وضع جامعات لبنان في ظل جائحة كورونا

نص الحلقة

<p>&nbsp;</p> <p>&nbsp;</p> <p>المحور الأول:</p> <p>غسان الشامي: أحيّيكم، لبنان المدرسة والجامعة يترنّح وكأنّ جائحة كورونا لم تكفه فجاء الانهيار الاقتصادي المالي ليضع حجراً فوق هشيم بعض الجامعات وترك الجامعات الكبرى تلوب بحثاً عن خلاص. عن وضع الجامعات اللبنانية وهجرة الأساتذة ووضع الطلاب ومستقبل الإثنين معاً سنتحدّث مع الدكتورة لارا كرم البستاني رئيسة جامعة الحكمة حالياً، والأستاذة في القانون الدولي وهي أيضاً محامية تحمل شهادة دكتوراه في القانون العام من جامعة باريس 2، وعضوٌ في اللجنة الوطنية للمرأة اللبنانية، حوارنا معها بعد تقريرٍ عن التعليم عن بُعد في ظلّ جائحة كورونا.</p> <p>تقرير:</p> <p>غيّرت جائحة كورونا العالم وبدّلت العادات والتقاليد والمقاربات الاجتماعية، ومن ضمن ما غيّرته أسلوب التعليم في المدارس والجامعات، واضطر الأساتذة وملايين الأسَر في العالم إلى الذهاب نحو تجربة التعليم عن بُعد للمرة الأولى، إضافةً إلى أن منظّمة اليونيسف أكّدت أن الجائحة حرمت ثلث التلاميذ في العالم من التعليم.</p> <p>تشير دراساتٌ عالمية بعد مرور سنتين على التجربة إلى أنها أدّت إلى نتائج سيّئة ومُخيّبة للآمال للتلاميذ أولاً وإلى أعباءٍ على الأهل ثانياً في مراقبة تلقّي أولادهم للعِلم، وقلقٍ من جودة التعليم والتسرّب وعدم المبالاة بين طلاب الجامعات.</p> <p>يُضاف إلى ذلك أنه في الدول الغربية لوحظ ارتفاع نسبة الركود في تنمية المهارات لدى الطلبة، حيث أثّر إغلاق المدارس سلباً على أداء التلاميذ ومهاراتهم. وأشارت دراساتٌ أخرى في أميركا إلى أن الدروس الافتراضية قد تمثّل مخاطر على الصحة العقلية للأطفال والأهل معاً، مشيرةً إلى أن ذلك يتطلّب مزيداً من الدعم للأسَر في إطار التعامل مع آثار جائحة كورونا.</p> <p>وعلى الرغم من التبعات الكبيرة من جرّاء الجائحة حاولت بعض الدول الاستفادة من الإقفال والتباعُد والتحوّل إلى التعليم الرقمي، حيث منحته ألمانيا مثلاً دفعةً قوية فخصّصت 11 مليار يورو لتطويره، فيما عملت جامعاتٌ وطلابٌ على التشبيك في ما بينهم وتبادل المناهج والخبرات.</p> <p>أما عندنا فإضافةً إلى الجائحة ما زلنا نرزح تحت وطأة الكهرباء المقطوعة وشبكة الإنترنت الضعيفة وهما عمود التعليم عن بُعد.</p> <p>غسان الشامي: تحيّةً لكم من أجراس المشرق، أهلاً بكِ دكتورة لارا البستاني ضيفةً عزيزةً سيّدتي، أريد أن أقول للسادة المشاهدين إن الدكتورة بستاني هي أوّل سيّدة علمانية تدير جامعة مسيحية، أهلاً وسهلاً مجدّداً.&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: أهلاً.</p> <p>غسان الشامي: سيّدتي كيف أقلعت الجامعات اللبنانية تحت وطأة جائحة كورونا؟</p> <p>لارا البستاني: سؤالٌ صعب لأنه بالإضافة إلى أزمة كورونا هناك الأزمة الاقتصادية الكبيرة التي نعيشها في لبنان، جائحة كورونا جاءت كتحدٍّ إضافي للجامعات أجبرتها على تخطّي المعتاد وعلى الابتكار كي لا يبقى الطلاب في المنازل في أوقات الإقفال التام والعام، جائحة كورونا لم تكن العائق الوحيد الذي اصطدمت به الجامعات اللبنانية. &nbsp;</p> <p>غسان الشامي: تزامنت الضربتان على الرأس.&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: أكثر من ضربتين.</p> <p>غسان الشامي: دعينا في قضيّتي الجائحة والانهيار المالي، في ظلّ هذا الوضع وهو وضع مقلق للغاية كيف تصرّفت الجامعات؟ كيف تصرّفتم أنتم؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: نحاول أن نبتكر ونجد حلولاً لم نفكّر بها يوماً، أُجبرنا في ظلّ الجائحة على التفكير بطريقة تعليم جديدة هي التعليم عن بُعد، قمنا بتقييمه بعد فترة وتطويره منذ سنتين حتى اليوم. بالنسبة إلى المشاكل المالية التي تمرّ بها الجامعات فهناك وضع اقتصادي ألقى بثقله على العائلات والطلاب وأيضاً على الجامعات التي تقبض الرواتب بالليرة اللبنانية، هناك انفلاش للأعباء المالية للجامعات في هذه الأيام، حيث أن الجامعات تدفع التزاماتها بالعملة الصعبة، الوضع صعب جداً.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: هذا الوضع لم يكن متوقّعاً أبداً.&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: جائحة كورونا بالتأكيد لم تكن متوقَّعة.</p> <p>غسان الشامي: لم يكن أحد في العالم يتوقّع أن يأتي فايروس ويفعل ما فعله في العالم، ولكن ألم تكن هناك خلايا جامعية أو دوائر جامعية تستشرف المخاطر المالية دكتورة بستاني؟</p> <p>لارا البستاني: بالتأكيد ولكن لم يكن صوتها عالياً بشكل كافٍ، أعتقد أنه كانت هناك مبادرات فردية أو آراء لبعض الأساتذة أو المُثقّفين، ولكن لم يكن هناك تفكيرٌ وطني جامع، لم نكن نتوقّع أن تكون الأزمة بهذا الحجم.</p> <p>غسان الشامي: كيف تدبّرتم أموركم خلال هاتين السنتين على الأقل؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: بخصوص التعليم عن بُعد كما سبق وقلتُ إننا بدأنا به من دون سابق تصوُّر وتصميم، لاحقاً عاينّا المشاكل التي طرأت. بخصوص الأوضاع الاقتصادية والمالية فإن همّنا الأول كان هو الطالب، القرار اتُّخذ بأنه لا يجب أن يكون هناك طالب خارج الجامعة إذا كانت أوضاعه الاقتصادية غير مؤاتية. جرّبنا قدر الإمكان أن نزيد المساعدات للطلاب، حتى في موضوع الأقساط فقد زادت بنسبةٍ بسيطة كي يستمر الطالب في التعلُّم. &nbsp;&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: من أين أتيتم بالمال؟ مثلاً في جامعتكم هل كان للكنيسة دورٌ في دعم الجامعة؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: الكنيسة هي الداعم الأكبر للجامعة ولكن الجامعة لديها استقلالية مالية من هذه الناحية.</p> <p>غسان الشامي: هذا ما أعرفه.</p> <p>لارا البستاني: من الأقساط، من المبادرات الفردية، من تخفيف بعض الأعباء، الجامعات استغنت عن الكثير من الأمور.</p> <p>غسان الشامي: سنتكلّم عن بقيّة الجامعات، هل استغنيتم عن موظّفين مثلاً؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: كلا، حينما باشرتُ عملي كان همّي أن أساعد الموظّف على التطوُّر، أساعده في الحفاظ على وظيفته، هناك موظّفون تركوا وظائفهم بداعي الهجرة، حالهم كحال الأساتذة والطلاب.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: هل نقص عدد الطلاب في الكليات خلال هاتين السنتين؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: بصراحة هناك طلاب هاجروا وغالبيّتهم ممّن شارفوا على الانتهاء من مسارهم العلمي، العدد بالإجمال لم يقلّ لأن الطلاب ليست لديهم الإمكانية للهجرة فبقوا هنا، بالمُجْمَل لم يخفّ عدد الطلاب كثيراً.</p> <p>غسان الشامي: إذا انتقلنا إلى الجامعات الأخرى وأنتِ متابعة لشؤون البلد في أكثر من لجنة وحقوق المرأة، كيف تدبّرت الجامعات الأخرى أمورها برأيك؟</p> <p>لارا البستاني: هناك جامعات استحصلت على مساعدات من الخارج أكثر من غيرها وهي جامعات قديمة وخرّيجوها كُثُر، وهناك جامعات اعتمدت على إمكانياتها، لا أستطيع القول إن كل الجامعات تصرّفت بنفس الطريقة لأن هناك جامعات حصلت على مساعدات أكثر من غيرها.