أسمهان - نورهان - شيريهان
أسمهان هو الاسم الفني لهذه المغنية واسمها الحقيقي آمال الأطرش، والذي أطلق عليها اسم أسمهان هو الموسيقي المصري داود حسني لِما رآه من روعة الصوت الذي تمتلكه هذه الفتاة.
آهِ يا أسمَهانُ يا بَهجَةَ الدُّنيا
وأُغنِيَّةَ السَّنا والسَّناءِ
خَرِسَتْ بَعدَكِ البلابِلُ في
الرَّوضِ وجَفَّت جداوِلُ السَّرّاءِ
وظِلالُ الفَنِّ الرفيعِ اضمَحَلّت
وتَوَلّت بَشاشَةُ النُّدَماءِ
هذه الأبيات من قصيدة نظمها الشاعر علي أحمد باكثير، في رثاء المغنية المعروفة باسم أسمهان، والتي لقيت حتفَها في ظروف غامضة وهي في أوج عطائها الغنائي والفني المتميّز ولم تتجاوز الــ 32 من العمر (1912 - 1944).
كان هذا الشاعر ممن عرفوا أسمهان عن قرب وأُعجبوا بموهبتها الغنائية الفريدة وفُجِعوا برحيلها المبكر والمفاجئ، وخصوصاً لكونه كاتباً مسرحياً وروائياً كتب العديد من المسرحيات الشعرية والنثرية في مصر، وطنه الثاني بعد اليمن، التي غادرها ليتلقّى علومه في جامعة القاهرة.
وبعد تخرّجه من الجامعة مارس التعليم في مصر حيث تزوج واكتسب الجنسية المصرية وأمضى حياته في مصر كأحد أبنائها من الشعراء والأدباء حتى وفاته (1910 - 1969).
وأسمهان هو الاسم الفني لهذه المغنية واسمها الحقيقي آمال الأطرش، وهي شقيقة المطرب والموسيقار فريد الأطرش (1917 - 1974)، من عائلة سورية قدمت إلى مصر واستقرت فيها. والذي أطلق عليها اسم أسمهان هو الموسيقي المصري داود حسني (1871 - 1937) لِما رآه من روعة الصوت الذي تمتلكه هذه الفتاة، التي تمكّنت في مدة وجيزة من الزمن أن تؤكّد حضورَها إلى جانب مطربات مكرّسات أمثال أم كُلثوم وليلى مُراد.
يقول حُسني إن السبب الذي جعله يُطلق على آمال الأطرش اسم اسمهان هو أنه كان يربّي فتاة اسمها أسمهان ويدرّبها لتتفوّق على المطربات الشهيرات، إلا أن القدر لم يسعفه فتوفّيت الفتاة وهي في الــ 18 من العمر. ولذلك قال لآمال التي كان يعتني بصقل موهبتها إنه سيسمّيها أسمهان لتحقق من النجاح ما كان يأمله لفتاته.
كذلك لم يمنح القدر أسمَهان أو آمال الأطرش الفرصة الكافية لتبلغ في مسيرتها الفنية الذروة. ففي صبيحة يوم الجمعة 14 تموز/يوليو 1944 كانت أسمَهان في طريقها مع إحدى صديقاتها إلى منطقة راس البر لتمضي عطلة على ساحل المتوسط عندما انحرفت السيارة وسقطت في تُرعة فغرقت وتوفيت هي وصديقتها. أما السائق فلم يصب بأذى وبعد الحادث اختفى ولم يعثر له على أثر.
وقد ظل الحادث مثار جدل وتساؤلات لم تلق إجابة. وكان لغياب اسمهان على هذا النحو الفاجع وقع كبير في مصر والعالم العربي لما كان لها من معجبين بين الخاصة والعامة. وكُتبت مقالات متضاربة وتكهّنات عن خلفيات الحادث. ونظم بعض الشعراء قصائد في رثائها ومنهم علي أحمد باكثير الذي يقول في القصيدة المشار إليها أعلاه:
مَن شدا بعدَ أسمهانَ بِلَحنٍ
فَالأُذْنُ عن لَحنِهِ صَمّاءُ
ما عَزائي مِن بَعدِها بِنَشيدٍ
أو غِناءٍ ولاتَ حينَ عَزاءِ
ومما قاله الشاعر أحمد رامي (1892 - 1981):
يا ضِياعَ المُنى على أسمهانِ
ذهبت في شبابِها الرَّيّانِ
أنّةٌ في الفضاءِ ضاعَ صَداها
كعَبيرٍ يشيعُ في الأكوانِ
وأسمهان من أسماء العلم المؤنثة، مركّب من كلمتين: الأولى يرجّح أنها عربية وهي أسما، وفيها قولان: الأول أنها أفعُل التفضيل من قولهم هذا أسمى من ذاك أي أعلى وأرفع مكاناً ومكانة، والكلمة الأخرى "هان" وهي كلمة تركية تطلق على الرئيس والسيّد والأمير، فيكون معنى اسم اسمهان: سموّ الأميرة أو السيدة ذات السمُوّ.
والقول الثاني أن "أسما" هي في الأصل اسم العلم المؤنث "أسماء" وقد أُضيف إلى "هان" فيكون معنى الاسم في العربية "الأميرة أو السيدة أسماء". والقول الأول أرجح.
ومن هذا القبيل اسم العلم المؤنث نورهان مركّب هو أيضاً من كلمة نور العربية و"هان" التركية، فيكون المعنى: سيدة النور أو أميرة النور أو السيدة المنيرة.
وشيريهان اسم علم مؤنّث، مركّب من كلمتين هما: شيرين وهي كلمة فارسية معناها: الجميلة، الحلوة، العذبة، اللذيذة، مضافة بعد حذف النون إلى كلمة "هان" فيكون معنى اسم شيريهان: السيدة أو الأميرة، الجميلة والعذبة واللذيذة.