محمد باقر قاليباف - رئيس مجلس الشوري الإيراني

نص الحلقة

 

 

كمال خلف: سلام الله عليكم مشاهدينا في هذا الحوار الخاص مع رئيس مجلس الشورى الإيراني السيد محمد باقر قاليباف.

حياك الله سيد قاليباف وأهلاً وسهلاً بك في بيروت.

 

محمد باقر قاليباف: شكرًا جزيلاً. أنا بخدمتكم وخدمة الشعبين اللبناني والفلسطيني.

 

كمال خلف: حياك الله. سأحاول أن أسألك الأسئلة التي لم يتطرق إليها الصحافيون، اختصارًا لوقتك، لأنني أعرف أنّ لديك ارتباطات كثيرة.

اسمح لي بالسؤال الأول حول قيادتك للطائرة إلى بيروت. ما هي الرسالة التي أردت أن تقولها، أو تقولها الجمهورية الإسلامية، من خلال أن تقوم أنت بنفسك بقيادة الطائرة؟

 

محمد باقر قاليباف: نعم، لقد أشرت إلى أنني قمت بقيادة الطائرة خلال توجهي إلى لبنان، وفي الحقيقة كنا نريد أن نقول إننا نقتدي بقائدنا العزيز الذي أقام صلاة الجمعة رغم تهديدات العدو، وبأبهى صورة، وبمشاركة واسعة من شعبنا الأبيّ الحاضر دومًا في الساحة. لذلك، من الطبيعي عندما جئنا إلى هنا، قمت بقيادة الطائرة بنفسي، وجئنا إلى هنا، وكان من دواعي سرورنا أن نكون بين إخواننا في لبنان، وبين أبناء الشعب اللبناني، وأن نتفقّد الأماكن المتضرّرة.

 

كمال خلف: أردت أن تقول بأنّ قادة إيران لا يخافون الغارات الإسرائيلية التي تُشَنّ على بيروت، وقادة إيران يأتون بأنفسهم إلى لبنان، ويقودون الطائرة بأنفسهم. هذه هي اختصارًا للرسالة.

 

محمد باقر قاليباف: نحن لا نهاب العدوّ، وقمنا بهذه المهمّة وفقًا للقوانين الدولية، ولا يساورنا أيّ خوف من المجيء إلى هنا.

 

كمال خلف: العدوان المحتمل على إيران، أو ما تسمّيه إيران بالرد، بكل صراحة سيد قاليباف، ما هي الخطوط الحمراء بالنسبة لإيران في ما يتعلق بهذا العدوان الإسرائيلي؟

 

محمد باقر قاليباف: نحن أعلنّا مرّات عديدة بأننا لا نرغب في توسيع دائرة الحرب، نحن لم نرغب ولن نرغب في توسيع الحرب، ولكننا بكلّ تأكيد سوف نردّ على أيّ هجوم أو انتهاك، سوف نردّ بقوة وبشكل مناسب وملحوظ، وهذا الأمر أظهرناه بشكل واضح في الأحداث التي وقعت سابقًا، وآمل أن يكون هذا الردّ والتعامل درسًا لأعدائنا.

 

كمال خلف: كيف تتعاطى إيران مع ما تسمّيه الولايات المتحدة الأميركية ضوابط تضعها على الرد الإسرائيلي؟ يقولون بأننا نبذل جهودًا من أجل أن نضبط الرد الإسرائيلي على إيران. إيران كيف تتعاطى مع هذه التصريحات الأميركية؟

 

محمد باقر قاليباف: نحن لا نفهم ماذا يعني أن يكون الرد ضمن الضوابط والأطر. نحن سوف نردّ على أي اعتداء على بلدنا بكلّ تأكيد، ولن نترك أي اعتداء من دون ردّ، ولكننا في ردّنا في الوعد الصادق 2، رددنا على جرائم الاغتيال التي ارتكبها الكيان الصهيوني، فقد رأيتم أننا استهدفنا المواقع العسكرية فقط، والمواقع الاستخبارية والأمنية، والمواقع الإرهابية، وبالطبع كان ردّنا ردًا عسكريًا.

