متى سيتجدد العدوان الصهيو-أميركي على إيران؟
هل تخلت إيران عن برنامجيها النووي والصاروخي ورضيت بتفكيكهما تحت وصاية غربية (أي صهيونية)؟ هل رفعت الراية البيضاء؟ هل استسلمت لمشيئة الطرف الأميركي-الصهيوني سياسياً؟
-
كان على ترامب أن يخرج من المسرح بسرعة البرق!
اندلع الجدال، غربياً، بشأن حجم الضرر الذي لحِق بالبرنامج النووي الإيراني، حتى قبل إعلان ترامب وقف إطلاق رسمياً صبيحة يوم 24/6/2025. وتصاعد ذلك الجدال بصورة أكبر بعد وقف إطلاق النار، لسبيين جوهريين ومترابطين:
1 – أن مقدار الضرر الذي أصاب ذلك البرنامج يحدد الأفق الزمني اللازم لإعادة بنائه وتفعيله، وما إذا كان ذلك الأفق أشهراً قليلة فحسب، أم سنوات طويلة، أم أن البرنامج النووي الإيراني قُضي عليه قضاءًا مبرماً ونهائياً، كما يزعم كلٌ من ترامب ونتنياهو.
2 – أن ذلك يحدد، بدوره، مدى فعالية الحملة الأميركية-الصهيونية لاستهداف إيران عسكرياً بصورة مباشرة، وبالتالي حكمة تجريد تلك الحملة سياسياً، وبالتالي مددى قدرة كلٍ من ترامب ونتنياهو على اتخاذ قرارات مصيرية كحاكمين يواجهان، داخلياً، تشكيكاً حقيقياً في شخصيهما ونهجهما في الحكم.
يذكر، في هذا السياق، أن تأييد الصهاينة للهجوم الأخير على إيران كان عارماً. وبحسب استطلاع للرأي نقلت نتائجه صحيفة "تايمز أوف إسرائيل"، في 19/6/2025، فإن 82% من اليهود "الإسرائيليين"، عبر الخطوط الحزبية والتيارات السياسية، أيدوا شن ضربات على إيران، في حين أيد توقيت تلك الضربات، في 13/6/2025، من دون التزام أميركي مسبق بالمشاركة فيها، 69% من اليهود "الإسرائيليين".
لا شك إذاً في أن حملة العدو الصهيوني حسنت من حظوظ حكومة نتنياهو سياسياً في الداخل "الإسرائيلي"، وأعطت نتنياهو دفعةً قويةً من التأييد، حتى أن يائير لابيد، المعارض الأول لها، اندفع إلى دعمها بقوة.
وكان من ذلك دعمه لها أمام لجنة الشؤون الخارجية في البرلمان البريطاني، "على الرغم من كون نتنياهو منافساً سياسياً مريراً"، كما قال في شهادته أمام اللجنة عبر الفيديو، بحسب "ذا جويش كرونيكال" في 24/6/2025.
تختلف الحال تماماً مع الناخبين الأميركيين، إذ أشار استطلاع للرأي في موقع YouGov، في 23/6/2025، أي بعد ما يسمى "عملية مطرقة منتصف الليل" التي شنتها الولايات المتحدة على إيران، أن 85% من البالغين الأميركيين يعارضون دخول الولايات المتحدة في حربٍ مع إيران، وأن 5% فقط يؤيدون دخولها.
وبحسب YouGov ذاتها، أشار استطلاعٌ سابقٌ لانخراط الولايات المتحدة مباشرة في تلك الحرب في 22/6/2025، ولاحقٌ لبدء العدوان الصهيوني على إيران في 13/6/2025، إلى أن 53% من مؤيدي ترامب يرون أن "الولايات المتحدة لا ينبغي أن تتورط في النزاع الإيراني-الإسرائيلي"، في حين بلغت نسبة من عارضوا التدخل الأمريكي بين الأمريكيين عموماً 60%، إضافةً إلى 24% لا يعرفون، و16% يؤيدون.
