بإيجاز مع القيادي في جمعية الوفاق البحرينية علي الأسود
المعارضة البحرينية تتحد على مقاطعة الانتخابات العامة والبلدية، ما نجاعة هذا الخيار وماذا بعده؟ وبخلاف موقف غالبية الشعب البحريني، سارت المنامة في ركب التطبيع فماذا حصدت؟ وبأي سياق تأتي زيارة بابا الفاتيكان لها؟
نص الحلقة
<p> </p>
<p> </p>
<p>مشاهد</p>
<p>- علي الأسود: السلطة في البحرين تلهث وراء التطبيع حتى أنّ الإسرائيليين متفاجئون ممّا تقوم به سلطات البحرين نحو التطبيع. أنا أقول اليوم إنّه لدينا كمعارضة القدرة على أن نجلس على طاولة حوار ونتفاوض ولا نرجع إلى طهران، وعلى السلطة في البحرين أن تجلس معنا على طاولة حوار من دون أن تعود وترجع إلى الرياض. نحن متمسّكون بضرورة الحوار والتفاوض لتجاوز الأزمات التي تحاصر الوطن.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: بعد نحو عقدٍ على حراك فبراير، المعارضة البحرينية تتحدّ على مقاطعة الانتخابات العامة والبلدية، ما نجاعة هذا الخيار؟ وماذا بعد؟ في الضدّ من موقف غالبية الشعب البحريني سارت المنامة في رَكْبِ التطبيع، فماذا حصدت؟ وفي أيّ سياق تأتي زيارة بابا الفاتيكان لها؟</p>
<p>النائب السابق والقيادي في جمعية الوفاق البحرينية المعارضة السيّد علي الأسود أهلًا بك ضيفًا عزيزًا في برنامج بإيجاز، نوّرتنا.</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: أهلًا بكم وبمشاهديكم الكرام، شكرًا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: أهلًا بك، وشكرًا على قبول الدعوة مباشرة حيث الموقف الأساسي لجمعية الوفاق كما مجموعة من الجمعيات التي اتّحدت تحت عنوان المعارضة بعدم المشاركة في الانتخابات العامة والبلدية التي ستتمّ في بداية شهر نوفمبر المقبل، كيف اتُّخذ هذا القرار وفي هذا التوقيت؟ ما نجاعة أن تستمر ربّما المعارضة في مقاطعة أيّ استحقاق انتخابي في البحرين ما بعد عَقْدٍ على الحراك؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: التجربة هي مَن حكمت القوى الديمقراطية المعارضة في البحرين، والقوى الشعبية وغالبية أبناء شعب البحرين لا يعتقدون بأنّ هناك حاجة لهذا البرلمان بهذا الشكل، برلمان مُكبّل مُقيّد تُمْنَع عنه الجمعيات السياسية عن المشاركة ممنوعة بحُكم القانون الوضعي. هناك تهميش واضح من قِبَل السلطات لإقصاء المعارضة بعيدًا من القرارات الاستراتيجية في الداخل والعديد من الملفات التي همّشت بها المعارضة بعيدًا عن فكرة أيضًا موضوع الحوار السياسي الغائب في الداخل وهو ما جعل من القوى الديمقراطية المعارضة وعلى رأسها جمعية الوفاق الوطني الإسلامية أن تقول لا لهذه الانتخابات، وأن تمتنع وتعلن مقاطعتها وتدعو إلى مقاطعتها لأنّها غير مُنتِجة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: هناك بيان مشترك لجمعية الوفاق الوطني والعمل الإسلامي، والتيار الوطني الإسلامي، وائتلاف الرابع عشر من فبراير، وحركة أحرار البحرين الإسلامية، وحركة الحريات والديمقراطية، والرؤية كانت كذلك يُقال بأنّه اليوم هناك مسار من المقاطعة من عام 2011، من محطة 2014 وصولًا إلى اليوم ماذا حصدت هذه المقاطعة وعملية المُقارعة من الداخل رغم ما تقدّمونه من مسوّغات تبدو أفضل وأنجع من العمل من الخارج؟ ماذا حصدتم خلال عَقْد؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: جرّبنا المشاركة سنة 2006 نعم عملت جمعية الوفاق كمعارضةٍ كقوى معارضة في الداخل أن تفتح العديد من الملفات، ملف الفساد، وملف التمييز، وملف موازنة الديوان الملكي، وملفّات حسّاسة جدًا، وملف الطاقة، وملفات مهمّة من أجل استقرار البلد لفتراتٍ أطول. الأزمة التي حصلت في البحرين هي ما منع هذا التطوّر وعدم سماع السلطة، وملاحقة المعارضين، وحَجْب التجمّعات السلمية في المنامة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: لكنّه تحوّل بالاستراتيجية، عملية المقاطعة التوقيت اليوم العالم يتفاعل وهناك أحداث كبيرة كثيرة، والغرب مشغول بنفسه، ويقدّم هذا التوقيت على أنّه مفيد ربّما لعودة العمل لتحريك الملف حتى من الداخل، وعدم الاستفادة، أو عدم تطويع التوقيت الحالي بشكلٍ أو بآخر لتغيير ما يبدو تكتيكًا بالنسبة للمعارضة البحرينية الآن، وكأنّ المقاطعة استراتيجية. وماذا بعد؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: لا، المقاطعة ليست خيارًا استراتيجيًا بالنسبة للمعارضة. الأصل في وجود المعارضة هو الشراكة السياسية، وقدّمت الوفاق إعلان البحرين لأجل الشراكة السياسية، والسلطة هي مَن تمتنع عن فكرة الشراكة السياسية، وهي مَن تمنع المعارضة عن المشاركة. نحن اليوم ندعو المواطنين إلى مقاطعة هذه الانتخابات الصوَرية الشكلية التي لا تُسْمِن ولا تُغني من جوع، ليس هناك فائدة في أن تشارك من دون أن تحقّق هدفًا، وقد أقصيت المعارضة وأقصي أيضًا عدد كبير من المستقلّين ليس نحن فقط في الوفاق، هناك أيضًا جمعيات سياسية أو قوى وطنية محسوبة على السلطة قاطعت، أو أعلنت مقاطعتها هي لا ترغب في أن تشترك من أجل فقط فكرة المشاركة، وأن تأخذ البحرين الصورة العامة أنّ هناك برلماناً، وأنّ هناك ديمقراطية. ولكن هناك تهميش وهناك تجويع وهناك إقصاء، وهناك إبعاد عن القرار السياسي. البحرين طبّعت مع العدو الصهيوني من دون أن ترجع إلى البرلمان، ومن دون أن تأخذ موافقة البرلمان. أخذت سلطات الكيان الإسرائيلي موافقة الكنيست، ولم تأخذ سلطات المنامة موافقة البرلمان البحريني. الأدهى من ذلك أنّها جرّمت الحديث عن مشروع التطبيع من قِبَل وزارة الداخلية في اتجاه المواطنين، إذًا عن ماذا نتحدّث؟</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: هذا البرلمان الذي تعتبرونه صورة للسلطات البحرينية التي لا تعبّر عن كل مكوّنات الشعب البحريني أو تعتبرونه صورة للسلطة التي تُقصي شريحة واسعة تمثّلونها إلا وهي المعارضة البحرينية لو مرّر هذا الاتفاق على هذا البرلمان لما كان مرّ.</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: أنا لا أعتقد شخصيًا أنّ برلمان 2018 الذي طبّعت خلاله سلطات المنامة كان سيمرّ ليس لديها غالبيّة تمكّنها من أن تمرِّر هذا الاتفاق، ولكنها خشيت أن يتحدّث عدد من الأحرار في داخل البرلمان المحسوبين على المعارضة بشكلٍ أو بآخر عن معارضتهم أو رفضهم لهذا هي كانت تريد تغييب كلّ الأصوات، تريد أن تُري الكيان الصهيوني أنّ هناك وجهًا لامعًا. هناك صورة أجمل للبحرين كي تهرول وراء هذا التطبيع، وغرض سلطات المنامة من وراء هذا التطبيع هو محاولة إيجاد