فلسطين والجزائر: قبلة في الماضي والحاضر

بحُكم الجغرافيا المسافة بعيدة، وبحُكم التاريخ العلاقة قديمة، لكنّ ذلك لم يغيّر من أحكام السياسة التي انسجمت على غير عادتها مع العاطفة. في الجزائر اجتمعت كل هذه العناصر من أجل فلسطين. ما هي أبرز تلك المواقف التي قدّمتها الجزائر للقضية الفلسطينية؟ وخلال تلك المحطّات ماذا حدث؟

نص الحلقة

<p>بحُكم الجغرافيا المسافة بعيدة، وبحُكم التاريخ العلاقة قديمة، ولكنّ ذلك لم يغيّر من أحكام السياسة التي انسجمت على غير عادتها مع العاطفة. هنا في الجزائر اجتمعت كل هذه العناصر من أجل فلسطين، فما هي أبرز تلك المواقف التي قدّمتها الجزائر للقضية الفلسطينية؟ وخلال تلك المحطّات ماذا حدث؟&nbsp;</p> <p>محمد الطاهر عبد السلام: علاقة الجزائر بفلسطين منذ الأربعينات، والشعب الجزائري ممثّل بحزب الشعب الجزائري الذي كان يُعدّ للثورة ضدّ الاحتلال الفرنسي كوَّن لجنة تُسمّى اللجنة الجزائرية لدعم المُجاهدين في فلسطين، أرسل العشرات من مُناضليه للالتحاق بفلسطين للمشاركة في المقاومة ضدّ الصهاينة.&nbsp;</p> <p>عبد القادر جمعة: ما قبل الاستقلال الجزائر المُستعمَرة ساندت القضية الفلسطينية في العام 1936 و 1948 وغيرها، الجزائر أثناء محاربتها لفرنسا كانت تربطها علاقات مُميّزة مع القوى الفلسطينية التي كانت في بداياتها. الجزائر المستقلّة افتتحت المكتب الأول وقدّمت شحنات سلاح ومراكز تدريب وكل ما كان بوسعها تقديمه لفلسطين. &nbsp;</p> <p>محمد الطاهر عبد السلام: في مؤتمر القمّة العربية الذي عُقِد في الإسكندرية، قال الرئيس بن بلّة رحمه الله آنذاك إن استقلال الجزائر منقوص إلى أن تُسترجَع فلسطين.&nbsp;</p> <p>فايز أبو عيطة: الجزائر احتضنت أوّل مكتبٍ لحركة فتح وللثورة الفلسطينية حتى قبل انطلاق هاتين الحركتين، عام 1963 بعد استقلال الجزائر بعامٍ واحدٍ وقبل انطلاق الثورة الفلسطينية بعامين، وهو شكّل الانطلاقة الحقيقية للحركة.</p> <p>محمد عثمان: في العام 1966 شهدت أرض الجزائر تخريج أوّل دفعةٍ عسكرية لمُتطوّعين فلسطينيين من كليّة شرشال العسكرية، الجزائر كانت في مُقدّمة الدول التي قدّمت سلاحاً نوعياً للثورة الفلسطينية في بداية انطلاقها.</p> <p>محمد الطاهر عبد السلام: كلية شرشال مفتوحة سنوياً وحتى الآن لتخريج الضبّاط الفلسطينيين. &nbsp;</p> <p>محمد عثمان: لاحقاً امتدّ هذا الدعم ليشمل مساحاتٍ سياسية حيوية مطلوبة، ففي العام 1974 وذلك من خلال فَسْح المجال أمام قائد منظّمة التحرير آنذاك الراحل ياسر عرفات لاعتلاء منصّة الأمم المتحدة في اجتماع جمعيّتها العامة. &nbsp;</p> <p>محمد الطاهر عبد السلام: دخل عرفات إلى مقرّ الأمم المتحدة لإلقاء كلمته الشهيرة، دخل بجواز سفرٍ جزائري وبحمايةٍ جزائرية. بالصدفة في يوم الاعتداء على بيروت في 5 حزيران 1982 وصلتُ إلى بيروت، التقيتُ بنايف حواتمة الذي طلب مني السلاح، غادرتُ بيروت إلى دمشق وهناك زرتُ القائد جورج حبش فأرسل معي تيسير قبّعة ورتّبتُ له لقاءً مع الرئيس الشاذلي رحمه الله أو القيادة الجزائرية التي أمّنت كل السلاح المطلوب.