باكستان: عشرات القتلى والمفقودين جراء الفياضانات مع تواصل الأمطار

الأمطار الغزيرة تتواصل في باكستان والفيضانات تغمر عدة قرى وتجرف جسوراً ومساكن. والسلطات تتحدّث عن 344 قتيلاً و200 مفقود، وتعلن ست مناطق كبرى منكوبة، محذرةً من أنّ الأمطار الغزيرة ستشتدّ في الأسبوعين المقبلين.

  • الأمطار الغزيرة تسببت في انهيار منازل وجرف طرق رئيسية وجسور وأعلنت السلطات الباكستانية ست مناطق كبرى منكوبة
    الأمطار الغزيرة تسبّبت في انهيار منازل وجرف طرق رئيسية وجسور وأعلنت السلطات الباكستانية ست مناطق كبرى منكوبة

تشهد باكستان هذا العام واحدة من أعنف الكوارث الطبيعية خلال السنوات الأخيرة، حيث أعلنت هيئة إدارة الكوارث في إقليم خيبر باختونخوا عن ارتفاع حصيلة ضحايا الفيضانات العارمة إلى 344 قتيلاً خلال 48 ساعة فقط شمالي البلاد، فيما لا يزال نحو 200 شخص في عداد المفقودين في مقاطعة بونر الأكثر تضرّراً، بعدما قُتل ما لا يقل عن 208 أشخاص.

وحالت أمطار غزيرة جديدة، اليوم الاثنين، دون تمكّن فرق الانقاذ من مواصلة العمل على انتشال عشرات الجثث التي لا تزال مدفونة تحت الطين والأنقاض بعد أمطار موسمية حادّة أودت بحياة ما يقرب من 350 شخصاً في شمال باكستان.

وتؤكّد السلطات أنّ ما يناهز 200 شخص من سكان العشرات من القرى المتضررة، ما زالوا في عداد المفقودين.

وأدّى سوء الأحوال الجوية، يوم الجمعة الماضي، إلى تحطّم مروحية تابعة لسلطات خيبر بختونخوا، الإقليم الأكثر تضرّراً، حيث تجاوز عدد القتلى 320 شخصاً، إضافة إلى عشرات الجرحى، وأضرار يُرجّح أن تحرم مئات العائلات المنازل والمدارس والخدمات العامة لأشهر عديدة.

الأمطار الغزيرة تعيق جهود الإنقاذ

لكن إيصال المساعدات الى المناطق المتضررة تبقى مسألة معقّدة، بحسب ما شرح مسؤول كبير في سلطة إدارة الكوارث في خيبر بختونخوا. وأوضح أنّ "الطرق البديلة التي تمّ شقّها للوصول إلى القرى في مناطق وعرة جُرفت هي أيضاً بسبب الأمطار"، مشيراً إلى أنّ "هيئة الأرصاد الجوية تتوقع حدوث فيضانات جديدة حتى الخميس المقبل".

واستمرت الأمطار الموسمية الغزيرة في باكستان لعدة أيام ما تسبّب في انهيار منازل وجرف طرق رئيسية وجسور حيوية، ودفع بالسلطات الباكستانية إلى إعلان ست مناطق كبرى منكوبة وهي: بونر، باجور، سوات، شانغلا، مانسهرا وباتاجرام.

وحذّرت السلطات من أنّ الأمطار ستشتدّ أكثر خلال الأسبوعين المقبلين.

وفي ظلّ الطقس المتطرّف في باكستان، يتحدّى آلاف من عناصر الإنقاذ الأمطار والأوحال التي وصلت إلى مستوى الركبة، بحثاً عن ناجين.

الأمطار الغزيرة التي تتساقط منذ الخميس الماضي أدّت إلى فيضانات وارتفاع منسوب المياه، وسيول وحليّة جرفت قرى بأكملها واحتجزت العديد من السكان بين الأنقاض.

وسُجّلت معظم حصيلة الضحايا، أي 317 قتيلاً، في إقليم خيبر بختونخوا، حيث يتوقّع أن تشتدّ في الايام المقبلة قوة الأمطار الموسمية التي تسبّبت بفيضانات وانزلاقات تربة انهارت معها منازل عديدة. وطمرت ما بين 10 إلى 12 قرية جزئياً، وفق ما أفاد مسؤولون باكستانيون لوكالة (فرانس برس).

