هجوم الكرك - الأردن

في هذه الحلقة نعرج على أحداث قلعة الكرك في الأردن التي جرت في 18 ديسمبر 2016 حيث حاول تنظيم داعش تنفيذ مخطط إرهابي في محافظة الكرك جنوب الأردن، وبعد 18 ساعة من المواجهات انتهت الأزمة بمقتل المهاجمين الأربعة واستعادة السيطرة على القلعة التاريخية..

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>تُشرف القلاع على مدنها وتحمي أهلها وسكانها، ولكن يحدث أحياناً أن يحميها أهلها ببساطةٍ وببسالة، أحداث الكرك أثبتت هذه المُعادلة عندما حاولت خليّةٌ من داعش تنفيذ هجومٍ إرهابي في المدينة. ساعاتٌ طويلة من الاشتباكات والمواجهات انتهت بمقتل المُهاجمين واستعادة السيطرة على القلعة التاريخية.&nbsp;</p> <p>نحن الآن في الكرك، المدينة التي شهدت أحداثاً مفصلية، إرهابيون في شقّة ثم هاربون في شوارع المدينة فمُتحصّنون في القلعة، ومواجهاتٌ لساعاتٍ طويلة مع الأمن والمدنيين، فكيف كُشِفَت الخليّة؟ وماذا كانت تخطّط؟ وخلال ساعات الاشتباك الطويلة وبعدها ماذا حدث؟&nbsp;</p> <p>فارس الحباشنة: أحداث قلعة الكرك في العام 2016 بدأت بحادثةٍ في منطقة القطرانة التي تبعد عن الكرك 45 كيلومتراً شرقاً، هنالك كانت الخلية الإرهابية تتّخذ من إحدى الشقق الموجودة في المنطقة مكاناً للتخطيط للعملية الإرهابية، بدأت خيوط العملية تتكشّف عندما انبعثت روائح الدخان من الشقّة، حيث قام مالك الشقّة بإبلاغ الأجهزة الأمنية التي حضرت على الفور إلى المكان.&nbsp;</p> <p>هبة محمود: المبنى بأكمله لكم؟&nbsp;</p> <p>محمد عيد الحجايا: نعم، كلّمني العامل اليمني في القهوة وقال لي إن هناك انفجاراً حصل في المبنى، صعدتُ إلى الشقّة التي وقع فيها الانفجار، توقّعتُ أن قارورة غاز انفجرت، فتحتُ الباب وكانت الشقّة مُظلمة، بدأتُ أنادي على الموجودين في الشقّة خشية من وجود إصابات، أقفل أحدهم الباب كي لا أرى الغرفة، سألتُه هل تريد مساعدة؟ قال لا بعد قليل سنذهب جميعاً. أخبرتُ والدي وإخوتي بما حدث، جاء والدي الذي خدم في الجيش لمدة 21 سنة، صعدنا إلى المبنى وأخبرني والدي بأن الرائحة المنبعثة هي رائحة بارود وأن هناك مشكلة كبيرة، طلب مني أن أبلغ المركز الأمني بما حدث، جاء رجال الأمن إلى الشقّة حيث لم يكن الباب موجوداً بسبب الانفجار.</p> <p>هبة محمود: هل دار الحديث في الغرفة؟&nbsp;</p> <p>محمد عيد الحجايا: في هذه الغرفة، طلب منهم رجال الأمن الخروج من الغرفة فقالوا مهلاً ريثما ترتدي السيّدة ملابسها، وبعد تأخّرهم فتح رجال الأمن الباب فوجدوا الرجال وهم يحملون أسلحتهم، أخي ورجل الشرطة وقفا على الشرفة ونحن عدنا إلى الوراء.&nbsp;</p> <p>فارس الحباشنة: في تلك اللحظة وقع اشتباك بين رجال الأمن الوقائي والخلية الإرهابية المُكوّنة من أربعة أشخاص.</p> <p>هبة محمود: هل رأيتهم؟&nbsp;</p> <p>محمد عيد الحجايا: نعم.</p> <p>هبة محمود: كم كان عددهم؟