</p> <p>فايز أبو عيطة: الجزائر كانت الحضن الدافئ لفلسطين والتي في ذاك الوقت احتضنت الحوارات الفلسطينية بين الفصائل، حوار الجزائر &ndash;عدن حيث قامت بجولاتٍ مكّوكيةٍ لرأب الصَدْع بين أهمّ الفصائل الفلسطينية إلى أن تمّ التوصّل إلى صيغة عقد المجلس الوطني الفلسطيني في الجزائر في دورته التاسعة عشرة من العام 1988. &nbsp;</p> <p>محمد الطاهر عبد السلام: الجزائر سعت قبل 1988 إلى عقد مؤتمر مصالحة بين الفصائل الفلسطينية في الجزائر.</p> <p>عبد القادر جمعة: القضية الفلسطينية في نهاية الثمانينات كانت في عُنق الزجاجة، بعد حصار بيروت وخروج المقاومة من لبنان وحرب المُخيّمات كانت هناك حال من الضعف الشديد. كانت إحدى الحلول الإعلان عن تأسيس الدولة الفلسطينية واستقلالها في الجزائر.&nbsp;</p> <p>فايز أبو عيطة: الظرف الإقليمي كان صعباً وقاسياً، كان الحصار خانقاً على منظمة التحرير الفلسطينية ومحاولة لحصرها في تونس بعيداً من فلسطين كي لا يكون هناك أيّ اتصال بين القيادة الفلسطينية والشعب الفلسطيني، وبالتالي كانت المنظّمة تبحث كيف ترفع عن نفسها هذا الحصار.&nbsp;</p> <p>محمد الطاهر عبد السلام: في العام 1988 قام ملك الأردن حسين رحمه الله بإعلان فكّ الارتباط مع الضفة الغربية، شعرتُ بأن الفلسطينيين لا بدّ من أن يقوموا بشيءٍ ما ولن يتركوا الضفة للصهاينة، فزرتُ الأخ أبو عمار في عمّان حيث كان برفقة أبو جهاد، قلتُ له أخ أبو عمار ماذا تنوي أن تفعل، قال أفكّر بعقد مجلس وطني لجمع كل الفصائل والقوى الوطنية من أجل إعلان الحاجة، قال له الرئيس الشاذلي أخ عرفات اجلِب العدد الذي تريده، وسيُعقَد المؤتمر في قصر المؤتمرات في الجزائر ومَن لم يعجبه فليرحل، كان موقف الرئيس الشاذلي للتاريخ. &nbsp;&nbsp;</p> <p>فايز أبو عيطة: الراحل ياسر عرفات كان لديه بُعد نظر حقيقي عندما اعتبر أن الخطوة الأولى في الإعلان عن دولة فلسطين من الجزائر هي التي ستقوده إلى فلسطين، إلى الوطن، إلى الشعب الفلسطيني ليخوض نضال ومعركة الشعب الفلسطيني من الداخل الفلسطيني. &nbsp;&nbsp;</p> <p>عبد القادر جمعة: الجزائر آنذاك كان لها دورٌ بشكلٍ ما في نُصح الفلسطينيين للاتجاه نحو إعلان دولة مستقلّة اقتداءً بالتجربة الجزائرية. أُعلن استقلال الجزائر في العام 1958 من قِبَل جبهة التحرير الوطنية كي لا تكون لها شخصية دولية وقانونية وما إلى ذلك. أعتقد أن هذين السببين هما اللذين دفعا منظمة التحرير إلى اختيار الجزائر في العام 1988 لعقد هذا الاجتماع التاريخي والمفصلي، إضافةً إلى الجانب الأمني، لا يجب أن ننسى أن مقرّ منظمة التحرير في تونس تعرّض للقصف قبل ذلك بسنوات، ونحن نعرف سلسلة الاغتيالات والعمليات التي كانت تقوم بها الأجهزة الإسرائيلية الصهيونية ضد الفلسطينيين في بيروت، فالجزائر وفّرت سياقاً أمنياً مناسباً لعقد هذا الاجتماع.&nbsp;</p> <p>شكّل الدور الأمني الجزائري في عقد المؤتمر الفلسطيني تحدياً جدّياً، إذ تعرّضت الجزائر لتهديدٍ مباشرٍ من الطيران الإسرائيلي. &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>محمد الطاهر عبد السلام: قال لي لواء إن طائرات الصهاينة في البحر، بلغني أن هناك طائرة في المياه الدولية، قلتُ له أنا أعرف الصهاينة، ما يُسمّى إسرائيل لن تتجرّأ على فعل أيّ شيء في الجزائر، انطلاقاً من علاقتي مع المقاومة أقول إنه إذا أقدمت إسرائيل على هذه الخطوة فسنؤدّبها، لن يقتربوا من الجزائر.