تفجيرات فنادق عمّان

سنتناول في هذه الحلقة تفجيرات عمان 2005 وهي سلسلة من الهجمات الانتحارية المنسقة تمت على يد مجموعات ارهابية باستخدام احزمة ناسفة استهدفت ثلاث فنادق في وسط العاصمة الاردنية. ليلة سميت بالاربعاء الاسود حيث وقع أولها في تمام الساعة التاسعة والنصف في التوقيت المحلي لمدينة عمان في مدخل فندق الراديسون ساس، ثم ضرب الثاني فندق حياة عمان ثم بعدها بدقائق تم استهداف فندق دايز إن. مشاهد ضحايا العمل الارهابي ما زالت محفورة في اذهان الأردنيين لما شكله هذا العمل من صدمة لاستهدافه اناس أبرياء ليسوا طرفا لأي نزاع من هم المجرمون؟ وماذا ارادوا؟ كيف تصرف الاردنيون وماذا حققوا ليلتها وبعدها وماذا حدث؟

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>ليلةٌ يسمّيها الأردنيون "الأربعاء الأسود"، حدثت سلسلة تفجيراتٍ في سلسلة فنادق، أصوات سيارات إسعافٍ وصراخ ضحايا، رائحة دماءٍ وبارود، مَن هم المجرمون؟ وماذا أرادوا؟ كيف تصرّف الأردنيون وماذا حقّقوا ليلتها وبعدها؟ ماذا حدث؟&nbsp;</p> <p>هبة محمود: في 9/11/2005 نتذكّر جميعاً هذا اليوم، هل تتذكّران تفاصيله تحديداً؟&nbsp;</p> <p>ناديا العلمي: كان موعد زفافي في ذلك اليوم، استمتعتُ بكل لحظة منه ولم أشعر أبداً بحدوث أي أمر سيّىء.&nbsp;</p> <p>أشرف الأخرس: التقطنا بعض الصوَر التذكارية وذهبنا إلى قاعة الأفراح، وأثناء سيرنا من بهو الفندق باتجاه القاعة وقع الانفجار، شاهدتُ والدي وهو يقع على الأرض، والد زوجتي أيضاً كان يركض باتجاهنا ووقع أرضاً، غطّيتُ زوجتي بجسدي وسحبتها، لم ندرك حينها ماذا حصل داخل القاعة. &nbsp;</p> <p>هبة محمود: تجربتكِ مع تفجيرات عمّان ليست تجربة صحافية فقط بل هي تجربة إنسانية لأنكِ كنتِ شاهدة عليها.&nbsp;</p> <p>ليندا المعايعة: شاهدة على ما بعد التنفيذ، ذُهِلتُ، لم أعرف من أين سأبدأ ولكن كان عليّ أن أقوم بواجبي المهني، تمكّنتُ يومها من رؤية المشهد، رأيتُ موظّفة كنتُ أعرفها قبلاً بحُكم تردُّدي على فندق حياة عمّان، رحمها الله هي الآن شهيدة إسمها دانا، رأيتُها على الأرض وبجانبها طاولة عليها ورد أحمر، بدأتُ قصّتي مع دانا من الورد الأحمر، المشهد كان يدمي القلوب والصراخ يعمّ المكان، غادرتُ "حياة عمّان" إلى اللاند مارك وهناك كانت الكارثة. &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>ناديا العلمي: لا زلتُ أتذكّر رائحة البارود، لم أشتمّ رائحة بهذا السوء من قبل. أحاطني أشرف بجسده، اعتقدتُ أن هناك شيئاً وقع من السقف أو انفجار قارورة غاز أو ماسّ كهربائي ولم يخطر ببالي أنه تفجير إرهابي. رفعتُ رأسي ورأيتُ والدي رحمه الله وهو يحاول الهروب ووقع. سمعتُ صراخ الناس ورأيتُ الجرحى ولكنني لم أدخل إلى القاعة.