Eden: الإنسان صانع الفتن وعدو نفسه

فيلم فلسفي الهدف مع مخرج مبدع: رون هاوارد، يثبت بأن الإنسان عندما يلتقي بآخر تنشأ فتنة ما، لنعرف سريعاً أن الواحد منا عدو نفسه. Eden شريط يثبت ذلك بالدليل القاطع وعبر فئة نخبوية من مجتمعنا.

  • Eden:الملصق
    Eden:الملصق

    الشريط يستند إلى قصة الناجين من تجربة حقيقية عاشتها نماذج من البشر في ثلاثينات القرن الماضي، مباشرة بعد إنتهاء الحرب العالمية الأولى حيث إنهارالإقتصاد العالمي في العام 1929،وإنتشرت الفاشية وبات الناس بأمس الحاجة إلى حل، لكن الدكتور فريديريك ريتر – جود لاو – غادر ألمانيا مع صديقته دورا شتراوس – فانيسا كيربي – وجابا العالم حتى إستقرا أخيراً في جزيرة فلوريانا المهجورة بأرخبيل جزر غالاباغوس، فيما كانت شعوب العالم تتواصل عبر رسائل ريتر والتي كانت تسلم أحياناً للسفن العابرة.

  • الدكتور ريتر - جود لاو - وصديقته دورا - فانيسا كيربي -
    الدكتور ريتر - جود لاو - وصديقته دورا - فانيسا كيربي -

 ريتر مفكر حر ينجز كتابه:فلسفة جديدة تماماً لإنقاذ البشرية من نفسها، وهو رأي متقدم إذا ما تعرفنا على شواهد كثيرة جداً تؤكد هذا التوجه، ومن هنا تبدأ القصة المروية عن الدكتور وصديقته اللذين يعيشان حياة متقشفة وأولية عند الشاطئ ويؤمنان إحتياجاتهما الغذائية من النباتات المتوفرة رغم قلتها، لكن الكتابة عن هذا النمط المعيشي وجد صداه عند زوجين هما: هاينز – دانيال برول، ومارغريت – سيدني سويني –وإبنهما الفتى هاري – جوناثان تيتل – المصاب بالسل والذي يحتاج إلى الطبيعة ليشفى، ولم يكن الإستقبال حاراً لأن ريتر يطلب الوحدة وألا يتشارك في شيء مع أي إنسان، ورضخ لأمر وجود آخرين على سطح الجزيرة بأن دلهم على كهف بعيد عن موقعه، لكن هذا لم يكن حلاً.

  • سيدني سويني تتوسط دانيال برول وأنا دو أرماس خلال التصوير
    سيدني سويني تتوسط دانيال برول وأنا دو أرماس خلال التصوير

   الأزمة الكبيرة حملتها معها البارونة إلويز فيربورن دو غارنر بوسكيه – الكوبية أنا دو آرماس – التي وصلت الجزيرة مع شابين يساعدانها، ومذ وطئت المكان حتى ظهر كم هي مدمرة وتبحث عن الدم والموت فتدخلت بين هاينز وزوجته وحولت صداقة ريتر ودورا إلى جحيم بينماهدفها المعلن إنشاء مجمع فندقي خاص بالأثرياء فقط، وكان أن ولدت مارغريت الطفل رالف، وإضطر الدكتور ريتر لمساعدتها رغم قراره بإعتزال الطب فوق الجزيرة.

  • مخرج الفيلم رون هاورد
    مخرج الفيلم رون هاورد

   هذه الأجواء تضاربت وووقف الجميع ضد الجميع وتطاحنوا من كثرة الوساوس والدسائس ولم يبق في النهاية سوى الزوجين هاينز ومارغريت، لنلحظ قيمة خاصة في المعالجة نفذها المخرج رون هاوارد إستناداً إلى نص لـ نواه بينك، جعل معها الحياة الطبيعية فوق الجزيرة وكأنها معاشة من دون تدخل مشروع الفيلم السينمائي. وفي الختام نعرف أن مارغريت توفيت عام 2000 عن 96 عاماً بينما ما يزال أحفادها يديرون فندقاً سياحياً صغيرا فيما لم يعثر على جثة البارونة التي قتلها ريتر ببندقيته.

 وترد في سياق الشريط عبارات وأفكار أقرب إلى الحكم: لم أعد جزءاً من هذا العالم وإذا لم تخدم نفسك فلن يحترمك أحد، لا تهرب من الألم بل إحتضنه فهو شهادة على حياتنا، لا تنخدع بالمنافقين بيننا إنهم قدرات مزيفة يريدون السيطرة علينا بأخلاقهم. ناس الجزيرة ماتوا كلهم إلا عائلة واحدة.

اخترنا لك