 

كمال خلف: الجنرال إسماعيل قاآني، كل التقارير الغربية وبعض الإعلام العربي تحدّث عن إسماعيل قاآني، إشاعات كثيرة طبعًا وصلتكم، لا أريد أن أكرّرها، لكن ماذا عن الجنرال إسماعيل قاآني، هل هو بخير؟ هل سيكرَّم في إيران أو سيُمنَح وسامًا؟ وهل لم تكن الإشاعات كلّها غير صحيحة؟

 

محمد باقر قاليباف: الجنرال قاآني يتمتع بالسلامة وهو يواصل القيام بمهماته الخاصة، وما أشيع حوله هو من الأخبار الكاذبة التي تُشاع بشكل مغرض.

 

كمال خلف: بالنسبة للبيان الذي أصدرته دول الخليج، التي قالت إننا لن نسمح باستخدام أراضينا لضرب إيران، أيضًا كيف تعلّقون على هذا البيان؟

 

محمد باقر قاليباف: طبعًا، مرّات عديدة قالت الجمهورية الإسلامية الإيرانية إنّه يجب عدم استخدام أجواء وأراضي بلدان الجوار منطلقًا للاعتداء على بلدنا، وإذا ما حصل ذلك، ففي الحقيقة، سيكون ردّنا واضحًا وبشكل طبيعيّ، فإنّ أيّ مكان ينطلق منه الاعتداء على بلدنا، سوف نردّ عليه بكل تأكيد، ونحن على ثقة بأنّ جيراننا الموجودين في منطقة الشرق الأوسط، أنهم بكل تأكيد سوف يراعون هذا الأمر كما التزموا به في السابق، ونحن لدينا علاقات سلام مع بلدان المنطقة كافة.

 

كمال خلف: بالنسبة للمواجهة مع إسرائيل، وبالنسبة لدعم المقاومة في لبنان، دعم المقاومة في فلسطين، والحرب الدائرة الآن، هل هناك سيد قاليباف إجماع داخل إيران، لدى كافة التيارات السياسية الإيرانية، حول هذه المسألة؟

 

محمد باقر قاليباف: في إيران بالتأكيد هناك إجماع حول هذا الأمر، كما أنكم رأيتم ذلك الإجماع قد تجلّى في ردود أفعالنا، أي إننا لدينا إجماع على دعم الشعب اللبناني والشعب الفلسطيني، ومدّ يد العون الإنسانية لهم في المشاكل التي يعانون منها. شعبنا يقدّم الدعم، وكذلك أبناء الأمة الإسلامية كافة، وكل البلدان الإسلامية اليوم تقدّم الدعم للشعب اللبناني والشعب الفلسطيني، تقدّم الدعم المادي والدعم الإنساني، ومن الطبيعي أن نشارك في إعادة إعمار البنى التحتية والمناطق المتضرّرة، وسوف نقدّم الدعم وكذلك البلدان الإسلامية سوف تقوم بذلك، فهذه الوحدة هي موجودة بقوة في بلدنا، وكذلك بين أبناء الأمة الإسلامية، ومن دون شكّ فإنّ المقاومة وجبهات المقاومة تحظيان باهتمام كبير كما كانتا محطّ اهتمام في السابق.

 

كمال خلف: سيد محمد باقر قاليباف، رئيس مجلس الشورى الإسلامي في إيران، أشكرك جزيل الشكر. كان بودّنا أن يكون اللقاء أطول من ذلك، لكن نعرف المواعيد والارتباطات. أشكرك جزيل الشكر.

 

محمد باقر قاليباف: بدوري، أتقدّم منكم بالشكر الجزيل، وأتمنى للشعبين العزيزين اللبناني والفلسطيني التوفيق وطول العمر والسعادة.

 

كمال خلف: شكرًا جزيلاً.