ضحايا ومفقودون مطمورون تحت أنقاض منازلهم

وقال رئيس هيئة إدارة الكوارث الإقليمية في خيبر بختونخوا أسفنديار ختّاك لـ"فرانس برس" إنّ "الضحايا قد يكونون محاصرين تحت أنقاض منازلهم أو جرفتهم مياه الفيضانات".

وأضاف أنّ "عشرات الأشخاص مفقودون أيضاً في منطقة شانغلا"،  موضحاً أنّ "استمرار الأمطار يصعّب عمليات الإنقاذ بشكل كبير".

وقال المتحدّث باسم هيئة الإنقاذ الإقليمية إنّ "نحو ألفَي عنصر إنقاذ يشاركون في العمليات في تسع مقاطعات، حيث لا تزال الأمطار تعرقل الجهود الإنقاذية".

وعرقلت الطرق المغمورة بالمياه حركة مركبات الإنقاذ، بينما حاول بعض القرويين تقطيع الأشجار التي تساقطت لفتح  الطريق بعد انحسار المياه.

وعادت الكهرباء بعد ظهر أمس الأحد عقب أيام على انقطاعها.

وأعرب الأمين العامّ للأمم المتحدة أنطونيو غوتيريش عن حزنه العميق إزاء الخسائر المأساوية في الأرواح في أعقاب الفيضانات المدمّرة في باكستان.

تحذيرات من أمطار غزيرة وفيضانات وانزلاقات

وحذّرت دائرة الأرصاد الجوية من أنّ الأمطار الغزيرة المتوقّعة خلال فترة الأمطار الموسمية من أمس الأحد فصاعداً قد تؤدّي إلى فيضانات وانزلاقات أتربة جديدة في شمال غرب البلاد، ودعت السكان لتجنّب المناطق العرضة للخطر.

وتحمل الأمطار الموسمية في جنوب آسيا نحو ثلاثة أرباع كمية الأمطار السنوية، وهي ضرورية للزراعة والأمن الغذائي لكنها أيضاً تجلب الدمار.

والفيضانات وانزلاقات الأتربة أمر شائع خلال موسم الأمطار الذي يبدأ عادة في حزيران/يونيو ويستمر حتى نهاية أيلول/سبتمبر المقبل.

وفي المجموع، قُتل نحو 650 شخصاً على الأقل بينهم مئات الأطفال، كما أُصيب 768 شخصاً بجروح، منذ بداية موسم الأمطار غير الاعتيادية، على حدّ تعبير السلطات.

وتُعدّ باكستان خامس أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان، وتشهد البلاد، وهي من الأكثر تأثراً بتداعيات التغير المناخي، تتالي الفيضانات الواسعة النطاق والمدمّرة، وفيضانات البحيرات الجليدية المتفجّرة، والجفاف غير المسبوق.

في العام 2022 اجتاحت فيضانات في موسم الأمطار ثلث مساحة باكستان، وأودت بحياة 1700 شخص.

وعززت الأمطار الغزيرة والفيضانات المدمّرة التي شهدتها باكستان في العامين 2010 و2022 المخاوف من تكرر الظواهر المناخية المتطرفة في باكستان التي يقطنها 255 مليون نسمة.

ويذكر أنه في أواخر حزيران/يونيو الماضي،  ضرب زلزال بلغت قوته 5.5 درجات على مقياس ريختر منطقة وسط باكستان. وذكر مركز رصد الزلازل الأوروبي المتوسطي (EMSC) أنّ مركز الزلزال يبعد مسافة 149 كيلومتراً غرب مدينة ملتان.

 الزلزال وُصف بأنه متوسّط الشدّة، إلّا أنّ السكان شعروا به بوضوح في عدد من المناطق، ما أثار القلق خلال ساعات الليل الأولى.  

اقرأ أيضاً: بعد زلزال كامتشاتكا.. سلسلة زلازل تضرب اليابان وباكستان وجزر الكوريل

اخترنا لك