"The watchers".. إبنة شيامالان تتفوق عليه

م. نايت شيامالان، من المخرجين الأقوياء والذين يُحسب حسابهم في السينما الغرائبية، لكن فجأة شريط بعنوان "the watchers" – المراقبون، يحمل توقيع ابنته إيشانا ويحصد في شهري عرض 33 مليون دولار، لما يتضمنه من مادة سينمائية خلابة تتجاوز ما سبق وأنجزه والدها.

  • The watchers: الملصق
    The watchers: الملصق

شيامالان الأب كان أبرز المنتجين للفيلم الذي صورته ابنته إيشانا في أيرلندا، وهو أعلن أنّ دعمه لابنته له مبرر مهني ثم عائلي،بما يعني أنّ هناك قناعة بوجود موهبة كبيرة عندها استدعت دعمه، ونحن نشهد على ذلك من خلال متعة المشاهدة لحيثيات نقل أجواء كتاب  A.M Shine بالصورة إلى الشاشة الكبيرة، خصوصاً وأنهما تشاركا في كتابة السيناريو الذي يظل قادراً على توليد الأحداث حتى اللحظات الأخيرة من الفيلم على مدى ساعة و42 دقيقة، مكتنزة بالمعلومات والأسرار والتساؤلات التي تجد إجاباتها تباعاً في السياق. 

  • سكان القفص الأربعة في مواجهة مرآة عاكسة خلفها المراقبون
    سكان القفص الأربعة في مواجهة مرآة عاكسة خلفها المراقبون

الغابة الأيرلندية الغريبة هي محور الأحداث. تعبرها الشابة مينا – الرائعة داكوتا فانينغ، 30 عاماً – ومعها ببغاء في قفص لتوصيله إلى عنوان في بلفاست، ويكون اجتيازها للغابة حتمياً. ولكنها في منتصف الطريق ووسط أشجار باسقة تتفاجأ بحالة صمت كلية في السيارة وبعدها لم يعمل المحرك أبداً. ترجّلت من السيارة وباشرت البحث عن منقذ لتجد إمرأة في الستين من عمرها تدعى مادلين –أولوين فواريه - التي تأخذها إلى قفص يضمها مع ثلاثة آخرين يلتزمون بتعليمات دقيقة لحمايتهم من المراقبين - the watchers _ وهم مخلوقات غريبة متوحشة تريد من الآدميين الموجودين في القفص أن يؤكدوا على الدوام أنهم لا يفعلون شيئاً يسيء إلى الغابة أو المخلوقات فيها.

  • المخرجة الشابة إيشانا شيامالان خلال التصوير
    المخرجة الشابة إيشانا شيامالان خلال التصوير

مينا لا تقتنع بأوامر مادلين فتتخطّى تحذيراتها وتغادر نهاراً لتنزل إلى أعماق فوهة في الأرض تبين أنها مخبأ نهاري لهذه المخلوقات التي شعرت باختراق مكان إقامتها فقصدت القفص لإسترداد ما حملته مينا معها، وكان منطقياً إرجاع ما أُخذ حتى يهدأ غضب المراقبين، فيما يقرر الباقيان: كيرا – الإنكليزية جورجينا كامبل – والشاب دانيال – أوليفر ميناغان – مع مادلين البحث عن طريق للإفلات من أسر الغابة ومخلوقاتها المرعبة التي تجبر أهل القفص على الوقوف خلف الزجاج، وإثبات وجودهم في أماكنهم كل ليلة على الدوام.

  • ومع والدها نايت تتوسطهما داكوتا فانينغ
    مع والدها نايت تتوسطهما داكوتا فانينغ

يطرق باب القفص المخطوف جون – آليستر برامر -  وتكون مادلين على حق حين شكّت في هويته وأنه واحد من المراقبين الذين يتّقنون التخفّي في شخصيات البشر فتسأله زوجته كيرا عن عنوان الكتاب الذي أهداها إياه فلا يجيب ويتم التعاطي مع كل طارئ من باب الشك في أنّ الوافد هو واحد من المراقبين على شكل واحد من الموجودين في القفص، وهي حالة تظل تتفاعل وتتبدل حتى آخر أحداث الريط حين تهرب النساء الثلاث فقط: مينا، كيرا، ومادلين عبر مركب، لتكتشف كل منهن أنّ الأخرى ليست واحدة منهن بل نسخة عنها وهي نموذج من المراقبين الذين باتوا بشراً مزيفين.

شريط جميل في كل تفاصيله، أبطاله رائعون، التصوير في أرقى مستوى -= إيلي آرونسون – الموسيقى تواكب اللقطات بحميمية بالغة – مع آبل كارزنتوسكي، وسوزان جاكوبس -.