الميتافيرس والمستقبل.. عالم ما بعد الواقع

يبدو الانسان أنه سيعيش في المستقبل حياة ثانية وثالثة في عوالم افتراضية، ولطالما حلم الإنسان بالانعتاق من فكرة الزمان والمكان... فهل بات الإنسان يعيش حلمه واقعاً في زمن الميتافيرس والذكاء الاصطناعي أو سيعيش الكوابيس واقعاً؟

  • الميتافيرس عالم جديد يدمج العالم الافتراضي بالعالم الواقعي.
    الميتافيرس عالم جديد يدمج العالم الافتراضي بالعالم الواقعي.

يسعى الإنسان دوماً إلى التطوير والبحث عن الأفضل منذ بدء الخليقة ولقد بدأت من هناك رحلة البحث عن كل شيء. إنها الرغبة في الاستمرار والحياة، حيث ترتبط ارتباطاً وثيقاً بغرائز البشر وطبيعتهم، ولذا يحاولون جاهدين لتكييف كل ما حولهم من أجل البقاء وإن اختلفت أوجه هذا البقاء ومسمياته. ومن ينظر إلى التاريخ ويتأمل القصص يدرك أن التطور سمة رئيسية في طبيعة الإنسان وإن اختلف شكل هذا التطور من حقبة إلى أخرى ومن بيئة إلى أخرى. 

من هنا نتناول الميتافيرس للتعرف على هذا النوع الجديد من التكنولوجيا. الميتافيرس تعد المفردة الغامضة في حد ذاتها والمنقسمة في نفسها إذ أنها توهم بواقع ولا واقع في الوقت ذاته، حقيقة ولا حقيقة. وفي الأبحاث ذُكر أن مفردة Metaverse مكوّنة من شقين، ميتا وتعنى (ما وراء) في اليونانية، و(فيرس) تعني الكون أو العالم، أي أن الكلمة تعني ما وراء الواقع إن صحت هذه التسمية[1]، وتمثل الميتافيرس أحدث ما وصلت إليه التكنولوجيا بعد عقود من التطور والتدرج في عالم الويب وشبكة الإنترنت.

يعود أول استخدام لهذا المصطلح الى العام 1992 حيث استخدمه نيل ستيفنسون Neal Stephenson الذي استخدمه في رواية الخيال العلمي "تحطم الثلج" Snow Crash، حيث يتفاعل البشر كشخصيات خيالية مع بعضهم البعض ومع برمجيات، في فضاء افتراضي ثلاثي الأبعاد 3D مشابه للعالم الحقيقي[2]. 

وبعد عقود، أثار المستثمر ماثيو بول Mathew Ball الوعي حول الميتافيرس في سلسلة مقالات ركزت على حاضر ومستقبل Epic games والتي تملك لعبة فورتنايتFortnight[3].3  

عام 2003 تم إطلاق منصة العالم الافتراضي "الحياة الثانية" Second Life، التي تُصنّف عل أنها أول ميتافيرس وصورت المستخدم على أنه رمز في عالم ثلاثي الأبعاد 3D، وقد دمجت عدداً من مواقع التواصل الاجتماعيـة وتميزت بأهم ميزات العالم الافتراضي، وهي الحياة الاجتماعية، وهي أشبه بحياة ثانية موازية للحياة البشرية التي نعيش.

ثم ظهر العديد من العوالم الافتراضية التي استخدمت بشكل أساسي في الألعاب الالكترونية مثل Minecraft, World of Warcraft ، Fortnight.

مفهوم الميتافيرس 

أشارت أبحاث عدة تدور حول الميتافيرس إلى أن هناك غموضاً لايزال ملموساً في تحديدمعنى تام وواضح للميتافيرس وماهيتها، وربما يعود ذلك إلى أنه لايزال هناك المزيد من العمل ليتم تطوير هذه التكنولوجيا بشكل كامل[4].