شريك استراتيجي أكثر من الولايات المتحدة الأميركية. هناك حديث داخلي لدى سلطات المنامة أنّ هناك وجهين للديمقراطية في أميركا، الحزب الجمهوري، والحزب الديمقراطي يأتي ترامب ويقول لنا طبّعوا، ثم يأتي الحزب الديمقراطي ثمّ يتحدّث عن حقوق الإنسان. نحن لا نريد هذا نريد شريكاً استراتيجياً آخر الصهاينة شريك استراتيجي آخر في مواجهة إيران من جهة، ومواجهة الشيعة الداخليين من جهة أخرى، والمعارضة غالبيّة المعارضة الوطنية في الداخل أيضًا تواجه من قِبَل هذا الكيان الآن.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: أنت تتحدّث عن مُصطلحات وعن نقاط تبدو خطيرة، هل هناك استعانة بسلطات الاحتلال الإسرائيلي في البحرين لمواجهة بين قوسين مكوّن أساسي تقول الشيعة أنا أقتبس من كلامك، أو حتى مواجهة إيران بأيّ شكلٍ في البحرين.</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: طبعًا بشكل غرفة عمليات مشتركة تقوم بها سلطات المنامة مع الكيان الصهيوني للعمل البحري ومراقبة العمليات البحرية التي تجري في الخليج، والتجسّس على المعارضين في الداخل وفي الخارج.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: عبر برنامج فيغازوس أو غير ذلك؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: غير ذلك أبعد من هذا البرنامج، برنامج تتبّع وملاحقة وما شاكل وتقديم معلومات استخباراتية مفصّلة تستعين بها سلطات المنامة على المعارضين بشكلٍ هو مُسْتغَرب جدًا، وهو مُسْتَهْجَن. وسفير الكيان الصهيوني في البحرين يتحرّك وكأنّه وزير في حكومة المنامة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: أعطنا أمثلة عن ذلك.</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: يطلب من الوزراء المحلّيين الداخليين بمُكالمة هاتفية أنّ وزير الكيان سيأتي غدًا إلى هذه الوزارة وعليك أن تستقبله.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: والغاية؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: الغاية هي تطبيع كامل، الغاية أن يذهب وزير إلى مستشفى السلمانية ويقابل وزيرة محسوبة على الطائفة الشيعية هي أيضًا من الطائفة الشيعية كي نقول للكيان الصهيوني إنّ الشيعة أيضًا مُطبّعون، ويسلّم على وزير الأشغال العامة في البحرين وهم من الطائفة الشيعية كي نقول أنّ كل الشيعة مُطبّعين، هناك محاولة بالجَبْر شئت أم أبيت أنّ هناك تطبيعاً أكثر ممّا كان يتوقّع الإسرائيلي، حديث عميق جدًا بين إسرائيليين بين صهاينة يتحدّثون أنّه لم نتوقّع من سلطات المنامة أن تندفع بهذا الاتجاه، كان الغرض الإمارات ولم يكن المنامة بهذا الشكل.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: سأتحدّث عن ذلك لكن قدّمت البحرين شعبًا وتحرّكًا، أمثلة كثيرة على رفض السواد الأعظم من شعب البحرين وحتى بالنسبة لشخصيات من بينها ماي بن خليفة في رفض للمُصافحة أيضًا، وهذا أثار جدلاً على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا يعكس صورة حقيقية عن واقع أهل البحرين.</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: صحيح.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: حتى في داخل الأسرة الحاكمة، لذلك كان حدثًا تمّ تداوله بشكلٍ واسع.