ملحمة الأسد يحيى السنوار
يا أسطورة كتبتها الأيام، يا منْ صاغ بدمائه ملاحم العظام.
أيا سنوار، يا بركان الحق المنفجر
في عروقك يجري دم الفداء بلا ضرر
يا من تربع على عرش البطولة وارتقى
فوق جراحات الزمان، ونيران العدا
في صدرك تشرق شمس النضال الأبي
وكل خفقة منك تحرر وطناً مسبياً
في شبابك كنت لهيباً، تأكل المستعمرين
حملت السلاح، وأنت فتى، تصارع السنين
ألقى العدو عليك سجناً مؤبدا
ظنوا أن القيود تكسر فيك الأمدا
لكن روحك في الأسر كانت طوفانا
يزلزل الزنازين، ويدك البنيانا
خرجت كالصقر من ظلام القبور
تحمل في يديك راية الثورة والنور
وعدت، لم تكن الخطوة إلى الوراء
بل إلى الأمام، حيث المجد يطلب اللقاء
خططت لطوفان بدهاء العظماء
عام كامل، وأنت تعد لجحيم السماء
لم تكن معركة عابرة، بل كانت قضاء
وكنت للقادمات من الأيام نداء
وحين اشتعلت النيران في أرض المعركة
وارتجف العدو من ذكراك في المضايقة
كنت هناك، تقود الصفوف بنظرة من حديد
وألقيت القنبلتين، كصاعقتين من بعيد
ثم تقدمت الطائرة، تطلب الثأر
فأرسلت عصاك كأنها نصل القمر
أسقطتها من علياء السماء، بلا رهبة
وما كانت إلا ريشة في حضرة النسر
ثم جاءت الدبابات، تزأر في غيظ
كأن غضب الكون قد تجلى في فيض
لكنك وقفت كالطود الأشم، لا تهزك ريح
ورفعت رأسك عالياً، كأنك الشموس لا تريح
أيا سنوار، يا أسطورة كتبتها الأيام
يا من صاغ بدمائه ملاحم العظام
شهادتك ولادة، وحياتك مدرسة الفداء
في كل حرف من اسمك، تتجلى أمة من السناء
يا أبا إبراهيم، يا سيد الأبطال والقتال
فيك انحنت المدافع، واستلهمت العقول النضال
أنت الحكاية التي لن تمحى من الذاكرة
وفي صفحات التاريخ، أنت الفارس، أنت المنارة.