عشرات الضحايا والمفقودين بسبب السيول في غرب اليمن

غمرت السيول التي وصلت إلى المدخل الشمالي لمدينة الحديدة، مئات المنازل والممتلكات وتسبّبت بأضرار بالغة في البنى التحتية والمساكن والممتلكات الزراعية، وقطعت عدداً من الطرق.

  • ارتفاع ضحايا السيول في اليمن
    (الصورة: المسيرة)

ارتفع عدد ضحايا السيول والأمطار الغزيرة التي شهدتها محافظة الحديدة، إلى 84 حالة وفاة و25 مصاباً.

وأوضحت لجنة الطوارئ بالمحافظة في بيان تلقّت وكالة الأنباء اليمنية (سبأ) نسخة منه، أن الضحايا قضوا من  جرّاء السيول الجارفة والصواعق، وتهدّم الكثير من المنازل في 16 مديرية.

وأعلن محافظ محافظة ذمار محمد البُخَيتي أن المجلس المحلي في محافظة ذَمَار قرّر اعتبار بني موسى ووادي الخشب منطقتين منكوبتين، وإنّ على كلّ الجهات المعنية العمل على استكمال عملية البحث عن المفقودين ومعالجة الجرحى وإغاثة المنكوبين وفتح الطرق وإصلاح الأضرار في المنازل والأراضي الزراعية. 

وأشار البيان، إلى أن 21 شخصاً قضوا في مديرية زبيد، و 9 في الزيدية، و 9 في الزهرة، و 7 في الدريهمي، ومثلهم في بيت الفقيه، إلى جانب 6 في السخنة، و 5 في المراوعة، ومثلهم في كلّ من باجل، والضحي.

كما أودت السيول بحياة شخصين في اللحية، واثنين آخرين في الجراحي، و4  بمديريات الحالي وجبل رأس والمنيرة والقناوص، إضافة إلى حالتين في برع.

وشهدت المحافظة الأربعاء الماضي أمطاراً شديدة الغزارة، أدت إلى تدفّق سيول كبيرة من عدة مناطق جبلية حاصرت عدداً من القرى والمنازل في أطراف مدينة الحديدة وأرياف المحافظة الساحلية للمرة الأولى منذ عقود.

أضرار بالغة في البنى التحتية

وغمرت السيول التي وصلت إلى المدخل الشمالي لمدينة الحديدة، مئات المنازل والممتلكات وتسبّبت بأضرار بالغة في البنى التحتية والمساكن والممتلكات الزراعية، وقطعت عدداً من الطرق.

وإزاء ذلك وجّهت قيادة السلطة المحلية في الحديدة جميع المكاتب والجهات المعنية برفع الجاهزية لمعالجة أضرار السيول والبقاء في حالة استنفار لتأمين مجاري وممرات السيول وإنقاذ المواطنين والحفاظ على الأرواح والممتلكات والحد من الخسائر.

كما وجّهت وكلاء المحافظة لشؤون مربّعات مديريات المدينة والجنوبية والشمالية والشرقية ومدراء المديريات، بالنزول الميداني لتلمّس أوضاع الأسر المتضرّرة، والعمل مع القطاعات المعنية على تذليل جهود الإغاثة والمعالجة.

في السياق، شاركت فرق الطوارئ ووحدات من منتسبي الأمن والنجدة في عمليات إنقاذ عدد من الأسر المتضررة وإخراج العالقين من النساء والأطفال.

وعززت لجان الطوارئ من مهامها في الميدان، وقامت بإجلاء الأسر التي تضررت منازلها إلى أماكن بديلة في عدد من المدارس وتوفير المساعدات ومواد الإغاثة اللازمة لها.

بدورها باشرت الفرق الميدانية مهام فتح الطرق ورفع مخلّفات السيول وشفط المياه من الأحياء وعدد من الحارات في مدينة الحديدة، وتنفيذ المعالجات على الخطوط الرئيسية، ومنها خط الحديدة – حرض ورفع السيارات التي سقطت في مجرى السيول.