</p> <p>هبة محمود: ولكن بالفعل كانت هناك طائرات إسرائيلية تحلّق بالقرب من مكان انعقاد الاجتماع.</p> <p>محمد الطاهر عبد السلام: الطائرات كانت تحلّق فوق المياه الدولية، وحين عَلِم الطيران الجزائري حلّق في الجو، الطائرات الإسرائيلية حلّقت فوق المياه الدولية وعادت أدراجها، الأمر كان إظهار عضلات، أما الاعتداء على قصر الصنوبر أو مركز المقاومة فهذا مستحيل. &nbsp;</p> <p>فايز أبو عيطة: الأمر لم يعد مُقتصراً على مجرّد إعلان الاستقلال وإنما بات اعترافاً دولياً من 138 دولة بفلسطين دفعةً واحدة، وكانت الأغلبية الساحقة في الجمعية العامة، وبالتالي كل الإنجازات السياسية التي نحن بفضلها موجودون اليوم على أرض فلسطين في إطار دولةٍ فلسطينية، صحيح أنها تحت الاحتلال ولكنها دولة فلسطينية ضمن منظومة الشرعية الدولية ومُعترفٌ بها، كل هذا كان نتاج ما تمّ من إنجاز عام 1988 في الجزائر، لذلك نقول إن الجزائر كانت بوابة فلسطين إلى الشرعية الدولية. في العهد الجديد نستطيع أن نقول أيضاً إن الجزائر الجديدة في عهد الرئيس عبد المجيد تبّون تمكّنت حقيقةً من استعادة دورها الإقليمي والدولي على أوسع أشكاله بحملةٍ مكثّفة من الدبلوماسية الجزائرية التي تعبّر تعبيراً حقيقياً عن مكانة الجزائر تاريخياً. تقدّم بمبادرة للسيّد الرئيس محمود عباس الذي وافق فوراً عليها أثناء زيارته للجزائر في نهاية العام 2021، وبدأت الجزائر العمل مع كل الفصائل الفلسطينية في برنامج مُكثّف للحوار الوطني قادته الجزائر باقتدار شمل 13 فصيلاً فلسطينياً واستمرّ لعدّة أشهرٍ، وتمخّض عن هذه الحوارات مؤتمر لمّ الشمل، مبادرة لمّ الشمل التي تقدّم بها السيّد الرئيس عبد المجيد تبّون جاءت كردّ فعلٍ نافع وفي الاتجاه الصحيح لما شهدناه من مسلسل التخاذل العربي تحت عنوان التطبيع بكل أسف. ما جاء في المبادرة الجزائرية كان يريد أن يقول إذا كان هناك مَن يُفرّط بالحق الفلسطيني ومَن يُدير الظهر للقضية الفلسطينية فالجزائر هي مَن ستحافظ على الحق الفلسطيني وتعيد الاعتبار للثوابت الفلسطينية. أولاً يجب أن نشير إلى دور الجزائر في الوقوف أمام موجة التطبيع عندما أعلن الرئيس الجزائري موقفه الواضح والحاسم من هذه القضية، ووصف الدول المُطبّعة بالمُهرولة نحو الكيان الإسرائيلي في تعبيرٍ يثير الاشمئزاز السياسي من هذا السلوك.</p> <p>الجزائر نجحت في مساعيها للمّ الشمل الفلسطيني لأنه ليس لديها أية أجندات خاصة، وتعتبر أن هذا المشروع هو في خدمة القضية الفلسطينية والشعب الفلسطيني. &nbsp;&nbsp;</p> <p>هبة محمود: ما هي القضية الأساسية والمفصلية التي يمكن أن تُنجِح المصالحة الفلسطينية؟&nbsp;</p> <p>فايز أبو عيطة: الإرادة السياسية التي يجب أن تتحلّى بها الفصائل الفلسطينية، نحن نعلم أن هنالك أكثر من فيتو على المصالحة الفلسطينية من جهاتٍ وأطراف مختلفة قد تكون مُستفيدة في مقدّمها الاحتلال. &nbsp;&nbsp;</p> <p>هبة محمود: إذا عزلنا كل العوامل الخارجية والأطراف الخارجية المُتدخّلة، على ماذا تختلف الفصائل الفلسطينية؟