لكن يمكن القول إن الميتافيرس هي عبارة عن شبكة اجتماعية ضخمة تتضمن مزيجاً من تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والواقع المختلط (MR) والبيئات ثلاثية الأبعاد 3D بالإضافة إلى تقنيات الذكاء الاصطناعي (AI). حيث يتم التفاعل معها في الوقت الحقيقي وبشكل فعال ومستمر، يشترك فيه عدد غير محدود من الأشخاص حول العالم، ويوفر بيئة انغماس حقيقة للمستخدمين وإحساساً حقيقياً، وبتواصل حقيقي افتراضي في بيئات مشابهة تماماً للبيئات في الواقع، كما تتم فيها أنواع التعاملات المختلفة كالاتصالات والدفع وغيرها.

كذلك فقد ذكر ماي ستاكيديز[5] أن ميتافيرس هي عالم ما بعد الواقع، يتم فيه دمج الواقع المادي مع البيئات الافتراضية بشبكة متصلة تضم تفاعلات مستمرة ومتعددة الأشخاص، وتحتوي عوالم للّعب المفتوح وتقوم على الواقع الافتراضي VR والمعزز AR، ويتم تمثيل المستخدمين فيها بصور رمزية يتم التفاعل بينها في الوقت الفعلي وبإحساس غامر يعيشه المستخدمون ويطلق على هذه الرموز أفاتار (Avatar).

فكرة بيئة ميتافيرس ونوع التكنولوجيا المستخدمة فيها 

تقوم ميتافيرس على أنواع معقدة ومتداخلة من تكنولوجيا الواقع الافتراضي (VR) والواقع المعزز (AR) والخليط (MR) وتشكل معاً مزيجاً يكون ما يسمى بالواقع الممتدXR))، وبالاعتماد على تقنيات ثلاثية الأبعاد لتكوين كائنات افتراضية تتكامل بشكل وثيق مع المحسوسات المادية والبشرية، وتتداخل معها أيضاً تقنيات الذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء والرؤية الحاسوبية ومستشعرات حسية وتقنيات أخرى كالبلوكتشين لضمان تخزين البيانات والتعامل معها، بما يضمن الحماية والخصوصية للمستخدمين.  

في بحث عن الميتافيرس هناك ثماني تقنيات أساسية تقوم عليها ميتافيرس تشمل الواقع الممتد وتفاعل المستخدم والروبوتات والذكاء الاصطناعي وما يرتبط بها من تقنيات أخرى[6]. 

الميتافيرس والحياة الاجتماعية

-الميتافيرس هي الحياة الاجتماعية الافتراضية، وهي أشبه بحياة ثانية موازية للحياة البشرية التي نعيش وينتج عن ذلك مميزات وسلبيات في الحياة الاجتماعية التي يمكن أن تنتج عن استخدام ميتافيرس اجتماعياً.

من أهم المميزات التي ذكرها مارك زوكربيرغ عندما أعلن عن تغيير اسم الشركة إلى ميتا، والتي أرى أنها مميزات مذهلة حقاً، هي:

-التفاعل والتشارك مع الأشخاص والأصدقاء ومشاركة الهوايات المحببة سوياً في الوقت الفعلي كألعاب الفيديو وحضور مناسباتهم الاجتماعية من دون عناء أو تحمل تكاليف السفر والتي لا تتوفر أحياناً في العالم المادي.

-الميزة المهمة التي ذكرها كذلك هي التخفيف من الازدحام وحفظ الأوقات وتجنب المشكلات الناتجة عن صعوبة المواصلات وتعقدها.

-وجود مساحات متنوعة تماثل أو تفوق المساحات الحقيقة، تتم فيها ممارسة الحياة الافتراضية، فهناك مساحة البيت ومساحة العمل ومساحة للعب ومساحات للتفاعل مع العالم الخارجي في الميتافيرس، تتيح خيارات عديدة للمستخدمين فلا تسبب الملل والروتين.

وأضيف إلى هذه المميزات من وجهة نظري ما يلي:

-إيجاد العلاقات الاجتماعية المناسبة لفئات معينة يتم تجاهلها كثيراً في الواقع الحقيقي، ككبار السن في دور المسنين، أو ذوي الاحتياجات الخاصة في مراكزهم والذين يفتقدون إلى حقيقة التواصل الاجتماعي إلا في حدود قليلة.

