أطفال غزة يتلقّون لقاحات شلل الأطفال في حملة تطعيم انطلقت رسمياً الأحد

حملة التطعيم ضد شلل الأطفال تنطلق رسمياً الأحد على نطاق واسع في قطاع غزة، وذلك بعدما تلقّت مجموعة من الأطفال السبت اللقاحات. وتخطط الأمم المتحدة (الأونروا) لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل مع بدء "هدن إنسانية" في القطاع.

  • أول مجموعة من أطفال غزة تلقوا لقاحات شلل الأطفال أمس السبت وتخطط وكالة الأمم المتحدة لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل (سي أن أن)
    أول مجموعة من أطفال غزة تلقوا لقاحات شلل الأطفال أمس السبت وتخطط وكالة الأمم المتحدة لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل (سي أن أن)

بدأت في قطاع غزة رسمياً، صباح الأحد، حملة تطعيم ضد شلل الأطفال، وفق ما أكد مسؤول صحي في القطاع لوكالة (فرانس برس)، وذلك بالتزامن مع "هدنة إنسانية" متفق عليها بين "إسرائيل" والمقاومة الفلسطينية. 

وأعلن المدير الطبي لمستشفى "العودة" ياسر شعبان، عن انطلاق الحملة في "ثلاث نقاط طبية في مستشفى العودة لتطعيم الأطفال ضد شلل الأطفال". 

وتلقّت  أول مجموعة من الأطفال لقاحات شلل الأطفال في قطاع غزة، السبت الماضي، بقيادة الأمم المتحدة.

وكان الأطفال في  مستشفى ناصر في خان يونس، وسط غزة، من بين أول من تلقّوا اللقاحات الحيوية، بحسب مشاهد عرضتها وكالة "رويترز". 

وقال شعبان إنّ "التطعيم بدأ عند التاسعة من صباح اليوم (6,00 ت غ)، حيث فتحت المراكز الطبية وبدأت تستقبل الأطفال من عمر يوم حتى عشر سنوات"، وسط تحليق مكثّف لطائرات مسيّرة إسرائيلية في أجواء المحافظة الوسطى.

وأعرب المسؤول الصحي عن أمله في أن "تتمّ عملية تطعيم أبنائنا الأطفال وسط جو من الطمأنينة والهدوء".

وتخطّط وكالة الأمم المتحدة الرئيسية في غزة (الأونروا)، لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل في القطاع الذي مزّقته الحرب الإسرائيلية.

هذا ومن المقرّر أن تبدأ الأحد "هدن إنسانية" لا تزال ملامحها غير واضحة هدفها السماح ببدء التطعيم ضد شلل الأطفال على نطاق واسع في قطاع غزة، بعدما أفادت الأمم المتحدة بموافقة "إسرائيل" على هذه الهدن رغم الحرب المستمرة منذ نحو 11 شهراً.

وقالت سلطات الاحتلال الإسرائيلي من جهتها، إنّ "اللقاحات سيجري تقديمها من الساعة السادسة صباحاً من اليوم الأحد وحتى الثانية من بعد الظهر، من الأحد إلى الثلاثاء، في وسط القطاع"، مضيفةً أنه "في نهاية كل حملة تطعيم مناطقية، سيجري تقييم للوضع". 

لكنّ رئيس حكومة الاحتلال، بنيامين نتنياهو، شدّد على أنّ "هذه الهدن الموقتة ليست وقفاً لإطلاق النار".

المكتب الإعلامي في غزة: حملة التطعيم تستوجب وقفاً فورياً لإطلاق النار

  • أول مجموعة من أطفال غزة تلقوا لقاحات شلل الأطفال أمس السبت وتخطط وكالة الأمم المتحدة لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل (رويترز)
    أول مجموعة من أطفال غزة تلقوا لقاحات شلل الأطفال أمس السبت وتخطط وكالة الأمم المتحدة لتطعيم أكثر من 640 ألف طفل (رويترز)

وأفاد المكتب الإعلامي الحكومي في قطاع غزة  السبت الماضي، بأنّ حملة التطعيم ضد شلل الأطفال "مهمة وضرورية، وتستوجب وقفاً فورياً لإطلاق النار"، ودان "خلق الاحتلال هذه البيئة الخطيرة، والتي تَشَكَّل من خلالها مرض شلل الأطفال في القطاع".

وحمّل المكتب الإعلامي الحكومي الاحتلال والإدارة الأميركية المسؤولية الكاملة عن "هذا الواقع المرير، الذي يعيشه الأطفال في غزة"، وطالب المجتمع الدولي وكلّ المنظمات الدولية بالضغط على الاحتلال من أجل "وقف هذا النزف الخطير بحقّ الأطفال".