</p> <p>فايز أبو عيطة: بالنسبة لي كمتابعٍ ومسؤول فلسطيني لا يوجد ما تختلف عليه الفصائل الفلسطينية لا سياسياً ولا وطنياً، الكل مؤمن بفلسطين وبإقامة الدولة الفلسطينية المستقلّة، البرامج مُتقاربة جداً، لا يكاد يكون هناك اختلاف، بات موضوع إقامة دولة فلسطينية على حدود الرابع من حزيران عاصمتها القدس هو هدف مشترك لكافة الفصائل.</p> <p>محمد عثمان: الانقسام أولاً هو انقسام حول الرؤى والمشاريع التي يتبنّاها كل فصيلٍ فلسطيني أو على الأقل مجموعة من الفصائل الفلسطينية تجاه مشروع التحرير. نحن نرى ضرورة أن يكون هناك إيمان بأن تتكامل هذه المشاريع ولا يلغي بعضها البعض. يجب أن تُطلَق يد المقاومة في الأراضي الفلسطينية عامّةً وبشكلٍ خاص في الضفة الغربية، ويجب أن يُحمى خيار المقاومة وأن يُوسَّع. نحن في الحقيقة لمسنا هذا الفَهْم لدى القيادة الجزائرية، لذلك هي تطرّقت إلى مبدأ التكامل بين الفصائل والقبول بمبدأ الشراكة وضرورة التفاهم والتوافق على المشترك بين هذه الفصائل. &nbsp;&nbsp;</p> <p>فايز أبو عيطة: هنالك تقدّم كبير بعد إعلان الجزائر وتطوُّر في العلاقة بين الفصائل الفلسطينية، وهناك جهود تُبذَل قد لا تكون علنية ولكنها متواصلة، ونعتقد أن الجزائر تسعى لخلق آلية عمل مع العديد من الأطراف العربية والإقليمية من أجل المساهمة في إنجاز المصالحة الفلسطينية.&nbsp;</p> <p>عبد القادر جمعة: نعتقد أن ما يمكن للجزائر أن تقدّمه لهذا النوع من الاتفاق هو أمرين، وهو ما ذكرته سابقاً أن الجزائر لم تكن في تاريخها طرفاً في النزاعات الداخلية الفلسطينية، والعامل الثاني باعتقادي أن هناك التزاماً أو انخراطاً جزائرياً فعلياً تجاه القضية الفلسطينية على مستوى الاتحاد الأفريقي والأمم المتحدة والجامعة العربية. هناك دعم مالي حقيقي بشهادة كل المسؤولين الفلسطينيين أن الدولة الوحيدة المُلتزمة بدعمها المالي للقضية الفلسطينية ولا تتأخّر أبداً هي الجزائر، هذا الالتزام السياسي والمالي تجاه القضية الفلسطينية أعتقد أنه يُعطيها نوعاً من المصداقية والسلطة المعنوية تجاه الفصائل والقوى الفلسطينية، حتى ربّما تتوفّر لهذا الاتفاق فرص النجاح أكثر من اتفاقات أخرى.&nbsp;</p> <p>محمد عثمان: أيضاً تعلن الجزائر أنها تخوض دوراً دبلوماسياً بارزاً لاعتماد الدولة الفلسطينية كعضوٍ كامل العضوية في الأمم المتحدة، وهي تسخّر كل منابرها ووسائلها الدبلوماسية لأجل تحقيق هذا الأمر.</p> <p>فايز أبو عيطة: وبالتالي الجزائر تعمل وتأمل خلال العام 2023 أن يكون هذا العام هو عام حصول دولة فلسطين على العضوية الكاملة في الأمم المتحدة. وأنا أعتقد أن القمّة العربية الأخيرة التي عُقِدَت في الجزائر كانت قمّة فلسطين بامتياز، والقرارات الأولى لهذه القمّة كانت مُنصبّة على دعم فلسطين بكل الأشكال بما في ذلك القدس ودعم حصول فلسطين على الاعتراف الكامل بها.