فإذا صحت هذه الإحصائيات، المنشورة في 17/6/2025، فإن ذلك يعني أن معارضي الدخول في حرب مع إيران في الولايات المتحدة الأميركية ازدادت نسبتهم بعد دخول الأخيرة فيها مباشرةً.
كما أن تقارير إعلامية غربية، كما في "نيويورك تايمز" مثلاً في 13/6/2025، أو "إندبندنت" البريطانية في 17/6/2025، بغض النظر عن دقة تلك الاستطلاعات، تحدثت عن انقسامات حادة في صفوف كبار الجمهوريين بشأن انخراط الولايات المتحدة مباشرةً في الحرب.
وكان أحد كبار الحزب الجمهوري، "ريتش باريس"، حذر ترامب مباشرةً، في صفحته في منصة "أكس"، في 17/6/2025، أن الحزب الجمهوري سوف يخسر غالبيته في الكونغرس عقداً كاملاً من الزمان، إذا جرى الضغط على الزناد
لذلك، كان على ترامب، أن يخرج من المسرح بسرعة البرق، لحساباته الداخلية أميركياً، بعد أن دخله من الباب العريض دعماً للكيان الصهيوني، وأن يُظهِر دخوله كأنه حسم المعركة بصورة تامة ونهائية، من دون أن يخالف عهوده الانتخابية بعدم توريط بلاده في حروبٍ خارجية مطولة ومكلفة وعبثية، كما ظل يردد.
لذلك أيضاً، كان من المنطقي أن يجن جنون ترامب عندما تداولت وسائل إعلام أميركية، مثل قناة CNN و"نيويورك تايمز"، تقاريرَ، تستند إلى تقييم "أولي" لوكالة الاستخبارات العسكرية التابعة للبنتاغون DIA، تشككُ في "إنجازه العظيم"، وتقول إن الأضرار التي لحقت بالمرافق النووية الإيرانية التي استهدفتها "عملية مطرقة منتصف الليل": فوردو، ونطنز، وأصفهان، يمكن إصلاحها في غضون شهر أو شهرين في إحدى الحالات، أو بضعة أشهر في الحد الأقصى، على النقيض مما زعمه ترامب عن فعالية تلك العملية.
وعلى الرغم من صراخ ترامب بأن ما جرى تداوله عبارة عن "أخبار زائفة"، فإن تقرير وكالة الاستخبارات العسكرية الأميركية حقيقي.
ما جرى فعلياً هو أن ذلك التقرير وضع على شبكة CAPNET للتواصل الخاص بين البيت الأبيض والكونغرس، تحت عنوان "سري جداً" Top Secret، مساء الإثنين الفائت.
مع عصر الثلاثاء الفائت، وجدت أجزاء من تقرير وكالة الاستخبارات العسكرية طريقها إلى بعض وسائل الإعلام الأميركية، من دون ذكر المصدر، في حين سعت CNN و"نيويورك تايمز" إلى إثارة جنون الشك لدى ترامب باقتطاف "3 مصادر" في الاستخبارات العسكرية زعمتا أنها أسرت بالمعلومات الخاصة إليهما!
جاء ذلك في سياق صراع سياسي ضارٍ بين تيار ترامب والدولة العميقة. وثمة تقارير، كما جاء في موقع "نيو ريببلِك"، في 25/6/2025، أن إدارة ترامب سوف تقلص مشاركة المعلومات الخاصة مع الكونغرس من الآن فصاعداً من جراء هذا التسريب، الأمر الذي سيعقد علاقة ترامب مع المشرعين، وخصوصاً أن الضربات على إيران شُنت من دون تفويض من الكونغرس، وفي ظل معارضة بعض النواب الجمهوريين لها، مع العلم أن صراعاً نشب تاريخياً بشأن صلاحية الرؤساء الأميركيين في شن الحروب من دون تفويض من الكونغرس.
