كيف يمكن الوقاية من ضربة الشمس؟
في ظل التغير المناخي وارتفاع درجات الحرارة التي يشهدها العالم، تشكل ضربة الشمس حالة خطيرة على بعض الأشخاص الذين يتعرضون لها. وقد تكون مميتة في بعض الأحيان.. تعرفوا إلى أعراض ومخاطر ضربة الشمس!
مع ارتفاع درجات الحرارة هذا الصيف، ما الذي يجب أن يعرفه الأشخاص عن الحالة الخطيرة لضربة الشمس؟ وما هي الأعراض؟ وكيف يمكن للآخرين معرفة ما إذا كان شخص ما يحتاج إلى المساعدة؟ وما هي أنواع الأمراض الأخرى المرتبطة بالحرارة الشديدة؟
رغم أننا ما زلنا في بداية فصل الصيف، إلّا أنّ العديد من البلدان حول العالم تشهد بالفعل موجات حر شديدة.
وقد شهد الأميركيون في أجزاء من جنوب وغرب البلاد موجات حرارة قياسية. ومن المتوقع أن تؤثّر أحداث الطقس الحار الشديد على أكثر من 60 مليون شخص في جميع أنحاء الولايات المتحدة هذا الصيف.
يأتي ذلك في أعقاب تصنيف الصيف الماضي رسمياً بـ"الأكثر سخونة" على الإطلاق.
وقد ارتفع معدل زيارات أقسام الطوارئ المرتبطة بالحرارة الشديدة بشكل ملحوظ في عام 2023 مقارنةّ بالسنوات الخمس السابقة، إذ بلغ العدد نحو 120 ألف زيارة بسبب المشكلات المرتبطة بالحرارة، وفقاً لدراسة حديثة نُشرت في تقارير الأمراض والوفيات الصادرة عن المراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها.
تقول الدكتورة ليانا وين، المحللة الطبية لدى شبكة "سي أن أن" "إنّ ضربة الشمس هي حالة طبية طارئة، ويجب علاجها على الفور، إذ قد تُصبح مميتة بسرعة".
وتضيف: "يتمتع الجسم عادةً بالقدرة على التحكم في درجة حرارته وتنظيمها. وتحدث ضربة الشمس عندما يتم إرهاق هذه الآلية. وترتفع درجة حرارة الجسم بسرعة، ولا يستطيع الشخص تبريد جسمه".
وتتابع وين: "يمكن أن ترتفع درجة حرارة الجسم الداخلية بسرعة إلى 41 درجة مئوية أو أعلى خلال 10 إلى 15 دقيقة. وإذا حدث ذلك، قد يصاب الشخص بالارتباك والدوار، ويشعر بالإغماء". و"من الممكن أن يتلعثم في الكلام ويفقد وعيه، حتى أنه قد يصاب بنوبات ومعدلات ضربات قلب غير طبيعية"، محذّرةً أنه "إذا كان أحد الأشخاص من حولك يعاني من هذه الأعراض، فيجب أن يُنقل إلى المستشفى على الفور".
وتنصح بنقل الشخص المصاب بضربة الشمس إلى منطقة مظللة وباردة، ووضع قطع قماش مبللة وباردة أو أكياس ثلج على مناطق الرقبة والإبطين والفخذ، ونقع ملابس الشخص بالماء البارد، إلى جانب البقاء برفقة هذا الشخص حتى وصول رجال الإسعاف وخدمة الطوارئ.
وبحسب الدكتورة وين، قد يعاني الشخص من الإنهاك الحراري، قبل أن يصل إلى مرحلة الإصابة بضربة الشمس.
وتشمل الأعراض: الغثيان، التعب، الدوخة، الصداع، التعرّق الشديد، الجلد البارد والرطب.
نصائح لتوقي الإصابة بضربة الشمس
عند الشعور بالحر الشديد من الضروري الانتقال إلى مكان بارد على الفور. واحرص على تخفيف ملابسك وأخذ حمام بارد إذا أمكن، وإذا لم يكن ذلك ممكناً، ضع قطع قماش مبللة على جسمك. وراقب الأعراض التي تزداد سوءاً، مثل الشعور بالإغماء والقيء، واطلب المساعدة إذا حدثت هذه الأعراض، أو إذا لم تتحسن خلال ساعة.