&nbsp;</p> <p>هبة محمود: ولكن أنتم تعرفون التفاصيل الخاصة بكيفيّة حدوث الهجوم خلال حفل الزفاف.&nbsp;</p> <p>أشرف الأخرس: دخل مع الزفّة إلى داخل القاعة وفجّر نفسه، لم يردّد أية كلمة، لاحقاً فهمنا أنه يتبع لخلية إرهابية تنتمي إلى القاعدة بقيادة أبو مصعب الزرقاوي في العراق. تُرفع القبّعات لرجال الأمن الذين علموا بوجود شقّة كانت مُستأجَرة ولم يعد أصحابها بعد الحادث، فتمّ التوصّل إلى وجود أربعة أشخاص داخل هذه الشقة وتمّ الإعلان عن أسمائهم، صدر لاحقاً بيانٌ من القاعدة بأنهم ثلاثة أشخاص وسيّدة وظهر طرف خيط، ساجدة الريشاوي كانت جزءاً من الخلية الإرهابية والتي قامت بعملية تفجير فنادق عمّان.&nbsp;</p> <p>ناديا العلمي: هي حاولتْ تفجير الحزام وحين فشلت في ذلك هربت مع الناس. عرفنا لاحقاً أنهما كانا ينويان تفجير نفسيهما واحد في داخل القاعة وواحد في الخارج، لو استطاعت أن تفجّر نفسها لما بقي أحد فينا حيّاً.&nbsp;</p> <p>ليندا المعايعة: لقد ارتطم كتفي بكتف ساجدة الريشاوي، أنا أحفظ الوجوه كثيراً، ولم أعرف أنها هي إلا بعدما نُشِرت صورتها في التلفزيون الأردني وتأكيد ارتباطها بتفجيرات عمّان. بحسب الرواية التي توصّلنا إليها ومن خلال الاستماع لشهادة ساجدة الريشاوي أثناء محاكمتها أمام محكمة أمن الدولة، زوجها علي الشمّري هو الانتحاري الذي فجّر نفسه داخل قاعة الزفاف وقد طلبا من موظّفي الاستقبال أن يحضرا زفافاً أردنياً، ونحن في العادة لا نسأل هل أنت من أهل العريس أو العروس بل نرحّب بالجميع، دخل إلى الصالة وجلس مع الناس ونظر إلى زوجته ساجدة التي حاولتْ أن تفجّر حزامها الناسف فلم ينفجر، فأزاحها وصعد إلى الطاولة وفجّر نفسه.&nbsp;</p> <p>سميح المعايطة: بعد تفجيرات 11 سبتمبر دخل الأردن في تحالفٍ مباشر مع الولايات المتحدة ومع كل دول العالم في مواجهة الإرهاب والتطرّف، الأردن كان عنواناً من عناوين مقاومة التطرّف في المنطقة. الأمر الثاني أن الزرقاوي الذي كان يقود تنظيم القاعدة في العراق هو أردني، وكان له ثأر مع الأمن الأردني لأنه تعرّض للاعتقال لفتراتٍ طويلة على ذمّة قضايا قبل التحاقه بتنظيم القاعدة، كان موقفه سلبياً من الدولة الأردنية وحاول الثأر منها أو إيذاءها، فكان هدفه أولاً شخصي تجاه بلده الأردن الذي كان محوراً من محاور مقاومة الإرهاب والتطرّف في المنطقة بشكلٍ أساسي. كان هناك إعداد ومحاولات باءت بالفشل حتى كانت تلك العملية المُنظّمة والمُتعدّدة حيث جرت في عدّة أماكن من الأردن، وتسبّبت بزلزال أمني عبر تفجير عددٍ من الفنادق بطريقةٍ شرسةٍ وبأحزمةٍ ناسفةٍ لإيقاع أكبر عددٍ من القتلى وترهيب الأردنيين. &nbsp; &nbsp; &nbsp; &nbsp;</p> <p>أشرف الأخرس: بدأ الناس يتوافدون إلينا لتقديم واجب العزاء بالشهداء الذين