القائد بين السياسة والسلطة والنفوذ

تناول المؤلف أهم تحديات القائد وقال إنه ينبغي أن يعرف متى يتوقف، وأن يعرف حدود مشروعه القيادي، وأن يتنبه لأعراض جنون العظمة غير الظاهرة للعيان. 

  • كتاب
    كتاب "القائد بين السياسة والسلطة والنفوذ" للمستشار قصي محبوبة.

بدأ المؤلف قصيّ محبوبة كتابه "القائد بين السياسة والسلطة والنفوذ.. صراع المفاهيم والشخصيات في الأمم والدول والمؤسسات" (الصادر عن دار الرافدين في بيروت) بطرح سؤال: لماذا القيادة؟ وأجاب ان القيادة تتشكل من مجموعة عوامل، تتفاعل فيما بينها، فيما يُعرف بالمنظومة القيادية. كما أن موضوع القيادة الذي تحوَّل من تعبير لوصف الحاكم والحُكم، هو مكوّن أساسي في عملية السعي المتواصل للوصول إلى تميّز ودعامة أساسية في خلق قدرة على التعامل مع التحديات على كل المستويات. وقد انتقل علم القيادة من خانة التصنيف الفكري – النظري، الى الفضاء الأوسع والشامل، علماً أن علم القيادة دخل إلى الجامعات والمؤسسات البحثية ومراكز الدراسات، حيث الشعور الأكيد بأن هذا العلم يتقدم بثبات على سائر العلوم.

ويؤكد الكاتب أنه مهما تطورناً شعوباً وحضارات، فإننا نحتاج إلى القيادة الماهرة ذات الكفاءة، حيث القناعات تؤكد أن القيادة هي المفتاح الرئيس لأي مشروع قيادي.

يؤكد المؤلف أننا نصارع أزمة قيادة، و"أن الجميع قادرون على أن يكونوا قادة أفضل لأن القادة لا يولدون وبيدهم صولجان. ويعترف بأن هناك من هم بالفطرة قادة أفضل من غيرهم، ولكن حتى هذه الفطرة والموهبة تتلاشى، إذا لم تُصقل وتُشحذ كأي موهبة أخرى. إذّاً العلاقة بين القيادة وتعلّم فنونها، هي علاقة تكاملية، لا تصلح الأولى إن لم تتوفر الأُخرى".

ونقل المؤلف عن ونستون تشرشل نبوءته حينما قال: "إمبراطوريات المستقبل، هي إمبراطوريات العقول، وقادة المستقبل هم قادة العقول!".

وتحت عنوان "القيادة من الخَلق إلى الحكمة" يقول الكاتب إنه منذ 3000 منذ زمن "هيرودوت" حتى اليوم بقيت المبادئ من دون تغيير، ولكن  الذي تغيّر طرق تطبيق المبادئ"، والجيوش لم تتغير، بل الأسلحة تغيرت. والقيادة لم ولن تتغير، فهي تتمحور حول شخصية القائد ومهاراته وكيف يتفهم أتباعَه ويُفهمهم أهدافه.

ويدعو المؤلف الى الاتفاق على بداية: أن الله هو القائد الأشمل والأعمّ، وأن نظرية الخلق هي الأكمل. وأكد المؤلف أن "القيادة تبدأ من الله وتنتهي بأبسط كائن خلقَه. وإن قمة القيادة هي أن تُطاع، ولكن سرّ مجدها مَكنون في طاعتها للحكمة".

القادة يُولَدون ولا يُصنعون

وعنون المؤلف الفصل الأول : "البدايةُ: كان الرجلُ عظيماً". ويعتمد ذلك على فرضيتين:

1-                 القادة يُولَدون ولا يُصنعون.

2-    القادة العظماء، يقفون ويظهرون حينما تكون هناك احتياجات عظيمة.

ورأى الكاتب أن أغلب القادة العظماء جاؤوا من الطبقات الاستقراطية والمرأة وجدت في مجالات أخرى غير القيادة.

وتناول نظرية السمات، وحدد أربعة مفاتيح للسمات؛ وهي:

1-     الاستقرار ورباطة الجأش، الهدوء، الثقة بالنفس، القدرة على توقع التطورات، عند الشّدة.

