Frankenstein: صنع مخلوقاً ناداه يا أبي
قصة ماري شيللي: فرنكنشتاين، قرأها سينمائياً المكسيكي العالمي غيلليرمو دل تورو، عن العلاقة بين الصانع والمصنوع، وكيف تطورت مشاعر المخلوق وتكيفه مع مبادئ الجرّاح وصولاً إلى مخاطبته: يا أبي.
-
Frankenstein: الملصق
يؤنسن الشريط الجديد Frankenstein للمخرج المكسيكي العالمي غيلليرمو دل تورو، بطله – يلعب دور المخلوق الممثل الأوسترالي جاكوب إيلوردي - الذي صنعه الدكتور فيكتور فرنكنشتاين، وكان كل همه أن يتمكن من إنطاقه ثم جعله يحس ويشعر بما حوله، وإذا به يقع في حب صديقة صانعه أليزابيت – ميا غوث – ويعترف لها بحبه بعدما وجدته بالغ الوسامة فلم تستطع مقاومة سحره.
-
المخلوق -جاكوب إيلوردي - يودع صانعه على فراش الموت
على مدى ساعتين و29 دقيقة، لا تبهت الصورة أبداً فالفيلم مشع بالتفاصيل والمعاني والأفكار التي تستند إلى رواية شيللي: Frankenstein or the modern prometheus ، في هيكلية الفكرة لكن السينمائي دل تورو تصرف من خلالها مستنبطاً تفاصيل إضافية جعلت من الفيلم مادة جاذبة لا ملل فيها أو تكرار، بل إن إعطاء المخلوق المساحة الرحبة للتعبير عن نفسه تعتبر ميزة الشريط الذي إشتغل لجعل الرجل المصنوع مشروعاً آدمياً بإمتياز، وكان التتويج حين خاطب صانعه وهو يلفظ أنفاسه الأخيرة: يا أبي.
-
إعجاب متبادل بين المخلوق وأليزابيت -ميا غوث - صديقة صانعه
ويتحدث مع نفسه وقد وجد باباً للتساؤل: "أريد أن أعرف من أنا، ومن أين أتيت، في أحلامي أرى ذكريات مع رجال مختلفين جميعهم أشلاء، أنا أتذكر النار والهواء والماء والرمل تحت قدمي وكلمة واحدة تتردد على الدوام: فيكتور – فرنكنشتاين – أنا وليد مخزن للجثث، طعام كجمع من النفايات والموتى المهملين" وتكون المعضلة الكبيرة أمام الصانع حين يطلب منه المصنوع رفيقة حياة، هنا يدرك فيكتور التحدي ويرد بالرفض الكامل، ليكون سوء تفاهم بين الطرفين يصالحهما فيه الموت موت فيكتور، ففي لحظة خروج الروح من جسده ناداه: يا أبي.
-
كاتب ومخرج ومنتج الفيلم المكسيكي غيلليرمو دل تورو
هناك من شبّه شيللي بـ شكسبير لأن أعمالها كما سبق وتابعناها عديدة ومهمة، وهي عاشت بين عامي 1797 و1851، وما تزال مؤلفاتها إلى اليوم تُقتبس وتُروى وتحظى بمكانة محترمة بين سادة وسيدات القصص في إنكلترا وخارجها.
دل تورو إستعان لدور فرنكنشتاين بالممثل أوسكار إسحق – من أب كوبي وأم غواتيمالية - وإسمه الحقيقي أوسكار إسحق هيرنانديز أسترادا، ولعب بتقنية محترفة دور المخلوق الأوسترالي الشاب جاكوب إيلوردي – 28 عاماً -، وتشمل التشكيلة الألماني النمساوي كريستوفر والتز، كذلك الإنكليزية مياغوث - 32 عاماً - في دور أليزابيت، صور دل تورو الفيلم – مع 22 مساعداً - في منطقة أدنبيرغ – سكوتلندا بميزانية 120 مليون دولار، وتعرضه الصالات الأميركية والعالمية منذ 7 تشرين الثاني / نوفمبر الجاري.