The surfer: صُور في أوستراليا ولم يسترد ميزانيته

لا يكف الممثل نيكولاس كيج عن محاولاته لتقديم فيلم جماهيري، وهو خسر الكثير من جيبه الخاص مُمولاً مشاريع عابرة منها: the surfer، الذي يعرض منذ أيار/مايو الماضي، ولم يجن إلى الآن أكثر من مليوني دولار.

  • The surfer: الملصق
    The surfer: الملصق

الشريط الجديد للممثل نيكولاس كيج – راكب الأمواج – شارك العام المنصرم في المسابقة الرسمية لمهرجان كان السينمائي الدولي. ورغم هذه اللفتة المعنوية إلّا أنّ الشريط لم يستفد منها دعائياً لجذب الرواد إلى الصالات في العالم، والمشكلة تكمن في الخيارات العديدة المتراكمة والمتواضعة لإبن شقيقة المخرج كوبولا، فهناك تسعة أفلام تعاقبت في السنوات القليلة الماضية عبرت من دون تأثير نقدي أو جماهيري لأنها أنجزت بأدوات وعناصر غير كفؤة لم تخدم صورة الممثل.

  • مواجهة ساخنة مع رواد الشاطئ المزعجين
    مواجهة ساخنة مع رواد الشاطئ المزعجين

The surfer للمخرج لوركان فينيغان، عمل نخبوي في موضوعه، صاغه توماس مارتن، وأراد من خلاله التركيز على قضية إجتماعية أبدية: توريث الأب ميوله وأفكاره لإبنه بأي ثمن، لتثبث مقولة أقوى وأفعل: أولادكم ليسوا لكم إنهم أبناء وبنات الحياة.

وتمت ترجمة هذا المناخ في إطار مزج بين الواقعية والإضطراب النفسي، عن راكب الأمواج – كيج – صاحب الخبرة الطويلة في هذا المجال، والذي يحلم بمنزل مطل وقريب من البحر يشتريه لنجله – فين ليتل – يتيح له ممارسة هذه الهواية بيسر دائم.

  • خلال تصوير مشهد عراك في الماء
    خلال تصوير مشهد عراك في الماء

ويبدأ الأب عملية الإستطلاع في المنطقة التي ترعرع فيها ليصادفه عند الشاطئ مجموعة من الشباب العابثين الفوضويين الذين يتصرفون كما لو أنّ المكان لهم يفعلون فيه ما يشاؤون ولا يتحملون أي مراجعة، ويزيد في الطين بلّة أنّ الرجل لا يحب المشاكل لكنه أحرج أمام نجله الذي إنسحب من المشهد تاركاً والده مع أفكاره المثالية يواجه شباباً لا يراعون الذوق ولا يفقهون أبجدية الاحترام، لذا وقعت الواقعة على الرجل ليواجه أسوأ حالة إحباط وذل لم يخرج منها إلا مستسلماً للأجواء السائدة، ومتناسياً فكرة النوستالجيا التي عمل عليها وإصطدم برعونة لا تطاق فترك بعدها لابنه حرية الإختيار والعيش.

  • مخرج الفيلم لوركان فينيغان
    مخرج الفيلم لوركان فينيغان

يمر بطلنا في حالات عصبية تقرّبه من الجنون، كونه لم يصدق أنّ جيل اليوم فوضوي قاس ولا تعنيه بعض الصفات النموذجية للعلاقات الإجتماعية النموذجية. ويتحول قبل الإنهيار إلى رجل متشرد تؤخذ منه كل أشيائه الخاصة بدءاً من لوح ممارسة الهواية، إلى سيارته، وهاتفه المحمول، وساعته، ليترك وحيداً لا يملك ما يسد به رمقه. وقبل أن يفقد عقله كباقي أشيائه اتخذ القرار الصائب: لقد انصاع لإرادة الفوضى والعبث، ونزل إلى الشاطئ مطأطأ الرأس وكأنه لا يرى ولا يلاحظ ما يمارسه الشباب من تصرفات إستفزازية ضده، لقد إنكسر حلمه وتلاشت الصورة المثالية التي حاول ترجمتها على الأرض.

لعب الأدوار الرئيسية مع الأب والإبن: راشيل رومان، ألكسندر برتراند، جوليان ماكماهون، غريغ ماك نيل، روري أوكيف، دين ماك آسكل، سالي كلون، وفيوليت ديفيس، بينما مدة الفيلم كانت مئة دقيقة.

اخترنا لك