البابا في لبنان... زيارة الأمل

وجودُ البابا لاوون الرابع عشر في لبنان ليس حدثاً عادياً. فهو رأسُ الكنيسةِ الكاثوليكية الذي لم يَثْنِهِ القصفُ الإسرائيليُّ لبيروت عن الحضور، حاملاً معه الأملَ والرجاءَ إلى هذا البلد الصغير، الغارقِ في مستنقع الأزمات، والرازحِ تحت نير الاحتلال والوصاية والحصار. «طوبى لصانعي السلام» هو شعار الزيارة، وهي الأولى لسيّد الفاتيكان إلى خارج روما منذ انتخابه. لكنّ الأسئلة المُلحّة تظلّ مفتوحة: ما أثر هذه الزيارة في لحظةٍ هي من الأصعب على لبنان، بين التوحّش الإسرائيلي، وشبحِ الحروبِ الداخلية والخارجية؟ هل تعكس موقفاً واضحاً من الصراع الذي يعصف بلبنان والمنطقة؟ وهل تُخفّف من التوترات الداخلية وتلطّف الضغوط الخارجية؟ وهل تُعيد إحياء الحوار الإسلامي–المسيحي الذي نحن أحوج ما نكون إليه اليوم؟ أهلاً بالحبرِ الأعظم في الأرضِ المقدّسة، في لبنان، على مرمى حجرٍ من فلسطين. أهلاً بقداستِه في هذه المنطقة المعذّبة من العالم، المهدَّدة بمزيدٍ من الموت والخراب والتمزّق. وفي ظل عبارات الترحيب التي تملأ الأرجاء، يبقى سؤالٌ واحد يتردّد على الألسن: أليس لدرب الجلجلة من نهاية؟