إسرائيل والحرب الأوكرانية – الروسية وتداعياتها على دول المنطقة
هذا الكتاب هو التاسع في سلسلة " قضايا استراتيجية: وجهات نظر إسرائيلية " التي تصدرها مؤسسة الدراسات الفلسطينية ويتناول مجموعة من الملفات البارزة على المستوى الإستراتيجي.
-
إسرائيل والحرب الأوكرانية – الروسية وتداعياتها على دول المنطقة
كتاب جديد صدر عن مؤسسة الدراسات الفلسطينية، "إسرائيل والحرب الاوكرانية – الروسية وتداعياتها على دول المنطقة"، يقدّم نظرة معمّقة إلى كيفية تعاطي إسرائيل مع هذه الحرب وتداعياتها المتعددة على أمنها واستراتيجيتها وعلاقاتها الإقليمية والدولية مستنداً إلى أبرز ما صدر في مراكز الأبحاث الإسرائيلية ، محلّلاً السياسات الإسرائيلية تجاه الحرب والدروس العسكرية المستخلصة منها وانعكاساتها على دول الشرق الأوسط، لا سيما فيما يخصّ القضية الفلسطينية والإنقسام العربي كما يعرض الآثار الاقتصادية للحرب على إسرائيل والمنطقة، مع التركيز على سوق الطاقة واستراتيجيات مواجهة العقوبات بما يعكس رؤية إسرائيلية لموازين القوى العالمية الجديدة .
كتاب "إسرائيل والحرب الاوكراتية- الروسية وتداعياتها عل دول المنطقة"، المؤلف والاعداد: رندة حيدر مقدمة رامي الريس،الناشر مؤسسة الدرسات الفلسطينية في بيروت.
الانعطافة مع ترامب
تعتقد الباحثة رندة حيدر ان الحرب الروسية – الأوكرانية دخلت مرحلة جديدة مع عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض في كانون الثاني / يناير 2025 والتي شكّلت منعطفاً كبيراً في السياسة الدولية ، وتحوّل جذري في الموقف الأميركي، من انحياز تام إلى أوكرانيا وقيادة تحالف غربي واسع ضد روسيا وفرض عقوبات قاسية على موسكو، إلى إنهاء القطعية واستناداً إلى هذا التحول في مسار العلاقات الدولية والدور الذي تنوي واشنطن الاضطلاع به لإنهاء الحرب، في مقابل الحرص الاسرائيلي بالحفاظ على علاقات إستراتيجية جيدة مع موسكو لعدّة أسباب:
أولاً ، غالباً ما كانت ترتبط النظرة الإسرائيلية إلى العلاقة بموسكو بما يجري على الساحة السورية، ونفوذ روسيا تاريخياً في هذا البلد المحاذي لإسرائيل.
ثانياً ، والاعتبار الأهم لإسرائيل يتعلّق بالقلق حيال العلاقات الروسية – الإيرانية، التي شهدت تطوّراً بعد اندلاع الحرب في أوكرانيا والتعاون العسكري بين البلدين، أما الهدف الرئيسي الذي تسعى اليه هو ضرب البرنامج النووي الإيراني وتنتظر اللحظة السياسية المناسبة في ضوء "مهلة الشهرين "التي منحها دونالد ترامب للقيادة الإيرانية.
ثالثاً، في سياق التفاوض الروسي – الأميركي بشأن الحرب في أوكرانيا تتطلع إسرائيل إلى أن "تفرض" واشنطن على موسكو معادلة سياسية تقضي بكبح اندفاعها في توثيق علاقاتها مع طهران، في مقابل موافقة الولايات المتحدة على ضم موسكو لمقاطعتي دونيتسك Donetesk ولوهانسك Luhansk. كي تستفيد اسرائيل من المقايضة، وتسعى للحصول على اعتراف أميركي بضم الضفة الغربية وفرض السيادة الإسرائيلية عليها .
في الواقع شكّلت الحرب في أوكرانيا منذ اندلاعها في 4 شباط/ فبراير 2022، حدثاً محورياً بالنسبة إلى إسرائيل، لذا وُضعت الحكومات الإسرائيلية المتعاقبة أمام معضلة حقيقية هي كيفية التوفيق في تحالفها مع الولايات المتحدة والحفاظ على تفاهماتها مع روسيا وعلى مصالح الجالية اليهودية في روسيا، وعلى أمن اليهود الروس والأوكرانيين اللذين يعيشون على أراضيها.
وجهات نظر اسرائيلية
هذا الكتاب هو محاولة لتقديم وجهات النظر الإسرائيلية في هذه الحرب وتداعياتها على إسرائيل والمنطقة، وهو حصيلة متابعة لأهم ما نشرته معاهد ومراكز الأبحاث الإسرائيلية من دراسات وأبحاث منذ اندلاع الحرب وهو يرصد تطوّر السياسات الإسرائيلية ودروسها وهو موزّع على أربعة فصول.
