مهرجان فيلم المرأة: إضاءة نسائية على قضايانا

14 فيلماً بين الروائي والوثائقي في "مهرجان فيلم المرأة" في الأردن. ماذا في التفاصيل؟

  • مهرجان فيلم المرأة: إضاءة نسائية على قضايانا
    مهرجان فيلم المرأة في دورته الــ 13 

لمدة أسبوع كامل ستكون المرأة سيدة الموقف وصاحبة الكلمة والظهور أمام الكاميرا وخلفها. هذا ما يمكن اكتشافه منذ اللحظة الأولى لانطلاق فعاليات الدورة الـ 13 من "مهرجان فيلم المرأة"، الذي انطلق أمس الخميس في العاصمة الأردنية عمّان.

خلال هذا الأسبوع يُعرض 14 فيلماً تتنوع بين الروائي والوثائقي، والفيلم القصير والطويل، تظهر من خلالها المرأة القادمة من دول عربية وغربية عدة، عبر شاشة المهرجان الكبيرة، لتروي في كل مرة حكايتها، ومعاناتها، ونجاحاتها، وطموحها، وأمنيتها، وتقدم، كما تقول المخرجة الأردنية، دينا ناصر نفسها، أي المرأة، من منظور أنثوي بحت، من دون "إملاءات ذكورية".

ناصر التي افتتح فيلمها القصير "سكون" عروض المهرجان، قالت إن المرأة في السينما غالباً ما كان يتم "قولبتها" ووضعها ضمن أجواء تخدم مصلحة العمل الفني، من دون أن تكون شخصية محورية في الأحداث، لذلك اعتبرت أن المهرجان يعيد ترتيب الأدوار، ويمكّن المرأة من رواية قصتها الشخصية.

وتضيف في حديثها إلى "الميادين الثقافية" أن هذا تحديداً ما عملت على ترسيخه من خلال كتابة وإخراج فيلم "سكون" الذي يروي قصة عشق الطفلة الصماء هند، لرياضة "التايكواندو"، ومعركتها لتحقيق حلمها بأن تصبح بطلة رياضية، رغم تعرضها للتحرش من قبل مدربها.

جمهور نسائي متشوق

  • جانب من الحضور في
    جانب من الحضور في "مهرجان فيلم المرأة" في الأردن

امتلأت عشرات المقاعد في مسرح "الرينبو" وسط عمّان في اليوم الأول من المهرجان، بغالبية نسائية، لمشاهدة عروض اليوم الأول، ومن ضمنها الفيلم اللبناني "أرزة" للمخرجة ميرا شعيب، الذي استهوى العشرينية آية إسماعيل لتشابه قصته مع قصص كثيرة كانت ترويها لها أمها اللبنانية.

وترى آية أن محاولة بطلة الفيلم تأمين لقمة عيشها من مشروعها الشخصي، ومعاناتها في الحفاظ على هذا المصدر، يُعدّان أمراً ملهماً بالنسبة إليها، وخاصة أن الفيلم تجسيد لمعاناة أسرة والدتها في ثمانينات القرن الماضي بسبب "الضيق المالي، والحرب الأهلية، والطائفية"، قبل أن تتزوج أمها من والدها الأردني أثناء دراسته في بيروت.

أما عبير وهي أردنية من أصول فلسطينية، فقد أعجبتها فكرة وجود مهرجان مخصص لأفلام من إخراج نساء، ورغم أن المهرجان انطلق عام 2012، إلا أن عبير تتعرف عليه للمرة الأولى هذا العام.

وتقول عبير في حديث مع "الميادين الثقافية" إن تعرّفها على المهرجان جاء صدفة بعد أن علمت عن طريق مواقع التواصل الاجتماعي عن عرض الفيلم الفلسطيني "باي باي طبريا" للمخرجة لينا سويلم، الذي يروي قصة التهجير والشتات من منظور نسوي، "سمعتُ أنه مليء بالمشاعر والحنين إلى الوطن، لذلك أنا متشوقة لمشاهدته".

ويحكي الفيلم الذي يُعرض في 15 نيسان/ أبريل الجاري، قصة مؤثرة عن رحلة عبر 4 أجيال من النساء الفلسطينيات اللواتي عشن تجربة الشتات والفراق، حيث تعود الممثلة العالمية هيام عباس، والدة المخرجة لينا سويلم، في رحلة إلى فلسطين، لتستعيد ذكريات عائلتها ومعاناة النساء الفلسطينيات اللاتي عايشن النكبة، وحتى يومنا هذا.

