بادية - بدوي - بدوية

بادية اسم علم مؤنث مأخوذ من البادية تيمناً بهذه البقعة من الأرض الصحراوية التي لطالما ذكرها الشعراء وامتدحوا أهلها وجميلاتها.

أنا ذلك البَدَوِيُّ تحتَ عَباءتي 
بُستانُ أشواقٍ ونَهرُ حَنينِ
أنا ذلك البَدَوِيُّ عِرضي أُمّةٌ
ومَكارِمُ الأخلاقِ وَشْمُ جَبيني
غَنّيتُ والنيرانُ تَعصِفُ بي
عَصفَ اليَقينِ بِداجِياتِ ظُنوني

البدوي هو ساكن البادية. تلك الأرض الشاسعة الخلاء حيث لا عمران ولا قرى ولا مدائن، كما في الحواضر حيث الاستقرار والزراعة والصناعة والبيوت المبنية بالطين والحجر. في المقابل، نجد الخيام أو بيوت الشعر التي يأوي إليها أهل البادية حين يستريحون من تجوالهم الدائم ليمكثوا أياماً قبل أن يستأنفوا التجوال لأن حياتهم تقوم على التنقل والترحال بحثاً عن الماء والكلأ لهم ولأنعامهم.

في الأبيات أعلاه يعلن الشاعر أنه واحد من البدو سكان البادية يضم تحت عباءته كل أشواقه وحنينه إليها، وأنه استمدّ منها ومن أهلها الشهامة ومكارم الأخلاق وقد لوّحت شمسها جبينه وامتلأ حميةً وعُنفواناً.

هذا البدوي هو الشاعر العراقي المعاصر يحيى السماوي نسبة إلى مدينة السماوة في جنوب العراق الواقعة على ضفاف نهر الفُرات وتحيط بها بادية السماوة، وهي مساحة صحراوية مترامية الأطراف تزيد على 1000 كلم مربع. 

كانت بادية السماوة مقصد علماء اللغة والشعراء الذين كانوا يأتونها ليأخذوا عن أهلها لسانهم العربي المبين. فيها تعلّم أبو الطيّب المتنبي (915 - 965) الفصاحة والبلاغة. وقيل إنه ادعى النبوّة في بادية السماوة بين الكوفة والشام وصار له فيها أتباع، فخرج إليه لؤلؤ أمير حمص فقبض عليه وسجنه ولبث مدة في السجن ثم أطلق سراحه ولصق به لقب المتنبي. وفي بادية السماوة بدأ المتنبي نظم الشعر صبياً ومما قاله:

الحُسنُ يرحلُ كلما رحلوا
معهم ويَنزِل حَيثُما نزَلوا
في مُقلَتَيْ رشأٌ تديرهما
بَدويّةٌ فُتِنَت بها الحُلَلُ

وبادية اسم علم مؤنث مأخوذ من البادية تيمناً بهذه البقعة من الأرض الصحراوية التي لطالما ذكرها الشعراء وامتدحوا أهلها وجميلاتها. من ذلك قول نزار قباني (1923 - 1998):

وشوَشتني النسمةُ الحافِيَهْ
لمحتُها تعدو على الرابِيَهْ
كانت كأحلى ما يكون الصِبا
وِشاحُها الشبابُ والعافِيَهْ
مُقلتُها هَدباءُ سوريّةٌ
ولَونُها من غُرّةِ البادِيَهْ

وقد سُمّيت البادية بذلك لِبُدُوّها، أي لظهورها وانكشافها وهذا أصل المعنى. يقال: بدا، يبدو، بُدُوّاً، وبداءً، أي ظهر وبان. والبادي هو الظاهر، مؤنّثه بادية. وبادي الأمرِ ظاهره.

ويقال: بدا الرجل بَداوةً، وتبدّى تبدُّياً، إذا خرج إلى البادية، وإذا أقام في البادية. وتبادى، إذا تشبّه بأهل البادية. والبدو سكان البادية، والنسبة إليهم بدويّ. ومنه اشتُقّ اسم بدَوِيّ للرجل، وبدوية للمرأة. وفي جمال النساء البدويّات يقول الشاعر المصري محمود سامي البارودي (1839 - 1904):

هذي لِحاظُ الغيدِ بينَ شِعابِكم
فتكت بنا خَلْساً بغيرِ مُهَنّدِ
من كل ناعمةِ الصِبا بدويّةٍ
رَيّا الشبابِ سليمةِ المُتجرِّدِ
هَيفاءَ إن خطرت سَبَتْ وإذا رَنَتْ
سَلَبَتْ فؤادَ العابدِ المُتشدّدِ