EXIT 8: اقتباس مثير للعبة فيديو يابانية

 سينما مختلفة مغايرة لكنها جاذبة ومثيرة يقدمها المخرج والسيناريست الياباني جينكي كاوامورا عرضت لأول مرة في الدورة الأخيرة لمهرجان كان السينمائي الدولي، وسط احتفاء بالتجربة وأسلوب مخرجها الذكي والمبادر والغامض ثم الواضح وفق اللعبة التي إعتمدها أساساً لفيلمه الجديد الذي باشرت الصالات الأميركية ثم العالمية  عرضه بدءاً من 29 آب / أغسطس الماضي حاصداً 16 مليون دولار في أيامه الأولى عالمياً.

 الكتابات النقدية ركزّت على أسلوب كاوامورا الخاص جداً والعارف جيداً ماذا يريد مع مساحة رحبة للمناورة في المكان والشخصيات الأربع على مدى 95 دقيقة فيها من سحر الأسلوب في التصوير والمناورة ما يطرح السؤال عن قدرته على التحرك في نطاق ضيق ضمن الخانات الضيقة لمحطة قطارات تعلق فيها شخصية شاب يتلقى إتصالاً من إمرأة تبلغه أنها في المستشفى وهي حامل سائلة إياه عن رأيه هل تحتفظ بالحمل أم تتخلص منه، لكنه لا يعطيها جواباً كونه مهتم بالعثور على باب الخروج من دهاليز المحطة 

 شاب ضائع يقرأ إشارة تفيده أن الخروج هو عبر exit 8 لكن هذا لم يكن كافياً لكي يصبح خارج المحطة لأنه يرى الإعلانات والإرشادات العديدة هي هي، مرات ومرات، فيقرأ على جدران الممرات في المحطة: طبيب أسنان، إيشر، خدمات للمحكمة، ثم رجل أشبه بالروبوت يعبر، فإعلان عن عيادة تجميل، وعرض وظيفي بمرتب مجزي، تعليمات حول آداب ركوب القطار، كاميرا أمنية خراطيم مياه لإطفاء الحرائق، كل هذه تتكررأكثر من 8 مرات، لا يتكلم فيها الرجل العابر أبداً بل هو يبتسم مرتين، ليظهر طفل تائه هو الآخر ويمشي مع الشاب ثم تظهر المرأة التي تحدثت في البداية معه وهي تطرح فكرة جدلية عن إمكانية أن يكونوا جميعا في الجحيم أي أنهم مجرد أموات في حياة أخرى.

   هنا تطرأ كارثة أقرب إلى التسونامي عندما تندفع المياه بقوة داخل الممرات وتأخذ في طريقها الشاب والرجل والطفل والمرأة، ليتبين أن الطفل هو الإبن المنتظر للشاب والمرأة ، وأن الرجل الذي يلبس الأبيض ماهو إلاّ القدرالمحتوم الحاضر دائماً والذي ينبه الشخصيات إلى مصيرها لأن الخروج من الرقم 8 كان متاحاً بسهولة بعد الطوفان المريع وكأنما جاء ليمحو كل ما سبق وليفتح باباً على الحقيقة والواقع لما ينتظر كلاً من الشخصيات التي صودف تواجدها في المحطة.

    الفيلم الذي صور في طوكيو ظهر فيه 5 ممثلين: كازوماري نينوميا، ياماتو كوشي، نارو أسانوما، كوتون هاناس، و نانا كوماتسو. فيما المخرج كامامورا يعيش في أميركا ويعمل في شركة بارامونت حيث يتواصل مع كبار صناع الأفلام خصوصاً جي جي أبرامز.