• 

جِبريلُ نادى مُعلِناً

والنَّقعُ ليس بِمُنجَلِ

والمُسلِمونَ قدَ احدَقوا

حَولَ النبِيِّ المُرسَلِ

لا سَيفَ إلّا ذو الفِقارِ

ولا فَتى إلّا عَلي

هذه الأبيات لحسّان بن ثابت الأنصاري (554 - 674) شاعر رسول الله، يشير بها إلى ما حدث في موقعة أُحُد عندما انهزم المسلمون أمام المشركين، فأعطى النبيّ سيفَه المسمّى بذي الفِقار  عليّ بن أبي طالب، فحمل به على المشركين فكشفهم وفرّق جمعَهم. وذُكر أنه سُمِع حينها مُنادٍ يقول:

لا سيفَ إلّا ذو الفِقار 
ولا فتى إلّا علي

وفي هذه الحادثة روايات كثيرة نكتفي منها بهذا القدر للدلالة على مكانة هذا السيف عند المسلمين وارتباطه باسم الإمام علي على مدى العصور. وتيمّناً بهذا السيف وبحامله يطلَق اسم "ذو الفقار" على المولود الذكر.

أما سبب تسمية هذا السيف بذي الفِقار فلأنه كان مُفَقّراً. والسيف المفقّر هو الذي فيه حُزوز على متنه. وقيل سُمّي بذلك لما في ظهره من الفقرات كفقرات الظهر. وفي كتاب "البداية والنهاية" لابن الأثير: سُمّي بذلك لأنه كان فيه حُفَر صِغار حِسان. وقد اختُلِف في شكل هذا السيف لكن الصورة الشائعة عنه أن رأسه كان ذا شُعبتَين. 

وكان من عادة العرب أن يطلقوا على سيوفهم أسماء أو صفات تُعرف بها، وغالباً ما تدلّ على أشياء تتميّز بها مثل معدنها أو حِدّتها أو مضائها أو زينتها أو مجال استعمالها. من ذلك مثلاً إذا كان السيف مصنوعاً في قُرى قريبة من الريف يُسمّى المشرَفِيّ. وإذا استُعمل السيف في قطع الأشجار يُسمّى المِعضَد. والسيف المصنوع في بلاد الهند يسمّى المُهنّد. وللسيف عند العرب نحو 300 اسم نذكر منها: الصَّمصامة وهو السيف الذي لا ينثني. والبارقة وهو السيف الذي يُرى له بريق. والحُسام وهو السيف الحاد الذي يحسم المعركة. 

وذو الفقار لغةً اسم مركّب بالإضافة من كلمة ذو ومعناها صاحِب ومن الفقار وهي أشبه بخرزات الظهر كما تقدّم. ومن أشهر من عرِف بهذا الاسم الرئيس الباكستاني ذو الفقار علي بوتو (1928 - 1979)، وذو الفقار قُبَيسي (1938 - 2022) كاتب وصحافي لبناني.

وقد عُرف بعض ملوك اليمن القدماء بلقب ذو مُضافاً إلى اسم منطقة أو قصر أو حصن يقع في مُلك كل منهم. من هؤلاء ملوك حِمْيَر: ذو نفر، ذو ظليم، ذو كِلاع، ذو رُعَين، ذو نُواس، ذو يَزَن.

وذو القرنَين ملك ورد ذكره في القرآن الكريم. وذو القرنَين أيضاً لقب الإسكندر الأكبر المقدوني.

وذو الكَفِل نبي عربي مذكور في سورة الأنبياء. وذو النون أبو الفيض ثَوبان صوفي مصري نوبي أدخل حالة الوجد والحب المطلق في التصوّف.

وذو النون أسرة بربرية من قبيلة هوّارة من ملوك الطوائف في الأندلس حكموا طُلَيطُلة (1032 - 1092).