</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: تمامًا الغالبية العُظمى من أبناء الشعب البحريني يرفضون التطبيع لا يطيقون الحديث عن الصهاينة وليس فقط رفض التطبيع، الجيل الحالي والجيل القادم الشاب تتفاجئين أستاذة من أنّ الجيل الشاب القادم في مرحلة العشرينات وأقلّ من العشرينات هو رافض لهذا التطبيع، هو يراقب عبر شاشات التلفاز، ويرى كيف يقاوِم أبناء شعب فلسطين المحتلة هذا الكيان الغاصِب، يرى همجيّة ووحشية الإسرائيليين الذين يتعاطون مع أصحاب الأرض في القتل والتنكيل والتهجير وما إلى ذلك، هم لا يطيقون الحديث عن الصهاينة. ترغب سلطات المنامة بإيجاد شريك استراتيجي فتأتي بالسفير الذي صُدِمَ بموقف وزيرة من العائلة المالكة في البحرين في الداخل، وأراد أن يعوّض هذه الصدمة بمُلاقاة أو مقابلة عدد من الوزراء الشيعة، وهو ما حصل مباشرة بعد إقالة الوزيرة السابقة ماي الخليفة من منصبها نتيجة رفضها لمُصافحة السفير الإسرائيلي، وهو موقف مُشرِّف جدًا للغاية، موقف يُشاد به ويُبنى عليه نعم.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: ويُبنى عليه لأنني لا أريد أن تمرّ جملة أيضًا استخدمتها حتى نفسّرها، وربّما تُفْهَم بشكلٍ أو بآخر لموقع تموضع المعارضة أو علاقته أو اتصاله البعض يقدّمها بين قوسين تبعية لطهران. أنت قلت بأنّ سلطات البحرين تحاول أن تجد شريكًا استراتيجيًا لها، وهنا نتحدّث عن إسرائيل ليس فقط في مواجهة المعارضة، وما أشرت إليه من عمليات، ولكن أيضًا لمواجهة إيران وبأيّ معنى؟ هل ذلك مقصود في الداخل؟ أم ماذا؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: لا أبعد من الداخل.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: لكن بالداخل ماذا؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: في الداخل.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: هل هناك علاقة للمعارضة في اتصال مع إيران؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: لا لا العقل الداخلي الذي روَّج لدول الجوار في السابق أنّ هناك ارتباطاً بين المشروع الإيراني وبين مطلب القوى الديمقراطية المعارضة هو نفس هذا العقل الذي روَّج بأنّ وقف المدّ الشيعي، ووقف المدّ المقاوِم للكيان الصهيوني يتمّ عبر البحرين. حينما تقمع أبناء شعب البحرين الذين قدّموا شهداء لصالح القضية الفلسطينية أنت تقمع فعلًا هذا الحراك في دول الخليج كلّها حينما تسيطر على هذا الأمر، أنت تفتح باب التطبيع من أوسع أبوابه حينما تسيطر على البحرين، هذه الصورة عبّر عنها العديد من التابعين للكيان الصهيوني في الداخل وفي الخارج في مراكز الدراسات سمعنا هذا الكلام مرارًا وتكرارًا هو ما نأمله غاية ما نأمله أن تطبّع البحرين ونحصل على هذه الامتيازات.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: وماذا عن الخارج في مواجهة إيران؟ هل تكون نقطة استراتيجية باتجاه إيران؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: تنفي البحرين هذا الأمر خوفًا أعتقد بتقديري، ولكنّها في نفس الوقت لا تستطيع أن ترفض تواجد ضباط من الكيان الصهيوني على أراضيها، وهي تصرّح بهذا الأمر، عدد كبير منهم البحرين وبنوا غرفة عمليات في الداخل وهناك الأسطول الخامس الأميركي في البحرين، وهناك وجود لإسرائيل في البحرين، وهناك رغبة من قِبَل عدد من دول الخليج أن يكون هذا التواجد ويُبنى عليه ويتطوّر أيضًا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: بالعودة لموضوع الانتخابات لأنّه تحدّثنا عن عملية الدعوة للمقاطعة على المستوى الشعبي إلى أيّ حدٍّ فعلًا هناك صدًى؟ وهذا ما تعوّلون عليه أن يكون هناك في مقاطعة؟ وبالتالي تحصدون النِسَب تقولون بأنّكم تمثّلونها على المستوى السياسي إنْ حدثت المقاطعة عِلمًا أنّكم تتّهمون بأنّ هناك عدم شفافية وصورية، وبالتالي هذا يحيلنا لبعض المشاركات. ياسر الخير يطرح السؤال كما قال عن تلاعب النظام البحريني بسجلات الناخبين محاولته منع المؤيّدين للمعارضة من المُشاركة في الانتخابات، ويتحدّث سائلًا عن موقف المنظمات الدولية من موضوع حِرمان المواطنين من حقّ المشاركة السياسية وتداعيات الموضوع على مستقبل النظام السياسي في البحرين، هو يقدِّم هذه الصيغة لكن ما وجاهية ما يطرحه؟ وهناك عملية فعلًا موضوع سجلات الناخبين.</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: صحيح ألغت سلطات البحرين عدداً كبيراً بالآلاف، عشرات الآلاف من أسماء المشاركين في الانتخابات 2006 و2010 من الكتلة الانتخابية في محاولةٍ منها أن تقلّل حجم المقاطعة، فحينما تلغي عشرات آلاف الذين قاطعوا انتخابات 2018 هي قالت عبر وسائل إلكترونية يمكنكم التظلّم لإعادة وضع أسمائكم مجدّدًا للمشاركة. هناك عزوف وعدم رغبة من غالبية أبناء شعب البحرين الشريحة الأكبر التي لا تؤمن بهذا البرلمان الصوَري الذي يُقصي المعارضة، ولا يحقّق أيضًا نتائج إيجابية ملموسة على مستوى العيش الكريم في الداخل. هي تمتنع بشكلٍ أو بآخر عن المشاركة. هناك حالات مُخيفة جدًا، البعض من النواب ومن المشاركين في الانتخابات الأخيرة أيضًا تمّ منعهم حاليًا باعتبار أنّكم تابعون للمعارضة أو أنتم مُسجّلون في سجلات المعارضة، أنتم لا تشاركون اليوم، هذا كلام سليم؟</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: ومن ضمن أيضًا ما طرح لأنّنا كنّا نتحدّث عن التطبيع دكتور محمد النعماني يرسل لك سؤالًا، ما هو وضع الحريات وحقوق الانسان في البحرين اليوم؟ هل استطاعت حكومة البحرين من خلال التطبيع مع الكيان الإسرائيلي التأثير على المعارضة وعملها طالما أنت أرجعته بشكلٍ مباشرٍ بالمناسبة في حديثك الآن لأنه يُراد ذلك من خلال ما قلت؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: واقع حقوق الإنسان في البحرين سيّئ، هناك تقارير مهمّة جدًا صدرت قبل فترة بسيطة تقرير عن هيومن رايتس وتش يؤكّد ويثبت فكرة الانتهاكات بالرغم من وجود مساعدات مالية تقدّمها المملكة المتحدة لسلطات المنامة، هناك انتقادات واسعة مُقرّبة أيضًا من الحزب الحاكم الحالي بأنّكم تستثمرون في الفراغ، وبالتالي أنت اليوم لديك أكثر من 1300 مُعتقل رأي سجين رأي تحاول إيصال فكرة بأنّ هؤلاء إرهابيين عبر أدوات أخرى من ضمن هذه الأدوات العلاقة مع الكيان الصهيوني بشكل أو بآخر، هو يربط هذه العلاقة بين المعارضة وبين إيران عبر هذه الأدوات يحاول أن يموّه ويخرج فكرة المطالب الشعبية السياسية التي تحدّث عنها أبناء البحرين أبناء شعب البحرين منذ أكثر من عَقْدٍ عبر فكرة الإرهاب والتبعية للخارج.