</p> <p>غسان الشامي: تعلمين دكتورة بستاني أن لبنان فرّخ جامعاتٍ صغيرة في الربع القرن الماضي، والجميع يعلم أن قسماً وازناً من هذه الجامعات غير مُعْتَرَف به دولياً وهو يعتمد على عائلة أو فرد أو طائفة. في ظلّ هذا الانهيار الاقتصادي وهو انهيار حقيقي كيف يمكن برأيك أن تُكمِل هذه الجامعات الصغرى؟</p> <p>لارا البستاني: أنا أفضّل بألا تُكمل، لديّ مآخذ على الدولة اللبنانية التي عوضاً من أن تساند الجامعات التاريخية التي بنت لبنان وقدّمت الرجال والسيّدات، عوضاً عن أن تساندها أعطت التراخيص للجامعات الصغيرة، هذه برأيي من الأفضل ألا تُكمِل. يجب أن نكون صريحين، وجود جامعاتٍ صغيرة يؤذي قطاع التعليم العالي في لبنان ويؤذي صورة لبنان في العالم. &nbsp;</p> <p>غسان الشامي: سأقول لكِ إن أحد وزراء التعليم العالي رحمه الله في جلسةٍ هنا كان يتباهى أنه أعطى عدداً وازناً من رخص التعليم، ولكن إذا أقفلت هذه الجامعات ماذا يفعل طلابها؟ هذه جامعات ما تزال تستقطب ذوي الدخل المحدود.</p> <p>لارا البستاني: لماذا لا نقوّي الجامعة اللبنانية؟ لماذا لا تضع الوزارة خطة شاملة للقطاع التعليمي عوضاً عن منح التراخيص لجامعاتٍ خاصة صغيرة تؤذي الجامعات العريقة القديمة التاريخية، عليها أن تقوّي الجامعة اللبنانية، هذه الجامعة الوطنية التي يجب أن تستقطب عدداً كبيراً من الطلاب وتؤمّن لهم شهادات مُعْتَرف بها. أنا أستغرب كيف لوزيرٍ في التعليم العالي يتباهى بزيادة عدد الجامعات الخاصة الصغيرة عوضاً عن دعم الجامعة اللبنانية.</p> <p>غسان الشامي: برأيكِ كم جامعة يحتمل لبنان؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني:لا أعلم، الموضوع بحاجة إلى دراسة وأتمنّى أن تبدأ الدولة اللبنانية بهذه الدراسة بالتعاون مع الوزارة والجامعات الخاصة والجامعة اللبنانية والقطاع الخاص والمؤسّسات غير الحكومية، نحن جميعاً شركاء في هذا الوطن، علينا أن نفكّر سوياً ليس فقط بعدد الجامعات وإنما بالكليات الموجودة، ربّما لسنا بحاجة إلى هذا العدد من كليات الحقوق أو الهندسة أو الطب، يجب أن يتمّ التفكير بما يحتاج إليه سوق العمل لعشر سنواتٍ قادمة، وعلى هذا الأساس نعمل جميعنا على خطة تعليمٍ عالٍ واضحة ومُستدامة.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: أنتم في جامعة الحكمة هل درستم خطة مستقبلية لما يحتاجه قطاع التعليم اللبناني؟</p> <p>لارا البستاني: نحن نعمل عليها ونعيد النظر في المناهج والبرامج التي نقدّمها للطلاب، التواصل مع الشركات وقطاع العمل يكون عبر تأمين تواصل الطلاب مع سوق العمل وتشكيل ما يُسمّى بريادة الأعمال كي يتمكّن الطالب من مواجهة كل متطلّبات العمل لخمس أو عشر سنوات قادمة.</p> <p>غسان الشامي: نحن أمام واقع، الجامعات الكبرى الخاصة في لبنان هي جامعات تاريخية أقلّها عُمرها مئة سنة أو مئة سنة ونيِّف، ولكن كل جامعة كان لها مصدر مالي، الجامعة الأميركية، الجامعة اليسوعية، جامعة الحكمة، وجامعات الطوائف الصغرى تتدبّر أمورها،هايكازيان مثلاً، وهناك الجامعة اللبنانية، هل ما يزال بالإمكان أن يكون هناك متبرّعون أسخياء لاستمرارية هذه الجامعات دكتورة بستاني؟</p> <p>لارا البستاني: أعتقد أنه على الدولة أن تفكّر بمنطق مختلف حينما يتعلّق الأمر بالتعليم العالي، الدولة في أميركا أو أوروبا مثلاً تعفي الشركات الكبرى من الضرائب لحثّها على مساعدة الجامعات أو تبنّي أبحاثٍ علمية. أعتقد أن الدولة مُقصّرة بحقّنا وأنا عاتبة جداً.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: وبماذا أنتم مُقصّرون مع الدولة؟</p> <p>لارا البستاني: نحن مقصّرون لناحية أننا لم ندقّ ناقوس الخطر بشكلٍ كافٍ.