قد يعاني الأشخاص الذين يمارسون النشاط البدني أيضاً من التقلّصات الحرارية، إذ يعانون من تشنجات عضلية مؤلمة في الطقس الحار، ويجب عليهم التوقف عن ممارسة الرياضة، وشرب الماء، أو محلول الإلكتروليت.
هل هناك أنواع أخرى من الأمراض المرتبطة بالحرارة الشديدة؟
بحسب الدكتورة وين بوجد في الواقع تأثيران رئيسيان للحرارة الشديدة، الأول أنّ درجات الحرارة المرتفعة تؤثّر بشكل مباشر على الجسم وتؤدي إلى ارتفاع حرارته.
أما الثاني فيتمثل بأنّ ارتفاع درجات الحرارة يؤدي إلى تفاقم حالة طبية أساسية. وتضع الحرارة الشديدة ضغطاً على أعضاء الجسم، بما في ذلك القلب، والرئتين، والكلى.
ويقدّر الباحثون أنّ التفاعل بين الحرارة وأمراض القلب والأوعية الدموية كان إما سبباً مباشراً أو مساهماً في وفاة واحدة من كل 4 حالات وفاة مرتبطة بالحرارة.
ويمكن أن تؤدي درجات الحرارة الشديدة إلى تفاقم المخاطر الصحية الناجمة عن الأمراض المزمنة، بما في ذلك مرض السكري وبعض التشخيصات النفسية.
من هم الأشخاص الأكثر عرضة للآثار السلبية لارتفاع درجات الحرارة؟
يمكن أن تؤثر الحرارة الشديدة على الجميع، ولكن هناك ثلاث مجموعات من الأشخاص هم الأكثر عرضة لآثارها السلبية، المجموعة الأولى هم الأطفال الصغار وكبار السن. وتتمتع الفئتان باحتياطي فسيولوجي أقل، وقد يواجهان المزيد من المشاكل في تنظيم درجات حرارة الجسم.
وقد لا يتمكن الأطفال الصغار أيضاً من الإبلاغ عن شعورهم بالحر، كما أنّ المجموعتين أكثر عرضة لخطر الجفاف.
أما المجموعة الثانية فتشمل الأشخاص الذين يعانون من حالات طبية مزمنة. وقد تتداخل بعض الأدوية مع قدرة الجسم على التكيف مع التغيرات في درجة الحرارة.
بينما تشمل المجموعة الثالثة الأشخاص الذين يعانون من التعرض المهني أو القيود الاجتماعية والاقتصادية التي تزيد من تعرّضهم للحرارة،
على سبيل المثال الأشخاص الذين يعملون في الهواء الطلق والمشردين أو الذين لا يستطيعون الوصول إلى مساحات باردة في أماكن إقامتهم.
الخطوات التي يجب على الأشخاص في هذه الفئات الضعيفة اتخاذها في حالة ارتفاع درجات الحرارة
يجب على الجميع اتخاذ احتياطات إضافية عند صدور تحذيرات بشأن ارتفاع درجات الحرارة.
كما يجب على كبار السن والأطفال الصغار والذين يعانون من حالات طبية كامنة أن يحاولوا الحد من وقتهم في الهواء الطلق خلال الأوقات الأكثر حرارة من اليوم.
ويفضّل ممارسة الرياضة في الصباح الباكر أو في المساء. وإذا كان عليك الخروج أثناء ساعات النهار، فيجب أن تبحث عن الظل عندما يكون ذلك ممكناً، والتأكد من بقاء لجسم رطب.
ويمكن للأشخاص الذين يحيطون بالأفراد الضعفاء مساعدتهم على البقاء آمنين من خلال مراقبة مقدار الوقت الذي يقضونه في الخارج عندما يكون الجو حاراً في الخارج ومراقبة أي أعراض مثيرة للقلق.
ومن الضروري عدم ترك الأطفال، أو كبار السن، أو الحيوانات الأليفة من دون مراقبة في السيارة، إذ ترتفع درجة الحرارة داخل السيارة بسرعة كبيرة، ويمكن أن تكون قاتلة.
كما أنه يجب على الأشخاص الذين لديهم وظائف تتطلب العمل في الهواء الطلق توخي الحذر، إذ عليهم الحفاظ على رطوبة أجسامهم بشكل جيد، واستخدام الحماية الجيدة من أشعة الشمس، ومحاولة البحث عن أماكن مكيفة ومظللة أثناء أوقات الاستراحة.