يوم الأربعاء، تبنت إدارة ترامب رواية هيئة الطاقة النووية "الإسرائيلية" رسمياً، في واجهة موقع البيت الأبيض في 25/6/2025، بأن الضربات الأميركية-"الإسرائيلية" على إيران أعاقت قدرتها "على تطوير أسلحة نووية لسنوات عديدة. ومن الممكن أن يستمر الإنجاز إلى أجل غير مسمى إذا لم تتمكن إيران من الوصول إلى مواد نووية".
الحقيقة الأخرى، غير صحة تقرير وكالة الاستخبارات العسكرية، هي أن أحداً لا يعرف بعد، على وجه الدقة، مدى الضرر الذي لحق بالمرافق النووية الإيرانية، ربما حتى الإيرانيون أنفسهم، على الرغم من مزاعم ترامب بأن "كل" المرافق النووية الإيرانية جرى "محوها" من الوجود.
لكن ذلك التصريح الاستفزازي ذاته، والذي أعيد نشره في موقع البيت الأبيض، ربما يكون محسوباً لدفع الإيرانيين إلى كشف مقدار ما لم يجرِ "محوه" رداً على استفزاز ترامب.
تغوص المواقع الغربية الجادة حالياً في تقييم مدى الضرر الذي لحق بالبرنامج النووي الإيراني، وتبحث عن أصغر معلومة عما بقي منه. لذلك، فلننتبه جيداً أن التداول في تلك التفاصيل، ومحاولة إبراز حيثياتها، لإظهار عدم فعالية الضربات الأمريكية-الصهيونية، ليس بالضرورة أمراً حصيفاً.
لنلاحظ ما أشار إليه مثلاً تقرير مهم ومطول في مجلة "فورين أفيرز" الأمريكية، في 26/6/2025، تحت عنوان "هل نجحت الهجمات على إيران؟"، من أن لدى إيران الفرصة الآن لنقل بعض المعدات والمواد، والتي كانت تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، إلى برنامج إعادة بناء مشروعها النووي مدعية أنها دُمرت في الهجمات بالكامل.
انظر كذلك التقرير المفصل، والمرفق بصور الأقمار الصناعية (قبل وبعد)، الذي نشره موقع "الراديو العام القومي" الأميركي NPR، في 26/6/2025، تحت عنوان "دُمر، تلِفَ، أم بات غير صالحاً للعمل؟
ما نعرفه عن المنشآت النووية الإيرانية"، والذي يثير بقلقٍ، في خاتمته، موضوع 400 كيلوغرام من اليورانيوم المخصب بات موقعها غير معروفٍ الآن، وإلى احتمالية وجود مواقع أخرى احتياطية، تحت الأرض، وغير معلن عنها، يمكن متابعة البرنامج النووي الإيراني فيها.
الحلقة المركزية للمعركة إذاً ستنتقل الآن إلى جبهة الاختراق الأمني، والذي ثبت أنه كبير جداً خلال العدوان الصهيو-أميركي على إيران، وأنه أدى دوراً مركزياً كرافعة له للأسف. لكنه الآن، بعد العدوان، سيصبح أكثر أهميةً ومركزيةً، لتحقيق غرضين مترابطين:
أ – معرفة ما تبقى من مكونات البرنامج النووي (والبالستي) الإيراني، كماً ونوعاً.
ب – معرفة متى وأين وكيف وبأي وتيرة وأي خبرات ستجري إعادة بنائه.
من هنا، فإن حرب الظلال ستكون الشكل الأهم في المرحلة المقبلة التي يركز فيها الغرب الجماعي على معرفة ما جرى تحقيقه في العدوان، وما لم يتحقق، وبالتالي، متى وفي أي مواقع وبأي زخم وبمساعدة من سيجري تجديده، حتى تُوضعَ أهدافُ العدوان المقبل على إيران وخططُه.