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: ولكن الحق لا يزال على الدولة هنا.</p> <p>لارا البستاني: وعلينا أيضاً، الدولة ليست فقط أشخاصاً يحكمون وإنما هي حضرتك وأنا والمواطنين، المواطنون هم الدولة، نحن هنا قصّرنا كجامعاتٍ خاصة، لم ندقّ ناقوس الخطر بشكلٍ كافٍ، لم نضيء على المشاكل ونبتكر الحلول، دورنا لا يقتصر فقط على طرح المشاكل وإنما يجب أن نفكّر ونساعد وندعم الدولة عبر الأفكار والطروحات والحلول.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: ذكرتِ أمراً أريد منكِ الإجابة عليه إذا سمحتِ وهو التعليم في لبنان ومحاولة تطويره والتعليم في الغرب، بتجربتكِ بين الإثنين في أيّة درجة نحن من مستوى التعليم الجامعي مقارنةً بجامعات الغرب؟</p> <p>لارا البستاني: إجابتي اليوم ليست كإجابة الأمس ولا أدري كيف ستكون إجابتي غداً، لقد تعلّمتُ هنا وسافرتُ إلى الخارج ونلتُ المرتبة الأولى هناك، هناك الكثير من طلابنا يسافرون لمتابعة دراسة الدكتوراه أو التخصّص وينالون المرتبة الأولى، التعليم الذي نقدّمه يمتاز بالجودة والأهمية. إجابتي اليوم لا يمكن أن تكون كإجابة الأمس لأن الاستنزاف الذي يحصل يؤثّر على جودة التعليم لدينا.</p> <p>غسان الشامي: أنتم خضتم تجربة التعليم عن بُعد، هل ستتابعون؟</p> <p>لارا البستاني: يُخطئ مَن يعتقد أن التعليم عن بُعد يمكنه أن يحلّ مكان التعليم الحضوري، كما يُخطئ مَن يعتقد أن التعليم غداً يمكن أن يكون حضورياً فقط. ما تعلّمناه من التعليم عن بُعد أننا تقرّبنا من الطلاب، تقرّبنا من جيل الشباب، طريقة التعليم الكلاسيكية لم تعد تجتذبه، التعليم عن بُعد سيُكمل ولكن ليس كما كان.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: في هذا الأمر سأتكلّم عن تجربةٍ خاصة، اطّلعت على أحد الأساتذة الجامعيين وهو يعلّم عن بُعد فاكتشفتُ أن المُتلقّين في الجامعات لا يكترثون لهذا الأمر، هنا هل نحن ثقافياً، فكرياً مؤهّلون لأن نكون على مستوى انضباطي في التعليم عن بُعد؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: أعتقد أن كل الجامعات قامت بورّش عمل عن طُرق التعليم عن بُعد، ربمّا الشخص الذي تحدّثتَ عنه يعلّم عن بُعد وكأنه يعلّم على مسرح الجامعة وهذا خاطئ، لا يمكننا أن نعلّم عن بُعد بنفس الطريقة التي نعلّم بها حضورياً. من تجربتي الشخصية أقول إن هذه الطريقة جعلتني أبتكر، الصف الذي علّمته حضورياً غيرالصف الذي أعطيه عن بُعد، وأنا على يقين بأن أساتذة جامعات لبنان قدّموا قدراتهم واستطاعوا البرهنة أنهم خلّاقون، وأعتقد أن الكثيرين منهم كانوا كذلك. أنا متفائلة، هذه التجربة لم تكن سيّئة كما يظنّ البعض لأنها جعلتنا نفكّر بطريقة أخرى وتجبرنا على التفكير بطرق التعليم غداً وكيفية اجتذاب الطلاب، لا يجب أن يكون الطالب مُتلقّياً فقط، الطالب يعلّمنا أيضاً. &nbsp;</p> <p>غسان الشامي: إسمحي لنا هنا أن نوجز سلبيات وإيجابيات التعليم عن بُعد بعد تجربة قابلة للتقييم.</p> <p>لارا البستاني:الإيجابية الأولى للتعليم عن بُعد إنها مكّنت الجامعات في وقت الإقفال التام والعام من الاستمرار في التعليم، ثانياً دفعتنا إلى التفكير في كيفية تطوير التعليم. السيّئات أنه حين تطول المدّة يكون الطالب والأستاذ في عزلة وهذا أمر سيّىء، ومن سيّئاته أيضاً أنه جعل الطالب يقلّل من احترام العِلم، اكتشفتُ أن هناك طلاباً يتابعون المحاضرة في السيارات أو على البحر، يدخلون إلى المحاضرة ويغلقون الكاميرا ويكونون في مكانٍ آخر. كل أمر له حسناته وسيّئاته ولكن الأهمّ هو أن نتعلّم من التجارب وأن نطوّر الحسنات ونجد الحلول للسيّئات.