&nbsp;</p> <p>محمد عيد الحجايا: ثلاثة أشخاص، إثنان منهم بصحّة جيّدة والثالث مُصاب جرّاء الانفجار، لقد كشفهم الله. نزلتُ أنا وأبي وظلّ أخي هنا في الشرفة، كان أخي يرتدي ثوباً، وهم كانوا يعرفون أهالي المنطقة لأنهم سكنوا فيها 27 يوماً، وكانوا يعرفون رجال جهاز الأمن العام وأهالي الحيّ، وهذا ما نجّا أخي منهم. هنا استشهد عنصر الأمن رحمه الله، أطلقوا عليه سبع أو ثماني طلقات في صدره، كانوا يلبسون الحزام الذي يحتوي على مخازن السلاح، أخذوا معهم ما يمكن حمله من أسلحةٍ وهربوا، كانوا ينتظرون رابعهم ليذهبوا معه ولكنهم لم يجدوا سيارة فأخذوا سيارة أخي وهربوا.</p> <p>فارس الحباشنة: أسفر الاشتباك عن استشهاد شرطي وإصابة آخر ولاذوا هم بالفرار عبر جسر القطرانة أو جسر الكرك، حيث التقوا هنالك بسيارةٍ سياحيةٍ كانت متواجدة في تلك الأثناء في المنطقة وتنتظر قدومهم. &nbsp; &nbsp;</p> <p>محمد عيد الحجايا: وجدنا سيارة أخي في مُنتصف الطريق حيث ركبوا في السيارة السياحية التي جاءت لتنقلهم.&nbsp;</p> <p>هبة محمود: كم استغرقت العملية؟ &nbsp;</p> <p>محمد عيد الحجايا: من 17 إلى 20 دقيقة كحدٍ أقصى، المركز الأمني قريب جداً من هنا. هذا ما حصل في القطرانة مع خلية الكرك. &nbsp;</p> <p>فارس الحباشنة: ركبوا في السيارة السياحية واتّجهوا من القطرانة نحو قلعة الكرك.&nbsp;</p> <p>ومن هنا بدأت المرحلة الثانية من هجوم الكرك، القلعة كانت الوجهة، وعند الوصول إليها كُتِبَ فصلٌ جديدٌ من العملية أكثر دمويةً وعنفاً، إذ بدأ المهاجمون الأربعة بإطلاق الأعيرة النارية باتجاه السيّاح والمواطنين ورجال الأمن العام والدرك.&nbsp;</p> <p>خلف الحجران: كنتُ في بيتي، سمعنا إطلاق نار كثيف، اعتقدنا بأن هناك مشكلة عائلية أو عشائرية، ولكننا فوجئنا بهجومٍ إرهابي على مركزٍ أمني يقوده بضعة إرهابيين، كانت هناك مقاومة شديدة من قِبَل إخوتنا العسكريين. حين وصلتُ وجدتُ سائحة كندية مُلقاة على الأرض، حملتُها وحاولتُ إنقاذها ولكنها فارقت الحياة للأسف. طلبت مني الأجهزة الأمنية أن أعود لأن الموقف صعب، قلتُ لهم بأن أرواحنا ليست أغلى من أرواحكم ونحن معكم. الأجهزة الأمنية أجبرت الإرهابيين على الابتعاد عن المواطنين، قامت بإبعادهم ناحية القلعة. كان الهدف الأول للأجهزة الأمنية هو إخلاء السيّاح والمواطنين. في تلك اللحظة سيطرت علينا الحميّة وقرّرنا أن نبقى ونسيطر على الوضع ولكن للأسف كان الإرهابيون متمركزين في موقعٍ عالٍ كاشف.</p> <p>فارس الحباشنة: كانت القلعة مليئة بالسيّاح الأجانب بالإضافة إلى المدنيين المتواجدين في المنطقة سواء العاملين داخل القلعة أو بصفةٍ تجارية وسياحية، في تلك الأثناء وقع الاشتباك وأُطلقت العيارات النارية بحسب شهود عيان ووسائل الإعلام بشكلٍ غير مُنقطع، وهذا يشير إلى أنه كان هناك تحضير وتخطيط مُسْبَق لهذه العملية بشكلٍ منظّمٍ ودقيقٍ جداً.