مساحة أممية للمرأة

  • ملصق
    ملصق "مهرجان فيلم المرأة"

"ما يُعرض في المهرجان ليس مجرد أعمال فنية، بل هو تجسيد لكل ما تمثله المرأة من البحث عن الأمان، والعدالة، والجندر، والسلطة، والتشبث بالمقاومة"، هكذا وصفت المديرة الفنية للمهرجان، غادة سابا، الأفلام المشاركة في دورة هذا العام.

وأوضحت سابا في مقابلة مع "الميادين الثقافية" أن هذا الحدث الذي تنظمه "هيئة الأمم المتحدة للمرأة" بالشراكة مع "الهيئة الملكية الأردنية للأفلام"، أصبح على مرّ السنوات، جزءاً من الروزنامة الثقافية الأردنية، خاصة أنه "يرفع من مستوى إدراكنا الجمعي لأهمية النضال من أجل حقوق المرأة، وتحقيق المساواة والعدالة للنساء مهما كانت جنسيتهن أو مكان إقامتهن".

وتضيف سابا أن القائمين على المهرجان "لا يسعون فقط لأن يكون منصة حيوية وقوية تجمع بين صنّاع الأفلام والفنانين والجمهور، بل يطمحون لأن تكون عروض المهرجان ذات تأثير عالمي، يمكّن النساء من التعبير عن أنفسهن، خاصة اللواتي لم يكن صوتهن مسموعاً في السابق".

وأدخلت إدارة المهرجان هذا العام نشاطاً جديداً يتمثل في عقد جلسة نقاشية حية، بين الجمهور وصنّاع العمل، يركز على النقاشات التخصصية والإبداعية التي تثري التجربة السينمائية للجمهور والمشاركين على حد سواء.

أفلام المهرجان

  • لقطة من الفيلم اللبناني
    لقطة من الفيلم اللبناني "أرزة" (2023)

"أرزة"

الفيلم من إنتاج لبناني سعودي مصري مشترك، يتحدث عن معاناة سيدة لبنانية تتحمل مسؤولية تأمين لقمة العيش لابنها وشقيقتها.

"سامية"

إنتاج صومالي، يتناول قصة الرياضية الصومالية سامية عمر، التي تحدت كل القيود المجتمعية لتحقيق حلمها.

"زفاف روز"

فيلم إسباني، يروي قصة امرأة أربعينية تقرر التحرر من العمل من أجل الآخرين، والاهتمام بحلمها في إقامة مشروعها الشخصي.

"ديامانتي"

فيلم إيطالي، تدور أحداثه داخل مشغل للخياطة جميع العاملين فيه من النساء.

"النظام المقدس"

فيلم سويسري، يسرد قصة نضال النساء للحصول على حق الانتخاب في سبعينات القرن الماضي.

"سكون"

عرض آخر للفيلم في ثالث أيام المهرجان، وهو إنتاج مشترك بين الأردن فلسطين ومصر.

"رو"

فيلم كندي، يتناول قصص اللجوء عبر فتاة فيتنامية تصل إلى كندا.

"الوصايا"

فيلم مغربي، يظهر معاناة سيدة في أروقة المحاكم للحصول على حضانة ابنتها.

"42.195"

فيلم مكسيكي، يتحدث عن 4 فتيات من أعراق مختلفة يجمعهن حب رياضة الجري.

"أفضل ربة منزل لهذا لعام"

فيلم إيرلندي، يظهر كيفية إسهام المرأة في تغيير أوضاع بلادها.

"80 فما فوق"

من إنتاج النمسا، رحلة عجوزين في البحث عن الموت الرحيم، يقدم بقالب كوميدي.

"فتاة الدراجة النارية"

فيلم باكستاني، يسترجع قصة أول فتاة باكستانية تتمكن من عبور شمال بلادها عبر دراجة نارية.

"سنو وايت"

فيلم مصري، يروي قصة فتاة من قصار القامة أخفت إعاقتها عن حبيبها عبر التطبيقات الذكية خوفاً من تركه إياها.

وسيخصّص يوم الـ 16 الجاري لعقد جلسة مغلقة، مخصصة لصنّاع القرار والفاعلين في المشهد الثقافي، لمناقشة استمرارية هذا النوع من المهرجانات، ودورها في خلق مساحات سينمائية جديدة خاصة بالمرأة.

في السابع من تشرين الأول/أكتوبر 2023 أعلنت كتائب القسام معركة "طوفان الأقصى"، فاقتحمت المستوطنات الإسرائيلية في غلاف غزة، وأسرت جنوداً ومستوطنين إسرائيليين. قامت "إسرائيل" بعدها بحملة انتقام وحشية ضد القطاع، في عدوانٍ قتل وأصاب عشرات الآلاف من الفلسطينيين.

اخترنا لك