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: اليوم عندما نتحدّث عن ملف حقوق الإنسان، المعتقلون هذا ملف كبير...</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: تفضح واقع انتهاكات الحقوق في الداخل في البحرين، ولكن هناك لدى سلطات المنامة مَن يُلمِّع بشكل أساسي أيضًا عدد من السفراء الغربيين، هم يتحدّثون عن واقع حقوق الإنسان في دول مجاورة وينسون واقع حقوق الإنسان في البحرين لدينا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: وهذا يدفعنا للسؤال عن الشيخ علي سلمان عن واقعه اليوم قانونيًا بالنسبة لتفاعُل الملف ما هو؟ حتى البيانات التي تصدر من قلب المعتقل؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: صحيح.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: أيضًا ناشط في التوجيه بالنسبة للعمل؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: أولًا هو حاضر كرمزيةٍ في قلب أبناء شعب البحرين، له حضور كبير جدًا وحينما تحصل حال وفاة يعزّي أهل المتوفى، أو حينما يحصل حدث في منطقة من مناطق العالم أيضًا يتفاعل ويتجاوب، له حضور كبير جدًا، حضور مُشرِّف مُعارِض للتطبيع وعملية التطبيع، له خطابات مهمّة جدًا قبل اعتقاله بموضوع القضية الفلسطينية بشكلٍ أساسي داعم ومتفاعل جدًا إلى حدٍ كبير. حُكِم ظلمًا 29 عامًا الحُكم الأول، والحُكم الثاني مجموع هذه الأحكام قضى أكثر من سبعة أعوام الآن في المعتقل نظرًا لمواقفه السياسية اتّهم وحُكم بالمؤبّد في الحُكم الثاني، وكان لدى السلطة حسبما قيل لنا أنّه لو خرج من المحكمة الثانية لديه محاكمة ثالثة ورابعة، هناك كيدية في موضوع الشيخ علي سلمان، وإبعاد لهذا الرجل تمامًا عن المشهد السياسي نتيجة عدم تحمّل السلطة لسماع كلام العقل وكلام المنطق.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: هل يمثل واقع الشيخ علي سلمان أفق الحوار مع السلطات في البحرين؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: هو أصلاً مُنظّر للحوار مع السلطات في البحرين الدافع في حديثنا المباشر معه، حينما يتصل من السجن لا يزال حتى هذا اليوم والأسبوع الماضي تصل رسائل أنّنا مع عملية الحوار مع المصالحة مع الحديث عن السلمية، يكرّر مسألة السلمية للبحرين. هو مُنظّر في العمل السلمي، ومُنظّر في الحوار السياسي، ومُنظّر لأصل الشراكة السياسية، يتحدّث عن هذا الأمر بالرغم من كل التعقيدات الحاصلة، ولكنّه في نفس الوقت رجل قوّي جدًا مواقفه صُلبة جدًا اتجاه قضايا أساسية فلسطين أولًا، هذا تعبير لن أنساه من الشيخ علي سلمان يتحدّث عن أهمّ القضايا الاستراتيجية في المنطقة بشكلٍ كبيرٍ وبشكلٍ واضح.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: وهذا ينسحب أيضًا على القيادات الموجودة وحتى المرجعيات في البحرين الشيخ عيسى قاسم يقول المقاومة سبيل التصدّي لمؤامرات الأعداء. هناك ربط بين العمل السياسي وفكرة التطبيع في البحرين في النهج الذي يقدّم. أنا أسألك عن أفق الحوار لأنّه اليوم في زيارةٍ مُرتقبة للبحرين وهي أول زيارة سيقوم بها للبحرين بابا الفاتيكلن الحَبْر الأعظم بين الثالث والسادس من نوفمبر تشرين