</p> <p>وصول المهاجمين إلى القلعة وقدرتهم على التحصّن فيها وصمودهم لساعاتٍ طويلة فتح باب السؤال عمّا إذا كانت العملية مدروسةً ومُخطّطاً لها مُسبقاً.&nbsp;</p> <p>فارس الحباشنة: كان هناك عدد كبير من الأسلحة داخل القلعة، ووفق ما روى شهود عيان بأن المسلّحين كانوا يتردّدون سابقاً على القلعة. كميّة ونوع الأسلحة التي تمّ استخدامها خلال العملية الإرهابية لا يمكن أن تكون قد نُقلت وأُحضرت إلى داخل القلعة في هذه الفترة الزمنية القصيرة، المنطق يحكم علينا تأكيد هذا الافتراض.</p> <p>هبة محمود: أنتم لم تكونوا تعلمون عدد المسلّحين. &nbsp;</p> <p>خلف الحجران: في البداية لا. &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>هبة محمود: وعندما دخلتَ رأيتَ أماكن تمركزهم.</p> <p>خلف الحجران: قالوا لي إنْ لم ترجع سنذبحك.</p> <p>هبة محمود: هل خاطبوك؟</p> <p>خلف الحجران: نعم وهدّدوني بالقتل.&nbsp;</p> <p>هبة محمود: كانوا يعرفون بأنك مدني.&nbsp;</p> <p>خلف الحجران: كنتُ أرتدي لباساً مدنياً، وصمّمتُ على أخذ العسكري الشهيد رحمه الله، قالوا لي عُد وإلا ذبحناك، قلتُ العُمر واحد والربّ واحد، سحبتُ العسكري وغادرتُ. عند الساعة الرابعة عصراً أصبتُ وأصيب أيضاً عسكري كان يلبس لباساً مدنياً أثناء مقاومته لهم، وأثناء محاولتي لسحبه أصبتُ بالرصاص.&nbsp;</p> <p>هبة محمود: كيف كانت إصابتك؟&nbsp;</p> <p>خلف الحجران: كانت خطرة لأنها بجانب قلبي، بجانب الجدار البلّوري والرئة، خرجت الرصاصة من جانب العمود الفقري وتضرّرتْ بعض الأعصاب، كانت إصابتي خطرة جداً. لقد كتب الله لي عُمراً جديداً ولم أستشهد. &nbsp;</p> <p>هبة محمود: الشخص الذي كنتَ تحاول إنقاذه لا يزال على قَيْد الحياة؟</p> <p>خلف الحجران: نعم بحمد الله. &nbsp;&nbsp;</p> <p>قصةٌ مقابلة خطّها الأهالي ورجال الأمن في أحداث الكرك وكان عنوان فصلهم التلاحُم العسكري والمدني.&nbsp;</p> <p>أحمد المعايطة: قلعة الكرك هذه تُعتبر رمزاً، المدينة مرتبطة باسم القلعة، القلعة هي الحصن وإذا تهاوى الحصن تسقط المدينة. &nbsp;&nbsp;</p> <p>فارس الحباشنة: من الواضح أن الخلية كانت تستهدف القلعة لأنها اتّخذت منها نقطة مواجهة مع الأجهزة الأمنية، وبداية لعملٍ إرهابي موسّع وكبير جداً يستهدف مناطق أخرى داخل المملكة.</p> <p>أحمد المعايطة: كانوا يكشفون الساحة من خلال هذه الثقوب في حين أنّ مَن يقاومهم لن يرى شيئاً، فبالتالي كانت الغَلَبة لهم من خلال التحصّن.</p> <p>هبة محمود: عادةً ما يخاف الإنسان على حياته، ألم تخافوا؟ &nbsp;</p> <p>خلف الحجران: المدني هنا يقاوم الموت، الكل كان يتمنّى الشهادة، وهناك مَن نالها بالفعل كذلك الأمر بالنسبة للعسكريين، الجميع فاز، الكبير قبل الصغير، المملكة تأثّرت من شمالها إلى جنوبها. &nbsp;</p> <p>أحمد المعايطة: فزعة أهالي الكرك في ذلك اليوم كانت غير عادية، قدّموا أرواحهم، كانوا يدخلون إلى القلعة تحت وابل الرصاص.