The rule of jenny pen: قاضٍ يخنق عجوزاً شريراً

نحن داخل دار رعاية للمسنين، وهو خاص بمعنى أن الإقامة فيه تحصل مقابل بدل مادي مرتفع مما يبرر عدم التدخل كثيراً في مشاكل النزلاء لأنهم زبائن تستفيد منهم الدار وتضطر على الدوام لتطييب خاطرهم، وهو ما يبرر عدم إكتراث الإدارة بكثرة الشكاوى التي ترد ضد ديف - جون لايتو، السيء المزاج، والذي لا يكف بسبب أو بدون سبب عن التعرض بالإساءة والإيذاء لعدد من زملائه وآخرهم القاضي ستيفن مورتنسن – جيوفري راش، الوافد حديثاً بعد سقوطه مغمياً عليه داخل المحكمة.

لا تخرج الكاميرا من هذا المكان الأنيق رغم كثرة العجائز من الجنسين كونه يقدم خدمات على أرفع مستوى، لكن ما  يقوم به ديف يمثل علامة سوداء في سجله، وبعد أكثر من إعتداء عمد وأذى مباشر وترهيب من دون سبب وعدم الإهتمام بالشكاوى ضد أفعاله قاد القاضي حملة للتخلص منه، خصوصاً بعدما تسبب في غرق إمرأة عجوز في بحيرة قريبة من محيط الدار إثر إرهابه لها ودفعها إلى هذا المصير. 

 ديف يمضي وقته في تحين الفرص لإصطياد ضحاياه من دون تفكير في العواقب وهو يكرر أفعاله أكثر من مرة حتى ينجح في إزهاق روح أو جعل زميل له مقعداً لايقوى على الحركة، ولأنه لا يرتدع ولا يخاف ويستمر في غيّه كان قرار القاضي التربص به في واحدة من الليالي يعاونه عجوز آخر سبق لـ ديف أن إعتدى عليه وعندما دخل جناحهما في الدار هاجماه وسيطرا على حركته ثم تولى القاضي خنقه.

 حكم جيني بن، عنوان الفيلم يُقصد به الدمية التي يحملها ديف على الدوام ويغتبرها بوصلته التي تدله على دور من من زملائه الآن للإعتداء عليه، وجيني هذه يحملها القاضي ستيفن إلى أقرب مصدر للنار ويشعلها لتتآكل معها أشباح وأصوات شريرة عديدة سبق لـ ديف أن إستعان بها في غزواته المؤذية، وبالتالي فإن التخلص منه ومن أداته الشريرة أراح الدار وقاطنيها من كابوس حكمهم فترة طويلة.

المخرج النيوزيلندي جيمس أشكروفت الذي كتب السيناريو بمشاركة إيلي كانت عن قصة قصيرة لـ أوين مارشال بالعنوان نفسه، أجاد إستغلال طاقة ومهارة الممثلين: راش ولايتو، المتناقضين في المشاعر والأدوار والمزاج لنشهد مباراة مدهشة في قمة الأداء الذي يوصل إلى الحقيقة الإنسانية بمعناها العميق. مع إشارة هنا إلى ما أعلنه الكاتب الكبير ستيفن كينغ عن الفيلم حيث قال: إنه أحد أفضل الأفلام التي شاهدنها هذا العام حتى الآن.