&nbsp;</p> <p>محمد عثمان: الجزائر التي عانت من أطول وأبشع استعمارٍ في العصر الحديث والذي امتدّ لأكثر من 132 عاماً، هي تدرك أن ثمن ذلك سيكون أقل بكثير من ثمن الركون لهذه الدول المُستعمِرة واستفرادها بالدول واحدة تلو الأخرى. الجزائر اليوم تتصدّر دوراً رائداً لقَطْع دابر الاحتلال الإسرائيلي من التغلغل في القارّة الأفريقية واستغلال معاناة هذه القارّة سواء على الصعيد الاقتصادي أو السياسي في أن يكون لها نفوذ فيها. &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>عبد القادر جمعة: نحن الجزائريون نعتقد أن إسرائيل ليست فقط دولة مُعتدية على أشقائنا في فلسطين ولكنها تمثّل بالنسبة لنا خطراً وتهديداً لأمننا القومي، وأعطيكِ شاهدين على ذلك، أولاً خلال ثورة التحرير قبل أن تستقلّ الجزائر بشهادة العديد من الضبّاط الفرنسيين أنه كانت هناك بعثات عسكرية إسرائيلية حاضرة في الجزائر وتشارك في عمليات القمع والعمليات العسكرية ضدّ جيش التحرير، بعد الاستقلال وبعد بناء الدولة الجزائرية كنا نجد دائماً أن إسرائيل تتربّص بالجزائر وتبحث عن قضايا أو ملفات من شأنها إضعاف الجزائر، وهذا يتجسّد الآن مع جيراننا المغاربة حيث الحضور المُكثّف الاستخباراتي والأمني والعسكري لإسرائيل والذي يمثّل تهديداً مباشراً لنا. لا يوجد خيار آخر خاصةً في مواجهة هذا العدو الإسرائيلي، يجب أن نقف في مواجهة هذه المخطّطات التي تمسّنا نحن. وهنا نطرح سؤالاً بسيطاً، ما علاقة إسرائيل بالاتحاد الأفريقي؟ لا توجد علاقة جغرافية ولا تاريخية ولا أيّ شيء، نحن نعتقد أن محاولة إسرائيل لدخول الاتحاد الأفريقي تستهدف الجزائر بشكلٍ أساسي إضافةً إلى دولٍ عربية أخرى، ولكن الجزائر هي المُستهدَفة ونحن لم نعتاد في تاريخنا وهذه من ميزات الجزائريين على الرضوخ للتهديدات ولو على حسابنا. لدينا مَثَل شعبي شائع يقول "النيف والخسارة"، نحن مستعدّون للمضيّ في هذه السياسة ولو تسبّبت لنا بخسائر.&nbsp;</p> <p>هبة محمود: هل تشعرون بالأمان في الجزائر؟&nbsp;</p> <p>محمد عثمان: بكل تأكيد نشعر بالأمان المُطلق في الجزائر بل نشعر بأننا مُحتضنون من هذا الشعب ومن هذه الدولة على كافة المستويات.</p> <p>فايز أبو عيطة: الجزائر واجهت تهديدات كثيرة وأنا أعتقد أنها دفعت أثماناً كبيرة أيضاً لوقوفها الجاد والثابت مع فلسطين، ولكن الجزائر مؤمنة بهذا الموقف لا تبدّل ولا تغيّر، واسمحي لي أن أقول إنني أعتبر الجزائر ليست داعمة للقضية الفلسطينية فحسب وإنما كانت شريكاً حقيقياً لمنظّمة التحرير الفلسطينية وللشعب الفلسطيني في قيادة النضال الفلسطيني. &nbsp; &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>عبد القادر جمعة: الجزائريون يشعرون بأن القضية الفلسطينية قضيّتهم، ليست قضيّة يساندونها مثل القضايا الأخرى، هناك تماهٍ وتداخُل وتناسُق كامل بين إرادة شعبية ورغبة وعاطفة شعبية لدى الجزائريين في مساندة فلسطين وبين السياسات الرسمية التي اتّخذتها الدولة الجزائرية. تحرير الجزائر يُستكمَل بتحرير فلسطين، هذا شعور عام ومشترك لدى الكثير من الجزائريين، هذه العبارة تلخّص وتختزل الموقف الشعبي والرسمي الجزائري تجاه القضية الفلسطينية، دائماً مع فلسطين ظالمة أو مظلومة.&nbsp;</p> <p>وما بدّلت الجزائر تبديلاً، علاقتها بفلسطين لم يهزمها الزمن ولا غيّرتها المِحَن، علاقة حبٍّ لا مشروط تجاوزت الحدود لشعبٍ لا يستقيل من النضال، فلسطين للجزائر قِبلةٌ في الماضي والحاضر، هذا ما حدث..&nbsp;</p>