&nbsp;</p> <p>خلف الحجران: هذه الثقوب هنا تطلّ على الساحة التي كنّا فيها، وقد أصيب الكثير من الناس وأنا منهم. عملية القنص كانت تتمّ من هنا ومن الطابق الأول وبعد ذلك اشتدّت المواجهة وتمّ استقدام آليات. &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>هبة محمود: حدث ذلك في فترة بعد الظهر مع ازدياد الضباب.</p> <p>خلف الحجران: كان الطقس غائماً وهنالك ضباب، وكانت الرؤية شبه معدومة.&nbsp;</p> <p>زاد الطقس الغائم والضبابي وغياب ضوء الشمس باكراً في نهارٍ شتوي من تعقيد المشهد في القلعة وحولها، لكنّ الرؤية كانت جليّةً أمام رجال الأمن لهدفهم في مواجهة المسلّحين، ومنهم الشهيد الرائد سائد المعايطة قائد فريق المهام الخاصة الذي تقدّم على رأس فريقه داخل القلعة واستشهد إضافةً إلى رفاقه.&nbsp;</p> <p>خلف الحجران: بعد إصابتي سمعتُ رواياتٍ أن البطل سائد رحمه الله وفريقه دخلوا إلى هذه المنطقة.&nbsp;</p> <p>أحمد المعايطة: هو جاء من عمّان بناءً على تكليفه بمهمّة، أثناء توجُّهه من عمّان إلى الكرك كان يُجري اتصالاتٍ مع المستشفى الحكومي والمستشفى الإيطالي ويسأل عن حال الجرحى، وحاول الحصول على معلوماتٍ عن عدد المُسلّحين في القلعة وتجهيزاتهم العسكرية وأسلحتهم.</p> <p>هبة محمود: هنا دخل الشهيد سائد.&nbsp;</p> <p>خلف الحجران: نعم، الشهيد سائد وفريقه رحمهم الله، كان المُسلّحون ينتظرونهم عند أعلى الدرج، استشهد هنا، كانوا مسيطرين على الوضع. &nbsp;</p> <p>هبة محمود: حتى لون التراب هنا داكن. &nbsp;</p> <p>خلف الحجران: ما منع القوات الأمنية من القضاء على المُسلّحين هو اعتقادها بوجود رهائن.&nbsp;</p> <p>هبة محمود: كيف انتهت العملية؟ &nbsp;</p> <p>خلف الحجران: انتهت عند الساعة الواحدة ليلاً، القوات العسكرية تبلّغت بعدم وجود رهائن في القلعة، فاستخدمت الغازات المُسيّلة للدموع والقنابل الصوتية، وتمّ القضاء على المُسلّحين.&nbsp;</p> <p>هبة محمود: عند الباب هنا؟&nbsp;</p> <p>خلف الحجران: نعم أثناء محاولتهم الفرار.&nbsp;</p> <p>هبة محمود: هل هم من أهالي المنطقة؟&nbsp;</p> <p>خلف الحجران: لم نعرفهم في البداية، وتمّ تحديد أسمائهم وعشائرهم لاحقاً.&nbsp;</p> <p>مع معرفة أسماء المهاجمين بدأت تُكشَف تفاصيل أخرى اتّضح معها أن المهاجمين لم يكونوا مجموعةً من الذئاب المنفردة.&nbsp;</p> <p>فارس الحباشنة: في سلوك الحركات والتنظيمات الإرهابية هذا أبعد من أن يكون عملاً لذئابٍ منفردة. في اليوم نفسه أصدر داعش بياناً تبنّى فيه أحداث قلعة الكرك، الخلية التي كانت داخل القلعة قُتِلت بأكملها، والمُحاكمات شملت الخلايا النائمة التي كان بعضها موجوداً داخل الكرك والبعض الآخر خارج الكرك.&nbsp;</p> <p>لم تنتهِ العملية بمقتل المهاجمين الأربعة، 11 متّهماً من أفراد الخلية وقفوا خلف قضبان محكمة أمن الدولة، ووُجهّت إليهم تهمٌ تتعلّق بالإرهاب في مقدّمها القيام بأعمالٍ إرهابية أفضت إلى موت إنسان، وتصنيع مواد متفجّرة بغرض استخدامها في أعمالٍ إرهابية.