هبة القواس للميادين نت: نحاول صون معهد الكونسرفتوار للموسيقى في زمن الصعاب

تسعى إلى فتح أبواب مقفلة وبناء مروحة علاقات لدعم الكونسرفتوار اللبناني. ماذا قالت هبة القواس للميادين نت؟  

رئيسة "المعهد الوطني العالي للموسيقى" في لبنان هبة القواس تنتهج سُبُلاً واستراتيجيات متعدّدة بالتوازي لإنهاض الكونسرفتوار اللبناني وصونه في زمن الصعاب والتحدّيات الكبرى، وتمتين دوائر علاقاته تفاعلياً في العالم. تتفيّأ بوَرْف الموسيقى الجامعة مُطلِعةً "الميادين الثقافية" في هذا الحوار على رؤيتها وخُطاها ونهجها وإنجازاتها حتى الآن، وأعمالها الإبداعية المقبلة التي يترقّبها الجمهور، على اعتبارها مؤلّفة وموزّعة موسيقية ومغنّية ومؤدّية وعازفة بيانو أيضاً، يعرفها العالم العربي والعالم في فضاء الأوبرا العربية والكتابة الأوركسترالية والسِّمفونية، وهنا نص الحوار معها.

**

في ظلّ ظروف لبنان والانهيار المستمرّ، ما هي رؤيتك لخطّة النهوض بالكونسرفتوار وكيف يجب أن تكون؟ 

تولّيتُ رئاسة الكونسرفتوار في زمن صعب جداً حيث انهارت المؤسسة كسائر مؤسسات البلد، ويعزّ عليَّ أنني أسهمتُ في نهضته منذ التسعينيات حتى يومنا هذا كعضو مجلس إدارة فاعل في الحكومة يأتي بموازناتها ويؤسس أوركستراتها. 

وقد وصل عدد الفلهارمونية إلى 110 من العازفين و"الشرق-عربية" إلى 60 تقريباً، لنصل اليوم إلى مرحلة أمسى العدد يلامس الثلاثين في الفلهارمونية ونتأرجح في الأوركسترا "الشرق-عربية" في أماكن كثيرة. 

منذ العام 2019 توقّف التعليم "الحضوري" واستُبدل بتعليم "أونلايْن". جئنا إلى الإدارة وكان الظرف صعباً فلم يكن يوجد أيّ ورق أو حبر ومن دون تيار كهربائي في المؤسسة، فنسجتُ استراتيجية كاملة بدءاً من نفسي على مستوى الإسهام في التبرّع من أجل تحريك الأمور الأساسية (من الأمور الإدارية إلى الحفلات)، مروراً بالأمور الإدارية الأخرى والأمسيات الموسيقية، وصولاً إلى القدرة على تأمين رعاة Sponsors، ثم الاتفاقيات العربية والدولية. 

في لبنان أيضاً مؤسسات ينبغي أن نتعاون معها، والاستراتيجية قُسّمت إلى أجزاء كثيرة، بدأت في كيفية التحسين من خلال الدولة متمثلةً بوزير الثقافة الحاضن بدوره كوزير وصي، وصولاً إلى رئيس الوزراء المؤمن بدور الكونسرفتوار، وقد اجتمعنا مراراً وعكستُ له الصورة ومدى أهمية دور الموسيقى في لبنان على صعيد الدبلوماسية الثقافية التي تفتح أبواباً مقفلة في ظل وضع لبنان لأنه مخنوق سياسياً في أماكن متعدّدة، مع إنشاءEcosystem   وبناء البنية التحتية ليكون من أعمدة الاقتصاد في البلد من خلال الاقتصاد الموسيقيّ. 

