"آكلة لحم الإنسان".. بكتيريا قاتلة في اليابان!

لا يزال السبب الحقيقي وراء تفشي عدوى بكتيريا قاتلة في اليابان غير معروف، ولكن وزارة الصحة اليابانية تقول إنّ تخفيف التدابير المتعلقة بفيروس كورونا يمكن أن يكون أحد العوامل في زيادة الحالات المنتشرة في البلاد.

  • "آكلة لحم الإنسان".. بكتيريا قاتلة في اليابان!

سجلت بكتيريا نادرة وقاتلة "تنهش اللحم" أرقاماً قياسية في اليابان، مع إصابة مئات الأشخاص بالعدوى، إذ تجاوز عدد حالات "متلازمة الصدمة السامة للمكورات العنقودية" (STSS) streptococcal toxic shock syndrome في النصف الأول من عام 2024 ألف حالة، متخطياً إجمالي عدد الحالات المسجلة في العام الماضي.

وتشكل البكتيريا "العقدية المقيحة" Streptococcus pyogenes، المعروفة أيضاً بأسماء عدة من بينها "المجموعة (أ) للبكتيريا العقدية" group A streptococcus، السبب الرئيس لانتشار هذا المرض.

ووفقاً للمعهد الوطني للأمراض المعدية في اليابان، قد تكون "متلازمة الصدمة السامة للمكورات العنقودية" قاتلة في بعض الحالات، إذ سجل في آذا/مارس الماضي وحده 77 حالة وفاة، محذّرين من "خطورة المرض وقدرته على قتل المريض في غضون أيام".

وعلى الرغم من ارتفاع تسجيل عدوى قياسية لحالات المتلازمة هذا العام، إلّا أنّ السبب وراء هذا الارتفاع لا يزال مجهولاً.

ما هي متلازمة الصدمة السامة للمكورات العنقودية (STSS)؟

  • "آكلة لحم الإنسان".. بكتيريا قاتلة في اليابان!

وفقاً لـ"مركز مكافحة الأمراض والوقاية منها" الأميركية Centers for Disease Control and Prevention (CDC)، تعرف "متلازمة الصدمة السامة للمكورات العنقودية" بأنها مرض فتاك يسببه انتشار بكتيريا المجموعة (أ) العقدية في مجرى الدم والأنسجة العميقة.

وتعتبر الجروح المفتوحة والقروح ومرض السكر واستهلاك الكحول جميعها عوامل تزيد من خطر الإصابة بـ"متلازمة الصدمة السامة للمكورات العنقودية"، ويُعد أنّ هذا المرض هو الأكثر شيوعاً بين الذين تتجاوز أعمارهم 65 عاماً.

ووفقاً للتقرير الذي نشرته "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها"، تكمن الأعراض في ارتفاع في درجة الحرارة، والشعور بالدوار وآلام في العضلات والغثيان والتقيؤ.

وبحسب ما نقلت "بن ميديسن" Penn Medicine (كلية الطب بجامعة بنسلفانيا)، يُعد المرض أكثر خطورة عندما يتجانس مع "التهاب اللفافة الناخر" necrotizing fasciitis، وهو شكل من أشكال بكتيريا المجموعة (أ) للبكتيريا العقدية الذي يهاجم بشكل فتّاك العضلات والجلد والأنسجة الداخلية، ويرتبط بشكل كبير بـ"متلازمة الصدمة السامة للمكورات العنقودية".

وحذّر مدير قسم العدوى والصحة العالمية والمناعة في "معهد مردوخ لأبحاث الأطفال"Murdoch Children’s Research Institute في ملبورن بأستراليا، أندرو ستير، من أنّ المصابين بـ"متلازمة الصدمة السامة للمكورات العنقودية" غالباً ما يكونون بلا أي أعراض مسبقة، موضحاً أنه "غالباً ما تكون بحالة جيدة، ثم فجأة تتدهور صحتك بشكل سيئ".

ونبّه من أنّ "ظهور طفح جلدي يشبه حروق الشمس، قد يكون أول مؤشرات العدوى".

ووفقاً لتقرير "مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها"، فإنه خلال 24 إلى 48 ساعة يحدث انخفاض في ضغط الدم، مصحوباً بفشل في الأعضاء، إلى جانب زيادة ملحوظة في معدل ضربات القلب والتنفس. - ووفق التقرير - من الضروري زيارة المستشفى فوراً إذ يمكن علاج العدوى بالمضادات الحيوية أو الجراحة أو السوائل الوريدية.

سبب انتشار المرض في اليابان

لا يزال السبب الحقيقي وراء تفشي العدوى في اليابان غير معروف حتى الآن، ولكن وزارة الصحة اليابانية أشارت إلى أنّ "تخفيف التدابير المتعلقة بفيروس كورونا، يمكن أن يكون أحد العوامل في زيادة الحالات".

وأكّدت الوزارة أنّ "السفر إلى اليابان لا يزال آمناً"، لكنها نصحت المسافرين باتخاذ الاحتياطات الضرورية، مثل "الحفاظ على نظافة اليدين وتطهير الجروح بعناية لتجنب الإصابة بالعدوى".

وفي الوقت نفسه حذّر الخبراء من أنّ المتلازمة العنقودية موجودة منذ مئات السنين، لكنها لا تزال غير شائعة إلى حدّ ما.

وبحسب التقرير، على رغم ندرة هذه العدوى، إلّا أنه "يجب على المجتمع والأطباء أن يدركوا مدى ارتفاع عدد الحالات"، حيث سجلت في الولايات المتحدة 145 حالة من "متلازمة الصدمة السامة للمكورات العنقودية" في عام 2021.