روسيا تكشف عن أدلة خطيرة على تغير المناخ وتبتكر طريقة للتنبؤ بالتسونامي

دراسة تظهر أنّ الاحتباس الحراري العالمي يؤدي إلى زيادة في عدد الكائنات الدقيقة الضارة بالمياه العذبة التي تنشر البكتيريا والأمراض، وعلماء الفلك يكتشفون طريقة للتنبؤ بالتسونامي قبل نحو 3 أيام من وقوعه.

  • الاحتباس الحراري يؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد الكائنات الدقيقة الضارة في المياه العذبة وتنشر البكتيريا والأمراض
    الاحتباس الحراري يؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد الكائنات الدقيقة الضارة في المياه العذبة وتنشر البكتيريا والأمراض

أظهرت دراسة حديثة أجرتها جامعة "تيومين" الروسية بالتعاون مع معهد بيولوجيا المياه الداخلية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، أنّ الاحتباس الحراري العالمي يؤدي إلى زيادة كبيرة في عدد الكائنات الدقيقة الضارة في المياه العذبة، مشيرةً إلى أنّ هذه الكائنات، التي تشمل الأميبات ذات القشرة، تشكّل تهديداً مزدوجاً للأسماك والإنسان، حيث تعمل كحاملات للأمراض أو كمسبّبات لها مباشرة.

وقالت أولغا زاغومينايا، الباحثة المساعدة في مختبر "أكوابيوسايف" في جامعة "تيومين" موضحةً: "لقد وجدنا أنه مع ارتفاع درجة الحرارة وتمعدن النظم البيئية للمياه العذبة (والتي تحدث بشكل طبيعي في سياق الاحتباس الحراري)، يزداد خطر دخول وانتشار الأميبات المسبّبة للأمراض، وبالتالي تفشّي الأمراض. كما يزداد خطر زيادة مقاومة البكتيريا المسبّبة للأمراض للتطهير نتيجة تكافلها مع الأميبا الخصوية".

وأضافت: "مع ارتفاع درجات الحرارة في المناطق الجنوبية، يتزايد عدد الممثّلين الممرضين لهذه الكائنات الحية التي يمكن أن تضرّ الأسماك، وتسبّب أمراض الخياشيم، كما أنها قادرة على المشاركة في نقل بكتيريا الليجيونيلا، وهي خطيرة على البشر وتسبّب الالتهاب الرئوي".

وتابعت: "تتميّز البحيرات في المنطقة ذات المناخ الأكثر حرارة وجفافاً بتنوّع ووفرة وتكرار حدوث الأميبات العوالقية، بما في ذلك الأنواع المسبّبة للأمراض للكائنات المائية والبشر".

وأشارت الدراسة إلى أنّ نتائجها يمكن أن تسهم في تطوير أنظمة مراقبة بيئية أفضل، وإشراف أكثر فعّالية على الصيد البحري، وتعزيز السلامة البيولوجية. حالياً، يمكن تطبيق هذه النتائج على البحيرات في المناطق الغابية الرطبة والمستنقعات والسهوب.

كما يخطّط العلماء في المستقبل، لتوسيع المنهجية المستخدمة، التي تجمع بين الطرق التقليدية والحديثة في دراسة المياه، على مناطق جغرافية أخرى. كما يهدفون إلى دراسة أعمق للتفاعلات بين الأميبات ذات القشرة والبكتيريا الممرضة لكائنات أخرى، لفهم أفضل للمخاطر المحتملة.

اقرأ أيضاً: دراسة: طبقة اﻷوزون قد تزيد من احترار اﻷرض بحلول عام 2050

اكتشاف طريقة للتنبؤ بالتسونامي قبل نحو 3 أيام من وقوعه

  • زلزال قبالة سواحل فوكوشيما اليابانية في 16 أذار/مارس 2022 تسبب في موجة تسونامي قوية
    زلزال قبالة سواحل فوكوشيما اليابانية في 16 آذار/مارس 2022 تسبّب في موجة تسونامي قوية

هذا واكتشف علماء من مرصد القرم الفلكي التابع لأكاديمية العلوم الروسية طريقة للتنبؤ بوقوع تسونامي قبل يومين ونصف اليوم من حدوثه.

ووفقاً للباحثين، تعتمد هذه الطريقة على التحليل الإحصائي لبيانات التغيّرات في المجال المغناطيسي للأرض، وتحديد المؤشرات المرتبطة بالكوارث الطبيعية. ويسمح ذلك بالتنبّؤ بوقوع تسونامي قبل يومين ونصف اليوم من حدوثه، ما يتيح إجلاء السكان في الوقت المناسب واتخاذ التدابير اللازمة للحدّ من أضراره الجسيمة.

اقرأ أيضاً: روسيا: زلزال بقوة 7.4 درجات قرب كامتشاتكا ولا خطر من تسونامي

يقول ألكسندر فولفاتش، نائب مدير المرصد للشؤون العلمية: "تولّد العمليات التكتونية في قشرة الأرض إشارات كهرومغناطيسية. فمثلاً، يؤدّي النزوح السريع للكتل الصخرية أو احتكاكها الشديد على طول الصدع إلى نشوء تيارات كهربائية، وهذه بدورها تُحدث مجالات مغناطيسية تؤثر في المجال المغناطيسي الرئيسي للأرض".

ويضيف أنه "عشية وقوع الزلزال، يبدو وكأنّ الكوكب يستعدّ له. ففي منطقة مركز الزلزال، تصبح هياكل القشرة الأرضية مضغوطة ومتشقّقة، ما يؤدي إلى نشوء تيارات كهربائية تولّد مجالات مغناطيسية. غير أنّ هذه التغيّرات تكون ضعيفة جداً، بحيث يصعب رصدها مباشرة بالأجهزة. لذلك لا يدرس الباحثون التقلّبات الفردية، بل إحصاءاتها على مدى فترات زمنية طويلة".

كما يشير إلى أنه "استناداً إلى هذا المفهوم، حلّل الخبراء بيانات الأجهزة التي سجّلت زلزالاً وقع قبالة سواحل فوكوشيما اليابانية في 16 آذار/مارس 2022، والذي تسبّب في موجة تسونامي قوية".

وقد كشفت الدراسة عن أنماط محدّدة في الرسوم البيانية للأجهزة ظهرت قبل 62–69 ساعة من وقوع الزلزال، يمكن أن تُعدّ بمثابة نذير للكوارث. وتمّ تأكيد هذه النتائج باستخدام أحداث تكتونية أصغر، كما سمح التحليل اللاحق بتحديد مجموعات مميّزة مرتبطة بحدوث تسونامي.

اقرأ أيضاً: جفاف تاريخي في موسكو وتوقعات باستمرار "الصيف الهندي"

اخترنا لك