2-                 الإعتراف بالخطأ.

3-    المهارات الشخصية الجيدة والتعامل الجيد.

4-    اتساع الفكر (الإطلاع الواسع).

وعرض الكاتب النظرية السلوكية التي تُميّز سلوكيات النجاح، وشرح فرضيات نظرية الأدوار، لينتقل منها الى تفسير الصراعات وأدوراها، وأن حسم الصراع يعتمد على نوعية القيادة ونوعية الأتباع، وهما ما يحدد حسم الصراع سلمياً أم عنفياً.

وينتقل المؤلف الى نظرية شبكة القيادة التي تعتمد على النظرية السلوكية، وشبكة القيادة هي العلاقة بين الثقائد وأتباعه وبين القائد وأهدافه، والتوازن بين الأهداف والأتباع. ويعرض الكاتب لمفهوم القيادة الفقيرة، ويكون القادة غير مهتمين بالأهداف ولا الأتباع. 

أما القيادة بعقلية القرية فينظر القادة الى الأتباع على أنهم المصدر الأساس لقيادتهم. أما القيادة التي تُهلك نفسها، وفي الأطار السياسي، يكون قائداً دكتاتورياً، يعتمدون على "الكاريزما"، أما القيادة في منتصف الطريق، حيث يتبع القائد أسلوب الموازنة بين الاهتمام بالأتباع والاهتمام بالأهداف..فاالقائد هنا في منتصف الطريق، وفي منتصف الطريق لتحقيق أهدافه، أما كيف للقيادة أن تتألق؟ 

حينما يكون الاهتمام بالأتباع في أقصى درجاته وفي نفس الوقت يكون الاهتمام بالأهداف في ذروته. القائد في الإطار السياسي في هذا الأسلوب، هو القائد المثال والقدوة.

القيادة الظرفية

أما نظرية القيادة الظرفية، فتفترض فرضيتين:

1-    القائد الذي تميز في مرحلة ما، وليس في جميع المراحل.

2-    لكل مرحلة رجالها وقادتها، لأن كل مرحلة لها ظروفها ومتطلباتها.

أي "أن تكون في المكان الصحيح في الوقت الصحيح" وهناك أنهم يستشعرون: أنها لحظتهم، فإما أن يكونوا بها، وإما لن يكونوا أبداً"، هؤلاء هم قادة اللحظة. ومنهم ونستون تشرشل وهو من أكبر القادة الظرفيين وأهمهم في التاريخ الحديث، وكذلك شارل ديغول.

ولفت المؤلف إلى أن المؤسسات وفق النظرية الظرفية تحتاج إلى قادة من نوع خاص. ويعطي مثالاً: المؤسسات العسكرية.

ويشرح المؤلف نظرية القيادة الجزائية التي تتبنى أربع فرضيات، وهي:

1-    أن المحرك الرئيس هو الثواب والعقاب.

2-    أن النظم الاجتماعية والسياسية تعمل بأفضل وجه حينما تضع القيادة إجراءات صارمة.

3-    عندما يوافق الناس على القائد والنظام، فالصلاحيات مطلقة.

4-    الغرض الرئيس من أي تبعية هو تنفيذ ما يطلبه القائد، من دون رأي أو تحمُّل مسؤولية.

هنا يؤمن القائد بالمسافة الفاصلة بين "المصلحة" و"الخوف" فقط، ويتحرك بينهما ببراعة في ضبط نبضات أتباعه وتحقيق أهدافه. أما القائد والسياسة الجزائية فتقوم على العقد المُبرم بين الأتباع والقائد..المبني على أساس الانتماء الحزبي، وتطبق السياسة الجزائية في الأحزاب الشمولية. 

قيادة المؤسسات

أما قيادة المؤسسات وسياسة الجزاء فيكون العقد المبرم بين المؤسسة وعامليها (الأتباع) هو الأجر في مقابل العمل، وهي أقرب الى الإدارة منه إلى القيادة. كما تموت المؤسسات بين خطّي الثواب والعقاب. فيما القيادة التحويلية تفترض ثلاث فرضيات:

1-    الناس يتبعون القائد الذي يلهمهم.

2-    القائد الذي يمتلك رؤية قوية، وعاطفة جياشة.

