علماء يحذرّون من موجات الحر: تُفاقم أعباء الصحة

حذّر العلماء من شيوع درجات الحرارة القصوى بشكلٍ متزايد بسبب تغيّر المناخ، ما قد يُسبّب أضراراً واسعة النطاق وطويلة الأمد لصحة مليارات الأشخاص.

وحلّل العلماء بيانات صحية لـ  15 عاماً من نحو 25 ألف بالغ في تايوان، ووجدوا أنّ التعرّض لموجات الحرّ لمدة عامين قد يُسرّع ما يُسمّى بالشيخوخة البيولوجية للشخص بمقدار 8 إلى 12 يوماً إضافياً.

وصرّحت كوي قوه، الأستاذة المساعدة في جامعة هونغ كونغ، والتي قادت الدراسة، والتي نُشرت في مجلة "نيتشر كلايمت تشينج"، قائلةً: "مع أنّ هذه النسبة تبدو ضئيلة، إلا أنها تتراكم بمرور الوقت".

وأضافت: "هذا العدد الضئيل مهم بالفعل. لقد كانت هذه دراسة لتعرّض لمدة عامين، لكننا نعلم أنّ موجات الحرّ تحدث بالفعل منذ عقود".

زيادة في عدد الوفيات

مع أننا نعلم بالفعل أنّ الحرارة الشديدة يمكن أن تُسبّب ارتفاعاً حاداً في عدد الوفيات، إلّا أنّ هذه الدراسة تُعدّ من أوائل الدراسات التي تتناول الآثار طويلة المدى للحرارة.

ووجد الباحثون أنّ العمر البيولوجي زاد بنحو 9 أيام للأشخاص الذين تعرّضوا لـ 4 أيام إضافية من موجات الحرّ على مدار عامين.

دراسة صادمة تكشف أن موجات الحر لا تسبب الوفاة فقط، بل تترك آثارًا خفية وخطيرة على صحة الإنسان.⚠️
فهل يمكن أن يؤثر تغير المناخ فعلًا على أعمارنا؟
📌 إليك ما كشفته الدراسة بالتفصيل ⤵️https://t.co/K3bq3d8M8Q#العرب_في_بريطانيا #AUK pic.twitter.com/O5cs8aqUWz

— AUK العرب في بريطانيا (@AlARABINUK) August 26, 2025

وتأثّر العمال اليدويون، الذين يميلون لقضاء وقت أطول في الهواء الطلق، بشدة، حيث زاد عمرهم البيولوجي بمقدار 33 يوماً.

ومع استمرار موجة الحرّ الشديد التي تجتاح البلاد، قد تختلف طريقة تعامل الجسم مع الحرارة الرطبة عن الحرارة الجافة اختلافًا كبيراً.

درجات حرارة قياسية

في الوقت الحالي، يعاني الساحل الغربي للولايات المتحدة من درجات حرارة مرتفعة للغاية، وقد سُجّلت درجات حرارة قياسية في أوروبا واليابان وكوريا هذا الشهر.

وفي عام 2024، وهو العام الأكثر حرارة على الإطلاق، تسبّب تغيّر المناخ في 41 يوماً إضافياً من الحرّ الشديد في جميع أنحاء العالم، وفقاً لـ World Weather Attribution.

ووجد الباحثون أنّ بعض الفئات أكثر عرضة للشيخوخة بشكلٍ أسرع بسبب الحرارة. وقال أحدهم إنّ كبار السن الذين عانوا من موجات حرّ عديدة قد يتقدّمون في السن بشكل أسرع من الشباب الذين تعرّضوا لدرجات الحرارة نفسها. ويمكن أن يؤدي العيش من دون تكييف أو العمل في الهواء الطلق إلى تفاقم معدل الشيخوخة.

الإجهاد الحراري هو السبب الرئيسي للوفيات المرتبطة بالطقس ويمكن أن يؤدي إلى تفاقم الاعتلالات الكامنة.

وقد يؤثر على الفئات السكانية الأكثر تعرّضًا للمخاطر والأشد تأثرًا بها، مثل:

🔵العاملون في الهواء الطلق
🔵الأشخاص الذين يعانون من حالات مرضية كامنة
🔵المُسِنون
🔵الأطفال… pic.twitter.com/AyTEYhVGj2

— WHO Regional Office for the Eastern Mediterranean (@WHOEMRO) August 26, 2025

لكنهم قالوا إنّ هذا ليس كخسارة أيام من حياتك، بل هو تحوّل ملموس في مؤشرات الشيخوخة البيولوجية. وعرّفت الدراسة موجات الحرّ بأنها فترة يومين متتاليين على الأقل من ارتفاع غير طبيعي في درجات الحرارة، إضافة إلى أيّ وقت يصدر فيه المسؤولون تحذيرات من الحرّ. كما أخذت الدراسة في الاعتبار مجموع تعرّض الشخص للحرارة.

الحرارة والشيخوخة

وأخذت الدراسة في الاعتبار أيضاً وزن الشخص، وتدخينه، وعاداته الرياضية، وأي أمراض سابقة مثل داء السكري أو السرطان.

وبصورة عامة، أوضحت النتائج أنّ السكان المقيمين في مناطق تعرف أيّاماً شديدة الحرارة تظهر عليهم آثار شيخوخة بيولوجية أكثر من أولئك الذين يعيشون في المناطق الأكثر برودة. 

وحثّت الدراسة الأفراد على اتخاذ خطوات للتكيّف مع الحرارة المرتفعة، مثل استخدام مكيّفات الهواء حيثما كانت متاحة، وقضاء المزيد من الوقت في الظلّ لتقليل التأثيرات السلبية.