انتصار الصمود.. العدوان على إيران
العدوان الصهيوني–الأميركي على إيران لم يكن حدثًا معزولًا، بل جاء ضمن سياق متصاعد من الاستهدافات والاغتيالات، من غزة إلى طهران، ومن جنين إلى نطنز، في محاولة لنزع إيران من دورها الإقليمي وإقصائها عن محور المقاومة. إلا أن الرد الإيراني، سياسيًا وشعبيًا وعسكريًا، قلب المعادلة: مشهد وطني توحّد فيه الشعب حول كرامته وسيادته، وقيادة قدّمت شهداء كباراً دفاعًا عن القرار المستقل، وصواريخ دكّت عمق العدو. رسائل هذه المعركة جاءت صريحة: لا حصار يمنع النهضة، ولا تهديد يُسقط الإرادة. إيران قالت كلمتها في زمن الصمت، لتعلن أن الرد ممكن والكرامة خط أحمر. معركة ترسم ملامح مرحلة جديدة في المنطقة، وتكرّس معادلات ردع جديدة تؤكد أن إيران، بما تمثل، لا يمكن كسرها ولا تهميشها.
نص الحلقة
حمدين صباحي: تحيّة عربية طيّبة، تحيّة عربية إلى إيران الأبيّة، إيران الشعب والجيش والقيادة، إيران التي ضحّت وأعطت وتحمّلت وصبرت وثابَرت من أجل فلسطين والقدس، من أجل كرامة الإنسان. ها هي تخرج من عدوان الصهاينة والأمريكان عليها موفورة الكرامة، صامدة مُنتصرة بوحدتها الوطنية وتمسّكها بمبادئها وانتصارها الذي صدّقناها لأنها صدّقت في كل ما أعلنته وكل ما رفعت وكل ما ناضلت من أجله.
كان العدوان الصهيوني الأمريكي على إيران تتمة لحلقاتٍ متواصلة من الاعتداء والتحريض والاغتيالات الجبانة من غزّة إلى طهران، ومن جنين إلى الحديدة، ومن الضاحية إلى نطنز. في كل ما اعتدت به آلة القتل الصهيونية على رموز هذه الأمّة كانت تفرش الأرض نحو الطريق الذي تريد أن تقطعه نحو إيران.
أرادت بهذا العدوان أن تنزع إيران من دورها وأن تُقصيها عن مكانتها، فإذا بصواريخ إيران تدكّ قلب العدو الصهيوني، وإذا بشعب إيران يتوحّد =مُتمسّكاً بكرامته الوطنية، وإذا بقيادة إيران تتمسّك بموقفها، الثبات مبدئياً بحقّها في أن تنمو وتنهض وتستقل وتقول كلمتها، وإذا بجيش إيران يقدّم أعلى قياداته شهداء على طريق كرامة وطنية لا بدّ من أن تُصان لكي تليق بتاريخ عظيم لإيران.
هذا ما أعلنته بالحرب وبالكلمة، إيران أعلنته بصلابة جبال زاغروس، بطُهْر شوارع طهران من أروقة الحوزات، ومن معامل الفيزياء، ومن منصّات إطلاق الصواريخ، ومن المجالس، ومن الميادين. كانت إيران الطلاب والعمال والجنود، النساء والرجال يضربون نموذجاً لشعب أبيّ يليق به أن ينتمي لوطنه، وأن يدافع عنه، وأن يضحّي في سبيله، وأن يكافِح الاستكبار حتى يردّه صاغِراً.
=إيران قالت في زمن أصبح فيه الصمت طاعة صاغِرة للزَيْف، نطقتنا طهران قالت في الإمكان، في الإمكان أن يكون القرار الوطني مستقلاً، في الإمكان أن نبني نهضة رغم الحصار.
في الإمكان أن نصمد ضدّ أعظم الأسلحة وأكثرها تقدّماً تكنولوجيا. في الإمكان أن نرفع رأسنا بكبرياء في مواجهة كل الأعداء، في الإمكان أن نردّ الصاع للكيان ولأمريكا، في الإمكان أن نحفظ الكرامة وأن نحترم تاريخنا وأن نصنع مستقبلنا.
هذا هو درس إيران الذي صاغته كلمتان إثنتان: في الإمكان.
حمدين صباحي: انتهت هذه المعركة، لكن الحرب مستمرّة. هي معركة في حرب دائمة الصِراع ما بين كيان الاحتلال الصهيوني وبين الشعب الفلسطيني ومعه أمّته العربية، ومع هذه الأمّة العربية أمّة إسلامية ممتدّة أو مَن اختار منها أن يكون وفياً لقضية فلسطين وأصحاب الضمائر في العالم.
