لبنان.. أزمةُ صخرةٍ أم أزمةُ نظام؟
انفضت الجماهير بسلام عن صخرة الروشة، لكن الجدل السياسي لا يزال محتدماً! تلك الليلة المتشحة بالحداد ستبقى مطبوعة في الأذهان بصورة السيدين الشهيدين، وبسيل من الأسئلة المعلقة: هذا المعلم السياحي الشهير على كتف المتوسط، كيف تحول – بسحر ساحر – من رمز لهوية بيروت إلى مرآة لصراعاتها؟ وكيف صار مسرحاً لنزاع سياسي جرى تضخيمه ليطغى على ما يعانيه لبنان من أزمات كبرى وتحديات مصيرية؟ من يسعى لاستدراج البلاد إلى مستنقع الفتنة؟ ومن يريد تحويل المقاومة من رمز وطني جامع إلى حالة خارجة على القانون تثير الخلافات والانقسامات؟ هل هو حقاً خلاف حول قانونية استعمال الفضاء العام؟ هل «الروشة» صخرة الإباء أم حجر عثرة في وجه بناء الدولة وتطبيق القانون؟ أم لعلها مرآة لهشاشة نظام تابع لا يعرف ما هي السيادة ومن هو العدو؟ والسؤال الأهم: أي وطن هذا الذي ينقسم حول صخرة؟ وأي دولة تخاطر – لولا حكمة الراشدين – بالقفز من صخرة الروشة؟