"أحد حراس الهوية المصرية".. رحيل التشكيلي حلمي التوني

الموت يغيّب التشكيلي المصري، حلمي التوني، الذي اشتهر إلى جانب رسوماته المأخوذة من الثيمات الشعبية المصرية، في تقديم أغلفة روايات وكتب وقصص عربية.

عن عمر ناهز 90 عاماً، غيّب الموت أول من أمس السبت، الفنان التشكيلي المصري، حلمي التوني (1934 - 2024)، الذي "يعدّ أحد حراس الهوية المصرية"، كما جاء في بيان نعي صادر عن وزير الثقافة المصري، أحمد فؤاد هنو.

وأضاف هنو في بيانه إن الراحل "شكّل وجدان جيل بأكمله بأعماله الخالدة، ليرحل تاركاً بصمات لن تمحى على الساحة الفنية من خلال أعماله المتميزة، والتي أسهمت في إثراء الثقافة البصرية على مدار عقود".

بدورها، نعت "نقابة الفنانين التشكيليين" في مصر، الفنان الراحل، وهو أحد أبرز مصممي أغلفة الكتب عربياً ودولياً، الذي تخصص في التصوير الزيتي والتصميم والكاريكاتور، واشتهر في تقديم أغلفة روايات وكتب وقصص عربية، والتي يزيد عددها على 4 آلاف كتاب، كما صمم أفيشات أفلام مصرية عديدة.

بدأ الراحل مسيرته منذ خمسينيات القرن الماضي، بالتعاون مع كبار دور النشر والمطبوعات الصحافية العربية. واشتهر بشخصيات مميزة في رسوماته المأخوذة من الثيمات الشعبية المصرية. كما قدم تلك الرسومات على الكتب والمجلات، كمجلة "سمير" المصرية للأطفال، وتعاون مع دور نشر في تصميم أغلفة الكتب وإخراجها وأهمها مؤلفات أديب نوبل نجيب محفوظ.

وفضلاً عن بروز المرأة بكثرة في لوحات التوني، فإن أعمال الراحل قدمت رموزاً من الهوية المصرية باختلاف الأزمنة والحضارات، إذ نرى السمكة والهدهد وزهرة اللوتس وملامح وتسريحات الشَّعر التي استدعاها من الحضارة الفرعونية، أو الطربوش وغطاء الرأس من الحقبة العثمانية في مصر.

وقدم التوني معارض عديدة، أبرزها معرض خصص لتقديم لوحات مستوحاة من الأغاني المصرية الشعبية والقديمة، مثل "يا حلو صبّح يا حلو طُل" لمحمد قنديل، و"كعب الغزال" لمحمد رشدي، وأغنيات عربية مثل "زهرة المدائن" لفيروز وغيرها.

 

وأقام الراحل العشرات من المعارض الفردية في مصر والدول العربية، كان آخرها بعنوان "يحيا الحب" في غاليري (بيكاسو) في الزمالك في آذار/مارس 2024. كما شارك في العديد من المعارض الجماعية المحلية والدولية، والتي كان آخرها في آب/أغسطس 2024 بعنوان "مختارات عربية 2024" بغاليري "ضي" في الزمالك.