الصراع الذي شهدناه اليوم ولم ينته اليوم لكنه سينتهي غداً، غدٌ قريب أو بعيد، فيه سيؤول هذا الصراع إلى إحدى نهايتين: إما أن يحكم الكيان الصهيوني بدعم أمريكي هذه البقعة من مشرق العالم، وإما أن يحكم هذا المشرق بشعوبه، يعني في الأمّة العربية وبجيرانها التاريخيين في إيران وتركيا.
الصراع الآن في إحدى ذروته، في ذروة =من ذرواتها العالية، لماذا؟ لأن قرّر الكيان الصهيوني بشراكة كاملة من أمريكا أن يتقدّم لكي ينجز وهمه في شرق أوسط جديد نحو إيران.
لماذا نحو إيران؟ لأن إيران تدافع عن فلسطين. لماذا نحو إيران؟ لأن إيران قوّة رئيسية في هذا المشرق الذي يجمع هذه الأمم عرباً وفرساً وتركاً وكرداً. لماذا إيران؟ لأن إيران قادت عبر سنوات دعم المقاومة في كل مكان من الأرض العربية دعماً واضحاً مباشراً من الموقف السياسي والأخلاقي إلى المال والسلاح، فكان عليها أن تدفع الثمن.
لكن الأهمّ ليس ما فعلته إيران، الأهمّ أن إيران عائق أمام نظام شرق أوسطي تقوده إسرائيل، فكان لا بدّ من حربٍ على إيران. ما هو هدفها؟
إخراج إيران من دورها في هذا المشرق؟ أن تنزع من دورها أو ينزع دورها منها، وأن تبقى إيران مرمية في الهامش، خاضعة تابعة. هذا هدف هذه الحرب التي شنّتها إسرائيل وأمضت فيها 12 يوماً من العدوان حتى اضطرّت أن تصرخ طلباً لهدنة. أقول هدنة لأن كل وقف إطلاق النار ما بين الكيان الصهيوني وأية دولة عربية من أول كامب ديفيد من أربعة عقود حتى أية معاهدة ستوقّع حتى في ما بعد في السلام الإبراهيمي هي في حقيقتها ليست أكثر من هدنة. لماذا؟
لأن عدوانيّة إسرائيل لم تنتهِ ولن تنتهي، ولأن الشعب العربي وشعوب هذا المشرق لم تخضع، هي أكبر وأعزّ وأقدم وأكثر تحضّراً وأكثر كبرياء من أن تخضع لكيان مصنوع إسمه إسرائيل.
في لحظة الذروة هذه في الصراع على نظام شرق أوسطي تحكمه إسرائيل وأمريكا، أم نظام عربي يتعاون ويتكامل مع إيران وتركيا؟ الصراع ما بين هذين المشروعين.
أقدمت إسرائيل على ضرب إيران حتى تنحيّها وتستفرد بإقامة نظامها الشرق الأوسطي. ما هي قصّة أنها شنّت الحرب؟ لأنها تودّ التخلّص من التهديد النووي، هذا هدف لكن ليس الهدف الرئيسي. الهدف الرئيسي لم يكن المشروع النووي لكنه أحد الأهداف، الهدف الرئيسي لم يكن مشروع الصواريخ البالستية لكن من ضمن الأهداف. الهدف الجوهري أن إيران لا تكون طرفاً في معادلة صياغة مستقبل هذا المشرق أو هذا الإقليم من العالم. حتى هذا يتمّ في شرط رئيسي: أن تنزع إيران من دورها، إسقاط النظام. هذا الهدف ليكون الكلام واضحاً وقاطِعاً من دون التباسات.
هدف العدوان الصهيوني الأمريكي على إيران هو إسقاط النظام الذي يحكم إيران. لماذا؟ لأن هذا النظام يعبّر عن إرادة مستقلّة يواجه الاستكبار الأمريكي. تقول عن أمريكا إنها الشيطان الأكبر، عن إسرائيل أنها الشيطان الأصغر، تكرّس قيمة إيران وإمكانياتها من أجل تحرير فلسطين.
هنا نحن أمام هدف واضح للحرب. لا أحد يخوض الحرب من دون أهداف، كل حرب بالنيران هي استكمال لصراعٍ بأساليب غير النار. عندما تصل الأساليب غير نيران المعارك إلى طريق مسدود، فإن الذي يشنّ الحرب يريد أن يفتح طريقاً بالنيران نحو تحقيق أهدافه. الهدف إسقاط نظام الإرادة الوطنية المستقلّة لإيران صاحبة الدور في الإقليم، وجوهر هذا الدور أنها مع تحرير فلسطين.
=لذلك شنّت الحرب، وعندما توقّفت علينا أن نسأل أنفسنا هل حقّق العدو الصهيوني أهدافه من هذه الحرب؟ إذا كان حقّقها فقد انتصر، وإذا كان قد خاب فقد انكسر.