-  حضور مباريات كرة القدم بشكل خاص له شعور آخر عندما يتم بكامل الانغماس وجو المباراة الحقيقي والذي لا يشبه أبداً متابعة المباراة عبر التلفاز.

- إيجاد الشركاء واختيارهم، كاختيار الزوج أو الزوجة المناسبين في الحياة الواقعية عبر الافتراضية قد تكون ميزة حقيقة يمكن التوصل اليها عبر الواقع الافتراضي من خلال معرفة عميقة للشخصيات واختيار المعايير المناسبة لكل منهما قد تدفع في نهاية المطاف إلى علاقات زوجية ناجحة.

- من المميزات الرائعة كذلك الصور الرمزية المعبّرة عن شخصية المستخدم (Avatar) حيث تتيح للمستخدم اختيار ما يرغب فيه من دون حدود معينة في رسم شخصية تعبّر تماماً عن صاحبها.

ومن ناحية أخرى، فإن القلق بشأن ما يمكن أن تتسبب به الميتافيرس من السلبيات تتمثل أبرزها في:

-الخصوصية، هي التهديد الأكبر الذي قد تقتحمه ميتافيرس، فلا مكان هناك للاختباء والحفاظ على الجدران المغلقة. فبيانات الأشخاص أصبحت ملكاً للجميع شاؤوا أم أبوا، ولكن قد تساعد قوانين الخصوصية ووجود المعايير الصارمة على الشركات إلى تجنب المشكلات العميقة في هذه النقطة.

-الانعزال، هو الآخر قد يشكل ضرراً حقيقياً على الأفراد والمجتمعات في الواقع المادي، فقد يصبح كل شخص يعيش في عالمه الميتافيرسي وينسى عالمه الواقعي وربما لن يجيد التعامل مع الواقع بمرور الوقت.

كذلك هناك الخوف من انهيار الأخلاق والتعرض لجرعات عالية من الإباحية والجنس قد تدمر على المدى الطويل مبادئ وأخلاق الجيل، وينشأ بالتالي جيل لا يعلم الفرق بين العلاقات وأيها حلال أو أيها حرام. وهنا يأتي دور كل مربي وتربوي في السباق نحو بناء ثقافة ووعي وإدراك وكذلك بناء ميتافيرس يناسب أخلاق، وتوجهات وثقافة الأمة والوطن.

الميتافيرس والنقل

يمكن للجهات الفاعلة في قطاع النقل اليوم تحقيق قيمة تجارية مجزية بالاستفادة من التقنيات المصممة لدعم عالم الميتافيرس، على الرغم من أنه يحتاج سنوات عديدة لتوفير تجربة متكاملة ومترابطة.

تمثل قيادة السيارة تجربة مادية بحتة؛ بدءًا من توجيه المقود وضغط دواسة الوقود وحتى الشعور بتوقف السيارة المفاجئ. ويمكن أن يحمل المستقبل يومًا ما تجربة قيادة مشابهة من خلال عالم الميتافيرس، النسخة التالية من عالم الإنترنت التي تتيح للجميع دخول عالم افتراضي يحاكي الواقع بدقة.

يتطلب إنشاء عالم الميتافيرس المتكامل مدة تتراوح بين خمس وعشر سنوات كحد أدنى، غير أنه يمكن للجهات المعنية في قطاع النقل اليوم تحقيق قيمة تجارية مجزية من النماذج الأولية من الميتافيرس. وتعتمد تقنيات التجسيد المبكرة على الحوسبة المكانية والواقع الموسع، وهو تعريف يشمل الواقع المعزز والواقع الافتراضي والواقع المختلط. وساهمت النسخة الأولية من عالم الميتافيرس في تحسين المبيعات والعمليات في قطاع النقل، حيث بدأ العديد من مصنعي القطع الأصلية وباقي الجهات الفعالة بإطلاق مبادرات في عالم الميتافيرس لاستكشاف منافعه لمجالات أعمالهم الرئيسية.