</p> <p>غسان الشامي: على الصعيد المحلي والعالمي؟ أنا قرأتُ دراساتٍ غربية تفيد بأن مستوى التعليم قد تدنّى خلال التعليم عن بُعد، هل تدنّى في التجربة الجامعية اللبنانية؟ &nbsp; &nbsp;</p> <p>لارا البستاني: بالتأكيد، لا نستطيع إخفاء الموضوع، تدنّى ولكن ليس بالشكل الذي نظنّه، القضية هي قضية ميزان بين ألا يتعلّم الطالب ويخسر سنة من حياته وبين التعليم عن بُعد، وأعتقد أن التعليم عن بُعد كان القرار الصائب.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: سيّدتي سنذهب إلى فاصل، أعزّائي فاصل ونعود إلى الحوار مع الدكتورة لارا كرم البستاني، انتظرونا إذا أحببتم.</p> <p>المحور الثاني: &nbsp;</p> <p>غسان الشامي: أحيّيكم مجدّداً من أجراس المشرق، دكتورة لارا البستاني، برأيكِ هل سيصبح التعليم عن بُعد نهجاً عالمياً؟ هل استمرأه مَن يقرأون كيفية مستقبل التعليم في العالم؟</p> <p>لارا البستاني: كلا، التعليم المُدمَج سيكون له مستقبل.</p> <p>غسان الشامي: ذكرتِ في المحور الأول هجرة الطلاب ولكن سأسأل عن تأثير هجرة الأساتذة على التعليم الجامعي ومستواه؟</p> <p>لارا البستاني: كل الجامعات عاشت هجرة الأساتذة ولا زالت، ما زال الأساتذة يفضّلون الهجرة ليس بغية التعليم فقط وإنما للعمل في إطار مختلف كلياً لتأمين لقمة العيش والحياة الكريمة لعائلاتهم. لبنان يضمّ طاقاتٍ كبيرة، هناك أساتذة أكفّاء يمتلكون الخبرات والقدرات، الهجرة موجودة دائماً ولكنها ازدادت ونتمنّى ألا تزيد كي لا يسوء الوضع أكثر.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: هناك أرقام مقلقة أولاً بالأساتذة الجامعيين وبالأطباء، أن يفقد الوطن كفاءاتٍ على هذه الصورة في ظلّ متابعة الأزمة الاقتصادية يجب أن تقرأه الجامعات على مستوى التعليم، أنتم كيف قرأتم ذلك؟</p> <p>لارا البستاني: نحن نفعل المستحيل كي نؤمّن العيش الكريم للأساتذة، نعمل على مساعدتهم على التطوُّر من الناحية العلمية والأكاديمية، هذا الأمر لا ينطبق على الأساتذة فقط وإنما على الطلاب والموظفين في الجامعة أيضاً، نقوم بتأمين التغطية الصحية والاجتماعية للأساتذة، أنشأنا ما يُسمّى بمركز رعاية يضمّ اختصاصياً نفسياً وطبيباً وممرّضاً لأن الإنسان في ظلّ الظروف الصعبة يبخل على نفسه وعلى صحّته الجسدية وأحياناً العقلية. نحاول فعل المستحيل بما يفوق إمكانياتنا كي نؤمّن العيش الكريم للأساتذة.</p> <p>غسان الشامي: لن أسألك هل بالإمكان لأن هناك الكثير من الأساتذة الجامعيين في حالٍ يُرثى لها وبالتحديد الجامعة الرسمية.</p> <p>لارا البستاني: للأسف.</p> <p>غسان الشامي: في هجرة الطلاب، مسبّباتها وأثرها على التعليم ومَن هو الطالب الذي يهاجر؟</p> <p>لارا البستاني: الطالب الذي يهاجر هو الطالب المقتدر مالياً، وهناك طلاب يئسوا من الوضع وهاجروا حتى وإنْ كانوا غير مُقتدرين. للأسف ما نشهده اليوم هو استنزاف للطاقات البشرية الحالية والمستقبلية، الجامعات تعي هذا الموضوع وأتمنّى على الدولة أن تنجدنا.</p> <p>غسان الشامي: ولكن الملاحَظ أيضاً أن الطالب ما إن يأخذ البكالوريوس أو الليسانس يسعى إلى متابعة دراساته العليا في الخارج، هل هو أيضاً يائس من الدراسات العليا أم أنه يائس من أن ليس له سوق عمل في البلد؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: أعتقد أن الطالب اللبناني يائس من البلد، ولكنني أعرف هؤلاء الطلاب الذين يتحمّسون للسفر وأغلبهم يعود، وعلينا نحن أن نؤمّن لهم المناخ السليم للعودة. &nbsp;</p> <p>غسان الشامي: لماذا يعودون إن لم يكن لهم سوق عمل دكتورة بستاني؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: لا أقول بأن يعود الآن، أنا أتأمّل، نحن شعب رجاء، أنا أتأمّل بأن تتحسّن الأمور ونحن نعمل جميعاً لأجل ذلك ويجب أن نتمسّك بالأمل، هذا هو الطريق الوحيد للخروج بأسرع وقتٍ ممكن وبأقل تكلفة ممكنة من هذه الأزمة الاقتصادية، وأنا مؤمنة بأن الشعب اللبناني سيقف مجدّداً على قدميه.