سقطوا، أعداد الضحايا كانت تستمر بالارتفاع وهناك مَن فُقِدوا، عند الساعة الثالثة فجراً ذهبتُ إلى الطبيب الشرعي وتعرّفتُ إلى جثّتي والدي ووالد زوجتي رحمهما الله، عدتُ إلى المنزل وكانت ناديا ووالدتي موجودتيْن، قلتُ لهما ابكيا كما تشاءان ولكن لا دموع غداً. &nbsp;</p> <p>ناديا العلمي: أصيبت والدتي بقطعٍ في النخاع الشوكي وأُدخلت إلى المستشفى، في اليوم التالي قررتُ أن أتماسك من أجل المرحلة المقبلة، المرحلة الأصعب كانت حين فتحنا بيت العزاء لوالدي وكان يتوجَّب عليّ أن أكون هناك لاستقبال المُعزّين، في الوقت نفسه كانت والدتي بين الحياة والموت، كنتُ أتمنّى أن يكون لي نسخ أخرى لكي أبكي وأكون في أكثر من مكانٍ، لم يكن بإمكاني أن أنهار، صديقتي التي جاءت لتشاركني فرحتي أصيبت وكان يجب أن أساندها وأدعمها بكل ما أستطيع. بعد أسبوعٍ أبلغونا من المستشفى أن أمّي توفّيت، تلك اللحظة كانت لحظة الحقيقة، مهما كنتِ مُحاطةً بالناس فإن الأمّ والأب هما أغلى شيء ولكنني شعرتُ حينها بأنني فقدتُ كل شيء، لقد عوّضني الله بأشرف وولديّ هالة وخالد ولكن هناك غصّة، كانت تلك اللحظة الأصعب.&nbsp;</p> <p>سميح المعايطة: كانت القاعدة في العراق تُدرك أهمية الدور الأردني في التعامل الاستخباراتي مع الولايات المتحدة والدول الأخرى ضد القاعدة، ويُشهَد للمخابرات الأردنية بقدرتها العالية على مطاردة التنظيمات الإرهابية والتطرّف. أعتقد أن شكل عملية تفجيرات عمّان في الفنادق التي هي النقطة الأضعف لأنها مُخصّصة للمناسبات الاجتماعية في ظلّ إجراءات أمنية سهلة، وكانت دليلاً على الفشل باستهداف نقاطٍ أقوى. القاعدة كانت تفضّل تفجير دائرة المخابرات في إحدى المحافظات أو معسكر الجيش أو اغتيال شخصية مهمّة ولكن هذا الأمر لم يكن مُتاحاً لهم، فلجأوا إلى الهدف الأسهل واستخدام سيّدة لتنفيذ ذلك لأن الأمن يكون أقل تشدّداً معها من حيث الإجراءات. &nbsp;&nbsp;</p> <p>ليندا المعايعة: بدأ الأمن الأردني بالبحث عن المرأة، استقلّتْ التاكسي إلى منزلٍ في السَلَط، دخلت ساجدة بحجّة أنها أخت زوجة إبنة أحدهم فاستقبلها المواطن الأردني في منزله عملاً بمبدأ حُسن الضيافة ولم يستسفر منها، قالت إنها آتية من العراق بغية العلاج من العُقم وأن زوجها غير موجود، وبعد مرور ثلاثة أيام اكتشف صاحب المنزل الحزام الناسف مُخبأ تحت السرير في الغرفة التي تنام بها. استعان بقريبه وهو ضابط متقاعد في دائرة المخابرات وأبلغ الأجهزة الأمنية مباشرةً التي حضرت إلى المنزل وأُلقي القبض على ساجدة. &nbsp; &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>هبة محمود: بعد هذه التفجيرات ما الذي حدث؟ كيف تمّت الملاحقة الأمنية والقضائية للذين قاموا بهذه العملية؟ &nbsp;</p> <p>سميح المعايطة: هناك ثلاث خطوات تمّت، أولاً القضاء حَاكَم ساجدة الريشاوي التي بقيت حيّة وحوكِمَت وأُعدِمت في نهاية المطاف. عند احتجاز الطيّار الأردني معاذ الكساسبة جرى الحديث عن تبادل لكن الأردن أعدمها في اليوم التالي لإعدام الشهيد معاذ الكساسبة. الأمر الثاني أنه تمّت ملاحقة شخص مهم يُدعى زياد الكربولي وكان موجوداً في بلدٍ عربي، لاحقته المخابرات الأردنية في الجغرافيا الأخرى وجاءت به إلى الأردن وجرت محاكمته وبقي في السجون الأردنية وعوقِب هنا. الأمر الثالث والأهمّ هو اغتيال الزرقاوي، إذا عدنا بالذاكرة إلى يوم اغتياله قيل إن الأردن ساهم في اغتياله بغضّ النظر عن تفاصيل الدور الأردني ولكنه كان شريكاً مهماً وكان له هدف وغاية مباشرة ومصلحة في قتل الزرقاوي باعتباره المسؤول الأول عن تفجيرات عمّان، الأردن استوفى حقّه بالكامل بالثأر للشهداء والمُصابين. &nbsp;</p> <p>أشرف الأخرس: أتذكّر وقت النُطق بحُكم الإعدام كنتُ أقف خلف المحامي الموكَّل من قِبَل المحكمة للدفاع عنها، عندما سمعتْ الحُكم قالت "إما أن تعدموني أو تعيدوني إلى العراق لأفجّر نفسي"، أيقنتُ حينها أنني أمام شخص مُدرِك لما يقوم به.&nbsp;</p> <p>هبة محمود: كان التفاوض يتمّ لإطلاق سراح ساجدة بعد أسْر الطيّار الأردني الشهيد معاذ الكساسبة. &nbsp;</p> <p>ليندا المعايعة: جرى التفاوض على ساجدة ولكنها لم تكن تعني شيئاً لتنظيم داعش الإرهابي، حتى خلال محاكمتها لم يصدر أي شيء عن تنظيم الجهاد والتوحيد في العراق يطالب بإطلاق سراح ساجدة الريشاوي.&nbsp;</p> <p>أشرف الأخرس: الحمد لله الذي عوّضنا بهالة وخالد.</p> <p>هبة محمود: أسميتموهما على أسماء والدك وحماتك رحمهما الله.</p> <p>أشرف الأخرس: نعم وأنيس أيضاً إبن أخ ناديا على إسم والدها. جمعنا أرشيفاً منذ ذلك اليوم حتى هذه اللحظة كي يفهما هالة وخالد ما حدث.&nbsp;</p> <p>هبة محمود: عُمرك الآن 11 سنة، هل تدرك جيّداً معنى كلمة إرهاب؟&nbsp;</p> <p>خالد الأخرس: نعم، حين يُقدِم شخص على تخريب حياة أناس لا تربطه أية علاقة بهم. &nbsp;</p> <p>هبة محمود: هالة هل تتذكّرين المرة الأولى التي عرفتِ بها بالحادثة؟&nbsp;</p> <p>هالة الأخرس: حين كبرتُ فهمتُ الموضوع بشكلٍ أفضل.&nbsp;</p> <p>ناديا العلمي: لقد أخبرنا أبناءنا أن بداية حياتنا سوياً كانت صعبة، نحن الكبار لا زلنا لم نستوعب ما حصل، تناقشنا طويلاً أنا وأشرف حتى قرّرنا إخبارهما.