"شارلي إيبدو" تبحث عن الشهرة بالإساءة
تمارس "شارلي إيبدو" الإرهاب الفكري العنصري عندما تهاجم مذهباً معيناً أو ديناً، أو حتى شخصيات لها مكانتها الدينية عند هذه الشعوب.
مقدمة تعريفية موجزة للاطلاع على تعريف هذه الصحيفة الركيكة، والتي أساساً كانت مجهولة في أوروبا من حيث المتابعة والانتشار، كون المجلة لا تعدو أنها مجلة هزلية لا تختلف عن مجلات القصص المصورة الخاصة بالأطفال.
وعندما فشلت هذه الصحيفة بالتسويق لنفسها انتهجت أسلوباً غير أخلاقي، يشابه الصحف التي تقدم المواد الإباحية في أوروبا، ومع ذلك لم تنجح هذه الصحيفة فرفضتها الشريحة الأرستقراطية الفرنسية، كما أنها فشلت بالانتشار بين المجتمعات المحافظة، وبقيت مجرد صحيفة تتكدس في أكشاك بيع الصحف ويتم إتلاف أعدادها.
وبسبب فشلها تسويقياً وعجزها عن جذب المعلنين، بدأت بمهاجمة المجتمع الفرنسي مما أدى إلى توقفها عن الصدور، وأعلنت أنه تم حظرها، لكن الكثير يؤكدون أن سبب توقفها هو عدم قدرتها على دفع تكاليف العاملين فيها.
وبقيت هذه الصحيفة محط نقد شديد أوروبي وعالمي ضمن المجتمع الغربي تحديداً، لكنها عام 2006 عادت "شارلي إيبدو" بنشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة لنبي الإسلام محمد في صحيفة "يولاندس بوستن"، مما أثار ردود أفعال قوية ضد الصحيفة، وعنيفة في بعض الأحيان، في البلاد الإسلامية.
هنا شعرت "شارلي إيبدو" أنها قادرة على تأمين الأموال اللازمة لفريق عملها، من خلال الإساءة إلى المقدسات الإسلامية التي تتفاعل بشكل ملحوظ عندما تتعرض مقدساتها للإساءة. وبالفعل بدأت الصحيفة الاستثمار في هذا الاتجاه، حيث أمنت تمويلاً كبيراً للغاية من الأحزاب الفرنسية الرافضة لدمج المهاجرين وخاصة المسلمين وتوظيفهم في ملاك الدولة الفرنسية. كما عملت منظمات صهيونية على تقويض الاستقرار الأوروبي مما دفعها إلى تمويل هذه الصحيفة في محاولة لزعزعة استقرار فرنسا وخلق أجواء تصادمية بين المهاجرين المسلمين والفرنسيين.
بالأمس قامت "شارلي إيبدو" بالإساءة إلى قائد الثورة الإسلامية الإمام علي الخامنئي، في محاولة لتعويض فشل اللوبي الصهيوني في استغلال التظاهرات لزعزعة استقرار الجمهورية الإسلامية في إيران. وقد تحركت النخب العالمية على المستويات كافة رافضة هذا التصرف غير الاخلاقي المسيء لشخصية اعتدالية حوارية قيادية قدّمت الكثير للعالم. كما أنها ساهمت بتعزيز الحوار بين مختلف الأديان، وكان هذا الرفض العالمي للإساءة إلى الإمام الخامنئي، تأكيداً بأن "شارلي إيبدو" لا تمثّل إلا بعض المنحرفين أخلاقياً في أوروبا وخارجها.
كما أن تحرك المسلمين في العالم وشجبهم للصحيفة التي تحاول دائماً افتعال الأزمات وتحريض المجتمع على بعضه من خلال الإساءات الشاذة عن كل القواعد الإنسانية، والتي تضمن سير الإنسان بوعي أخلاقي، هو دليل بأن "شارلي إيبدو" فشلت بالإساءة إلى شخصية السيد الخامنئي.
ونحن بدورنا نطالب الحكومة الفرنسية والمجتمع المدني الرافض لكل أشكال التمييز العنصري والطائفي، بأن يتحرك لوقف هذه الانتهاكات الإنسانية التي ترتكبها "شارلي إيبدو" بحق الأعراف الإنسانية.
وقد أكد الكثير من صناع الإعلام والرأي العام، والحقوقيين بأن ما تقوم به "شارلي إيبدو" ليس حرية تعبير، بل هو انتهاك فاضح للقيم الأخلاقية، وإساءة لمعتقدات الشعوب، وهو يتنافى مع طبيعة الصحافة التي هدفها خلق مجتمع آمن من خلال حرية التعبير عن المعتقد والدين.
تمارس "شارلي إيبدو" الإرهاب الفكري العنصري عندما تهاجم مذهباً معيناً أو ديناً، أو حتى شخصيات لها مكانتها الدينية عند هذه الشعوب.
وفي الختام ندعو كل الأحرار في العالم والنخب الثقافية إلى الاعتراض وشجب ما قامت "شارلي إيبدو"، انطلاقاً من حرصنا الإنساني على القيم الإنسانية، وخاصة أن "شارلي إيبدو" تشكّل خطراً على المفاهيم والقيم التي هي أساس الشريعة السماوية والوضعية.