لذلك، يصر تقرير "فورين أفيرز" مثلاً على الضرورة القصوى لإعادة إيران تحت رقابة الوكالة الدولية للطاقة الذرية، لأهمية المعلومات التي كانت تنشرها علناً، بالنسبة لأجهزة الاستخبارات الغربية، في تقييم التقدم الذي حققه البرنامج النووي الإيراني... فما بالكم في المعلومات التي لم تكن تنشرها علناً؟!
كما يؤكد تقرير "الراديو العام القومي" NPR أن الطريقة الوحيدة لإيقاف البرنامج النووي الإيراني هي وضع إيران تحت ربقة اتفاق تخضع بموجبه لرقابة مشددة ومستمرة بموافقتها.
ومن البديهي أن الوكالة الدولية للطاقة الذرية كانت إحدى أدوات الحرب على إيران، أمنياً، كأداة تجسس، لا سياسياً فحسب، عندما أعطت الذريعة للعدوان في القرار الذي أصدره مجلس حكامها، في 12/6/2025، بأن إيران باتت مخالفة لالتزاماتها النووية، قبل يومٍ واحدٍ فقط من العدوان الصهيوني على إيران.
من البديهي إذاً أن يتخذ البرلمان الإيراني قراراً بإيقاف التعاون مع تلك الوكالة. والحقيقة أن ما جرى، منذ انسحاب ترامب من الاتفاق النووي مع إيران سنة 2018، إلى دعم العدوان الصهيوني على إيران في قلب ما يفترض أنه عملية تفاوضية، إلى شن ضربات أمريكية مباشرة لاستكمال العدوان الصهيوني، يؤكد صحة النهج الذي سارت عليه كوريا الشمالية: التخلص من الرقابة الدولية، والمضي قدماً، لا في تخصيب اليورانيوم فحسب، بل في بناء أسلحة نووية بأسرع ما يمكن، بغض النظر عن العواقب.
يؤكد الكوريون الشماليون أنهم تعلموا كثيراً من درس العراق، الذي هوجم بعد خضوعه لبرنامج تفكيك أسلحته وصواريخه طويلة المدى. والعبرة من كوريا الشمالية هي: الدولة المسلحة بأسلحة دمار شامل لا يجرؤ الغرب على مهاجمتها. والعبرة من تجربة العراق وليبيا (وفلسطين) هي أن الغرب يستخدم النهج التفاوضي كستارٍ للعدوان.
أخيراً، يغوص كثيرون في جدالٍ عقيمٍ بشأن هوية المنتصر في معركة الاثني عشر يوماً بين إيران من جهة، والطرف الأميركي-الصهيوني من جهةٍ أخرى.
وبعيداً عما زعمه جيش العدو الصهيوني بشأن تحقيق كل أهداف العدوان على إيران، وتدمير مفاعل أراك للمياه الثقيلة، والذي ينتج البلوتونيوم، ومنشأة التخصيب في نطنز، وموقع تحويل اليورانيوم في أصفهان، وعشرات المواقع الأخرى المتصلة بالبرنامج النووي الإيراني... ليستكمل العدوان الأميركي المهمة في فوردو وغيره.
وبعيداً عن مزاعم العدو الصهيوني تدمير 50% من منصات إطلاق الصواريخ الإيرانية، ومئات الصواريخ البالستية، وتدمير أكثر من 30 منشأة لإنتاج الصواريخ عبر إيران، و80% من منظومات الدفاع الجوي الإيرانية، واعتراض 90% من الـ 530 صاروخاً التي أطلقتها إيران خلال المعركة، و99% من أكثر من 1100 مسيرة إيرانية...
وبعيداً عن تبجح العدو الصهيوني أنه صفّى أكثر من 30 قائداً عسكرياً عالي الرتبة، و11 عالماً نووياً إيرانياً...
وبعيداً عن تبجح نتنياهو بشأن تحقيق "انتصار تاريخي" على إيران، ودفع "خطرين وجوديين داهمين"، هما النووي والبالستي...
