مشروع لمعالجة نفايات المستشفيات وتشجير تنورين اللبنانية
في حفلين منفصلين قدّمت جامعة البلمند في لبنان مشروعين بيئيين رائدين، الأول، على مستوى معالجة مياه المستشفيات المبتذلة، أقيم في حرمها في الكورة شمال لبنان، والثاني، ختام مشروع تشجير جرد تنورين، في حفل جرى في بلديّتها.
في حفل مخصص لختام المشروع، عرضت الجامعة نتائج مشروع "المعالجة المستدامة لمياه الصرف الصحي للمستشفيات" (SWaTh)، الذي استغرق 3 سنوات، وشاركت فيه 11 جامعة ومؤسسة أوروبية ولبنانية، بتمويل من برنامج Erasmus+ التابع للأتحاد الأوروبي.
وجالت فعّاليات المشروع على الجامعات المشاركة محلياً، وفي دول أخرى مستفيدة من خبرات وتجارب الجامعات والمؤسسات العالمية، وتضمّن مسحاً شاملاً لمستشفيات لبنان.
وأدارت المشروع جامعة البلمند، وتابعه فريق عمل متخصص بإدارة الدكتور مكرم الباشاواتي، الأستاذ المساعد في قسم الهندسة الكيميائية في "البلمند" ومنسّق مشروع SWaTH، وبمشاركة الباحث في جامعة غرناطة الإسبانية سيرجيو موراليس توريس، والدكتورين روي قنبر وجاد عبد الله من الجامعة اللبنانية-الأميركية (LAU).
ابتدأ العمل بالمشروع العام 2020، بمشاركة من الجامعات اللبنانية والأوروبية، منها: الجامعة اللبنانية، وجامعة سيدة اللويزة (NDU)، وجامعة الكسليك، والجامعة اللبنانية-الأميركية، وجامعة "غرناطة" الإسبانية، وجامعات "روستيل، وأولو (OULU)، وLleida الأوروبية، وجامعات ومؤسسات أخرى.
واستند العمل على مسح استبياني لكلّ المستشفيات اللبنانية (129 مستشفى)، بين آب/أغسطس 2021، وشباط/فبراير 2022، وبينما امتنعت بعض المستشفيات عن المشاركة في تقديم الاستبيان، استجابت 116 مستشفى (89%) بحسب تقرير لفريق العمل.
وإذ تُعدّ نفايات المستشفيات من أخطر النفايات على صحة الانسان إذا لم تتمّ معالجتها بطرق علمية، ودقيقة، أفاد تقرير فريق العمل أنه "استند إلى أفضل الممارسات في الدول الأوروبية لمعالجة مياه الصرف الصحي للمستشفيات، المياه الملوّثة بنفايات غسل الكلى، والسموم الخلوية، والكورونا".
مشكلات مياه الصرف الصحّي
في كلمته، تناول وزير الصحة في حكومة تصريف الأعمال فراس الأبيض الواقع الصحّي في لبنان، لافتاً إلى أن "القطاع الاستشفائي يعاني من العديد من المشكلات، وإن الوزارة ستعمل جاهدة على إيجاد حلول لمشكلات مياه الصرف الصحّي مستفيدة من الدراسة الدقيقة التي أنجزها مشروع SWaTH".
ولفت رئيس الجامعة الدكتور-الطبيب الياس الوراق إلى أهمية معالجة مياه الصرف الصحي للمستشفيات لأنها تحتوي على مواد خطرة، بما في ذلك الأدوية والعديد من المواد الكيميائية.
وقال إن "المعالجة السليمة لهذه المياه ضرورية لمنع تلوّث البيئة وحماية الصحّة العامة".
فريق العمل
منسّق فريق العمل الدكتور الباشاواتي سلّط الضوء على تفاصيل المشروع، وأهدافه مشدّداً على نتائج الدراسة، وموضحاً التوصيات التي تعمل بشكلٍ دقيق على حلّ التحدّيات التي تواجه مياه الصرف الصحّي في مستشفيات لبنان.
وقال إن حزمة العمل هدفت إلى إجراء تحليلات لدورة الحياة الاجتماعية والبيئية، وجدولة دورات تدريبية وورش عمل وتدريب داخلي وندوات عبر الإنترنت مصمّمة خصيصاً لمعالجة التوصيات المقدّمة إلى الوزارات المعنية، بالإضافة إلى شراء وإنشاء منشأة أكاديمية رائدة لمعالجة مياه الصرف الصحي، وتعلُّم أفضل الطرق المستخدمة حالياً في أوروبا (مثل السويد وفرنسا وإسبانيا وفنلندا) لمعالجة مياه الصرف الصحي في المستشفيات.