</p> <p>أشرف الأخرس: لقد حاولنا إيصال رسالة عمّان التي تمّ إطلاقها في العام 2005 والتي تتحدّث عن الدين الإسلامي السَمِح والبسيط والقادر على التعايُش مع كل زمانٍ ومكان، وتشاء الصُدَف أن مَن نشر الإسلام وهو مصطفى العقّاد والذي عُرِف في فيلم الرسالة وساهم كثيراً في إفهام الناس للدين، استشهد في تفجيرات عمّان على أيدي أصحاب هذا الفكر المتطرّف. منذ تلك اللحظة بدأتُ برواية القصة لكي يفهم الناس الحقيقة. &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>ليندا المعايعة: مصطفى العقّاد كان في فندق حياة عمّان يجلس إلى الشمال ودخلتْ ابنته لتسلّم عليه، في تلك الأثناء كان الانتحاري قد دخل إلى الحمّام وخرج وهو يلبس الحِزام والتقت عينه بعين مصطفى العقّاد وفجّر نفسه في الوقت الذي كان يحتضن فيه العقّاد ابنته. &nbsp;&nbsp;</p> <p>سميح المعايطة: الأذى الإنساني كان هو الأكبر لأن الأذى الأمني كان أقل لأن الأردن كان يدرك أنه مُسْتهدَف ومُعرَّض للقيام بعمليات. كانوا يعتقدون بأن الأردن سيضعف نفسياً وأمنياً وشعبياً من حيث الضغط بعدم الانخراط في الحرب ضد هذه التنظيمات والالتفات إلى الساحة الداخلية لكن ما حدث كان عكس ذلك. الأذى كان إنسانياً بالدرجة الأولى خاصة لضيوف الأردن مثل العقّاد وشخصيات أخرى، وأيضاً للأردنيين في الفنادق.</p> <p>أشرف الأخرس: نحن بلد عشائري ونحبّ بعضنا ونتشارك في الحلو والمرّ، في تلك الليلة التفّ الشعب الأردني حول أشرف وناديا وباقي الضحايا، وحاول المساعدة بأية طريقة لتقديم الدعم، هذا هو يوم الأربعاء الأسود. &nbsp; &nbsp; &nbsp;&nbsp;</p> <p>هبة محمود: ما هي نقطة القوّة التي ساعدت في تجاوُز الأردن للمحنة القاسية بتفجيرات عمّان؟&nbsp;</p> <p>سميح المعايطة: الناس، الأردنيون هم نقطة القوّة لأنهم تعاملوا مع الموضوع بوطنية، وكانت لديهم قناعة بأن هذا الإرهاب ليس عدّواً للمخابرات والجيش والحكومة فقط وإنما هو عدو لكل أردني.</p> <p>ناديا العلمي: ما مررنا به كان صعباً لا ذَنْب لي فيه، كنتُ أحتفل بأجمل يوم في حياتي، لا أريد لأبنائي أو أبناء الآخرين أن يمتحنوا نفس تجربتنا. طموحي أن أعيش مع عائلتي بفرحٍ وسُتر وأن أصل بأبنائي إلى برّ الأمان الخالي من الإرهاب. &nbsp;</p> <p>هالة الأخرس: أنا فخورة بوالديّ، هما يساعدوننا. &nbsp; &nbsp;</p> <p>خالد الأخرس: لقد استمدّيتُ قوّتي من والديّ، وبفضل مساعدتهما لنا أنسى ما حصل وأحياناً أتذكّر وأحزن، لا أعادها الله. &nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>شاءت الأقدار أن يقتل الإرهاب المُخرج العربي الذي ناضل خلال مسيرته الفنية العالمية لإيصال صورة الإسلام الحقيقية، كما شاءت الأقدار أن تقتل التفجيرات نفسها فرحة عروسيْن وتحوِّل يومهما الأبيض إلى ليلةٍ سوداء.</p> <p>&nbsp;</p> <p>سعياً نحو هذه التناقضات الجذرية يتغذّى الإرهاب، وفي الرحلة المُعاكسة لطريقه تكمن قوّة الانتصار، أراد الإرهابيون حفر القبور ودفن الفرح فردّ الأردنيون بأن عمِّروا البيوت وعزِّزوا الأمان، وكان هذا ما حدث.... &nbsp; &nbsp;</p> <p>&nbsp;</p>