وأكد وكيل أول محافظة الحديدة أحمد البشري، أن فرق الطوارئ لمواجهة أضرار السيول تواصل جهودها لفتح الطرق ومساعدة الأسر المتضررة.

يأتي هذا فيما تواصل اللجان المكلّفة أعمالها في حصر وتقييم الأضرار والخسائر التي لحقت بالطرق والجسور والممتلكات الزراعية، من جرّاء السيول التي تسبّبت بجرف مساحات واسعة من الحقول والمحاصيل، وأدت إلى نفوق آلاف المواشي.

كارثة صحية وتفشٍ للكوليرا

ويواجه اليمن كارثة صحية وتفشّي الكوليرا عقب الفيضانات وبسبب تلوّث المياه.

وفي ظل استمرار الحرب منذ نحو 10 سنوات، وتسبّبها بسوء تغذية حاد وبتدمير المراكز الطبية، تستعدّ حيس لأزمة صحية جديدة عقب الفيضانات التي قد تحمل معها أمراضاً تنتقل عن طريق المياه.

وقالت المنظّمة الدولية للهجرة في تقرير صدر مؤخراً إنّ "الموجة الأخيرة من الكوليرا، تفاقمت بسبب الأمطار الغزيرة والفيضانات التي تلتها، ما زاد من خطر تلوّث المياه".

ولم يتسنّ للسلطات الصحية تأكيد إصابة سوى 3 أشخاص بعد إرسال العيّنات إلى مختبر طبي في محافظة تعز المجاورة، بحسب الحضرمي، وسط إمكانيات محدودة لإجراء الفحوص وغياب المختبرات في المنطقة، مشيراً إلى أنّ هذا الأمر يدلّ على أن المرض "منتشر وخاصة الآن، وبسبب الأمطار سيتفاقم الوضع أكثر فأكثر".

وساهم النقص الشديد في المياه وتهالك المنشآت الصحية وارتفاع معدلات سوء التغذية، في زيادة حالات الكوليرا منذ أواخر العام الماضي. وجاءت الفيضانات الأخيرة لتزيد التحدّيات التي تواجهها وكالات الإغاثة في بلد تستمر فيه الحرب.

 الحكومة تعزي المواطنين و تستنفر قدراتها

إلى ذلك أعربت حكومة التغيير والبناء بصنعاء عن تعازيها لأسر ضحايا انهيار مبنى سكني ومنشأة تجارية في عزلة بني موسى (الجرف ) بمديرية وصاب السافل بذمار نتيجة الأمطار الغزيرة والسيول المتدفّقة .

وقال الناطق باسم الحكومة وزير الإعلام هاشم شرف الدين لوكالة الأنباء اليمنية (سبأ) " إننا نشعر بحزن عميق إزاء الخسارة المأساوية للأرواح في أعقاب انهيار مبنى سكني ومنشأة تجارية في عزلة بني موسى (الجرف)، مديرية وصاب السافل، بسبب الأمطار الغزيرة والسيول المتدفّقة، ونتقدّم بخالص تعازينا لأسر الضحايا وندعو بالشفاء العاجل للمصابين والسلامة للمفقودين".

وأضاف " نحن في الحكومة، واللجنة العليا لمواجهة الطوارئ وأضرار السيول، نقدّر الجهود الدؤوبة التي تبذلها فرق الدفاع المدني ورجال الطوارئ الذين يعملون على مدار الساعة للبحث عن المفقودين وتقديم المساعدة للمتضررين، وسنواصل مراقبة الوضع عن كثب وتقديم كل الدعم اللازم للمحتاجين".

اقرأ أيضاً: اليمن يواجه كارثة صحية بسبب مخاوف من تفشي الكوليرا عقب الفيضانات

ودعا الناطق باسم حكومة التغيير والبناء جميع المواطنين إلى إعطاء الأولوية لسلامتهم قبل أي شيء آخر، والتعاون اللا محدود في تقديم عمليات الإنقاذ والإغاثة والإيواء وفتح الطرقات من أجل تجاوز هذه الفترة بأقل الخسائر والأضرار.