وزراء دفاع روسيا وايران وسوريا راجعوا الأخطاء التكتيكية

اجتماع وزراء دفاع روسيا وايران وسوريا في العاصمة الإيرانية طهران بحث ضرورة حسم الموقف من الإرهاب وتصفية جذوره.

اجتمع وزراء دفاع روسيا وايران وسوريا في طهران بناءً على دعوة من الوزير الإيراني واستناداً لقناعة الوزراء الثلاثة ودولهم بضرورة حسم الموقف من تصفية الحركات الإرهابية تصفية جذرية وبحث الخبراء الذين رافقوا الوزراء ما يلي :
تقيّيم التكتيكات السياسية التي أتخذت في المرحلة السابقة وما شابهها من فجوات مكنّت الولايات المتحدة  من التضليل والخداع واتخاذ خطوات لإطالة أمد المعركة الدائرة على الأرض السورية.
وكان الحديث صريحاً ، فقد كلفّت الفجوات التكتيكية وجوهرها، الموافقة على وقف الأعمال العدوانية أو الهدنة أو وقف أطلاق النـار ، كلفت الجيش السوري وحلفاءه كثيـراً.
وكان هذا التكتيك قد أتبّع رغم وعي الأطراف إلى احتمالات أستخدام هذه الهدنة لكسب الوقت من قبل إسرائيل وتركيا والولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا ، للزجّ بأسلحة جديدة ومسلحين جدد، ضد الجيش  السوري وحلفائه.
وأشار الرئيس السوري بشار الأسد بوضوح إلى شرط بلاده للموافقة على وقف أطلاق النار مع تنظيمات مسلحة، لم يحسم الإتفاق الروسي الأميركي صيغتها (معتـدلة ام أرهابيــة )، فقد قال إن شرطنا هو أنّ لا تستخدم هذه الهدنة لإجراء تغيير في المواقع ، لكن هذا ما حصـل.
فقد زوّدت تركيا وإسرائيل والسعودية بدعم من الولايات المتحدة ، جبهة النصرة الإرهابية بأسلحة ذات فاعلية وذخائر محرّمة دولياً وآلاف المسلحين في مناطق الشمال.
كما قامت إسرائيل والتحالف السعودي بتزويد الجبهة الجنوبية ( الجولان ودرعا )  بأسلحة ومسلحين ومعلومات وحماية ومعالجة ووقود وطعـام.
لكن هذه المعارك في الشمال والجنوب والتي بلغت ذروة  لم تصلها أثناء القتـال، لم تكن هي الخطوات الوحيدة التي أتخذتها الولايات المتحدة في محاولة لتغيير موازين القوى على الساحة السورية ميدانيـاً، لا بل قامت بخطوات ستظهر الأيام أنها أكثر خطورة على سوريــا.
فقد أتفقت مع تركيــا وبريطانيـا وفرنسـا على خلق جيب دائم ، يرتبط بها ارتباطاً مباشراً ، وتستخدمه في وجه النظـام والجيش في سوريا.
وهذا الجيب الأميركي الأوروبي ، يرفع يافطـة تحت اسم " سوريا الديموقراطيـة"، في حين تحاول أميركا أن تلبس هذا الجيب لباساً سياسياً داخلياً ، عبر طرح مشروع دستـور ومحاولة تحويل السلطة في سوريــا إلى سلطة تمثل الطوائف والقوميـات المختلفة وليس السوريين (وهذا خطيــر ).
وفي الوقت الذي تشنّ فيه تركيـا  وأميركا حرباً ضد أكراد تركيا وحزب العمال الكردستاني،  وتبقي عبد الله آوجـلان سجيناً وأسيراً ، تفتح خزائن أسلحتها وذخائرهـا وأموال السعوديـة لجماعات كردية متناقضة مع حزب العمال الكردستاني ، الذي يرفض تقسيم سوريا وينادي بوحدتها ارضاً وشعباً، والكلام هنا قطع أشواطاً طويلة عمليـاً.
استغلت الإدارة الأميركية تكتيك وقف أطلاق النـار ، واستخدمت شعار محاربة داعش ( وهي لا تحارب داعش عملياً ) لإرسال آلاف جنود المارينـز، وكذّبت إعلامياً بإدعاء أن عدد الخبراء ، لم يزيد على1200 من العسكرييـن.
وعندمـا أعلن الرئيس الأميركي باراك اوبــامـا "أننا نستطيع ان نحرر الرقة والموصل بسرعة"، كان يشير ضمناً ويستند في حديثه للخطوات التي أتخذها البنتــاغون ونفذّهـا .
يضاف إلى ذلك أن الإدارة الأميركية ، أتفقت مع بريطانيـا لإرسال 2000 عسكري بريطاني معظمهم من القوّات الخاصة والمظليّين إلى سوريـا دون إعلان ، في حين أوشكت فرنسا على إنهاء بنــاء قـاعدة عسكرية كبيرة قرب الحدود الشمالية ، داخل الأراضي السورية، وهذا اعتداء على سيادتها ، لا يختلف عن اعتداء اسرائيـل على السيادة السورية في الجولان.

وعلى ما تقدّم،  فإن التحـالف الروسي الإيراني السوري لمحاربة الإرهاب ، سوف يواجه مهمات أشقّ من مهماتـه السـابقة.
فبالاضافة للمعارك الدائرة في حلب ودرعا والجولان والقلمون وغوطة دمشق، سيكون أمام هذا التحالف مواجهة التمدد الإرهابي المدعوم من تركيا في الشمال ، والتمددفي الجنوب والذي تدعمه إسرائيل ودول التحالف السعـودي، فضلاً عن القواعد العسكرية الأميركية والأوروبية ، التي ستزوّد المنشقين بنصيب، في ظل ضرب الارهابيين في الشمال والجنوب، ودعم الغرب ليافطة "سوريـا الديموقراطية"، لتكون حصّة الغرب من خلالهـا.
كل هذا يتطلّب إنهاء الجيش العربي السوري وحلفاؤه معركة الرقة والطبقة بنفسه ، وأن يسيطر على منابع النفط والغــاز هنـاك، فضلاً عن ضرب الطرق الموصلة من تركيا في الشمال ، لمواقع الإرهابيين ، لمنع وصول المسلحين والسلاح والذخيرة ، بهدف إطالة عمر معركــة حلب،وصولاً إلى إنهاء وجود الإرهابيين في القلمون .

وبالتوازي، يجب أن تخاض معركة سياسية ضد خرق سيادة الأراضي السورية من قبل فرنسا وبريطانيـا والولايات المتحدة، إذّ أن هذا الخرق سيضيف إلى معـارك الإرهابيين ضد سوريــا ثقلاً، بهدف حماية إسرائيل وأكراه سوريـا على تنازلات تتصل بقضية فلسطين، وهذا الأمر شكلّ جوهر مباحثات نتنياهو في موسكو .
فقد أبلغ نتنياهو الجانب الروسي أنه على أستعداد للتعـاون في ما يتصل بالموضوع السوري ، ان أعترفت سوريـا بإسرائيــل، واوقفت دعمها لحزب الله .

قرار الوزراء الثلاثة، سوف يأتي بالردّ العملي على كلّ ما اقترفته واشنطن خـلال فترة الهدنـة، ولا شك أن بريطانيـا وفرنسـا ستنــالان حصتهمـا من الخسـائر،  عندما يحين وقت الحسـاب .