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: أحيّي إيمانك ولكن أريد أن أسألكِ، لا يوجد تفريق ما بين العِلم والسياسة، دائماً المُتعلّم بحكم مستوى العِلم يمكن أن يصبح قائداً سياسياً، المشكلة أنه هل لمَن يتعلّم في هذا البلد مكانٌ في السياسة؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: ولماذا لا يكون له مكانٌ في السياسة؟</p> <p>غسان الشامي: وهذا المستوى السياسي "المْرِتّ"؟</p> <p>لارا البستاني:هناك انتخابات قادمة.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: إذاً نحن ندعو المتعلّمين.</p> <p>لارا البستاني: بالتأكيد نحن ندعو المُتعلّمين والجامعات والمؤمنين بوطنٍ نعرفه وأحببناه بأن يشاركوا في الانتخابات ويترشّحوا، إذا لم يتجدّد الطاقم السياسي فنحن المذنبون.</p> <p>غسان الشامي: أتلاحظين أنه لا يمكن للمرء في بلادٍ مثل بلادنا أن يكون فاتراً، أنا أحاول أحياناً في حواري معك أن أذهب إلى الحرارة أكثر. سيّدتي ذكرتِ الأقساط ولكن الكثير من الطلاب الذين اتّصلتُ بهم يئنّون من الأقساط في الجامعات اللبنانية.</p> <p>لارا البستاني: صحيح.</p> <p>غسان الشامي: ما الحلّ؟</p> <p>لارا البستاني: سأتحدّث عن جامعتي أولاً، لقد زدنا المساعدات كثيراً والزيادة في الأقساط كانت مدروسة جداً، وكنا نأمل بألا نزيد، حتى شهر آب لم نكن ننوي أن نزيد ولكن الوضع يتدهور أكثر، لا توجد كهرباء، نشتري المازوت بالعملة الصعبة كي نفتح الجامعة ونؤمّن الإنترنت للأساتذة، حتى إذا أعطى الأستاذ المحاضرة عن بُعد يأتي إلى الجامعة لأن لا كهرباء في منزله. حاولنا ألا نزيد الأقساط وحتى الزيادة في جامعة الحكمة كانت مدروسة، نسينا الدولار وتعاملنا بالعملة اللبنانية، بعض المقرَّرات بقيت على ما كانت عليه حينما كان الدولار 1500 ليرة، وهناك أيضاً اختصاصات لا زالت بنفس التكلفة، الزيادات التي طالت بعض المواد كانت مدروسة جداً مراعاةً للطلاب. بصراحة حتى اليوم لم يتقدّم أي طالب بطلب المساعدة ورفضنا.</p> <p>غسان الشامي: ما نسبة الذين حصلوا على المساعدة المالية؟</p> <p>لارا البستاني: حوالى 40% من الطلاب، وفي السنة الماضية لاحظنا أن هناك مئتي طالب لم يتسجّلوا في المقرَّر الربيعي، أجرينا دراسة ووجدنا أن هؤلاء الطلاب هم من المُتضرّرين من انفجار مرفأ بيروت، اتُّخذ قرار من إدارة الجامعة بمباركة سيّدنا المطران عبد الساتر بمساعدة هؤلاء الطلاب، أنا شخصياً تواصلتُ مع مئتي طالب وسألتهم عن سبب عدم عودتهم، هناك مَن غادر منهم وهناك مَن تبقّت لهم أطروحة المناقشة فقط، ولكن الطلاب الذين لم يتمكّنوا من الدفع أمّنّا لهم كامل الأقساط وقد عاد حوالى 60 طالباً إلى الجامعة، هذا الموضوع آلمني، كنت أرى دموع أهاليهم لأننا وقفنا إلى جانبهم، الجامعات تفعل المستحيل وأتحدّث عن جامعتي، لا أنا ولا الجامعة ولا مطرانية بيروت ترضى بأن يكون هناك طالب على حافّة الطريق بسبب عدم مقدرته مالياً. &nbsp;</p> <p>غسان الشامي: سيّدتي آخر تقارير عن نسبة الفقر في لبنان أن 83% من اللبنانيين تحت خط الفقر، هذا البلد مدارسه الخاصة للطوائف، جامعاته أيضاً، كيف يمكن فعلاً استمرار التعليم في ظلّ هذا التدنّي للفقر وماذا ستفعل الطوائف في مدارسها وجامعاتها برأيك؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: هذا السؤال يجب أن يكون للطوائف، نحن كإداريين في الجامعة علينا أن نجد الحلول بالإمكانيات المتوافرة لدينا، علينا أن نبحث عن المساعدات وأن نخفّف من المصاريف كي نستمر في المساهمة والعطاء للطلاب.