رجال الأرض
رجال كتبوا على الأشجار وصاياهم.
رجال
تراب الأرض يممهم
تركوا في الخلف آثاراً على الطين
البلبل الصّداح يعرفهم
والسهل الجنوبي والياسمين
رجال، كتبوا
على الأشجار وصاياهم
«هنا كنا وما زلنا
على العهد: لن تستباح الأرض
قسماً باليمين»
أحدهم بعث عشباً بين الحجر
وآخر نقش على صخرة: عزيزتي
يا كرمل يا جميلة
وهناك، من ذاب في الثرى
تحت المطر
ترى أمّ من هذا الذي قال:
«يا أجمل وجه رأته عيناي
وصوت نطقته شفتاي..»
على جبهته نور مقيم
استدار ثم أبصر
نصراً مؤزر
وقبل أن يلقي نظرته الأخيرة
صاح: الله أكبر
**
رجال
حملوا أرواحهم
على الرّاحات
وجذورهم عند باب خيبر
**
رجال
فتحوا نوافذهم
من الشرف العابقة
للنسيم
لرائحة البرتقال
لطيور ترفرف
صوب البحر
على أخبية الطفولة
وتموجات الجبال
**
رجال
وضوح في الخطى
خطاهم
بين دخان ونار
يقاتلون عدوّ الشمس
إذا أطلقوا ..
رصاصهم أسرع
من صيد طائر الفلمار
**
رجال
مثلث الرعب شارتهم
ودائرة الموت شارتهم
مضمار العلا
ودرس العنفوان
راياتهم عالية
وحقولهم قطوفها دانيّة
إذا مالوا، وما مالوا ..
حفروا في الجدار
نشيد العشق للأوطان