وما رآه العالم كله أن هذه الحرب وضعت أوزارها بطلبٍ إسرائيلي وبضغطٍ أمريكي، ونظام الإرادة المستقلّة في طهران لا زال يحكم ويقود ويتمسّك بثوابته ويعلن مقولاته ويعبّر عن موقفه، لم يُهادن ولم يصغر ولم يستسلم، وتلقّى بشجاعةٍ الضربة الأولى التي كانت موجِعة شاملة، وامتصّها واستوعبها، وبعد 17 ساعة كان يردّ الصاع صاعين بصواريخ إيران التي تنهال على قلب تل أبيب.
إذًا الهدف رقم 1 وهو إسقاط نظام الإرادة المستقلّة في إيران انكسر، لم تفلح إسرائيل في تحقيقه. الهدف رقم 2 أن نحن نُنهي البرنامج النووي الإيراني، البرنامج النووي الإيراني بالمناسبة تكئة، لكن هذا له علاقة بالقيادة المستقلّة، النظام الذي يعبّر عن إرادة استقلال وطني، لماذا؟
لأن إيران كان لديها مشروع نووي من أيام الشاه برعايةٍ أمريكيةٍ وبناء فرنسي، النووي الذي أثاروا زوبعة في العالم بأسره. لحقونا النووي الإيراني تهديد وجودي، هذا النووي كان موجوداً أيام الشاه، لماذا كنتم أصدقاء الشاه ولم تتحدّثوا بكلمةٍ واحدةٍ عن المشروع النووي الإيراني؟ لأن في أيام الشاه كانت إيران تابعة، تدور في الفلك الأمريكي. عندما استقلّت بثورة في عام 79 وتأسسّت الجمهورية الإسلامية وقالت بأن موقفها قاطِع واضِح ضدّ الوجود الصهيوني والاحتلال لفلسطين وضدّ أمريكا، عندها خرج عفريت النووي من العلبة، العفريت فزّاعة، فزّاعة تسوّق في العالم ضدّ إيران أنها لديها نووي. وهذه واحدة من عفريتين، العفريت الثاني هو عفريت التشيع. ما إيران كانت شيعة أيام الشاه؟ لماذا بعد أن جاءت الثورة بقيادة تعبّر عن موقف مستقل وطنياً بدأت الدعاية وتصاعدت ضدّ ما كان موجوداً وهو البرنامج النووي وضدّ ما هو حقيقة في إيران هو أنها شيعية؟ لماذا؟ لأن هذين مجرّد أسباب لا ليتحقّقوا حتى يسقط النظام. خاب سعي الكيان الصهيوني. خرجت إيران من هذه المعركة مُحتفظة بوحدتها الوطنية مُتماسكة شعبياً، مُحتفظة بقيادتها، مُحتفظة باستقلالها الوطني. أما برنامجها النووي السلمي وهو حقّ مشروع لها وفق القانون الدولي، فأين كانت درجة ما أصابه من تعطيل أو إرجاء أو حتى إنهاء؟ فإنه قادر للتجدّد لأن المشروع النووي يحتاج أمرين:
خبرة معرفة وهي متوافرة لعلماء إيران، وإرادة سياسية وهي متوافرة للسلطة التي لا زالت تحكم في إيران بإرادة شعبها والتي خرجت من هذه المواجهة في صمودٍ وانتصار.
في عزّ وكبرياء المواجهة، في القدرة على أن تقول للعدو الصهيوني وللأمريكان لا، ستبقى إيران.
دعونا نستضيف بصوتٍ من إيران للأكاديمي والباحث في جامعة طهران الدكتور حسن أحمديان.
حسن أحمديان: أظهرت إيران مقدرة على الضرب بشكل مماثل، التناسب الاستراتيجي ظهر في الأيام التالية لبدء الحرب، وهذا ما أجبر إسرائيل على أولاً الابتعاد عن ضرب البنية التحتية الاقتصادية، لأنه كل ما ضربت ردّت إيران عليها بالمثل، مثلاً ضربت مصفاة نفط طهران ضربت مصفاة نفط حيفا بعد ساعات من ذلك، وكذلك الحال بالنسبة للطاقة في الجنوب الإيراني، مدينة يزد ضربت الكهرباء، بمجرّد ضرب الكهرباء في مدينة يزد ضربت الكهرباء في حيفا.
تالياً لدى إيران مقدرة على الردّ وبسرعةٍ على أهدافٍ مماثلة، ولذلك تناسبت الردود الإيرانية إلى حدّ كبير في الأيام التالية للحرب مع الضربات الإسرائيلية، وهو ما أجبر في النهاية الإسرائيليين على القبول بواقع أن المرجو والمرسوم له من هذا الهجوم وهذه الحرب لن يكون كما كان الإسرائيليون يتوقّعونه.