الثاني وفق ما تمّ الإعلان عنه من مكتب البابا، وأنتم لديكم بيان مرحّب بهذه الزيارة ولكن تريدون لأنّ ما يمثله الحَبْر الأعظم هو نوع من رسالة التسامُح والحوار والالتقاء أن يلعب دوره ربّما في هذا المجال؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: صحيح رحّبنا بزيارة قداسة البابا بالرغم من الألم ومن الآلام الكثيرة التي يعاني منها شعب البحرين، ودعونا في هذا البيان بشكلٍ أساسي إلى أن يتبنّى البابا هذه الفكرة، فكرة تطبيق منهج السلام ومبدأ السلام الذي تتحدّث عنه سلطات المنامة لا يمكن وأوصلنا أيضًا رسائل خاصة عبر جهات مهمّة جدًا إلى قداسة البابا وإلى شيخ الأزهر أيضًا ضيف البحرين الكبير أن يلعبا دورًا إيجابيًا في إحداث توافق داخلي وحوار يفضي إلى استقرار، وما المانع في ذلك؟ تحدّثنا بشكل واضح أنّه لن يتمكّن قداسة البابا من زيارة أو من لقاء كبار علماء البحرين، هو يتحدّث عن روح التسامُح وكبار علماء البحرين يتحدّثون عن روح التسامح وأكبر مرجعية دينية سياسية في البحرين من أهمّ مًن كتبوا دستور العام 73 الشيخ عيسى قاسم هو مُسقَطة جنسيته، هو خارج البحرين، مُهجّر لا يمكن له العودة إلى أرض الوطن بنفس الوقت الذي تتحدّث فيه سلطات المنامة عن زيارة الحَبْر الأعظم للبحرين.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: هل هناك تواصل؟ هل هناك أية ردود أو تفاعل على ما تقدّمونه لأنّه تطرحون موضوع الحوار والتقاء هذه الشخصيات لأهميّتها موضوع المُعتقلين في السجون فتح باب بشكلٍ أو بآخر كوّة نور بين المعارضة والسلطات في البحرين؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: هناك تواصل إيجابي جدًا من قِبَل المعنيين التابعين للفاتيكان والتابعين للأزهر، هناك أيضًا محاولة من قِبَل مُخلصين مقرَّبين من كلّ الأطراف لإيجاد هذه القاعدة والدعوة إلى مسألة السلام ومسألة الحوار ومسألة المصالحة إلى أيّ حدٍ تنجح بحسب فَهْمنا وهذا ما أوصلناه بشكلٍ واضحٍ وصريحٍ أقول عبر شاشتكم ما تريد السلطة في البحرين هو غايات لها أن تحقّق غايات لها أن تلتقط صورة وتقول نحن بلد التسامح، في نفس الوقت لديها مئات من المعتقلين السياسيين في الداخل ومن ضمنهم علماء دين أو رجال دين ومن ضمنهم دُعاة تسامح ودُعاة حريات ومن ضمنهم دُعاة سلام.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: هناك ردّ إنْ كان من الأزهر أو الفاتيكان؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: الردود لحدّ الآن شفهية وهي إيجابية تتحدّث عن أصل الفكرة بأنّ تحقيق الغرض من هذه الزيارة ليس السلطة كما تريد البحرين، نحن أيضًا نريد أن نحقّق أهدافًا لأبناء شعب البحرين، إذا كان هذا اللقاء فعلاً يحدث في الداخل ونحن ننتظر أن تتحوّل هذه الردود الإيجابية إلى مشاريع وبرامج.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: وانطلاقًا من ذلك ما الذي تفهمونه من هذه الزيارة؟ أن يكون الكرسي الرسولي يخصّ البحرين بهذه الزيارة وبالتزامُن أيضًا مع زيارة شيخ الأزهر. في الخلاصة هل يوجد شيء يمكن أن تستخلصه؟ لأنّه يريد البعض وأنت تشير إلى ذلك سلطات البحرين هناك الإسقاط السياسي بجملةٍ لطفًا.