وقال وكيل وزير الصحة، يوسف أبو الريش، خلال مؤتمر صحافي نظّمته وزارة الصحة في غزة لإطلاق الحملة رسمياً: "لو كان المجتمع الدولي يريد نجاح الحملة فعليه أن يدعو إلى وقف دائم لإطلاق النار في غزة".

وحدّدت وزارة الصحة في غزة ووكالات الأمم المتحدة 67 مركزاً للتطعيم، في المستشفيات والمستوصفات والمدارس في وسط القطاع الفلسطيني الصغير. 

وفي جنوب القطاع سيكون هناك 59 مركزاً، إضافةً إلى 33 مركزاً في الشمال الذي بات غير مأهول إلى حد كبير. وفي هذين الجزءين من القطاع، سيجري التطعيم في مرحلة ثانية ثم ثالثة.

وبعدما غاب 25 عاماً مرض شلل الأطفال عن الأراضي الفلسطينية، تأكدت أول إصابة به في غزة لدى طفل في شهره العاشر في دير البلح، بعد رصد الفيروس في عيّنات مياه جمعت نهاية حزيران/يونيو في خان يونس ودير البلح.

وأرسلت الأمم المتحدة نحو 1,2 مليون جرعة، واللقاحات عبارة عن قطرات فموية وليست حقناً.

يُذكر أنّ وزارة الصحة الفلسطينية  أعلنت الأحد الماضي، وصول لقاحات شلل الأطفال، ودعت إلى الضغط على "إسرائيل" للسماح بدخول تلك اللقاحات إلى غزة.

وقال مدير الرعاية الأولية في وزارة الصحة، موسى عابد، في تصريح لـشبكة "بي بي سي"، إنّ "الدفعة الأولى من لقاح (OPV2) الواقي من شلل الأطفال وصلت مساء الأحد الماضي، وبلغ عددها مليوناً و260 ألف لقاح".

اقرأ أيضاً: "أكشن أيد" الخيرية: حملة التطعيم ضدّ شلل الأطفال في غزة لا تكفي لتلبية المطلوب

وفي السياق، دعا مفوّض السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي، جوزيب بوريل، الأربعاء الماضي، إلى وقف إطلاق نار إنساني، لمدة 3 أيام، من أجل التطعيم ضد شلل الأطفال في قطاع غزة.

وكان مفوّض وكالة غوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين "الأونروا"، فيليب لازاريني، دعا في وقت سابق إلى هدنة إنسانية في غزة لمدة 7 أيام، تسمح القيام بحملات تطعيم ضد شلل الأطفال، وتطعيم نحو 640 ألف طفل ضد مرض شلل الأطفال.

وكانت مجلة "فورين بوليسي" الأميركية شدّدت على أنّ تفشّي فيروس شلل الأطفال في قطاع غزة يشكّل مقياساً للظروف الصحية العامة الكارثية التي خلقها "الجيش" الإسرائيلي، مؤكدةً أن هذا الواقع وضع مئات الآلاف من الإسرائيليين في خطر الإصابة.

وأشارت المجلة إلى أنّ هذا الفيروس يضرب فجأةً، فيشلّ الأطراف وحتى الرئتين في بعض الأحيان، وهو مُعْدٍ إلى الحد الذي يجعل تشخيص إصابة يعني أن هناك مئات آخرين ينشرون هذا المرض "غير القابل للشفاء في وقت واحد".

وباء شلل الأطفال وأنواعه ومخاطره

يصيب فيروس شلل الأطفال في الغالب الأطفال دون سن الخامسة، ويمكن أن يسبّب شللاً لا رجعة فيه وحتى الموت. وهو شديد العدوى ولا يوجد علاج له. ولا يمكن الوقاية منه إلّا بالتطعيم، وفقاً لمنظمة الصحة العالمية.

هناك 3 أنواع من فيروسات شلل الأطفال، تسمى "شلل الأطفال البري" 1 و2 و3 تم القضاء على النوعين 2 و3 من شلل الأطفال البري (لم يعد موجوداً)، ولا يوجد سوى عدد قليل من مناطق العالم يعاني من شلل الأطفال البري من النوع 1.

يسبّب شلل الأطفال من النوع 1 شللاً كبيراً. على الرغم من أنه كان معروفاً منذ أكثر من قرن من الزمان، إلا أن المرض الناجم عن فيروس شلل الأطفال لا يزال يسمى "شلل الأطفال" اليوم.

وأعلنت وزارة الصحة في غزة ارتفاع حصيلة العدوان الإسرائيلي المستمر على قطاع غزة في حصيلة غير نهائية أمس السبت، إلى 40691 شهيداً و94060 مصاباً، منذ الـ7 من تشرين الأول/أكتوبر الماضي.

اقرأ أيضاً: مطالبات دولية في مجلس الأمن: لإدخال المساعدات وإنجاز التطعيم ضد شلل الأطفال في غزة

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.