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: ألا يبقى التعليم لأبناء الأغنياء؟</p> <p>لارا البستاني: كلا، لا يُفترَض ذلك، أبناء الأغنياء يغادرون لبنان، لقد لاحظتُ تغييراً كبيراً في الطلاب الذين التحقوا بالجامعات خلال السنتين الأخيرتين.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: في ظلّ هذا الوضع المالي كيف يمكن ضمان جودة التعليم سيّدتي؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: يجب أن نستمر في توظيف الطاقات الشابّة ومساندتها، يجب أن نستثمر في أساتذتنا، بالأبحاث العلمية، بالانفتاح على الجامعات الأجنبية، الجامعات اللبنانية الخاصة بقيت مُنفتحة على الجامعات في الخارج.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: في هذه الحال هل يمكننا وأنا أتذكّر في بداية الحلقة أنك ذكرتِ المناهج، البحث العلمي ما مكانته في التعليم الجامعي اللبناني حالياً؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني:لا أخفي عليك بأنه يتراجع.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: يحتاج إلى المال.&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: نعم ولكن هناك طرق يمكننا ابتكارها، نحن كرابطة جامعات لبنان نتعاضد مع بعضنا، الجامعة التي ليس لديها مختبر نسعى إلى تأمين مختبرٍ لها. كان هناك مؤتمر عالمي الأسبوع الماضي في جامعة الحكمة وجاء أساتذة كبار في الحقوق من جامعات فرنسا لنتحاور ونتباحث سوياً، علينا أن نفكّر خارج الصندوق أكثر من أيّ وقتٍ مضى، على الجامعات أن تتعاضد مع بعضها، علينا أن نجد سُبل التعاون مع جامعات الخارج، ليس لدينا حل آخر. &nbsp;</p> <p>غسان الشامي: والمناهج سيّدتي؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: نحن قمنا بورشةٍ كبيرة في بعض المناهج، عاينّا سوق العمل، وهنا أحيّي العمداء ونائب رئيس الجامعة للشؤون الأكاديمية على الجهد الكبير الذي بُذل في هذا الموضوع، المناهج يجب أن تُستحدث بالتأكيد.</p> <p>غسان الشامي: بكل صراحة ما هو برأيكِ مستقبل الجامعات والتعليم العالي في لبنان؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: بكل صراحة إذا لم نتلقّ مساعدات وإذا لم تلاقينا الدولة على منتصف الطريق في الغد أو بعد الغد أو في المستقبل القريب فإن الجامعات ستكون في خطر، التعليم العالي في لبنان في خطر.</p> <p>غسان الشامي: كم تستطيعون الصمود في الواقع الحالي؟</p> <p>لارا البستاني: بضعة سنوات.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: على سبيل المثال وأنتِ خير مَن يعلم أن الجامعات التي لديها مستشفيات تعلّم الطب، أطباؤها غادروا بالمئات، وهذا نزيف، لبنان كان مستشفى للشرق بكامله، بحث علمي يتدنّى، كفاءات تهاجر، هل الجامعات الأخرى أيضاً ستصمد لعدّة سنوات في ظلّ &nbsp; هذا الظرف؟ &nbsp;</p> <p>لارا البستاني: لا أستطيع أن أتحدّث عن كل الجامعات، أغلب الجامعات الخاصة التاريخية القديمة أعتقد أنها ستصمد أكثر من غيرها.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: بنفس المستوى التعليمي؟</p> <p>لارا البستاني: لا أعلم كيف يكون الغد، ما أعرفه اليوم أن كل الجامعات تفعل المستحيل لتستمر بنفس المستوى.