كشف استبيان حول المستهلكين أجرته ماكنزي أخيراً عن تفضيل 59% من المشاركين إجراء نشاط واحد يومياً على الأقل، مثل التواصل الاجتماعي أو التسوق أو الرياضة أو التعليم، في العالم الافتراضي بدلًا من أرض الواقع. وأشار استبيان آخر إلى حالة الترقب الكبيرة حول مستقبل الميتافيرس لدى مختلف الشرائح السكانية من الجنسين ومن جميع المناطق والأعمار.

وتتخطى هذه التقنيات المواقع الإلكترونية التي تسمح للمستخدمين باستعراض مزايا السيارة أو خيارات التخصيص. وعلى سبيل المثال، توفر منصة ''RelayCars'' تطبيقاً للهاتف المحمول يتيح للمستخدمين استعراض آلاف السيارات من خلال عناصر مرئية ثلاثية الأبعاد مدعومة بالذكاء المعزز. ولكن حتى مع الأدوات الرقمية الأكثر تطوراً، لا شك أن مشتري السيارات النموذجيين سيطلبون رؤية السيارات على أرض الواقع قبل شرائها. فحتى أفضل الصور على الإنترنت قد لا توفر الوضوح والتفاصيل التي يحتاجها المشترون[7].

وبدأت الجهات الفاعلة في قطاع النقل بإنشاء صور رمزية تؤدي دور موظفي المبيعات ومشاهير التواصل الاجتماعي وسفراء العلامات التجارية. استخدمت "بورشيه" مثلاً سفراء افتراضيين للعلامة في الصين لاستقطاب العملاء من الشباب.

وعلى صعيد التسويق، يمكن لهؤلاء المصنعين تحسين تفاعل المستهلكين من خلال إنشاء تجارب عملاء عالية التميّز لا يمكن توفيرها على أرض الواقع، مثل استضافة فعالية إطلاق في غابة افتراضية لتسليط الضوء على استخدام المواد المستدامة، أو السماح للمستهلكين بقيادة سياراتهم الجديدة في سباقات افتراضية لإبراز إرث علامات السيارات الرياضية.

الميتافيرس والطيران

كما تَعِدُ الميتافيرس بفوائد جمّة في مجال الطيران على وجه الخصوص، حيث تعطي فرصاً هائلة للتفاعل مع الطائرات وتقدم تجارب طيران شبه حقيقية، كذلك في مجال صيانتها وهندستها بواسطة النظارات الذكية معززة بكائنات افتراضية ووحدات تعالج الكلام واللغات المختلفة للمسافرين وخطط ذكية للسيطرة على الأجواء في السماء والهيمنة على مسار الرحلات في تفاعل مستمر وتفاصيل دقيقه تثير الدهشة وتدعو إلى الاستفادة من الميتافيرس بأفضل الطرق في مجال الطيران وتعليمه[8].

الميتافيرس والحرب

في عصر الميتافيرس العسكري سيتم استخدام أدوات الجذب القوية بشكل تمثيلي درامي ومحاكاة الواقع، أثناء استخدام وسائل التواصل الاجتماعي لإحداث الانتشار الفيروسي وإصابة العدو في آلته التكنولوجية عبر توجيه ضربات قوية لبرامجه الالكترونية وشبكاته السيبرانية، وكذا جذب الحشود الضخمة وإثارتهم وتحفيزهم للمشاركة في بناء نظام قوي يسمح بإحداث التأثير المطلوب[9].

وسيحقق الميتافيرس فضاء تعليمياً متقدماً، وهو ما يسهم بشكل فعال في إعداد المقاتل المؤهل بمواصفات عالية وجاهزية كبيرة حيث تتوفر له فرص تعليمية افتراضية موزعة ومترابطة عالية الجودة مصممة خصيصاً لقدراته الشخصية، في أي مكان وزمان، كما يمكن أن يستفيد من بعض تطورات  الواقع المختلط في التعليم سواء المدني أو العسكري[10].