=وهذا الانتصار ليس فقط للمقدرة العسكرية، هناك مقدرة عسكرية أجبرت إسرائيل على التراجع في ضرب الأهداف في إيران، في النهاية القبول بوقف إطلاق النار، لكن البُعد الآخر هو الالتفاف الجماهيري حول القيادة. بالنسبة لمشروع إسرائيل الشرق الأوسط الجديد الذي تحدّث عنه ناتنياهو عدّة مرات، تحدذث عن هذا المفهوم، هو يتحدّث عن هيمنة إسرائيلية على المنطقة، وهذه المنطقة فيها الكثير من الدول، والدولة الرئيسية التي يراها عدوّة ورادِعاً أمام شرق أوسطها الجديد هي إيران، وطبعاً حلفاء إيران في المنطقة.
حمدين صباحي: الردع مهمّ جدّاً في أيّ صراع. ثبت بالحرب 12 يوماً أن الردع الإيراني قادر على أن يلجم العدو، صواريخ إيران اخترقت كل طبقات الحماية والدفاع على تعدّد منظوماتها وهي سبعة، ووصلت وأوجعت وألقت الرعب في قلوب مستوطني الكيان الصهيوني.
لكن خسارة إسرائيل تتعدّى ذلك، لماذا؟ لأنه لو كان جوهر هذا الصراع هو تمهيد الأرض لتطبيق وَهْم النظام الشرق أوسطي، فقد أثبتت هذه الحرب مجدّداً وليس لأول مرة، لكنها أكّدت أن إسرائيل غير مؤهّلة للدور التي هي طامِعة وتودّ أن تلعبه، أن تقود نظام شرق أوسطي جديداً.
لماذا غير مؤهّلة؟ لأن مَن ليس قادر على حماية مستوطنته لن يستطيع حماية الشرق الأوسط بدوله. إسرائيل تعرّضت لضربة مُبْرِحة يوم 7 أكتوبر من المقاومة بقيادة كتائب عز الدين القسّام، اهتزّت وزلزلت، ثم تعرّضت لضربة مُبْرِحة ثانية بصواريخ بالستية اقتحمتها ودكّت حصونها ومنشآتها العلمية والعسكرية ومرافقها الحيوية ومواقعها الاقتصادية وأماكن سكنها في قلب تل أبيب.
2- تزايدت الكراهية لإسرائيل من مجازرها والإبادة في غزّة إلى عدوانها على إيران. كراهية إسرائيل في الوطن العربي وفي كل شعوب المشرق وفي العالم الإسلامي وحتى لدى كل أحرار العالم تزايدت. لا توجد سلطة من المدعوين حالياً تستطيع الدخول في حفلة نظام إبراهيم واتفاقياته، لا توجد سلطة لديها شعب يمكن أن يقبل منها أن تدخل.
3- إن ما فعلته إسرائيل من عدوان على إيران أثار ليس غضباً بالضرورة لكن حذر وتخوّف شركاء مُحْتملين لها في مشروع السلام الإبراهيمي، لأن مَن يعتدي على إيران بهذه الطريقة بكل قوّتها غداً، لو كان نجح، لو أن إيران لا قدّر الله كانت انكسرت، لكان الدور أتى على الدول الكبرى في الإقليم: مصر والسعودية، تركيا، ولم يكن ناتنياهو ليوفّر أحداً أبداً أمام جشعه وتغوّله ورغبته في الهيمنة.
الأطراف هذه وقد رأت الآن لأيّ مدى يمكن للكيان الصهيوني أن يكون وحشياً ولا يوفّر أحداً، هي تأخذ الآن حذرها وتستعدّ، وأخذ هذه الدول بالذات مصر والسعودية وتركيا حذراً من إسرائيل. معناها أن مشروع الشرق الأوسط الذي يطمح إليه ناتنياهو يؤذِن بالفشل.
إذا كانت هذه الأسباب واضحة أمامنا يجب مثلها بعد آخر في انكسار إسرائيل، هو أن المستوطن تزلزل خائف المستجلبين ليقيموا هذا الكيان المُغتصب. جاؤوا على أساس أن مضمون أمانهم عندما جلسوا 11 ليلة في الملاجئ، أدركوا أن الله حق وأن المقاومة حق وأن صواريخ إيران حق، وأن وَهْم الأمان على أرض فلسطين المُحتلّة باطل. وهذا هو أهمّ شَرْخ زلزل الكيان الصهيوني وسيُفضي إلى نهايته.
تقرير:
مواطن من السودان: لأول مرة منذ إنشاء دولة الكيان الصهيوني المحتلّ هذه أرض فلسطين الطاهرة، نشاهد مَن يلبّي رغبات المسلمين والعرب على مستوى العالم، وفي مقاومة هذه الدولة الغاصِبة فإن الفرحة التي نشعر بها، أشعر بها شخصياً ويشعر بها كل مسلم على مستوى العالم، هي فرحة حقيقية.
مواطن من العراق: هذا كان حلم بالحقيقة، لكن الأهمّ من تل أبيب عموماً كانت بعض الأماكن الرمزية جداً التي تعرّضت للقصف بشكل بارع جدّاً مثل معهد وايزمان.
