In the arms of the tree: التحام طفلين والداهما قيد الطلاق

الفيلم الإيراني: في أحضان الشجرة، للمخرج بابيك لطفي كاج باشا، عرضته الجمعية اللبنانية للفنون – رسالات ليل الأربعاء في 28 أيار/ مايو الجاري بحضور مخرجه في إحدى صالات غراند سينما – فردان بيروت وسط حضور حاشد شمل فنانين وإعلاميين وشخصيات متعددة الإهتمامات، باشا قدم لفيلمه بإعلان إعجابه بمدينة بيروت وثقافة أهلها وحبهم للضيف وبأنه شعر بسعادة منذ وصلها.

  ردة الفعل كانت إيجابية جداً من عموم الحضور على سياق وموضوع الفيلم الذي بدأ بارداً خفيفاً ليتحول بعد 25 دقيقة إلى مادة ميلودرامية تصاعدية إنتهت بعبرة موفقة جداً ، ما جعل الفيلم يبدو وكأنه يرتكز على مشهد النهاية الذي يلخص كامل المغزى ويقدم حكمة نموذجية تلوم الأهل على عدم إنتباههم إلى مشاعر أبنائهم عندما يختلفون فيما بينهم  بيما الأبناء يكونون في أشد الإحتياج إلى أواصر الترابط واللُحمة بشكل يستحيل فصلهم عن بعضهم البعض.

القصة عائلية بامتياز تتناول تداعيات إجراءات طلاق الزوجين:كيميا – مارال بانيادام، وفريد - جواد شاماتي، وهما إتفقا على أن تأخذ هي الصغير ويبقى الكبير مع والده، من دون إطلاعهما على الخلاف بينهما وما إتفقا عليه بشأنهما، وهو ما خرقه الوالد عندما باح بالأمر لإبنه، مما أوجد شحنة من العواطف المتناقضة تبادلها الشقيقان: آهورا لطفي، ورايان لطفي، في صورة ودية صادقة تناقض الأجواء بين والديهما، لتتفاعل الأمور مع إصرار الطفلين على البقاء معاً دونما إنفصال.

 وفيما كلا الوالدين مشغولان يكون أمر رعاية الطفلين في عهدة شقيق الزوج الذي إقترح على الصغيرين تمضية وقتهما عند ضفاف النهر وعندما تفقدتهما الأم لم تجد أياً منهما وراحت تصرخ في كل الإتجاهات ليلتئم شمل أهل القرية من حولها ويباشر الجميع عملية بحث شاملة غير مجدية لأنهم لم يعثروا على أي أثر لهما، وترسو الأمور بعد لحظات غليان ولهاث على مشهد الطفلين وهما يحتضنان بعضهما البعض في خيمة مستحدثة في حضن شجرة، إنهما بخير.

صغُر الزوجان أمام هذا المشهد، وتراجع الإهتمام بأي أمر آخر لكن صورة الممثلة مارال في دور الأم، يصعب تجاوزه لأنها أدت الشخصية بكامل حواسها وبدت لهفتها وخوفها وصراخها في أصدق صورة رفعت الشريط إلى موقع متقدم وجميل. والشريط الذي أُنتج عام 2023 عرضته الصالات الأميركية في 14 تشرين الثاني/ نوفمبر عام 2024 ومدته على الشاشة 88 دقيقة.