في هذه الساعة غالباً.

ويواصل الخبير شرحه لبقية الخطوات، أو الساعات، ساعة بساعة ذاكراً أنه في الساعة الثانية بعد منتصف الليل، يكون جسم المرء في حالة النوم الأعمق، وفي الثالثة، تُسَجَّل ذروة قدرة الجسم على ترميم الجلد.

ساعة جسمك اليومية!

-بين الرابعة والخامسة فجراً، تصبح حرارة الجسم في أدنى مستوىً لها في اليوم، وما بين الخامسة والسادسة، تقوى الأحلام إلى ذروتها، ويرتفع إفراز الكورتيزول إلى أقصاه، كذلك، يبلغ إفراز الانسولين أعلى مستوىً له.

-السابعة صباحاً، يشتد ضغط الدم،والنبض، ويفرز الجسم الهرمون الذكري- Testosterone- لدى الرجال بأعلى نسبة يومية.  

-يُقفِل إفراز "الميلاتونين" المسؤول عن النعاس، والنوم، عند الثامنة، والحاجة للدخول إلى الحمام هي الأكثر شيوعاً في هذا التوقيت، ووزن الجسم يصل إلى أدناه حتى التاسعة، بينما تبلغ اليقظة اليومية، والوعي أعلى نسبة عند العاشرة.

-ما بين الساعة 11، والواحدة بعد الظهر، يبلغ المزاج -Mood- أحسن حالاته، وعند الثانية، يصبح التنسيق بين العين واليد في أحسن حالاته، ما يعزّز القدرة على العمل اليدوي،والكتابة، وما إلى هنالك.

  • الساعة البيولوجية للإنسان
    الساعة البيولوجية للإنسان (Ruba)

-الثالثة، أفضل ساعة للقيلولة حيث تنخفض الطاقة، وعند الرابعة بعد الظهر، تصبح القدرة على التفاعل في أحسن حالاتها.

-الخامسة عصراً، يبدو أنها ذروة الأوقات للخروج والحركة والنشاط، إذ يكون التنفّس في أفضل حالاته، خصوصاً في حالات الأمراض الرئوية، وتبلغ قوة العضل، ومطواعيّته المستوى الأفضل، وفعّالية القلب والرئتين تكون في أحسن حالاتها، ويعتبر هذا التوقيت هو الأفضل لممارسة أصناف الرياضة المختلفة. 

-التذوّق أكثر حدّة عند السادسة، وحرارة الجسم ترتفع إلى أفضل مستوى عند السابعة مساءً، والثامنة هي أفضل توقيت للجري، والسباحة.

التاسعة، يبدأ إفراز الميلاتونين، تحضيراً للنوم، وما بين العاشرة ومنتصف الليل، نهاية دورة الساعة البيولوجية،مع هدوءٍ وتفاعل في العواطف.

  • الساعة البيولوجية للإنسان
    الساعة البيولوجية للإنسان (Ruba)

الانسجام مع ساعة الجسم البيولوجية

الطريقة العميقة للبقاء بصحة جيدة هي العيش في انسجام مع ساعة الجسم.

ولا تعمل ساعة جسمك البيولوجية على تعزيز نمو وتطوّر الأعضاء والأنسجة المختلفة فحسب، بل تنبّهك أيضاً إلى المشكلات والظروف الصحية التي قد تواجهها عند إهمال صحتك. لضبط ساعة جسمك بشكل صحي.

اقرأ أيضاً: حواس متيّقظة رغم النوم... لماذا؟

ويجب أن تبدأ في الاستماع إلى أصوات جسمك وتتصرّف وفقاً لذلك. ومن خلال التكيّف مع نمط حياة صحي، يمكنك الحفاظ على الانسجام مع ساعة جسمك البيولوجية.