"Drawing closer".. تحابّا مع معرفتهما بأنهما سيموتان قريباً

دراما يابانية شديدة الرومانسية بطلاها في سن الـ17 عاماً وكلاهما على موعد مع الموت هي خلال 6 أشهر، وهو عام. "Drawing closer" - الوقت المتبقي لنا – للمخرج تاكاهيرو ميكي، عن نص تعاون عليه مع أول موريتا وجاءت النتيجة مؤثرة جداً.

  • Drawing closer: الملصق
    Drawing closer: الملصق

لطالما تساءلنا هل من شعوب مثلنا في رقّة الأحاسيس، والدمع الوفير في الأزمات. ومع عدة مشاهدات لأشرطة من العالم تبيّن لنا أنّ هناك من يجارينا في العواطف وينافسنا في الشوق والهيام، على الأقل من خلال الفيلم الياباني الجديد "الوقت المتبقي لدينا"، للمخرج الذكي اللمّاح والرقيق، أولاً في إختيار بطليه، وثانياً في إدارتهما بدقة وفعالية وتعدد معان، ثم في حُسن إختيار اللقطات التي توحي بكل الحب الذي يغمر إثنين في عمر شبابهما الأول، من دون أي فعل يهز رومانسية وعذرية العلاقة التي ظلت مضاءة حتى لحظة إظلام آخر لقطات الفيلم بعد 118 دقيقة.

  • يزورها يومياً في المستشفى .. وهنا يرسمها
    يزورها يومياً في المستشفى .. وهنا يرسمها

هما: أكيتو هاياساكا – رين ناكازي – وهارونا – ناتسوكي ديغوشي – جمعتهما الصدفة على سطح مبنى مرتفع. يقف أكيتو منتظراً اللحظة المناسبة لكي يقفز من فوق، طالما أنّ الحياة لم تمنحه سوى عام، لكن التفاتة بسيطة إلى يمينه جعلته مسحوراً بوجه ينافس القمر في إضائته وجلسة تقربها من الوردة في رقتها، كانت هارونا ترسم مشهداً طبيعيا بهدوء وسكنية رغم معرفتها بأنّ الموت مكتوب لها خلال 6 أشهر فقط، وكانت كلمات بسيطة بينهما شعرا معها بمعنى الحياة التي لم تُعط كليهما إلا القليل للتنعّم بها.

  • على كرسيها المتحرك وحجز هدية عبر الهاتف
    على كرسيها المتحرك وحجز هدية عبر الهاتف

وهكذا عرف أنها نزيلة قسم خاص في المستشفى تشرف على الممرضات فيه. والدتها التي أسعدتها فرحة ابنتها في أيامها الأخيرة بوجود من يمنحها بعض الأمل من دون أن تعرف أنّ الشاب الذي يتردد على هارونا هو الآخر موعود بنهاية حياة محددة، وإن كان الأطباء - وفق الفيلم - لم يوفّقوا في تحديد حياته التي امتدت إلى 3 سنوات ونصف السنة. وكانت المفاجأة له وهو حريص على عدم البوح بوضعه الصحي لـ هارونا التي تبيّن أنها تعرف حالته منذ البداية حين لاحظته وهو يزور قسم القلب، لكنها احترمت رغبته في عدم الكشف عن معرفتها بذلك.

  • مخرج الفيلم والمشارك في نصه تاكاهيرو ميكي
    مخرج الفيلم والمشارك في نصه تاكاهيرو ميكي

الزيارات الدائمة لها كانت عنصر تفاؤل لكليهما. حمل إليها الهدايا وتفاجأت بها كلها معلنة له بأنها لن تترك أيّاً منها وراءها حين الرحيل. ورغم أنّ اللقاءات كانت دائماً تقريباً في غرفة هارونا بالمستشفى، إلّا أنّ أسلوب تحريكهما أمام الكاميرا أعطى حيوية عاطفية غريبة، من دون أن نحدد هل الجاذب وجه هارونا الذي يشعّ حياةً وسحراً، أم سكينة أكيتو الذي يحمل همّين مرضه ومرضها، ويحاول المزاوجه بين واقع القطيعة مع هارونا قريباً والإيحاء لها بالتفاؤل، وأنّ الدنيا تستأهل الفرح مهما كانت مساحة الحياة صغيرة.

يريد الفيلم التأكيد على أنّ الحب يبقى وإن غادر طرفاه، فهناك النوستالجيا والأماكن والحكايات وروح المودة. كل هذا يضفي هالة من حنين على كل رباط روحي عنوانه القلب للقلب، من دون وضع الموت عقبة لأنّ الأهم استغلال الوقت المقتطع لكل محب لكي يعيش تلك العاطفة النبيلة بكل تشعباتها.

يتسم الفيلم بواحدة من أروع حيثيات الـ "love story"، لكّن قوتها تكمن في مشاهدة الشريط لا في التحدّث عنه فقط وتبيان تميز مفاصله بكل مافيها من قيمة ورقي ومعانٍ من وحي الحياة.