</p> <p>غسان الشامي: ولكن بالتي هي أحسن.</p> <p>لارا البستاني: لن نقول بالتي هي أحسن، لا أعتقد أن البلدان الغربية التي شهدت أزماتٍ اقتصادية وحروباً، لا يجب أن نستهدف أو نطلق النار على الجامعات.</p> <p>غسان الشامي: هذا ليس استهدافاً وإنما محاولة لنكأ جرحٍ في جسد اللبنانيين حتى نجد مخرجاً لأنه لا يجوز لبلدٍ مثل لبنان اشتهر بالعِلم أن يصل إلى هذا المكان.</p> <p>لارا البستاني: لذلك يجب على الدولة اللبنانية أن تأخذ على عاتقها القيام بورشة عمل تضمّ فيها الجامعات والقطاع الخاص والمموّلين الأجانب، وأن تجد الحلول والطرق لحثّ الناس على مساعدة الجامعات، إذا كنتَ تدفع ضرائب أقل، إذا خُصّصت مساعداتك للجامعات والبحث العلمي والمدارس من ضرائبك فإنك سوف تتحمّس للمساعدة أكثر.</p> <p>غسان الشامي: دكتورة بستاني أنتِ تطلبين من الدولة، والدولة مدينة ب 130 مليار دولار، كما يقول صديقنا الدكتور جورج قرم "دولة مفلّسة"، دولة "كل مين فايت بمين"، متى كان التعليم همّاً أساسياً للدولة؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: ربّما لأن التعليم كان مكتفياً والجامعات الخاصة كانت تكفي ذاتها، ما وصلنا إليه من اهتراءٍ في مؤسّسات الدولة يجب أن يشجّع السياسيين على التفكير بالنهوض وعدم البكاء على الأطلال.</p> <p>غسان الشامي:هل من تنسيقٍ بين الجامعات الخاصة؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: من أية ناحية؟ رابطة الجامعات في لبنان تبذل جهوداً جبّارة، وهنا أحيّي رئيس الرابطة البروفيسور سليم دكاش وكافة الأعضاء المُنتسبين إلى الرابطة، نحاول قدر الإمكان أن نجد الحلول لنساعد بعضنا على مواجهة الأزمات التي نمرّ بها.</p> <p>غسان الشامي: هل تقرأون دائماً الواقع الحالي وكيفية الخروج منه؟ وهل تتّصلون بالدولة لتأخذ دوراً؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: هناك تواصُل دائم بين رابطة الجامعات، وأعتقد أن رابطة الجامعات في أكثر من مرحلة دقّت ناقوس الخطر ورفعت الصوت ولكن هذا الأمر يختلف من وزيرٍ إلى آخر في كيفية التعاطي مع الجامعات الخاصة. &nbsp;</p> <p>غسان الشامي:هل دائماً يأتي وزراء يفقهون في التعليم العالي؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: تريد أن تخلفني مع الوزراء.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: لا أريد أن أخلفك مع أحد.&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: نحن نضع آمالنا بالوزير الحالي ونعلم مدى تمسُّكه بجودة التعليم العالي.</p> <p>غسان الشامي: هل ما زلنا على خارطة جامعات العالم سيّدتي؟&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: سنفعل المستحيل كي نبقى على الخارطة.</p> <p>غسان الشامي: نحن نزلنا، تعرفين كيف كان مستوى الجامعة الأميركية أما الآن فالمستوى بعيد جداً عما كان عليه في السبعينات، هل هناك فعلٌ حقيقي لنكون على الخارطة مرة أخرى؟</p> <p>لارا البستاني: أؤكدّ لك إننا سنعود إلى الخارطة وسنفعل المستحيل لنحافظ على جودة التعليم وللبقاء على خارطة التعليم العالي العالمي.&nbsp;</p> <p>غسان الشامي: وأنا أؤكّد لكِ إنني أشكركِ.&nbsp;</p> <p>لارا البستاني: شكراً.</p> <p>غسان الشامي: أعزائي كان لبنان موئل علمٍ، مدارسه قديمة وجامعاته، اجتذبت طالبي العُلا من بلدان العرب لكنّ الوقت تغيّر، هل سيكون هناك نهوض؟ لنا الأمل ولكن لنا العمل. شكراً للدكتورة لارا كرم البستاني على حضورها في أجراس المشرق، وللزملاء في البرنامج والميادين على جهدهم، سلامٌ عليكم وسلامٌ لكم.</p>