Madu: من قرية نيجيرية إلى أهم معهد باليه في لندن

هو شريط وثائقي نفذته "نتفليكس" عن فتى نيجيري يجيد بالفطرة رقص الباليه في شوارع قريته الفقيرة، وما إن نُشرت لقطة لـ madu على فايس بوك وهو يؤدي حركة باليه حتى إصطاده معهد: إيلم هيرست للباليه في لندن، وألحقه بالمقر الرئيسي لدراسة فن الباليه على مدى 7 سنوات.

  • Madu: الملصق
    Madu: الملصق

 يدرس الفتى النيجيري أنطوني مادو إلى اليوم رقص الباليه في واحد من أهم المعاهد: إيلم هيرست في لندن حيث صور المخرجان: مات أوجنس، وجويل كاشي بينسون، حيثيات الشريط ليخرج إلينا في مئة دقيقة دسمة مؤثرة جميلة  وقريبة من القلب. الفيلم صادق خصوصاً  والدا مادو وإخوته وأخواته، كما من كانوا على تماس معه في المعهد من البيض حيث المودة الغالبة استطاعت جلب البرافو لصانعي الشريط والعاملين فيه.

  • أنطوني يتدرب في المعهد البريطاني
    أنطوني يتدرب في المعهد البريطاني

أنطوني الذي تتركز الكاميرا عليه طوال الوقت مقنع جداً في موهبته، وحبّه لوالدته وخوفه الكبير من أن يؤثر عمى عينه اليسرى على طموحه المهني وصولاً إلى تكيفه مع أسلوب الحياة في إنكلترا وخروجه من وحدته التي لطالما لجأ إليها في قريته هرباً من التنمر الذي عانى منه كونه راقصاً، وكثيرون هناك وصفوا رقصه للوحات الباليه بأنه فعل أنثوي ليس فيه شيء من الذكورة. لكن الصور التي شكلّت حلمه الواعي بأن يرقص على مسرح عالمي ظلت تلازمه حتى اللحظة التي جاءته فرصة السفر إلى لندن للدراسة.

تابعناه يستعرض مهاراته العفوية في أزقة القرية، وغطى المخرجان جوانب عديدة من دروس الرقص والإنفعالات التي رافقته وهو يتألم من ضعف في النظر حيث كان لافتاً عدم تخلي المعهد عن متابعته الدراسة لهذا السبب بل عمدت الإدارة إلى عرضه على عدة أطباء اختصاصيين وعلاجه من دون الإيحاء بأي رغبة في وقف قرار الصرف عليه طوال 7 سنوات، وكان هذا الموقف يدل على التمسك بموهبة نادرة في الرقص لم يكن من السهل العثور على رديف لها في أي وقت.

تبلور الشخصية

Disney + هي التي وزعت الفيلم الذي يعتمد على مشاعر الفتي مادو تجاه ذويه، وقلقه من ضعف نظره ثم فقدان الرؤية في إحدى عينيه، وتعلقه بصبية شقراء من زميلاته، ودائماً هناك مخارج لكل مشكلة تواجهه، خصوصاً عندما قررت الإدارة أن زيارته لذويه في نيجيريا ستجعل مزاجه أفضل، وصحته أنشط فتأمنت زيارته لقريته فوراً حيث شعرنا بدفء العلاقة التي تربطه بهم فرداً فرداً، خصوصاً والدته التي كانت المشجع الأول له على إكمال طريق الرقص، وكانت مثله ترى الغد المشرق له يلوح واضحاً أمامها.

ينتهي الفيلم بالإشارة إلى أن مادو ما يزال يتابع الدراسة في المعهد اللندني، وهو سعيد بوضعه، وتحديداً بعد الحفل الضخم الذي شارك فيه وأثمر تنويهات بالجملة، وبدأت ملامح الشهرة تظهر عليه، من خلال الاعتناء بمظهره، وتركيزه بشكل أكبر على أدائه، وتبادل الأحاديث مع رفاقه بعدما بقي فترة بعيداً عنهم.

المهم أن شخصيته راحت تتبلور من تلقائها ودونما تدخل من أحد ناصحاً أو موجهاً، بل كان هناك تضامن معه ومحبة خالصة له، سقطت معها كل معالم العنصرية البغيضة.