رحيق الأوراق

ثقيلةُ هي الأسابيع إن حضر شبحكِ وغاب وجهك الطفولي المتعب العابث بالشمس والربيع.

  • رحيق الأوراق
    رحيق الأوراق

 

أرهقني البحث عن وجهك الذي ترتديه العصافير، عن عبيركِ الذي يلوّن الياسمين الأصفر بلون غدائرك الأصيل، عن بحّةِ صوتكِ في تراتيل البلابل.

عدتُ اليوم بعد احتباس طيفكِ في عقلي أكثر انعزالاً وأقل صمتاً، ما الذي تدبّره لنا الأيام؟

ولِمَ هذا الصمت الهائِج القائم على شفاهنا؟ ولِمَ أظلُّ أرنو نبعكِ الكسير في ارتعاشات الغمام قبل الشتاء؟ أرّقتني الأسئلة كما تداهمني الإجابات من بعيد.

لا شيء يكسر القلق الشاخِص في عينيك، لا قصائدي ولا رسائلي ولا انتحاب الحروف في هوامش الليل الأصمّ.

هواي لك خفيفٌ عليك كنسيم الصيف، ثقيلٌ على صدري كعاصفةٍ عمياء، ترتطم في أغصان صدري، تكسر الضلوع وتخدش القلب باسمكِ الطري.

بذلت قُصارى رجائي أن أعلّق هواجسي على مشجب السكون وارتاح على سندس ساعديكِ، تتزاحم الأحلام فوق جفوني، ترتابُ من قلّةِ خفقاتي، تنسابُ برداً وسلاماً على حاضري.

ثقيلةُ هي الأسابيع إن حضر شبحكِ وغاب وجهك الطفولي المتعب العابث بالشمس والربيع.

قرّرت ألا أكتب لكِ بعد اليوم، ولكنني أخالف نفسي كي أقاربكِ بكومة كلماتٍ كسيرة كقلبي.