وحتى بعيداً عن الإنجازات العسكرية الإيرانية الحقيقية في هذه المعركة، ومنها مثلاً لا حصراً، بحسب موقع "ميليتري واتش ماغازين" في 27/6/2025، النجاح في استهداف مقر شركة "رافاييل" العسكرية، و"مركز الأبحاث النووية" في "تل أبيب"، و"الكرياه"، وهو معادل البنتاغون في الكيان الصهيوني، ومقر الموساد، وقاعدة "أوفدا" الجوية، وقاعدة "نيفاتيم" الجوية، إضافةً إلى معهد وايزمن للعلوم والتكنولوجيا، ومرفأ حيفا، ومصفاة النفط في حيفا، ومطار بن غوريون، ومرافق صناعية استراتيجية في "كريات غات"، وما أدراك ما "كريات غات"، التي توجد فيها عشرات المصانع، ومنها أهم مصانع الأسلحة الخفيفة، والأهم، مصانع أشباه الموصلات فائقة التطور (بعرض 7 نانو ميليمتر) التابعة لشركة "إنتل"، وغيرها...
أقول، بعيداً عن المزاعم والحقائق، وعن إعلانات النصر الساحق والنهائي من طرف نتنياهو أو ترامب، أو حتى في صف محور المقاومة وأنصاره، فإن البعض ينسى أن هذه معركة ضمن سلسلة معارك، وهي لم تكن الأولى، ولن تكون الأخيرة بكل تأكيد، لكنها تتويج لمسار تصاعدي في الاشتباك المباشر بين طهران و"تل أبيب" كانت معركة الوعد الصادق الثالثة مجرد جولة من جولاته.
إنها حلقة في سلسلة، لا نهاية المطاف، ولا بدايته، وهي حربٌ لم تبدأ في 13/6/2025، ولم تنتهِ في 24/6/2025، وبالتالي لما تتحدد هوية المنتصر والمهزوم فيها بعد.
لكنْ، يمكن أن نقول، عندما يكون ميزان القوى، عسكرياً وتكنولوجياً، مائلاً مع الطرف الأمريكي-الصهيوني بوضوح، وعندما يكون ذلك الطرف قادراً على ارتكاب مجازرَ بشعةٍ ودمارٍ شاملٍ، إن المقاومة تنتصر ما دامت لم تتوقف، والعدو مهزوم ما دام غير قادرٍ على إخضاع المقاومة، من إيران إلى غزة.
هل تخلت إيران عن برنامجيها النووي والصاروخي ورضيت بتفكيكهما تحت وصاية غربية (أي صهيونية)؟ هل رفعت الراية البيضاء؟ هل استسلمت لمشيئة الطرف الأمريكي-الصهيوني سياسياً؟ هل تخلت عن نهج المقاومة؟ هل نجح ترامب في فرض الاستسلام غير المشروط الذي طالب إيران به؟
وبالمعية، هل توقفت المقاومة في غزة؟ وهل تمكن العدو من تثمير قدراته التدميرية في صورة نصر سياسي؟ أم أن وقف إطلاق النار من دون استسلام المقاومة لشروط العدو يعني نصرها تكتيكياً؟
إن ذلك هو المقياس في المدى القصير.
أما من يجلسون في مقاعد المتفرجين، مصفقين أو ساخطين، بانتظار أن تسفر المعركة عن تحرير القدس الآن، وليس غداً، من دون أن يرفعوا إصبعاً، إلا لتغيير القناة التي يشاهدونها على شاشة التلفاز أو هاتفهم المحمول، فلهم أن يشاهدوا مباراة رياضية أو فيلماً سينمائياً.
هذه معركة تاريخية، وصراع أجيال، وما برح تحقيق نصر تاريخي فيها رهناً بتعبئة جماع قوى الأمة لحسم المعركة تاريخياً. وحتى يتحقق ذلك الشرط، فإن تراكم الانتصارات الصغيرة يتمثل في استمرار المقاومة ذاتها، وفي استمرار مشروعها.