3-    الطريق الى تحقيق إنجازات القائد، يكون بواسطة حقن الحماس والطاقة.

القيادة التحويلية هي التي شكّلت أغلب أحداث التاريخ، وتحتوي أربعة أنواع رئيسية من القادة، هي:

1-                 المفكرون.

2-                 الإصلاحيون.

3-                 الثوريون.

4-                 العظماء.

أما قادة الإصلاح، ومنهم مثلاً جمال الدين الأفغاني، وهم يقومون بالتغيير من الداخل، في جزء من المجتمع ثم يشمله كله. أما القيادة الثورية، فتتطلب الالتزام والمثابرة والشجاعة ونكران الذات، حيث تضحي القيادة بنفسها، والثورة نطاق حركتها كل المجتمع. 

والقائد الثوري لديه رؤية قوية وإحساس عالٍ بالقيم النهائية لثورتهم. أما القادة الكاريزماتيون فتتمحور القيادة حول شخصية القائد حيث يكون القادة فائقي التأثير بسبب كاريزما القيادة التي يتصفون بها.

ويشرح الكاتب ماهية الكاريزما، وصفاتها، وسيكولوجيتها. كما تناول المؤلف الكاريزماتية المسرحية أو المظهرية، مثل قبعة وعصا تشرشل الملازمتان لشخصيته.

كما تحدث عن مفهوم الرؤية في القيادة والمؤسسات وأهميتها، مثلا رؤية المهاتما غاندي، ورؤية الإمام "الخميني الذي جمع بين صفتي القائد السياسي والقائد الديني المصلح. 

وشرح الكاتب كيف تتشكل الرؤية، وكيف يتم بيعها وتقوم تجارة الأمل. وشرح كيف يتقدم القائد ورؤيته الأتباع. كما شرح عن السلطة وهي طريقة حكم الاتباع، وتحدث عن سلطة الكاريزما، أو السلطة الساحرة الملهمة وانتصارها والتحديات التي تواجهها. كما تطرق الى السلطة التقليدية التي عندما تواجه تحدي عدم تطور الرأسمالية السياسية والاقتصادية. وانتقل الكاتب الى السلطة البيروقراطية.

"القيادة من السماء"

أما الفصل الثاني فجاء تحت عنوان: "القيادة من السماء"، وتحدث عن قيادة الأنبياء مع الحذر من الدخول في متاهات، بين ما هو إلهي مقدس، وبين ما هو إنساني مجرد. ورأى أن الانبياء بيّنوا: أن القيادة فعل، وليست ردة فعل، وأنها أسلوب حياة وليست هالة إعلامية، وبهرجة مناصب. 

وتحدث عن قيادة النبي آدم وبداية الصراع الإنساني، وتحدث عن الأنبياء من موسى، إلى يسوع المسيح، الى النبي محمد (ص) وأهدافه الصعبة، والذي حقق الإنجاز الذي تحدى الزمن. وتحدث المؤلف عن مساومة النبي محمد في الوسائل، لا في الأهداف، وتحدث عن العلاقة بين الله القائد الخالق، ومحمد النبي القائد، علاقة مثالية.

استند المؤلف في هذا الفصل على الكثير من الآيات القرآنية.

القيادة نقطة الارتكاز 

وجاء عنوان الفصل الثالث "القيادة .. نقطة الارتكاز"، تحدث كيف يصنع القائد تياره؟ وكيف يتشخصن التيار؟

ويشرح الكاتب تجربة غاندي، والغاندية. ويتحدث عن الإمام الخميني أي الفقيه والقيادة والسلطة، وانبثاق الرؤية الخمينية. وينتقل الى مثال آخر وهو الوهابية. والتناغم بين القائد التقليدي والقائد الإصلاحي. وتحدث عن ديغول وتحوله إلى رؤية.

وتناول المؤلف أهم تحديات القائد وقال إنه ينبغي أن يعرف متى يتوقف، وأن يعرف حدود مشروعه القيادي، وأن يعرف نياته الحسنة أو السيئة، الى جانب وضعه النفسي، وأن يتنبه لأعراض جنون العظمة غير الظاهرة للعيان. 

