فيلالي يناقش النقلة الحضارية في شمال أفريقيا

صدر حديثاً عن "دار النهى" في الجزائر، كتاب جديد لعبد السلام فيلالي بعنوان "من روما إلى الإسلام… عن النقلة الحضارية في شمال أفريقيا".

ويشكّل الكتاب حلقة جديدة في سلسلة بحثية تتناول قضايا ومواضيع تاريخية مترابطة، ويأتي استكمالاً لما تناوله المؤلف في الجزء السابق الذي حمل عنوان "الجزائر خلال حقبة الوجود الروماني.. عبقرية المكان وتمظهرات القوة"، الصادر عن "دار العقاد" في الجزائر عام 2002.

وارتأى فيلالي أن يبني هذا الإصدار على خطة منهجية من 3 فصول؛ حيث جاء الفصل الأول بعنوان "من روما إلى بيزنطة، المعالم والتغيّرات"، والذي قُسّم بدوره إلى 4 مباحث، استعرض فيها المقدّمات ذات العلاقة بالنقلة الحضارية في شمال أفريقيا القديمة، ثم التغيّرات التي طرأت عليه خلال الحكم الوندالي والبيزنطي، ثم ما سُجّل من بروز للقبائل المورية وتأسيس ممالك بين القرنين الخامس والسابع، كما تناول أيضاً تأثير التغيّرات المناخية التي أدت إلى وقوع كارثة كبرى، كما وصفها مؤرّخو تلك الفترة.

وتضمّن الفصل الثاني، الذي جاء بعنوان "الفتح الإسلامي.. عناصر التحوّل الحضاري والتفاعل"، 4 مباحث، عالج فيها المؤلف إشكالية المصادر التاريخية وما ينتج عنها من أطروحات في ما يتعلّق بالفتح الإسلامي، وتحليل ما سُمّي بالثورات التي ارتبطت تحديداً بالنزعة الخارجية.

أما الفصل الثالث، فجاء تحت عنوان "مظاهر التحوّل.. عناصر إجابة"، وفيه عرض المؤلف أهم مظاهر التحوّل الحضاري بعد اعتناق وانتشار الإسلام في شمال أفريقيا، سواء في ما يتعلّق بالتسمية الجديدة أو ما جلبه علم الأنساب والأسماء من مدونة تاريخية جديدة، ثم أهم وأبرز مظهر من مظاهر هذا التحوّل الحضاري فيما يتعلق بانتشار اللغة العربية والتغيّر العرقي–الاجتماعي، كما قدّم المؤلف مقاربته حول اختفاء المسيحية من ناحية دراسة الأسباب وتقديم تقييم عام.