وذكر الباشاواتي أن "اتحاد مشروع المعالجة المستدامة لمياه الصرف الصحي للمستشفيات" رفع تقريراً لوزارة البيئة اللبنانية، تضمّن توصياته، ذاكراً أنّ "الهدف الرئيسي هو التعاون من أجل الابتكار وتبادل الممارسات الجيدة، ويتمّ تنفيذ المشروع في إطار النشاط المركزي: "بناء القدرات في مجال التعليم العالي".
يجمع اتحاد المشروع 11 منظّمة من أربع دول أوروبية، هي فرنسا، والسويد، وفنلندا، وإسبانيا، بالإضافة إلى لبنان.
ومما ورد في التقرير أنّ "الدافع وراء المشروع هو الجمع بين مؤسسات التعليم العالي الأوروبية والمصانع الأوروبية التي تمتلك أحدث التطوّرات التي توردها، والخبرة الدولية الواسعة، وممارسات التعلّم المبتكرة، ومؤسسات التعليم العالي من البلدان الشريكة".
كما تضمّن التقرير ملخّصاً للنتائج والتوصيات التي تمّ الحصول عليها من المسح الوطني لمستشفيات لبنان، وتقييم الأساليب المستخدمة حالياً في لبنان لمعالجة مياه الصرف الصحي في المستشفيات، حيث تبيّنت ثغرات كبيرة، ومتباينة بين مستشفى وآخر، في معالجة مياه الصرف الصحي الناتج منها.
تشجير جرد تنورين
على صعيد تشجير جرد تنورين، فقد أنجز برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في "معهد الدراسات البيئية" في جامعة البلمند مشروع التشجير في جرد تنورين حيث تسلّمت بلدية تنورين الموقع المحرّج في حفل أقيم في المبنى البلدي في البلدة.
أنجزت الأعمال ضمن إطار مشروع "دعم الصمود الاجتماعي، والبنية التحتية، والتحريج، والزراعة في لبنان" الذي يديره "مجلس الإنماء والإعمار" بالتعاون مع وزارة الزراعة، وبتمويل من الوكالة الفرنسية للتنمية AFD، ونفّذ هذا المشروع معهد الدراسات البيئية، بمساعدة جمعية الثروة الحرجية والتنمية، وبالشراكة مع بلدية تنورين.
وأعلن سامي يوسف، رئيس بلدية تنورين، عن خطة شاملة لبلديته تستهدف جردها، وتهدف إلى تنظيم استخدام الأراضي ضمن إطار رؤية مستقبلية للتنمية المستدامة في المجالات الاقتصادية الملائمة لموقع الجرد وموقع تنورين".
ولأنّ هذه الرؤية تحتاج إلى العلم والخبرة، كما قال، فإن البلدية قامت بالاتصال بجامعة البلمند للمساعدة على تحقيق هذا الهدف بطرق علمية".
الدكتور منال نادر، رئيس معهد الدراسات البيئية، تناول في كلمة باسم رئيس الجامعة الورّاق، أهمية التفاعل الإيجابي بين الأكاديميات والمجتمع، متحدّثاً عن سعي الجامعة لتحقيق رؤيتنا في بناء مجتمع مستدام يعتمد على المعرفة والابتكار لحلّ مشكلاته البيئية والاجتماعية.
وقال إنه "من هذا المنطلق، يأتي مشروع التشجير في جرد تنورين كمثال حيّ على كيفية تحقيق هذه الرؤية من خلال التعاون بين الجامعة والمجتمع المحلي والمؤسّسات الدولية".
من جهته أوضح الدكتور جورج متري، مدير برنامج الأراضي والموارد الطبيعية في معهد الدراسات البيئية في جامعة البلمند، مراحل تهيئة هذا المشروع، كما سلّط الضوء على النتائج الإيجابية للمشروع على الثروة البيئية والمجتمع المحلي في منطقة تنورين.
واختتم الاحتفال بجولة داخل الأرض المشجّرة في جرد تنورين حيث تمّ تسليم الموقع للبلدية، مع العلم أن المساحات التي جرى تشجيرها تناهز الخمسين ألف متر مربع.