"دروب بقعة لبنان".. ترحال بيئي طويل

يؤكد مؤسس "دروب بقعة لبنان" أن العمل يقتضي تعريف اللبنانيين وغيرهم على مناطق لم تكن مدرجة على خارطة المشي الجبلي وإدخالها على الخارطة السياحية البيئية في لبنان وهو اعتراف بأهمية الدرب كمعلم وطني والترويج له محلياً وعالمياً. 

  • رسالة بيئة وسلام من
    رسالة بيئة وسلام من "دروب بقعة لبنان"

إنه لأمر رائع حقاً أن نرى كيف يمكن أن تتغير نظرتنا للأماكن مع مرور الزمن؟ فمنطقة سلسلة جبال لبنان الشرقية، التي قد تبدو لأول وهلة جرداء أو غير مثيرة للاهتمام، وانها تحمل في طياتها ثراءً طبيعياً وثقافياً يستحق الاستكشاف. من المناظر الطبيعية الخلابة إلى التنوع البيولوجي الغني، والى الآثار المنتشرة على طول مسار دروب بقعة لبنان التي تحكي قصصا عن حضارات مرّ عليها الزمن، تبرز هذه المنطقة كوجهة مميزة تعكس تاريخ لبنان وتراثه.

أصبح الحلم واقعاً، مع انضمام دروب بقعة لبنان إلى قائمة المسارات الطويلة للمشي في لبنان، بمسافة تتجاوز 400 كيلومتر من الدروب الممتدة في واحدة من أروع مناطق البلاد.

من تقاليد الناس وعاداتهم المتنوعة بين القرى والبلدات، والتي تضيف بعداً انسانياً لهذه المساحة الواسعة، حيث يمكن للزوار أن يتعرفوا إلى طريقة حياة المجتمعات المحلية وعراقتها. فإن المشي في تلك السلسلة الجبلية لا يتيح فقط فرصة للاطلاع على جمال الطبيعة، بل يمنح أيضاً تجربة ثقافية غنية تعزز من فهمنا لتراث هذا البلد المتنوع.

انطلاقا من رسالة السلام التي هي عنوان مشروع تأسيس دروب بقعة لبنان كان لمؤسسها جلبير مخيبر وبدعم من "جمعية 33 نورث" اليد الطولى في اكتشاف القرى والبلدات التي تقع ضمن اطار المشروع حيث اعتبر أن الدرب يختزن مكونان أساسيان، درب المغامرة و درب الثقافة.

فدرب المغامرة يسنح بإقامة المخيمات المتنقلة بين القرى والبلدات على طول المسار وقد تم تجسيد ذلك بإقامة مخيمات الى جانب الرعيان في درب السلسلة الشرقية، وهذا ما دفعنا إلى إدخال فكرة "الترحال" انطلاقا من مبدأ ان هؤلاء الرعيان ما زالوا يقومون بالترحال مرتين خلال شهري أيار/ مايو و تشرين الثاني/ نوفمبر من كل عام من كل عام.

وخلال الترحال يتعرّف المشاركون على فكرة درب الثقافة التي يواكبون خلالها الرعيان فيشاركونهم طعامهم ومسكنهم واحيانا مشاركتهم في تحضير الطعام وهو جزء أساسي للتعرف على تقاليد وعادات الرعيان خلال ترحالهم.

 ويؤكد مخيبر أن عملنا يقتضي تعريف اللبنانيين وغيرهم على مناطق لم تكن مدرجة على خارطة المشي الجبلي وقد حصلنا على ترخيص رسمي بإدخال دروب بقعة لبنان على الخارطة السياحية البيئية في لبنان وهو اعتراف بأهمية الدرب كمعلم وطني والترويج له محلياً وعالمياً. 

أما عن المسارات التي تضمه دروب بقعة لبنان فهي موزعة كالتالي:

1.     درب البقاع الشمالي

           يمتد من: دير الأحمر (من قرى قضاء بعلبك) إلى الهرمل (شمال شرقي لبنان).

           السمات:

- أعلى قمم لبنان.

- أعمق وديانه.

-غابات الأرز واللزاب.

-تفرعات تتصل بدروب عكار.

2.    درب السلسلة الشرقية

          يمتد من: القاع (من قرى قضاء بعلبك) إلى عنجر ( قرب الحدود مع سوريا)

          المعالم:

-جولة "فجر الجرود" تكريماً لتضحيات الجيش اللبناني.

-طريق القوافل القديمة (رأس بعلبك).

- كنوز أثرية وتاريخية ضخمة.

-أكبر معصرة من المرجح في لبنان من الحقبة الرومانية في جرد بعلبك.

3.     درب جولة حرمون

 يمتد من: المنارة ( قضاء البقاع الغربي) إلى شبعا والهبارية ( في منطقة العرقوب من قرى قضاء حاصبيا في محافظة النبطية جنوب لبنان).

            التميّز:

-زيارة 12 معبداً رومانياً خلال 5 أيام.

-طبيعة خلابة وأصالة في نمط الحياة الجبلية.

وما يميّز دروب بقعة لبنان انها تتراوح من ارتفاع 800 متر حتى اعلى نقطة في لبنان والشرق الادنى القرنة السوداء على ارتفاع 3088 متر اً ، تمرّ عبر أعلى 5 قمم في لبنان، وتشمل محميتين طبيعيتين،  وهي وجهة مثالية لمحبي التصوير الليلي والسماء الصافية ومراقبة النجوم والى عشاق الحياة البرية والانشطة البيئية.

اقرأ أيضاً: شاهد مجرّة "درب التبانة" من محمية "الجورد" اللبنانية!

أصبحت "دروب بقعة لبنان"  وجهة صاعدة لعشاق الطبيعة والمغامرة. وباتت فرصة لنرى الجمال حيث لم نتوقعه، ولنُعطي لهذه الأرض حقها في التألق.

 

اخترنا لك