مواطنة من العراق: الآراء معروفة، بعض الحكومات ساكِتة صامِتة، لا توجد ردّة فعل، وردّات فعلهم هذه الصامتة تبرّر ما هي طينتهم، وما هي علاقتهم بإسرائيل، وما هي علاقتهم بإيران، وما هو موقفهم تجاه هذه الحرب.
مواطن من لبنان: هذا كان حلم كل عربي =أن يرى هذه المشاهِد التي رآها غير المتعوّد عليها، هو مُعتاد على العكس، مُعتاد على بلادنا الضعيفة وبلادنا التي تضرب تسلم يد كل شخص قصف.
مواطن من لبنان: عزّ وفخر لجميع المسلمين وللعرب ككل.
مواطن من العراق: تذكّرت جملتين: جملة للشاعر تميم البرغوثي عندما قال إن تحريرها كلها ممكن، وأن تحريرها كلها قد بدأ. والجملة الأخرى للسيّد الشهيد حسن نصر الله عندما قال أوْهَن من بيت العنكبوت.
مواطن من العراق: نحن في الدول العربية يجب أن نتوحّد ونساند بعضنا ونقف بيد واحدة ونساند الجمهورية الإسلامية الإيرانية.
مواطن من السودان: آن الآوان للشعوب الإسلامية أن تتوحّد وتقف وقفة واحدة تجاه هذا العدوان الغاشِم على الإسلام، وهذا هو منهاج مدروس عبر وكالات وسفارات تتّحد من أجل إنهاء الوجود العربي والوجود الإسلامي.
مواطن من العراق: لست فقط فَرِحاً، نحن نطير من الفرح عندما شاهدنا تل أبيب تحترق، ألف الحمد لله والشكر، فرحنا فرح لم يحصل سابقاً.
مواطن من السودان: ما هو مطلوب من الدول الإسلامية هو أن نوحّد الموقف مع جمهورية إيران الإسلامية، نوحّد معها الموقف في مقاومة هذه الدولة السرطانية.
حمدين صباحي: في كل معركة ركائز كلما وعيناها وفَهِمناها وعملنا على ضوئها سنحسّن شروط خوضنا للمعركة التالية في نفس الصراع المستمرّ والحرب التي لم تنتهِ.
من الرسائل الهامّة في هذه المعركة: الشعب، دور الشعب، قيمة الشعب، الشعب هو أقوى سلاح في يد أية دولة للحفاظ على كرامتها، الشعب هو الضمان لأن فكرة الاستقلال الوطني والبناء العلمي والتقدّم والخروج من الهيمنة يمكن أن تتحقّق.
شعب إيران شعب عظيم، هو في هذه اللحظة جدير بالإكبار واحترام كل أحرار العالم، وبالذات احترام كل عربي، لأن هذا الشعب لم يبخل على قضية العرب المركزية فلسطين بأيّ شيء، أعطى =وضحّى واستشهد وتحمّل وصبر وصمد وكسر عدوان الكيان الصهيوني، وعندما نقول شعب إيران نقول مَن يوالون السلطة ومَن يعارضونها، لأن المعارضة الإيرانية الوطنية التي تعرف قيمة أمّتها كأمّة صاحبة حضارة وجذور في التاريخ، وقفت مع السلطة التي تعارضها دائماً في لحظة الاختيار، وأثبتت هذه المعارضة جدارتها بأن تنتمي لهذه الأمّة العظيمة، وبجدارتها في النصر والفخر، وهذا الفرق ما بين المواطن في إيران والمستوطن في الكيان الصهيوني.
الشعب أيضاً كان واضحاً قاطِعاً جداً في الوطن العربي، لأن عقوداً من بثّ الضغينة ما بين إيران والعرب باسم الدين بريء من هذه الحرب المُفتعلة باسم الطوائف والمذاهب.
هذا الشعب أثبت في لحظات الشدّة الحقيقية، وإيران تصمد ضدّ عدوان إسرائيلي، هو أين ومع مَن وضدّ مَن؟ لأن الشعب العربي في كل مكان كان مع إيران، والشعب العربي في كل مكان تجاوز في ال12 يوماً آثار الوقيعة والضغينة ما بين السنّي والشيعي، ما بين إيران والعرب، وأثبت أن وعيها بالحقائق أكبر من محاولة تزييف وعيها عن طريق أعدائه.
لو رأيت قهوة في مصر والفرح بصاروخ إيران وهو يقض مضاجع المحتل، الناس كانت تفرح وتشجّع أكثر من لو كان منتخب مصر سجّل هدفاً في كأس العالم، هذا شعب مصر، وهو نموذج للشعب العربي من المحيط إلى الخليج.
هذا الشعب أثبت أن بوصلته صحيحة، رؤيته صحيحة، عارِف أن يفرّق بين عدوّه وصديقه.