</p> <p>فارس الحباشنة: العام 2016 كان دامياً، وعملية قلعة الكرك جاءت بعد سلسلة أعمالٍ إرهابية استهدفت المملكة بدءاً من عملية إربد، وعملية الركبان وأيضاً عملية مخيّم البقعة وعملية الكرك. الظرفية الإقليمية مرتبطة بالأزمة السورية والحرب في سوريا، والتنظيمات الإرهابية التي كانت مُحاذية للحدود الأردنية وهذا الجوّ الإقليمي المركّب. الأردن كان محطّ استهداف بالنسبة للتنظيمات الإرهابية، كانت هنالك رسائل تريد هذه التنظيمات توجيهها للأردن خاصةً وأن الأردن كان لديه موقفٌ ثابت في ما يتعلّق بالإرهاب والتنظيمات الإرهابية، كان له موقفٌ حازم وصارم من نموّ أو بروز القوى الإرهابية، لذلك أقول إن الأردن دفع ثمن موقفه ولم يتنازل عنه إطلاقاً، بل إن الأردن بقي محافظاً على ثوابته الوطنية والعربية في ما يتعلّق بملف الإرهاب وهذه الحركات الوليدة الجديدة المدعومة إقليمياً ودولياً. &nbsp;</p> <p>الدعم الخارجي للفكر الإرهابي بحث عن بيئةٍ حاضنة في الأردن، فهل وجدها؟ &nbsp;</p> <p>فارس الحباشنة: التيار المتطرّف استطاع أن يصل إلى أماكن اجتماعية كثيرة، المجتمع الأردني غير مُتقبّل على الإطلاق للتطرّف، ولربّما الصورة في الكرك في يوم المواجهة كانت حيّة وواضحة، المجتمع هو الذي رفض الإرهاب سواء بالعملية أو بالفكر والتنظيم.</p> <p>هبة محمود: كيف تتذكّر ذلك اليوم؟</p> <p>خلف الحجران: أتأثّر كثيراً، لقد حملتُ الشهداء، الموقف كان قاسياً جداً وغير مُعتاد لأننا نعيش في لُحمة وطنية ولا فرق بين مسلمٍ ومسيحي، كنا عشائر واحدة وأصحاب ومعارف، هم ليسوا ضحايا بل شهداء، ما ذَنْب الذين استشهدوا؟ دفعوا ثمن فكرٍ مُتطرّف حقير، نحن حزينون ولكننا فخورون بردّ الفعل من جميع الجهات، كان هدفنا هو الحفاظ على الكرك.&nbsp;</p> <p>أحمد المعايطة: لم نتوقّع يوماً أن يصل الظلاميون إلى الكرك، لقد تخلّصنا منهم بحمد الله، الإسلام ليس دين ذبحٍ وقتل، الشباب والنشامى بذلوا جهودهم بالإمكانيات المتوافرة لمنع اقتحام القلعة.</p> <p>فارس الحباشنة: العملية كانت دامية ولكنها أمنياً كانت تمثّل نقطةً فاصلة في علاقة الأردن بالحركات الإرهابية، واستطاع الأردن من خلال هذه العملية أن يطوّق أيّ نشاطٍ لأية خلية إرهابية أو استهدافٍ إرهابي للأردن. أحداث قلعة الكرك كانت بداية النهاية لاستهداف الأردن إرهابياً أو تمكّن الجماعات الإرهابية من الوصول إلى أهدافٍ داخل الأردن. &nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;من الصعب رسم نقطة بدايةٍ أو نهايةٍ لمسارٍ مُتفاعلٍ من الأحداث، لكن هنا كانت الطلقة الأخيرة للأردن جليّة والكلمة الأخيرة للأردنيين واضحة، لقد رفعوا سقفهم عالياً في مواجهة الإرهاب، بعضهم لامَسَ السماء شهيداً والآخرون تجذّروا في الأرض أبطالاً، وكان هذا ما حدث.. &nbsp;</p>