</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: هي تحاول أن تقول إنّنا دُعاة تصالح وسلام ومصالحة للتغطية على كل الانتهاكات للأسف الشديد إن فاتت هذه الزيارة شيخ الأزهر وقداسة البابا من دون أن يتحقّق شيء معنا ذلك مزيد من الانتهاكات ومزيد من قمع الحريات في المرحلة المقبلة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: وواقع المعارضة نريد أن نختم عندما نتحدّث عن المعارضة العديد من رموزها في الخارج ومُبعدون أو حتى في السجون، وأنت تمثل صورة من صوَر المعارضة موجود في لندن لديك عائلة جميلة أربع بنات وشاب وثقافة البحرين لديها تعدّد كبير بالنسبة لعدد أفراد الأسرة. هذا كيف يمكن بالفعل أن نقف عنده، بمعنى هل يستطيع المعارض وعائلته الالتقاء مع البحرين استمرار تلك الثقافة بالنسبة لمَن يولودون في الخارج لا سيّما في الدول الغربية. إبنتك ماريا تدعم فلسطين وحاضرة على مواقع التواصل الاجتماعي وهذا أيضًا لافت.</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: أنا فخور جدًا صراحة بماريا، وقد تفاجأت أنها عندما كانت في الجامعة دخلت إلى هذه الجمعية الداعمة لفلسطين المحتلة. أنا أجد أنّ هناك ارتباطاً كبيراً جدًا بالقضية حقيقة لم أدفع بهذا الارتباط، ولكنّه موجود أو حاضر يولَد البحريني على فكرة الحرية وفكرة أن يكون له رأي وصوت مسموع لا يتعارض وجود المعارض مع وجود عائلة، هناك صعوبة صحيح أن تكون في بلاد الغرب وأن تتحرّك بهذه الكيفيّة. ولكن لدينا إمكاناتنا الحمد لله كبيرة وكثيرة وعلينا العمل نحن مرحَّب بنا في كل الدول الغربية.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: من دون قيود أو شروط؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: من دون قيود أو شروط وهناك عمل مستمر، ولدينا علاقات دبلوماسية واسعة في الوفاق بنينا علاقات دبلوماسية على مدى أكثر من عَقْدٍ من الزمن، المجتمع الدولي يحترم صوت الوفاق ويحترم صوت المعارضة يعرف ما تقوم به السلطات في البحرين ولذلك هو يتفاعل كثيرًا.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: لكنه ليس مؤثّرًا؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: ليس مؤثّرًا وليس داعمًا بشكلٍ حكومي رسمي.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: هذا يدفعني إلى سؤال حول موضوع العائلة واستمرارها وتفاعلها أيضًا إنْ كان في البحرين والقضية السياسية أو القضايا الخاصة بالأمّة لا سيّما فلسطين. سأختم بجملةٍ وإيّاك فجر المغيب يقول ما هو السرّ في صمود الشعب البحريني رغم الغُربة والحصار؟ وهنا نقطة ما دور المرأة البحرينية في ذلك؟</p>
<p> </p>
<p>علي الأسود: المرأة البحرينية أكثر من نصف المجتمع البحريني داعمة محبّة قوية جدًا، مؤثّرة لديها غايات أساسية، ولديها افتقاد كبير جدًا للقضية المحلية والقضية الإقليمية فلسطين المحتلة أمّهات الشهداء وأبناؤهم يشهدون بتضحيات ولديهم تفاعل كبير جدًا مع هذه القضية يشيدون بالأعمال البطولية المقاوِمة، وفي نفس الوقت يُرحّبون بانضمام أبنائهم في هذه الصفوف صفوف المعارضة التي تعطي الكرامة هذا هو السرّ الكرامة.</p>
<p> </p>
<p>راميا الابراهيم: شكرًا جزيلًا لك السيّد علي الأسود النائب السابق والقيادي في جمعية الوفاق البحرينية المعارضة...</p>
<p> </p>