في رسالةٍ أيضاً مهمّة أن شيخ الأزهر الإمام الكبير أحمد الطيب لعب دوراً في إجلاء حقيقة رؤية الدين، ومن موقعه على رأس أهمّ مؤسّسة دينية الأزهر التي تدرّس المذهب الشيعي ومع بقية مدارس الفقه الإسلامي السنّي، وهذا منذ زمن وليس اليوم، قال الكلمة الفصل التي تؤكّد وحدة المسلمين ضدّ عدوّهم وعِوار الأخذ بالفتن الطائفية.
في هذه المعركة لا يصحّ من إنسان شريف أن يقف على الحياد، وبالذات لا يجوز لعربي أن يقف على الحياد. ربما في أول الحرب سمعنا أصواتاً مع الضربة الأولى وهول ما أصابت به إيران، سمعنا أصواتاً نكراء كما تكون تتشفّى في إيران، عندما ردّت إيران وصواريخها على تل أبيب، شفت صدور قوم مؤمنين في كل الوطن العربي والعالم.
بدأت هذه الأصوات تتوارى، وخرج صوت عجيب غريب يقول: اللهمّ أهلك الظالمين بالظالمين، خسئتم أيّ ظالمين.
هل يتساوى الظالم العدو محتلّ أرضي الذي يقطع بجثتي في غزّة مع مَن يدافع عن غزّة وعن فلسطين؟ هل يتساوى، يتساوى الكيان مع إيران؟ الأصوات هذه فجأت بأن الرأي العام صوت الشعب ضدّها.
=ربما تكون هذه فرصة، ليس لأوجه إدانات لأحد، لكن حتى أقول إن بعض المُنتسبين لبعض الحركات السلفية في مصر وفي الوطن العربي لا يجوز أن تنصر عدوّك على مسلم على دينك، ليس فقط لا يجوز ديناً، لا يجوز خلقاً ولا وطنية.
وما أقوله إن هذه فرصة حتى هؤلاء السلفيين يراجعوا أنفسهم، عودوا للصواب مع أمّتكم، لا تصطفّوا بفعل فتنة طائفية مع عدوّكم، وإلا فأنتم في خُسران مُبين.
وأقول هذا الكلام أيضاً لبعض الليبراليين الذين اتّخذوا موقفاً من إيران لأن نظامها نظام شمولي لا يحقّق الحريات، وهم لهم أن يقولوا هذا وهذا حقّهم، لكن أعتقد إن ثبت لهم أن النظام في إيران أثبت أنه لا إمكانية للتعايُش مع عدو صهيوني، هو لا يريد ديمقراطية في أيّ مكان، ولا يريد استقلالاً في أي مكان، ولا يريد كبرياء وطنياً في أي مكان، هو يريد أن يُهيمن على الجميع.
وأيّ ليبرالي عربي يتوهّم أنه يمكن أن يقف على الحياد ما بين العدو الصهيوني وأي طرف يحاربه، يكون يخون نفسه وقِيَمه، لأن إسرائيل ثبت أنها العدو الأول لأية قيمة أخلاقية ولأيّ حقّ من حقوق الإنسان، وأولّها حقّ الحياة الذي تبيده عَمْداً في غزّة يومياً بإبادتها الجماعية التي نشهدها.
لكن في معارك المصير الوقوف على الحياد خيانة للذات، والذي يقف على الحياد =في المعارك الأخلاقية الكبرى فهو في الدَرْك الأسفل من نار جهنّم.
عبد الله السناوي – كاتب مصري: لا يمكن فَهْم ما حدث في المواجهات العسكرية وحرب ال12 يوماً بين إسرائيل وإيران خارج سياق التحدّيات، وخارج القضية المركزية القضية الفلسطينية، وخارج الطموح الجامِع الإسرائيلي لاقتناص اللحظة في إعادة تشكيل الشرق الأوسط أو بناء شرق أوسط جديد، وبالتالي لم تكن هذه هي معركة إيران بالذات في هذه اللحظة وخاصة الصراع، لكنها لم تكن موجَّهة الوحيد، إذا ما انكسرت إيران فإنه فعلاً تعلن حقبة إسرائيلية في المنطقة، هذا لم يحدث لكن لا زال الاستهداف موجوداً ولا زال الهدف موجوداً لكن بطرق أخرى.
إذا انكسرت إيران فإن الدور يأتي على مصر فوراً تبدأ الحقبة الإسرائيلية فوراً تبدأ مشروعات التطبيع الإبراهيمي وتمتدّ إلى السعودية وسوريا وهذا ما هو مطروح الآن ويتمّ الترويج له، فنحن أمام إعادة تركيب للأوضاع، ولا يُستبعد في مثل هذه السيناريوهات حتى الآن لا يُستبعد مشروع التهجير من غزّة إلى سيناء.
