"The great Lillian hall".. سيدة المسرح لا تتنازل عن خشبتها

إنها جيسيكا لانج التي احتفلت باليوبيل الماسي لميلادها، وها هي تعود إلى التمثيل في فيلم "the great lillian hall" بعد انقطاع 3 سنوات، لكنها تلعب دوراً مذهلاً في قوته وتأثيره عن سيدة المسرح الأولى في برودواي التي ترفض الاعتزال أو استبدالها بأخرى.

  • The great Lillian hall: الملصق
    The great Lillian hall: الملصق

بدل أن تركنهم جانباً لأنّ صلاحيتهم الفنية انتهت، تعثر هوليوود من وقت لآخر على أدوار لأبطالها من العجائز لا يستطيعون رفضها. وآخر من رست عليهم القرعة الممثلة المخضرمة جيسيكا لانج، التي أكّدت في تعاونها مع المخرج مايكل كريستوفر، في دور صعب معقّد وغير عادي أنها فنانة من طراز خاص لاتزال تختزن جانباً مهماً من موهبتها لإستغلالها في مشروع مناسب مع بلوغها سن (75 عاماً)، وأتاها المشروع من خلال شخصية نجمة مسارح برودواي الأولى ليليان هال، التي أصابها طرف من خرف في آخر أيامها أثّر على ذاكرتها ولسانها وهددها بأيام قادمة أسوأ بكثير.

  • ليليان - جيسيكا لانج - مع مدبرة المنزل إديث - كاتي باتس -
    ليليان - جيسيكا لانج - مع مدبرة المنزل إديث - كاتي باتس -

ليليان، تعيش مع مدبرة منزل تدعى إديث – كاتي باتس – منذ 25 عاماً، إمرأة صادقة قوية تضحّي بكل شيء من أجلها. وهي الوحيدة التي عرفت أنّ الخرف يتسرّب إلى ذاكرتها من دون الجميع. حتى ابنتها مارغريت – ليلي راب – اكتشفت الأمر متأخرةً فغضبت بشدة وبكت من ألمها وهي تزورها في المستشفى الذي نقلت إليه بعد سقوطها مغمىً عليها خلال التدريب على المسرحية الجديدة لـ تشيخوف، والتي رفضت الانسحاب منها برغبة من المنتجة للمسرحية منعاً لكارثة خلال العرض.

  • ومع إبنتها مارغريت - ليلي راب -
    مع إبنتها مارغريت - ليلي راب 

وافقت ليليان على الخضوع لفحص طبي على يد إختصاصي هو الدكتور ديمايو – جوناثان هورن – الذي كان أول من أبلغها بالخرف. لكّنها بدت مرعوبة مع احتمال استبدالها بممثلة أخرى لضمان عدم توقف المسرحية عن العرض. ووافقت على كل الشروط التي فرضتها المنتجة لغاية وحيدة أن تلعب الدور هي وليس أحداً غيرها. ويبقى عائق إضافي هو الزوج كارسون – مايكل روز – المتوفي والذي كان كل شيء في حياتها وعندما توفي تاهت تضعضعت وفقدت عنصر التوازن في شخصيتها، وكان يظهر أمامها من وقت لآخر لكثرة ما كانت تفكر فيه وتريده، ولم تكن تخاف من الموت لأنه سيقربها منه على حد اعتقادها.

  • مخرج الفيلم مايكل كريستوفر
    مخرج الفيلم مايكل كريستوفر

وكاد هذا الغائب الحاضر أن يتسبب في كارثة للمسرحية التي ارتضى مخرجها ديفيد – جيسي ويليامس – أن تلعب ليليان الدور الأول وفق ضوابط عديدة فقط لأنّ اسمها كبير، ويشدّ العدد الأكبر من الرواد لحضورها.

وفي الموعد المحدد للافتتاح، ورغم استعدادها الكامل للظهور من دون أخطاء، أرادت قطع المسافة بين المنزل والمسرح مشياً ليظهر أمامها كارسون ويجلسان سوياً ويتسامران وتنسى موعد المسرحية، وتعثر عليها إديث وتعيدها في الوقت المطلوب إلى المسرح، وهناك تقدم دوراً لا يصدق يعوّضها كل العثرات السابقة لنشهد أستاذية حقيقية في الآداء عززت صورة لانج المضيئة في الأذهان.

والواقع أنّ القوة أخذتها من أروع كاستنغ على الإطلاق، جعلها تستنفر بكل قواها لفعل الأفضل، ونالت ما تريده.

النص الجميل كتبته أليزابيت سالديس آناكون. واللافت جمالية الموسيقى التصويرية لـ ناك كايلي. بينما أشرفت لانج وكاتس على الانتاج. والنسخة المصورة في أتلانتا - جورجيا مدتها ساعة و50 دقيقة. ويلعب بيارس بروسنان، دور الممثل المسرحي تي مايارد، بحرفية موصوفة.