الميتافيرس والتاريخ

وفي التاريخ يمكن الاستفادة منها بشكل كبير في عرض التاريخ والثقافات البائدة واستكشاف أسرار التاريخ وغرائب الماضي والبحث عن قصص الأمم الغابرة والحضارات السابقة وتمثيلها بشكل واقعي يوحي بمعايشه الإنسان ومعاصرته لكافة العصور المختلفة.

الميتافيرس والفنون الجميلة

تمثل الميتافيرس بيئة فنية خصبة لتعليم وتعلّم الفن بأشكاله وألوانه وتفسيراته، وربما يتمكن سكان الميتافيرس يوماً ما من حل الألغاز الغامضة في لوحات بابلو بيكاسو الشهيرة، وكتابة صفحة جديدة في الفن بواسطة الميتافيرس، وما تدعمه من خيال فني لا محدود يسمح للجميع بالمساهمة فيه والمشاركة في رسمه وإنشاء ما يريد من دون قيود.

الشركات العاملة في بناء منصات الميتافيرس

تأسست شركة Novaquark في عام 2014 لبناء ميتافيرس، وقبل بضع سنوات قامت بتسجيل اسمها التجاري "The Metaverse Company"، وتتيح تقنيتها الفريدة الجيل التالي من وحدات البيكسل للمستخدمين إمكانية إنشاء محتوى ثلاثي الأبعاد بسهولة وتعديله واستبداله وبيعه في مكان رقمي. هذا هو الأساس الذي لا بد منه للميتافيرس: الجودة ثلاثية الأبعاد، والتفاعلية، والملكية.

كانت ميتا المعروفة سابقاً باسم فيسبوك واحدة من أكثر الشركات شهرة في بناء منصة ميتافيرس، بالإضافة إلى كل من شركة Unity Software وشركة Nvidia وشركة Microsoft وشركة Epic Games وشركة Roblox.

في نهاية شهر تموز / يوليو2021 قال الرئيس التنفيذي لشركة ميتا مارك زوكربيرغ إن الشركة ستخطط من أجل التحول إلى منصة ميتافيرس بدلاً من أنها شركة وسائط اجتماعية خلال الخمس سنوات القادمة أو نحو ذلك.

قال زوكربيرغ في تشرين الأول/ أكتوبر 2021: "نحن في بداية الفصل التالي للإنترنت، وهو الفصل التالي للشركة أيضاً". وأضاف أن النظام الأساسي التالي سيكون أكثر شمولاً، سيكون الإنترنت المتجسد حيث تكون في التجربة وليس مجرد النظر إليه حيث يمكن أن يلامس كل منتج نقوم ببنائه.

وصف زوكربيرغ بأنه ستكون في ميتافيرس قادراً على فعل أي شيء تقريباً يمكنك تخيّله، الالتقاء مع الأصدقاء والعائلة والعمل والتعلّم واللعب والتسوّق والابتكار، بالإضافة إلى تجارب جديدة تماماً لا تتناسب حقاً مع طريقة تفكيرنا عن أجهزة الكمبيوتر أو الهواتف اليوم".

وقد أعلنت شركة ميتا Meta في شهر تشرين الثاني / نوفمبر 2021 عن بعض الشركاء الجدد الذين ستتعاون معهم "لبناء ميتافيرس بشكل مسؤول"، وقد تعرضت المجموعة لانتقادات بسبب خططها، حيث تم تسليط الضوء على مخاوف الخصوصية والتنظيم، فيما أشار آخرون إلى كيفية بيع المفهوم بالكامل على أساس فكرة أن الناس سيشترون سماعة رأس للمشاركة في المقام الأول.

وكشفت شركة مايكروسوفت Microsoft عن خططها ومشاركتها في ميتافيرس بما في ذلك تطوير فريق Mesh، يسمح موقع Mesh الذي أعلنت عنه مايكروسوفت في آذار / مارس 2022 للمؤسسات بإنشاء ميتافيرس وعوالم افتراضية ثابتة يتعاون الناس فيها، وهي أماكن تربط العالم المادي بالعالم الافتراضي عبر المزدوجات الرقمية للأشخاص والأماكن والأشياء.