لا زال هذا المشروع ماسكاً رغم المعارضة المصرية الشعبية والرسمية لكنه مازال نافذاً حتى الآن، بالتالي الخطر لم ينقضِ بانتهاء الحرب، لا إسرائيل حقّقت ما سعت إليه ولا الولايات المتحدة وصلت إلى ما استهدفته، لا زال الصراع مفتوحاً على كافة الاحتمالات والسيناريوهات.
حمدين صباحي: أخي وصديقي الأستاذ عبد الله السناوي يفتح في مُداخلته الهامّة الطريق للمستقبل، ما هي التحالفات التي ينبغي لإيران أن تُقْدِم عليها، وهذا جزء من خريطة المستقبل، جزء من سؤال وماذا بعد؟
أول ما ينبغي وضعه في الاعتبار هو ما قلناه، هذه معركة في حرب، في هذه المعركة صمدت إيران، وانكسرت إسرائيل، إسرائيل لن تقبل هذه النتيجة، ستمضغها بألم وتستعدّ، أفضل شيء ونحن نتحدّث عن ماذا بعد أن ننتبه جميعاً وأوّلنا إيران أن الجولة القادمة من الحرب العدوانية الصهيونية على إيران ليست بعيدة، فعلينا أن نأخذ حَذَرنا ونستعدّ.
2- إيران وراءها أرصدة عظيمة أهمّها الشعب الإيراني، هذه لحظة على السلطة والقيادة في إيران أن تتقدّم خُطى حثيثة لتمكين الوحدة الوطنية التي تجلّت في أعظم صورة في هذا الصمود الإيراني، مدّ اليد للمعارضة الوطنية، التلاحُم معها، احترام التنوّع في الرأي، إدراك أن الشعب الإيراني ومنه نساء إيران العظيمات اللواتي وحدهن ليس من هن غطّوا رأسهن بماذا، لكن هن ملأن رأسهن بماذا؟ فكرة الوطنية، الاستقلال، الكرامة، الكبرياء التي ملأت رؤوس الإيرانيات هي التي صنعت موقفهن، مش نوع الحجاب أو الشادور أو غطاء الرأس.
على إيران في هذه اللحظة المُنتصرة بالصمود أن تدرك أن رأسمالها الرئيسي شعبها رجالا ونساءً، موالاة ومعارضة، وأن تمكّن وحدتها الوطنية.
طبعًا هذا لا ينفي أن الفرد الحدّ الساطع ما بين معارضة وطنية وعملاء لأجهزة أمن واستخبارات أجنبية كان واضحاً وينبغي أن يكون الجزاء من جنس العمل، كما ينبغي للعميل الذي وقف ضدّ وطنه أن يلقى جزاء يردعه، وعلى المعارض الوطني أن يلقى تكريماً يستحقّه.
النقطة التالية أن على إيران أن تبادر لتحرّك نَشِط جادّ، هي بدأته قبل ذلك، ولكن هذه اللحظة هي لحظة أن إيران تحتاط لطفرة في علاقات حُسن جوار مع كل الوطن العربي، وأولها دولنا الشقيقة في الخليج العربي.
على دول الخليج أن تطمئن من هواجس لها أسباب حقيقية في التاريخ وفي الممارسة من قبل، عليها أن تأمن وخصوصاً أنها أدركت بعدوان إسرائيل أنه لا قدَّر الله لو انكسرت إيران فإن إسرائيل ستستعبد دول الخليج. خيراً لدول الخليج أن تبحث الآن عن شراكة فيها مصالح وأمن مُتبادل مع إيران، وخير لإيران أن تفعل ذلك مع كل الوطن العربي، وبالذات مصر قائدة الوطن العربي ومركز الثقل التاريخي فيه، وهذا دور ليس على إيران فقط بل على مصر أيضاً، هذا واجبها صوناً لأمنها وواجبها تجاه أمّتها العربية أن تسعى لإعادة العلاقات بين مصر وإيران على أعلى مستوى وفي أفضل درجة من التعاون.
وهناك نقطة مُكَمّلة: المثلّث الحضاري العربي الإيراني التركي، هذه هي القاعدة الذهبية لنجاة هذا المشرق من خطة الهيمنة لشرق أوسط جديد، نحتاج تنشيطاً جدّياً للحوار ما بين هذه الأطراف الثلاثة، وهذا يكمل بموقف واضح ليس فقط من جامعة الدول العربية والدول العربية، لكن من 57 =دولة تجمعها منظمة للعالم الإسلامي، لا نقول لهم ادخلوا حرباً، لكن نقول لهم القوا بثقلكم السياسي والاقتصادي والمالي والمعنوي مع فلسطين ومع إيران التي هي جزء منكم، خاضت الحرب بشجاعة وشرف من أجل فلسطين، وصمدت حتى انكسر العدوان الذي سيتكرّر عليها، وعندما يتكرّر عليها لا يجب أن تبقى إيران لوحدها، هذا أبسط دواعي العقل والمنطق والمصلحة والخُلق والشرف.