ونبّه القيادة من رفع شعار "لا يوجد مستحيل" وفي حال رفعه كان سقوطها مدوياً. أي التنبه من الوهم النفسي بأن القيادة تشكل حالة والوقوع بالنرجسية التي تدمر المشروع القيادي، ويخلص الكاتب إلى أن أهمية معرفة نقطة التوقف، لأي قائد فذ، هي من المؤكد كأهمية معرفة نقطة الإنطلاق.

القائد بين السياسة والأخلاق 

وانتقل المؤلف  إلى "مفهوم القائد بين السياسة والأخلاق والعلاقة بينهما"، انطلاقاً من بديهية "كل قائد هو سياسي بالفطرة، ولكن، ليس كل سياسي قائداً. ويتحكم القائد – من دون وعي – بحركة السياسة والدولة والسلطة من الديمقراطية الى الدكتاتورية. 

وتحدث المؤلف عن الميكافيلية والقادة والسياسيين الذين لم يميزوا الحدود الفاصلة بين القيادة والسياسة. كما تطرق إلى أهم ركائز القيادة وهو الإبداع، وتحدث عن أخلاقيات القيادة، ونبّه من أسوأ أنواع القيادة: قيادة القراصنة.

ورأى أن الهدف الأوحد للقائد هو: النفوذ، وأن شخصية القائد لا تتغير آراؤه، ولكن شخصيته تتطور فقط. ويجب أن تكون العلاقة مع الأتباع قوية ومتناسقة. وأسهب الكاتب في شرح الفوارق بين السياسي والقائد.

وتحدث عن الخطأ الشائع حول مصطلح "القيادة السياسية"، والحقيقة أن القيادة تمثل فن الإمكانات، والأصح هو مصطلح "الزعامة السياسية"، ولا يصح القول "القائد السياسي، لكن "الزعيم السياسي"، بحسب رأيه. وأسوأ القادة، من يقع في جهل تعريف المصطلحات.

كما أن السياسي محكوم بالتزلف لإجادته "فن الممكن"، والقائد أخلاقي لا يتقبل المديح، ولا يحيط نفسه بالمتملقين. وأروع ما فسّر علاقة القائد بالسياسة ونتيجتها وهي السلطة، فالتاريخ يحدد حدود العلاقة. كما تقوم القيادة بمحاربة الاستبداد في السياسة والسلطة. وعرض لأفكار فلاسفة السياسة وتطورها حول مفهوم الدولة وفكرتها. كما قال إن لا يمكن الاستغناء عن السياسة، وإن مفهوم "الأمل السياسي" هو ما نُعبّر عنه بـ"الشخصية القيادية". كما أن انحراف الأفراد في الحكومة، ليس العلة بل إن القيادة وحدها تمتلك القواعد لتضبط التوازن بين السياسة والقيادة. يقول المؤلف إن علم القيادة يؤمن بالمذهب البراغماتي، وإن جوهر الفكر البراغماتي هو: أن تدرس الماضي جيداً، وتستخدم الحاضر، كي تنطلق إلى المستقبل، وهذا هو جوهر مفهوم القيادة. لكن السؤال هل الاستبداد عمل أخلاقي أو غير اخلاقي؟ والجواب إنه غير أخلاقي.

القيادة بين الدين والسياسة 

وتناول المؤلف مسألة القيادة بين الدين والسياسة،  حيث تتميز القيادة بأنها تشتق مفهومها من العدل الإلهي، كما لا يمكن تديين السياسة، وأكد الكاتب أنه ليس من دعاة فصل الدين عن السياسة، وليس من المبشّرين بالعلمانية. ولكن يجب أن لا يترك الدين السياسة تُعلّب كما تشاء. ويخلص الى أن علم القيادة، مع الدين، وليس ضد الدين. وعلينا إدراك أن الواقع يخضع لنظرية التغيير، وأخيراً أن "السياسة جميلة ظاهرياً، ولكنها بشعة من الداخل. والدين جميل شكلاً ومضموناً. أما القيادة، فهي كالجَمال، ستعرفه عندما تراه". 