وقالت مايكروسوفت إنه سيناريوهات هذه التقنية استهدفت الأشخاص الذين يعملون مع نماذج مادية ثلاثية الأبعاد لكل شيء بدءاً من الدراجات والأثاث الراقي إلى المحركات النفاثة الجديدة والملاعب الرياضية، تسمح المساحات الافتراضية لـMesh، والتي تدعم الشبكات الشبكية للمصممين والمهندسين والطلاب والمدرسين بالتعاون والتكرار بغض النظر عن مواقعهم المادية. وأضافت الشركة أن الطلاب يمكنهم تعلّم كيفية صنع سيارات كهربائية أو تشريح إنسان.

مستقبل الميتافيرس

قالت شركة ميتا Meta إنها تأمل أن تصل ميتافيرس إلى أكثر من مليار شخص خلال العشر سنوات المقبلة، بينما أخبر مؤسس شركة Novaquark أن العقدين المقبلين سيكونان مفتاحاً لتنفيذه، وقال إن اعتماد الأصول الرقمية يأتي بشكل أساسي في أعقاب نمو الإنترنت في تسعينيات القرن العشرين، وإن اعتماد التجارب التي يولدها المستخدمون مرتبط بجيل من الأشخاص الذين جرّبوا إبداعاً قوياً عبر الإنترنت.

يبدو الانسان في المستقبل أنه سيعيش حياة ثانية وثالثة في عوالم افتراضية، ولطالما حلم الإنسان بالانعتاق من فكرة الزمان والمكان... فهل بات الإنسان يعيش حلمه واقعاً في زمن الميتافيرس والذكاء الاصطناعي أو سيعيش الكوابيس واقعاً؟ القادم من السنوات سيحمل الجواب الأكيد.

الهوامش 
[1] Mystakidis, S. (2022). Metaverse. Encyclopedia, 2(1), 486–497. https://doi.org/10.3390/encyclopedia2010031 
[2] Steve Banford (2021) “Metaverse: five Things to Know- and What it Cloud mean for you”, Available Online: https://theconversation.com/metaverse-five-things-to-know-and-what-it-could-mean-for-you-171061
[3] Eric Sheridan, Michael Ng, Lane Czura, Alexandra Steiger, Alex Vegliante & Kath (2021). "Framing the Future of Web 3.0". Metaverse Edition. Equality Research, The Goldman Sachs Group, Inc.p.4
[4] Lee, L.-H., Braud, T., Zhou, P., Wang, L., Xu, D., Lin, Z., Kumar, A., Bermejo, C., & Hui, P. (2021). All One Needs to Know about Metaverse: A Complete Survey on Technological Singularity, Virtual Ecosystem, and Research Agenda. 14(8), 1–66. http://arxiv.org/abs/2110.05352
[5] Mystakidis, S. (2022). Metaverse. Encyclopedia, 2(1), 486–497.   

 https://doi.org/10.3390/encyclopedia2010031  
[6]Lee, L.-H., Braud, T., Zhou, P., Wang, L., Xu, D., Lin, Z., Kumar, A., Bermejo, C., & Hui, P. (2021). All One Needs to Know about Metaverse: A Complete Survey on Technological Singularity, Virtual Ecosystem, and Research Agenda. 14(8), 1–66. http://arxiv.org/abs/2110.05352 

[7] الميتافيرس ودوره في تعزيز القيمة في قطاع التنقل، مقالة منشورة على الرابط التالي:

https://www.mckinsey.com/featured-insights/highlights-in-arabic/the-metaverse-driving-value-in-the-mobility-sector-arabic/ar
  
[8] Towards Aircraft Maintenance Metaverse Using Speech Interactions with Virtual Objects in Mixed Reality ,by Aziz Siyaev  and Geun-Sik Jo  1  , Sensors, 21(6) , 1–21

https://www.mdpi.com/1424-8220/21/6/2066

[9]  مجلة الجندي، العدد 588، كانون الثاني 2023، ص 36.
[10]  المصدر السابق نفسه، ص 37.

اخترنا لك