النقطة المُكمّلة: إن إيران مفتاح على أوراسيا، على قلب آسيا، وهي بهذا المعنى هدف للعدوان الصهيوني الأمريكي، وهذا الهدف يضرب في الصميم مصالح الصين وروسيا كقوّتين كبيرتين. رأينا الموقف المحترم الذي اتّخذته باكستان والذي يستحقّ التحيّة، لكن موقف الصين وروسيا أقلّ من أن يحافظ على مصالحهم.
علينا أن ندرك أن الصراع على المشرق وعلى الشرق الأوسط في قلبه هو صراع على النظام العالمي القادم، على الصين وروسيا أن تأخذا خطوات أكثر جدّية في الوقوف الواضح الصريح القاطع مع إيران، ليس فقط حماية لإيران، حماية لنفسهما ولمصالحهما ولمكانتهما في العالم ولدورهما.
يبقى أن ندرك أن غزّة الأصبر والأشجع والأكرم والأكثر تضحية والأكثر ثباتاً، مستفيدة من صمود إيران في مواجهة الكيان، وهذه لحظة لكي نطلب من الجميع دولاً وشعوباً ونُخبا وأصحاب رأي في السلطة أو في المعارضة أو في الشارع أن يتذكّروا أن الجرح النازف في غزّة ينبغي أن يندمل الآن. حرب الإبادة في غزّة لا بدّ من أن تتوقّف، ولو أن هذه الدول ألقت بثقلها بالفعل لتوقِف العدوان على غزّة ولاندمل الجرح الفلسطيني النازف.
هذه تكون أفضل ثمار يحقّقها صمود إيران في مواجهة الكيان، وهنا استنير برأي أخي وصديقي الحبيب القائد منير الصيّاد.
منير الصياد – أمين عام حزب الاتحاد الاشتراكي العربي – التنظيم الناصري: يعتقد البعض أنه بالضربة الأولى التي قامت بها إسرائيل من طيران وضرب المُفاعل أن قوةّ إيران قد انهارت، وثبت لليوم الثاني أن قوّة إيران قادرة على الاستيعاب والردّ، وبالتالي إسقاط النظام أصبح بعيداً جداً عن مُتناول اليد الإسرائيلية.
والابتزاز الذي تمّ محاولة قتل المُرشد الإيراني الإمام الخامنئي زاد من النقمة والتماسُك للشعب الإيراني ضدّ هذا العدو.
مفيد جداً أن يتلقّى العرب مع الثورة الإسلامية في إيران.
العرب قسمان: الأنظمة والشعوب، شعب مُهيّأ، والشعب بالأساس معادٍ لإسرائيل، أما الأنظمة فهي في مهبّ الريح وتتلوّن.
ولذلك علينا جميعاً أن نرى القواسم المشتركة التي تجمع ما بين هذه الأنظمة وإيران، ومن المفيد أن تكون تركيا المحور الثالث في هذه القضية.
حمدين صباحي: عمّي صلاح جاهين في مفتتح واحدة من رباعياته الشهيرة يقول: نموت نموت بين النيران، والنيران على الحبل نسير، الشجاع والجبان.
في هذه الحرب الممتدّة وفي هذه المعركة الأخيرة عرفنا مَن الشجاع ومن الجبان، عرفناه في غزّة، الجبان جنود جيش العدوان، جيش الإبادة يتحصّنون في حاملات الجنود والدبّابات، الشجاع الفدائي الفلسطيني الطالع من وسط الدمار والهدم والتجويع حامل قنبلة شواظ ويلقيها داخل مركبتهم ودبّابتهم حتى تنفجر بهم سبعة ضبّاط وجنود من الغاصبين المحتلّين المُنحطّين أخلاقياً، الشجاع يقدم على أن يقتصّ منهم تحقيقاً للعدل.
لأن الجبان، الجبان الذي يجعل أطفال غزّة يقفون في الصف عطاشى، جَوْعى، يمسكون في أيديهم إناء ولديهم أمل أن يصلوا حتى ينالوا بعض الدقيق أو الرغيف، الجبان هو الذي يقصف هؤلاء مسلحًا بأعلى تقنية مُدجّجًا بالسلاح يقتل الأطفال العُزَّل وهم يقفون في صف الرغيف.
رأينا الشجاع والجبان في حرب الكيان على إيران، كيان يقصف ويدمّر ويغتال ويجنّد الجواسيس ويحاول أن يهدّد حضارة عريقة وشعباً أبياً.
الشجاع هو الذي يدفع الثمن ويصمد ويكسر أهداف العدوان وينتصر لقيمته الوطنية ولقيمته الأخلاقية من أجل إيران ومن أجل فلسطين ومن أجل معنى الاستقلال الوطني وكبرياء الشعوب في مواجهة الاستعمار.
الصورة واضحة: الكيان جبان والجدع إيران.