يعالج الفصل الأول السياسة الإسرائيلية إزاء هذه الحرب والعوامل المؤثرة فيها منذ أيام حكومة التغيير الإسرائيلية التي ترأسها بالمداورة نفتالي بينت ويائير لبيد ويعرض هذا القسم الانقسامات بين مَن يؤيد الموقف الإسرائيلي الرسمي برفض إسرائيل الموافقة على العقوبات على روسيا، ورفض تقديم مساعدات عسكرية لأوكرانيا وبين من يرى أن على إسرائيل اتخاذ موقف واضح والتنديد بالغزو الروسي .
الفصل الثاني مخصّص للدروس العسكرية الإسرائيلية من الحرب الروسية الأوكرانية، التي شكلت حقل تجارب للحروب في القرن الحادي والعشرين تعتمد على السلاح السيبراني والتكونولوجيا العسكرية المتقدمة ومن أهم هذه الدروس عودة دور القوات البرية والمدرعة إلى المواجهات العسكرية فضلاً عن الدور المهم لسلاح المسيّرات الهجومية في المواجهات،لقد شكّلت الحرب في أوكرانيا نموذجاً مما يمكن أن تواجهه إسرائيل، لذا كانت محاولة لاستخلاص العبر وإجراء المقارنات بين الخطط العسكرية للجيش الروسي والقوات الأوكرانية ، وبين وضع الجيش الإسرائيلي واستعداداته وجاهزيته للحرب مستقبلاً.
أما الفصل الثالث، يتناول تداعيات الحرب الأوكرانية على دول الإقليم والتغييرات الجيوسياسية الناجمة عن هذه الحرب ويتضمن هذا الفصل تحليلاً لتداعيات الحرب على القضية الفلسطينية، والدور التركي الذي أوجدته ظروف هذه الحرب وكيف عمّقت الحرب الفجوة بين الدول الغنية المنتجة للنفط والغاز ، والتي ازدادت مداخيلها خلال الحرب جراء ارتفاع أسعار النفط، بينما تدهور وضع الدول الفقيرة التي شهدت ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية والوقود .
ويركز الفصل الأخير على التداعيات الاقتصادية للحرب الأوكرانية على إسرائيل، وعلى دول المنطقة وكيف تمكنت روسيا من تفادي العقوبات الدولية المفروضة عليها وكيف استعدّت مالياً قبل الحرب من خلال تقليل اعتمادها على الغرب وتعزيز شراكتها مع الصين، ومن أهم الخلاصات التي يمكن أن تستنتجها إسرائيل من التجربة الروسية هي كيفية مواجهة العقوبات الدولية من خلال بناء عدد من الشركات الاستراتيجية مع أكبر عدد ممكن من الدول له اهمية بالنسبة إلى دولة صغيرة مثل إسرائيل، تصدّر الخدمات والتقنيات في مجال التكنولوجيا المتقدمة .
هذا الكتاب هو التاسع في سلسلة " قضايا استراتيجية: وجهات نظر إسرائيلية " التي تصدرها مؤسسة الدراسات الفلسطينية ويتناول مجموعة من الملفات البارزة على المستوى الإستراتيجي المرتبطة بالصراع العربي – الإسرائيلي وقضية فلسطين، فضلاً عن قضايا إقليمية محورية كالمشروع النووي الإيراني والأزمة السورية واستراتيجية الجيش الإسرائيلي والصناعات الأمنية الإسرائيلية وغيرها من الموضوعات.
المناورة بين القوتين
في جميع الأحوال إن عودة "الحرب الباردة" بين روسيا والولايات المتحدة ستؤثر في قدرة إسرائيل على المناورة بين القوتين، اما انحيازها الواضح إلى جانب الولايات المتحدة بأنها السند الاستراتيجي قد ينعكس مباشرةً على صورة إسرائيل في عيون اللاعبين في الشرق الأوسط، خاصة إذا اتضح أكثر الافتراض أن تغييراً حدث في قواعد اللعبة والتوازنات الاستراتيجية.
هذا العمل هو ثمرة جهد مشترك، شارك فيه أكثر من باحث منهم د. ماهر الشريف الذي كان صاحب فكرة إصدار كتيب مخصص للحرب في أوكرانيا، كذلك المدير العام لمؤسسة الدراسات الفلسطينية الأستاذ خالد فرّاج الذي أصرّ على تحديث الكتيب وإصداره، وإلى مدير المؤسسة في بيروت الأستاذ رامي الريس الذي كتب مقدمته، وإلى الأستاذ مهند أبو غوش الذي شارك في ترجمة عدد من الدراسات، والاستاذ أنطون شلحت الذي ساهم في تدقيق جزء من الترجمات وإلى الاستاذ أشرف أبو العرم الذي قام بترجمة الدراسات الجديدة التي صدرت في "إسرائيل" بشأن هذا الموضوع وكذلك الاستاذ رازي نابلسي من فريق نشرة "مختارات من الصحف الإسرائيلية" التي شكلت مصدراً للعديد من المواد التي تضمّنها هذا الكتاب وإلى الاستاذين غادة قليلات من فريق النشرة، وندى أيوب من قسم التحرير، حيث قدم هذا التعاون كتاب "اسرائيل والحرب الاوكرانية- الروسية وتداعياتها على دول المنطقة".