في المقابل، من خلال مروحة علاقاتي وعلاقة المؤسسات عملنا لبناء علاقات عربية ودولية، فموقع لبنان ثقافي يجمع الشرق والغرب. بدأنا مع السعودية وإن شاء الله قريباً تتمظهر خواتيمه الجميلة لبداية التعاون الكبير، وثمة رسائل تبادل مع الإمارات، ونوقّع حالياً اتفاقية مع النمسا، ومع فرنسا نتحدّث في أمورٍ كبيرة. كذلك فتحنا باب التعاون مع التشيكيين، ومع مصر بدأنا بالخطوة الأولى. ونفّذنا تعاوناً مع إسبانيا عبر حفلات تُقدَّم في السفارة الإسبانية مع طلاب وأساتذة، وأخذنا سفيراً لنا José María Gallardo Del Rey ونتعاون مع أكاديميته للغيتار وقريباً سنعلن عن توقيع اتفاقية مع الأكاديمية بحضور الدعم المالي من مؤسسة المؤلّفين والناشرين هناك. 

وكذلك هناك حوارات مع السلوفاكي والتونسي، ووزيرة الثقافة في تونس تقترح تعاوناً مع التونسيين من خلال المهرجانات لديهم، وفي السويد بدأنا بالمفاوضات مع مؤسسة تعتني بآلات النفخ النحاسية والخشبية، وبدأنا مع السفارة الروسية التي أبدت رغبة في التعاون وفي الشهر المقبل سنسافر إلى روسيا وهدفنا الأساسي كونسرفتوار تشايكوفسكي. 

ماذا حقّقتم حتى الآن؟ 

من أبرز ما حقّقناه حتى يومنا هذا للأساتذة أننا عمدنا إلى الاشتغال على عدّة مراسيم لها علاقة بنقل اعتمادات وبسلسلة الرتب والرواتب وكانت مفاجأة كبيرة. قرأتم في الجريدة الرسمية أننا تَحَصَّلْنا على المال، ما سيردّ الكونسرفتوار بشكل "حضوري"، وستعود الأوركسترات وبعد تنفيذ المراسيم سنعود إلى العدد نفسه في الأوركسترات. 

الكونسرفتوار هو مَن بإمكانه أن يصون هوية لبنان الثقافية والحضارية فقوّتنا في العالم تكمن في توقيع اللبناني وتميُّزه وذلك يعود إلى ثقافته وعلينا ألّا نتخلّف بسبب الانهيار الاقتصادي. 

ومن إنجازاتنا الاتفاقيات الكبيرة، وحفلة بعبدا، وعيد الاستقلال، وبكركي في عيد الفصح، والأمسيات الأخرى. فبعد توقيع عدد من الاتفاقيات سوف ترون صعوداً ملموساً يتجسّد مثلما يتمنّى كل لبناني أن يكون عليه بلده.   

ما هي أعمالك الغنائية والإبداعية المقبلة؟

هناك أغنية جاهزة منذ أشهر وثمّة عقد عالمي، أعدكم بتقديم أعمال متعدّدة ستبصر النور قريباً في الأشهر المقبلة: الأغنية الأولى بعنوان "وتُحِبُّني" (شعر هدى النعماني) صوُرَّت خارج لبنان، وثمة أغنية من شعر زاهي وهبي ستُطلَق، ولديّ عمل ينبغي أن أسافر لتسجيله وقد أضطرّ لتأجيل سفري، وثمة عملٌ ضخم عالمي سِمْفوني كبير مع كورال كبير وصوتي وسيكون في أكثر من حركة Movement وسنختار حركةً واحدة لتتصدّر شاشات التلفزيون، فعلينا أن نختار ما يختصر "الثيمة" العالمية في الرسالة العالمية في حركة واحدة، وإن شاء الله سوف يُنفَّذ ذلك في الشتاء المقبل. 

كذلك هناك أمسيات موسيقية سنقدّمها في الخارج نعلن عنها في "بيروت عاصمة للإعلام العربي" وسأكون حاضرة في إطلاق هذه الفعالية في لبنان. وهناك حفلات في باريس ولندن وفي الدول العربية لاحقاً. وثمة أسطوانة موسيقية لأعمال أوركسترالية أفكّر في إطلاقها في أيلول/سبتمبر وتشتمل على أعمالٍ سِمْفونية وأوركسترالية بحتة.