القائد والمستشارون 

وعن القائد والمستشارين والاستشارة، حذر الكاتب من هذه الحلقة، أي المستشارين" التي تضعف القائد، الذي يجب أن تكون لديه قدرة معرفية في اختيارهم. كما أن القائد ليس بالضرورة عبقرياً أو ذكياً لكنه يمتلك نسبة ذكاء عاطفي أعلى. كما أن القائد تحكمه جدلية الاختلاف، والقائد البارع يعشق الجدل ويشجعه. إن القائد عليه أن لا يكون مدفوعاً بالمستشارين والخبراء، فهم لديهمٌّ كم كبير من المعلومات، وليس الأحكام الصحيحة أو القرارات. 

والقائد هو من يتخذ القرار. كما هو من يضع الرجل المناسب في المكان المناسب. 

ويذهب المؤلف الى تعداد الفارق بين القيادة والادارة والتنظيم، وبين القائد والمدير.

وعنون المؤلف الفصل الرابع من الكتاب بـ"الطريق الى القيادة"، فحدد سبع نجوم تقود مسار القائد: تخطيط، رؤية، أخلاق، تواصل، تأثير، قرار، نمو. أما أعمدة القيادة فأولها: إقرأ، قراءة التاريخ، التواصل والاتصال، وبناء الجسور، وعدم التقدم على كثير عن أتباعه. التخطيط ركن مهم في القيادة وفقدانه يفقد القائد سيطرته على منظومته القيادية. كثيراً ما يساء فهم رؤية القائد، والبعض يصوّرها بتنبؤات، ومنهم من يفسّرها بأهداف القائد. فالرؤية هي الحلم، ذو إطار عام وحدود، وهي الوليد الشرعي للقائد. كما للقائد منظومة أخلاقية تقوم على الطاعة، والمقياس للمنظومة هو مصلحة الجماعة. ولتبلور مشروع قيادي لا بد من وجود للحب والحنان عند القائد.

القائد والقرار

بالنسبة للقرار، فحينما نقول "قائد" فنحن نقول" قرار" والعلاقة بينهما علاقة طردية. وهناك فرق بين نوعية القرار، وكمية القرارات، ويكون نجاح القائد بنوعية ونجاح مجموعة القرارات. ويحتاج النجاح للحكمة والمعرفة، والنمو الذي يأتي من القراءة والإطلاع، وامتلاك القائد للعقل المعرفي. كما أن التخطيط يجب أن يلازم فكر القائد.  

كما تطرق المؤلف الى الأزمات وآلية مواجهتها من بناء هيكل الأزمة ثم بدء التقييم والاستعداد للتغيير ثم كسب الدعم وأخيراً الشروع في التغيير.

ثم انتقل الكاتب الى مفهوم التأثير في القيادة التي تعتمد تحديد الهُويّة المبني على الاحترام الكبير، إضافة الى مفهوم "قانون الغطاء" أي مستوى فاعلية تأثير القائد على أتباعه، ومستوى استعيابه واحتوائه لهم.

وعلى القائد أن يسمع رنينه الداخلي، أي أن يعرف نفسه، ليقود بشخصيته، ويجب أن تكون المعادلة: حجم الانتباه + قوة المرونة = قوة التأثير. ولا ينسى المؤلف  الكاريزما وقدرتها على التـأثير.

أما فشل القائد فقد يكون بسبب وجود اتباع فقط ولا يوجد قادة، لذلك عليه أن ينتج قادة، وهو لا يجيده الا القادة المتميزون. 

أما الدلائل على الانحدار الاخلاقي للقائد فهي: الفساد، نمو النرجسية، افتقاد العدل، ضياع الرؤية، لا أرى لا أسمع أنا أتكلم، الجمود، الغرق في السياسة.

وقد ختم المؤلف كتابه في الفصل الخامس بعنوان "ماذا قالوا؟" حيث وضع مقولات لكبار الفلاسفة والمفكرين والقادة حول مفهوم القيادة والقائد.

لا شك أن المؤلف عرض لكثير من النظريات والشروحات والاستطراد في مجالات علم الفلسفة وعلم السياسة ليترشد بهما في تبيان أهمية القيادة. وقد نجح في تقديم مادة معرفية دسمة عن موضوع كتابه. فالكتاب جدير بالقراءة على رغم الاستفاضة والتكرار في بعض الأفكار والطروحات.

اخترنا لك