إطلاق مشروع مستشفى غسان الأشقر لـ "النجدة الشعبية اللبنانية"
فكرة المشروع بدأت من شهادة أحد مناضلي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية الذي استشهد في عملية ضد الاحتلال للجنوب في تسعينات القرن المنصرم، وهو الشاب وائل نعيم من حلبا، مركز محافظة عكار، بعدما قدّم والده الراحل قطعة الأرض للمستشفى.
-
الطبيبان نهاد منصور ومحمد خليل خلال المؤتمر
عقدت جمعية النجدة الشعبية اللبنانية لقاء شعبياً، ومؤتمراً صحفياً أعلنت فيه فتح باب التبرعات لمستشفاها الجديد في حلبا العكارية شمال لبنان، وذلك لمناسبة انعقاد المؤتمر السادس عشر للجمعية، وبعد نضوج فكرة المستشفى، وحمّلت المستشفى تسمية "غسان الأشقر طبيب الفقراء".
في الافتتاح، عرض عضو مجلس إدارة المستشفى الدكتور محمد خليل المشروع، وتطورات فكرته منذ تسعينات القرن الماضي،، مشيراً، في البداية، إلى أنّ "تأسيس النجدة الشعبية في سبعينات القرن الماضي جاء استجابة للتحديات الصحية والحرمان التي عاشتها المناطق الطرفية، ومنها عكار".
وتوقف عند مرحلة تأسيس فرع النجدة الشعبية في عكار عام 1985 برئاسة الدكتور غسان الأشقر، ثم محاولة إطلاق المشروع عام 1995، وصولًا إلى تشكيل لجنة المتابعة المركزية عام 2014 حيث تمكنت من الحصول على رخصة مجلس الوزراء.
وبعد أن عرض المراحل اللاحقة للمشروع، أطلق خليل نداءً إلى أبناء عكار في الوطن والاغتراب لدعم المشروع.
د. الموسوي: الجمعية ذات منفعة عامة للجميع
ثم عرض فيديو تعريفي أبرز أهمية المشروع وحاجة عكار إليه، بعد ذلك تحدث رئيس جمعية النجدة الشعبية في لبنان الدكتور علي الموسوي الذي أكّد أن "هذا اللقاء هو فعل إيمان بلبنان وبحق المناطق المحرومة بالتنمية".
وقال إن "النجدة الشعبية جمعية عريقة وطنياً، نشأت ميدانياً عام 1968 قبل موجة الجمعيات غير الحكومية، وتمتاز بأنها لا طائفية، ذات منفعة عامة ولا تبغي الربح، وتعمل وفق قيم التطوّع والمواطنية، وتقدّم خدماتها لكل من يحتاجها دون تمييز، مستشهدًا بتجربة مستشفى النجدة الشعبية في النبطية كنموذج ناجح في التوازن بين الجودة والكلفة".
الواقع الصحي المزري
وتناول الموسوي أسباب اختيار عكار لبناء المستشفى، عارضاً واقع المنطقة الصحي المزري، والنفقات الصحيّة التي يتكبدها المواطن وارتفاع تكاليف الفاتورة الصحية التي لا يختلف اثنان عليها، وهي تبلغ 6,8٪ من مجموع إنفاق العائلة الشهري الذي أصبح تحت خط الفقر.
كما تحدث عن البيئة الصحية للمنطقة، منها اكتظاظ المساكن، وعدم استيفائها للشروط الصحية، والطرقات السيئة، وتلوّث المياه، والهواء وغياب الإنشاءات الوقائية كالصرف الصحي، يرافقه الكثير من الجهل في بعض البيئات النائية.
-
مشروع مستشفى غسان الأشقر
وتضمّن العرض واقع الانشاءات الصحية حيث تبين وجود 4 مستشفيات خاصة فيها، ومستشفى حكومي واحد، ومجموع الأسرّة فيها يبلغ ال360 سريراً، مخصصة ل350 ألف نسمة، أي بنسبة سرير واحد لكل ألف نسمة، في حين يفتقر أكثر من 66% من أبناء عكار لأي تغطية صحية.
وإذا ما أضيف إلى فقر التخصصات مقارنة مع مستشفيات المدن الكبرى، فيضطر المواطن للبحث عن مستشفيات أفضل خارج المنطقة، في طرابلس أو بيروت، مما يكبّد المواطنين أعباء إضافية.
تفاصيل أقسام المستشفى
في ظل هذا الواقع الإنساني المزري، والإهمال الاجتماعي، عرضت الجمعية تفاصيل أقسام المستشفى التي وضعت خرائطه، متضمناً أقساماً للجراحة، والامراض الداخلية، والنسائية، والتوليد، والحواس الخمس، والأطفال، والقلب والتبنيج كونها الأقرب للواقع الصحي للمنطقة.
يضاف إلى ذلك، أقسام طبية للتخطيط المتعدد التقنيات، والمعالجات الفيزيائية، والتصوير، ومتفرعات تفصيلية أخرى ومتنوعة.
وخُتم المؤتمر بعرض فيديو يظهر الشكل الهندسي الداخلي والخارجي للمستشفى، وتولت الدكتورة نهاد منصور الإجابة عن أسئلة الحضور وتوضيح التفاصيل الفنية والإدارية المتعلقة بمرحلة التنفيذ المقبلة، في جوّ عام حمل الكثير من الأمل بأن هذا المشروع ينتقل أخيرًا من الحلم إلى التحقق لخدمة عكار وأهلها.
والد الشهيد قدّم الأرض
يذكر ان تطورات المشروع بدأت من شهادة أحد مناضلي جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية الذي استشهد في عملية ضد الاحتلال للجنوب في تسعينات القرن المنصرم، وهو الشاب وائل نعيم من حلبا، مركز محافظة عكار.
-
نصب شهيد جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية وائل نعيم في عكار
في تلك الأثناء، كانت "جبهة المقاومة الوطنية اللبنانية" بوجه الاحتلال، في أوج بطولاتها وتضحياتها، نفّذ الشهيد نعيم، مغ رفاق له في الجبهة، عملية ضد الاحتلال الإسرائيلي، واستشهد في العملية.
اقرأ أيضاً: "الميادين نت" يستطلع أحوال الوافدين في شمال لبنان
والده نعيم نعيم، قبل رحيله، لم يكتفِ بتقديم ابنه للوطن، بل تبرّع بقطعة أرض لـ"جمعية النجدة الشعبية اللبنانية" لبناء مستشفى تسدّ بعض حاجات المنطقة الصحيّة والاجتماعيّة، في ظروف نشطت فيها الجمعية في عكار، وشكلّت برئاسة الدكتور غسان الأشقر، أحد أطبائها لأجل تحقيق المشروع الهام.